وإنهيار دراماتيكي للتنظيمات الإرهابية على طريق خناصر - أثريا
اشتداد المعارك في الشمال السوري.. والجيش يتقدم باتجاه«السفيرة»
استعاد الجيش السوري السيطرة على كامل البلدات والقرى على طريق محردة – السقيلبية في ريف حماة، فيما أفادت مصادر سورية بانهيار دراماتيكي للتنظيمات الإرهابية على طريق خناصر أثريا مع تعمق الجيش السوري باتجاه ريف حلب الجنوبي.
كما تقدمت وحدات الجيش السوري باتجاه السفيرة، ما يعني أنه يعود سريعاً إلى عمق أرياف محافظة حلب.
وعلى وقع هذه التطورات المتسارعة والمفصلية، قال الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن أحمد حسن، لصحيفة الوفاق: لا شك أن التصعيد الكبير وغير المسبوق الذي أوكلت مهمة تنفيذه للتنظيمات الإرهابية المسلحة بزعامة هيئة تحرير الشام (تنظيم جبهة النصرة) خطير ومؤلم.
مواجهات للجيش السوري مع إرهابيي« قسد»
في التفاصيل، تخوض وحدات من الجيش السوري مواجهات مع إرهابيي» قسد» المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد شنهم هجوماً على مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية في ريف دير الزور الشمالي.وأفاد التلفزيون السوري بأن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تتصدى لهجوم شنه إرهابيو مجلس دير الزور العسكري التابع لميليشيا قسـد الارهابية، على القرى المحررة بمنطقة الجزيرة بريف دير الزور الشمالي.وأشارت مصادر محلية إلى سماع أصوات اشتباكات عنيفة من محاور القرى السبعة شمالي ديرالزور، في حين أعلن مجلس دير الزور العسكري الإرهابي بدء المعركة ضد الجيش السوري في تلك المنطقة.
وبالتزامن مع المواجهات، نفذ طيران الإحتلال الأمريكي عدداً من الغارات، استهدفت مواقع للجيش السوري في بلدة خشام شمال شرق مدينة ديرالزور.
الجيش السوري يستعيد السيطرة على القرى في ريف حماة
وفي سياق تصدي الجيش للهجوم الارهابي في الشمال السوري، أفادت مصادر سورية بانهيار دراماتيكي للجماعات الإرهابية على طريق خناصر ـ أثريا مع تعمق الجيش السوري باتجاه ريف حلب الجنوبي.
كما تقدمت وحدات الجيش السوري باتجاه السفيرة، ما يعني أنه يعود سريعاً إلى عمق أرياف محافظة حلب.
وكثف الجيش السوري استهدافه مواقع إرهابيي»هيئة تحرير الشام» وحلفائها في أرياف حلب وحماة وإدلب، بالتزامن مع استعادة الجيش السيطرة على كامل البلدات والقرى الواقعة على طريق محردة – السقيلبية من التنظيمات الإرهابية المسلحة وهي: كرناز وتل ملح والجلمة والجبين وحيالين والشيخ حديد.وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة جهوزية الجيش وعزمهم على مواصلة تنفيذ مهامه، بالتعاون مع القوات الروسية العاملة في سورية، مشيرة إلى تنفيذ جملة من الاستهدافات على مواقع الإرهابيين ومحاور تحركاتهم، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات منهم خلال الساعات الماضية وتدمير مقرات ومستودعات لهم في أرياف حلب وحماة وإدلب.
الجيش يبدأ بالتحرك على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب
وكان مصدر عسكري سوري ذكر أنه «خلال الساعات الـ24 الماضية تواصلت الاستهدافات التي ينفذها الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة العاملة في سورية عبر ضربات مركّزة جوية وصاروخية ومدفعية على مواقع الإرهابيين ومستودعاتهم وخطوط إمدادهم ومحاور تحركهم في ريفي حلب وإدلب، ما أسفر عن تدمير 5 مقرات قيادة و7 مستودعات ذخيرة وسلاح متنوع، بعضها يحتوي على طائرات مسيرة».وبين المصدر أن القوات المسلحة بدأت بالتحرك على عدة محاور في أرياف حلب وحماة وإدلب للالتفاف على الإرهابيين وطردهم من المناطق التي دخلوها وتأمينها بالكامل، وتثبيت نقاط تمركز جديدة للتحضير للهجوم التالي، مع استمرار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محاور الاشتباك.
