مستشارة تربوية وأُسريّة لبنانية للوفاق:
حزب الله.. رمز للمقاومة والنضال
المقاومة في حزب الله هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الحركة السياسية والعسكرية في لبنان. تأسس حزب الله في أوائل الثمانينيات كرد فعل على الاحتلال الصهيوني للبنان، وقد أصبح منذ ذلك الحين رمزًا للمقاومة في المنطقة. وبهذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المستشارة التربوية والاسرية اللبنانية الدكتورة زينب حجازي يتناول تأثير المقاومة في حزب الله على لبنان والمنطقة بشكل عام، والروح والبسالة التي يتمتع بها أعضاء الحزب، والنجاحات والتحديات التي تواجهها هذه الحركة الجهادية على مر السنين، وفيما يلي نصه:
سهامه مجلسي
شباب المقاومة رمز للشجاعة والإصرار
في البداية قالت الدكتورة زينب حجازي: شباب المقاومة هم رمز للشجاعة والإصرار، وأمثلة حيّة على الصمود في وجه الصعاب والتحديات. في ميادين القتال، تظهر بسالتهم وشجاعتهم من خلال تضحياتهم الغالية وإقدامهم على المخاطر دون تردد. هؤلاء الأبطال وضعوا أرواحهم على أكفّهم، وانطلقوا للدفاع عن أرضهم وعرضهم بقلوب مليئة بالإيمان والعزيمة.
في كل معركة يخوضها شباب المقاومة، تظهر روحهم الوطنية والتزامهم الثابت بتحقيق العدالة والحرية. هم ليسوا مجرد مقاتلين، بل هم حراس للكرامة والهوية. بفضل تضحياتهم، يتحقق الأمل ويزدهر الأمان في قلوب أبناء الوطن. قصصهم البطولية ستروى في المجالس والمدارس، وستصبح مصدر إلهام
للأجيال القادمة.
تدريبهم المكثف واستعدادهم الدائم يعكس قوة إصرارهم على الانتصار. في ساحات المعركة، يتحدون الصعاب بشجاعة وثبات، ويصنعون من المواقف الصعبة فرصًا للانتصار. يبدعون في ابتكار استراتيجيات جديدة ويستخدمون كل ما لديهم من موارد لصد العدوان
وتحقيق النصر.
البسالة ليست مجرد كلمة تصف شجاعتهم، بل هي نبض يتجلى في كل خطوة يخطونها وكل تحدٍ يواجهونه. هم أبطال ليس فقط في ساحات الوغى، بل أيضًا في حياة الناس اليومية، حيث يسعون دائمًا لمد يد العون ودعم المجتمع الذي ينتمون إليه.
إن قصص استبسالهم وشجاعتهم ستظل محفورة في الذاكرة، تتناقلها الأجيال كتذكار لبطولات لا تُنسى. هؤلاء الشباب هم دليل حي على أن الشجاعة والتضحية هما العمود الفقري لأي حركة مقاومة، وأن الإيمان بالقضية والحرية هو الدافع الذي يحركهم نحو تحقيق المستحيل. بفضلهم، نستمر في العيش بكرامة وعزة، وهم يستحقون كل التقدير والاحترام لعطائهم اللامتناهي.
جذور حزب الله وروح المقاومة
توضح لنا الدكتورة زينب حجازي: تأسس حزب الله في عام 1982 كرد فعل على الغزو الصهيوني للبنان. منذ البداية، كانت الحركة تهدف إلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة ومقاومة الاحتلال الصهيوني بكل السبل الممكنة. الروح القتالية التي يتمتع بها حزب الله تتجلى في استعداد أعضائه للتضحية بحياتهم من أجل الدفاع عن أرضهم وشعبهم. تعتمد هذه الروح على قناعة عميقة بعدالة القضية التي يحملونها، وتتجلى في الشجاعة والبسالة التي يظهرونها في ميدان القتال.
