تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
إنعقد بحضور إيران والعراق وسوريا
إجتماع بغداد الثلاثي.. تأكيد على إحتواء الأزمة السورية
ولدى وصول عراقجي إلى العاصمة بغداد، كان في استقباله نظيره العراقي فؤاد حسين في مقر وزارة الخارجية العراقية، وتوجها إلى اجتماع ثلاثي بحضور وزير الخارجية السوري بسام الصباغ لبحث الوضع في سوريا.
وزار وزير الخارجية الإيراني النصب التذكاري لقادة النصر الشهيدین الفريق الحاج "قاسم سليماني" و"أبو مهدي المهندس" قرب مطار بغداد الدولي، مؤدياً التحية لهما.
وبدأ الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية إيران والعراق وسوريا في مقر وزارة الخارجية العراقية ببغداد، وبحث الإجتماع التصعيد الارهابي ضد الدولة السورية وضرورة تنسيق الجهود وتكثيفها لصد الهجمة الارهابية الجديدة في المنطقة.
في السياق، إلتقى عراقجي قُبيل إنعقاد الإجتماع، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبحث الطرفان آخر التطوات في المنطقة. وشدد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة التشاور وتكثيف الجهود لحلّ الأزمة السورية.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي أن بلاده تواصل بذل الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة بسوريا، وأشار إلى أن "موقف العراق الرسمي والثابت هو مع وحدة سوريا وأمنها واستقرارها"، مشدداً على "أهمية احترام سيادة الأراضي السورية".
وأكد السوداني "مواصلة العراق بذل الجهود الدبلوماسية الحثيثة في سبيل احتواء الأزمة في سوريا، لتأثيرها الصريح على الأمن العراقي"، لافتاً إلى أن "ما يحدث في سوريا لا ينفصل عمّا شهدته غزّة ولبنان من أحداث تسببت في تهديد أمن المنطقة وزعزعة استقرارها".
كما التقى عراقجي الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد. وأشاد رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني خلال اللقاء "بمساعي العراق من أجل إنهاء الصراعات وتهدئة الأوضاع، وبما يخدم شعوب المنطقة واستقرارها الأمني والسياسي والاقتصادي".
من جهته، أكد الرئيس العراقي دور بلاده الثابت في تعزيز السلم والأمن الدوليين. وأشار عبداللطيف جمال رشيد إلى "ضرورة تكثيف الجهود والتنسيق المشترك للوصول إلى حالة الأمن والاستقرار في المنطقة، وحفظ وحدة وسيادة سوريا وسلامة أبنائها"، مؤكداً "أهمية استمرار التشاور والتنسيق وبما يحفظ السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي، ووضع خطة مدروسة لمنع تداعيات الأحداث المتسارعة في المنطقة".
الوضع الخاص في سوريا يتطلب التشاور
وقال عراقجي للصحافيين قبيل الإجتماع في بغداد: إن الوضع الخاص في سوريا يتطلب التشاور بشأنه. وأكد أن زيارته إلى العراق تأتي استكمالاً لجولاته الإقليمية إلى البلدين تركيا وسوريا قبل أيام، وتابع: الوضع في المنطقة، خاصة في سوريا، حساس للغاية، وهذا يتطلب التشاور والتنسيق بين كافة الدول المعنية.
وأضاف رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني، أنه عادة ما يتم تقديم حلول مختلفة من خلال هذه المشاورات والإجراءات والجهود والغرض من هذه الاجتماعات هو خلق منصة لاتخاذ قرار مشترك لحل الأزمات. واعتبر أن الهجمة العسكرية الإرهابية التي استهدفت مواقع الجيش السوري، خرق لإتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020، لأن هذه المنطقة من ضمن إتفاق "خفض التصعيد" الموقع بضمانة تركيا في أستانة، والذي يشمل مناطق في إدلب وأطراف حلب وأجزاء من حماة وستكون أيضاً اللاذقية.
وبناءً على إتفاق عام 2017 بين إيران وروسيا وتركيا كدول ضامنة للسلام، تم إنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا (خفض التوتر).
تشاور عراقي-سوري
وكان قد وصل وزير الخارجية السوري إلى العاصمة بغداد أيضاً للمشاركة في الإجتماع المذكور. وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أن "نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين، استقبلا وزير الخارجية السوري بسام صباغ، في مبنى وزارة الخارجية". وأضاف البيان أنه "جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع والتطورات الأمنية في سوريا، حيث أعرب حسين عن قلق العراق البالغ إزاء هذه التطورات"، مشيراً إلى أن "العراق يتابع المستجدات في سوريا باهتمام كبير لما لها من تأثير مباشر على أمن واستقرار المنطقة".
من جانبه، أوضح وزير الخارجية السوري أن "القلق مشترك بين البلدين"، مؤكداً أن "التطورات الحالية قد تشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة ككل".
وشدد الوزيران على "أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين لتفادي تكرار التجارب السابقة والعمل على حماية الأمن الإقليمي، بما يضمن استقرار المنطقة ويخدم المصالح المشتركة".
وبحث وزير الخارجية العراقي مع نظيره السوري التطورات الأمنية في سوريا وسبل التعاون المشترك مشددين على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين لتفادي تكرار التجارب السابقة.
ملفات عدة على طاولة المباحثات
بالتزامن مع المباحثات الثلاثية بين إيران والعراق وسوريا بشأن مجريات الملف السوري، أكدت وزارة الخارجية العراقية، الجمعة، أنها ناقشت عدداً من الملفات مع الجانب التركية، من بينها التطورات في سوريا، حيث تم عقد عدة اجتماعات في مبنى وزارة الخارجية العراقية، للمشاورات السياسية بين العراق وتركيا، المباحثات تناولت عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون السياسي، وتشكيل مواقف مشتركة إزاء القضايا الإقليمية والدولية.
يذكر أنه من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا الدول الضامنة لإجتماع أستانة في الدوحة اليوم السبت لبحث تطورات الأوضاع في سوريا. وتركيا وروسيا وإيران، هي الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانة الذي انطلق عام 2017 في كازاخستان بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وذلك بعدما تجمد مسار جنيف.