وفي وقت لاحق مساء الإثنين أكد مصدر عسكري أن وحدات من الجيش تخوض اشتباكات عنـيفة على محاور القتال بمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة في ريف حماة الشمالي بالتزامن مع غارات مكثفة يشنها الطيران الحربي السوري- الروسي المشترك مستهدفاً تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم على ذلك الاتجاه وموقعاً في صفوفهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
التظيمات الإرهابية تحضر لاستخدام غازات سامة
وعلى صعيد موازٍ، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصادر، بأن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بالتعاون مع ما تسمى منظمة «الخوذ البيضاء» الارهابية يحضران لاستخدام غازات سامة ضمن تجمعات سكانية في ريفي حلب وإدلب، في حين أشارت مصادر روسية وسورية إلى أن الهجوم الإرهابي على حلب تم بمشاركة من الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي «ناتو».وفي السياق ذكر مصدر عسكري أن الطيران الحربي السوري - الروسي المشترك وجه ضربات متتالية على تجمعات الإرهابيين ومحاور تحركهم على أطراف بلدة السفيرة في ريف حلب الشرقي.
في غضون ذلك وبينما أكدت السورية للاتصالات أنها مستمرة بتقديم الخدمات لأهالي حلب وملتزمة بعدم قطع أي خدمة حتى ولو كان عليها ذمة مالية حتى إشعار آخر، عطلت المجموعات الإرهابية المسلحة أبراج شركات الخليوي السورية في كل مناطق حلب وبدأ الإرهابيون تشغيل شبكة الخليوي التركية في حلب.
الإرهابيون في سوريا تحركوا بضوء أخضر من نتنياهو
أغى ذلك كشفت اوساط العدو الصهيوني أن المجموعات الارهابية في سوريا تحركت بضوء اخضر من نتنياهو، والهدف اضعاف محور المقاومة ومنع تزويد حزب الله بالسلاح من سوريا، وتشكيل مزيد من الضغط على الرئيس السوري لفظ ارتباطه بالمحور وفلسطين.وبدون مواربة وبدون اي تحفظ، أكدت الاوساط الصهيونية ان هجوم الفصائل الارهابية على حلب وبقية المناطق في سوريا وبعد وقف اطلاق النار في لبنان مباشرة، هي عملية صهيونية لضرب محور المقاومة في سوريا وتطويق حزب الله لمنع وصول السلاح واضعاف النظام في سوريا، وان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والمستويات السياسية والامنية تشعر بسعادة غامرة لتنفيذ هذه المجموعات الارهابية الاهداف التي سعت وتسعى اليها القوات الصهيونية في ضرب محور المقاومة التجذر في سوريا.
وكشفت الاوساط الصهيونية انه جرت ضغوط كبيرة على الرئيس السوري بشار الاسد لفك الارتباط مع القضية الفلسطينية ومحور المقاومة، الا انها لم تنفع فاصبح الهدف اما التخلص من الحكومة السورية او ممارسة المزيد من الضغوط عبر ما يسمى المعارضة السورية لتحقيق هدف فك الارتباط لكنها شككت بنجاح هذا الامر.
اوساط صهيونية اعتبرت ان الآمال الصهيونية في تغيير الحكومة السورية من الارجح ان تخيب هذه المرة لان وراءه محور قوي وذكرت بكلام رئيس وزراء العدو السابق ايهود باراك عام الفين واثني عشر الذي وعد باسقاط بشار بين عدة اسابيع او اشهر الا ان الرئيس الاسد لا يزال ثابتا.
شهيد في عدوان صهيوني على سوريا
من جهة اخرى استشهد شخص من جراء استهداف مسيّرة صهيونية سيارةً على طريق مطار دمشق الدولي بالقرب من جسر بلدة عقربا، وفق ما أكد مصدر محلي.وأشار المصدر المحاي إلى أن الاعتداء الصهيوني تسبب بأضرار مادية في المكان.وأكدت وكالة «سانا» انفجار سيارة من جراء عدوان صهيوني استهدفها على طريق مطار دمشق الدولي.
خبير استراتيجي سوري للوفاق: للقضاء على ماتبقى من التنظيمات الإرهابية في سوريا
هذا وعلى وقع هذه التطورات المتسارعة والمفصلية، قال الخبير الاستراتيجي الدكتور حسن أحمد حسن، لصحيفة الوفاق حول آخر مستجدات الوضع الميداني، وكيف هي تحضيرات الجيش والحلفاء: لا شك أن التصعيد الكبير وغير المسبوق الذي أوكلت مهمة تنفيذه للتنظيمات الإرهابية المسلحة بزعامة هيئة تحرير الشام (تنظيم جبهة النصرة) خطير ومؤلم، لكن إمكانية التعامل معه ومع تداعياته قد يبرهن على صحة مقولة: «رب ضارة نافعة»، والوضع العام غدا مهيأ أكثر من أي وقت مضى لتحويل التحدي إلى فرصة حقيقية للقضاء على ما تبقى من مجاميع الإرهاب التكفيري المسلح على امتداد الجغرافيا السورية، وهذا يصب في مصلحة جميع دول المنطقة وشعوبها، كما أن ترك الخطر على حاله والتعامل معه كواقع قائم يحمل المزيد من الأخطار الجدية والتهديدات للجميع، وعندما تتنصل تركيا من أية مسؤولية، ويتضمن الخطاب الرسمي الأمريكي نفياً لأي دور في هذا التصعيد الذي قادته التنظيمات الإرهابية وفق التوصيف الأمريكي فهذا يعني أن إمكانية إزالة هذا الخطر بكل تفاصيله مرتفعة، وما يساعد على ذلك تبدل المزاج الإقليمي بشكل عام.