استراتيجيات المقاومة
تقول الدكتورة حجازي: حزب الله يعتمد على استراتيجيات مقاومة متعددة تشمل التكتيكات غير التقليدية، والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة. وتتضمن استراتيجيات الحزب التدريب المكثف لأعضائه، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في العمليات العسكرية، وبناء شبكة لوجستية قوية تدعم العمليات الميدانية. وتعتمد هذه الاستراتيجيات على المرونة والتكيف مع الظروف المتغيرة، مما يجعل الحزب قادرًا على مواجهة التحديات المختلفة بكفاءة.
الدعم الإقليمي والدولي
الدعم الإقليمي والدولي لعب دورًا كبيرًا في تعزيز قدرات حزب الله وعلى رأسه الدعم المالي والعسكري من إيران، مكّن الحزب من بناء قدراته العسكرية وتطوير تكتيكاته. هذا الدعم لم يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل شمل أيضًا الدعم الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المحلية التي يعيش فيها أعضاء الحزب، مما ساهم في تعزيز التأييد الشعبي للحزب.
النجاحات العسكرية والسياسية
وحول النجاحات التي حققها حزب الله توضح الدكتورة حجازي: حزب الله حقق نجاحات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي. على الصعيد العسكري، استطاع الحزب تحرير مناطق واسعة من الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني، وأسهم في تراجع الجيش الصهيوني من مناطق استراتيجية. على الصعيد السياسي، أصبح الحزب جزءًا مهمًا من الحياة السياسية في لبنان، حيث يشارك في الحكومة والبرلمان ويلعب دورًا مؤثرًا في
صنع القرار.
تأثير حزب الله على المجتمع اللبناني
وتقول الدكتورة حجازي: حزب الله ليس مجرد حركة مقاومة عسكرية، بل هو أيضًا قوة اجتماعية وسياسية داخل لبنان. الحزب يدير مؤسسات اجتماعية وصحية وتعليمية تخدم المجتمعات المحلية، مما يعزز من دوره كقوة إيجابية في المجتمع. الدعم الذي يقدمه الحزب للمجتمعات المحلية يعزز من شرعيته وتأثيره، ويجعله قادرًا على تحمل التحديات الداخلية والخارجية.
رغم التحديات الكبيرة، فإن حزب الله يظهر دائمًا مرونة وتكيفًا مع الظروف المتغيرة. الاستراتيجية المستقبلية للحزب تركز على تعزيز قدراته العسكرية، والحفاظ على الدعم الشعبي، والاستفادة من التحالفات الإقليمية والدولية. الحزب يواصل تطوير تكتيكاته واستراتيجياته ليكون قادرًا على مواجهة أي تهديدات مستقبلية.
القصص الملهمة
فهنا توضح لنا الدكتورة حجازي: روح المقاومة والبسالة في حزب الله تتجلى في العديد من القصص الملهمة لأعضائه. من بين هذه القصص قصة الشهيد عماد مغنية، أحد القادة العسكريين البارزين في الحزب، الذي قدم حياته في سبيل المقاومة. قصة مغنية تعكس الشجاعة والتفاني الذي يتمتع به أعضاء الحزب، وهي تمثل رمزًا للإصرار والتضحية في سبيل القضية.
وفي الختام توضح لنا الدكتورة زينب حجازي: حزب الله يمثل أحد أبرز حركات المقاومة في المنطقة، ودوره يتجاوز الحدود اللبنانية ليكون قوة مؤثرة في الصراع الإقليمي. روح المقاومة والبسالة التي يتمتع بها أعضاء الحزب، بالإضافة إلى الدعم الشعبي والإقليمي، تجعل من حزب الله قوة لا يمكن تجاهلها. التحديات كبيرة، لكن الحزب يظهر دائمًا قدرته على التكيف والصمود في وجه الظروف الصعبة، مما يجعله رمزًا للصمود والأمل في منطقة مضطربة. ويستمر حزب الله في لعب دور محوري في السياسة والمجتمع اللبناني، وتأثيره يمتد إلى ما هو أبعد من الحدود اللبنانية. هذه الحركة تمثل بالنسبة للكثيرين رمزًا للمقاومة والنضال من أجل الحرية والكرامة، وتستمر في السعي لتحقيق أهدافها رغم كل التحديات.