اتصالات هاتفية بين الرئيس السوري والدول الصديقة
ويضيف حسن أحمد حسن في حديثه مع الوفاق، إلى أن الاتصالات الهاتفية بين السيد الرئيس بشار الأسد وكل من رئيس وزراء العراق، ورئيس الإمارات العربية، والبيانات التي صدرت على ألسنة وزراء خارجية ومسؤولين رفيعي المستوى في المنطقة تؤكد هذا الأمر.وأشار: الجانب الأكثر دلالة مرتبط بالخطاب الروسي والإيراني، وكلاهما أكد دعمه للدولة السورية، وحقها في فرض الأمن والنظام على كامل الجغرافيا السورية، وضرورة التعامل مع هذا الخطر الكبير بما يجب، ولعل زيارة السيد وزير الخارجية الإيرانية ولقائه مع السيد الرئيس الأسد، وما صدر من تصريحات رسمية تؤكد إن البوصلة تتجه نحو إزالة هذا الخطر واجتثاثه، ومن الطبيعي أن تتكامل جهود جميع أصدقاء سورية وحلفائها في محاربة الإرهاب لتحقيق ذلك.
من هم داعمو الإرهابيين في هذا العدوان؟
وأردف اللواء السابق في الجيش السوري حول من يدعم الارهابيين في هذا العدوان وما سبب هذه الهجمة الارهابية في هذا التوقيت: لا يحتاج الأمر إلى مزيد من الجهد والتحليل العميق لمعرفة من يدعم الإرهابيين في هذا الهجوم الإرهابي الخطير، فهوية الداعمين واضحة، وفي مقدمتهم من كان وراء إيجاد التنظيمات الإرهابية المسلحة بمختلف مسمياتها، أي الجانب الأمريكي ومن يدور في فلكه من التحالف الذي تقوده واشنطن على الجغرافيا السورية، وكذلك الطرف الذي يفرض سيطرته في مناطق انتشار أولئك القتلة، والطرف الثالث هو الكيان الصهيوني الذي تعمل هذه التنظيمات كتشكيل من جيشه على الجغرافيا السورية، والجميع يذكر معالجة المئات من جرحى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في المشافي الصهيونية سابقاً، وزيارة نتنياهو لهم في المشافي للاطمئنان عليهم، وأفراد هذا التنظيم الإرهابي هم نفسهم من تزعموا الهجوم على حلب وبقية المناطق التي وصلت إليها شرورهم وإرهابهم.
سبب التصعيد الإرهابي
أما ما يتعلق بسبب هذا التصعيد الإرهابي في هذا التوقيت بالذات، فهناك أسباب متعددة منها الفرعي والسطحي، ومنها الجوهري والرئيسي، وباختصار شديد يمكن القول: ما تضمنه حديث نتنياهو الذي قدمه لجمهور مستوطنيه عن الأسباب التي دفعته للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، والتهديد الذي أطلقه بكل صفاقة عندما قال: إن «الرئيس السوري يلعب بالنار» كان كلمة السر التي تلقتها جميع التنظيمات الإرهابية، فكان هذا التصعيد الخطير، ومن المهم هنا التذكير بالأوراق المتتالية التي احترقت وسقطت في المشروع الصهيو أمريكي ضد دول المنطقة وشعوبها، فبعد احتراق ورقة العمل للقضاء على المقاومة في غزة وتهجير الفلسطينيين منها تم التلويح بورقة سحق حزب الله وفرض نظام سياسي موالٍ في لبنان، لكنها احترقت أيضاً، ولم يعد أمام الدولة العميقة إلا أحد خيارين: إما تفجير بؤرة جديدة وأكثر خطورة، أو الاعتراف بنهاية الدور الوظيفي للكيان الصهيوني، ونظراً لانتفاء بديل قادر على القيام بذاك الدور الوظيفي المتآكل والمتهالك كان القرار بتفجير الأوضاع في سورية من جديد، وإشغال المنطقة والعالم بذلك، لعلهم يستطيعون في فترة الموجة الجديدة للتصعيد إعادة تأهيل الكيان السرطاني قادة وجيشاً ومستوطنين لإعادة إسناد المهمة الحصرية له مجدداً، وهذا ما حدث، لكن غاب عن أذهانهم أن حسابات حقول الشر لا تتوافق مع حسابات بيادر أصحاب الإرادة، وبيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان الذي لن يتطلب فترة زمنية طويلة كما يتوهم أصحاب الغطرسة والاستكبار.