تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بعد طرد الإرهابيين منها
القوات السورية تحصّن مواقعها شمال حماة.. وتستعيد العديد من البلدات
في حين بحث الرئيس السوري بشار الأسد، مع رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وعدداً من القضايا العربية والدولية.
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أكّد الأحد، خلال اتصال هاتفي أجراه مع الملك الأردني، عبد الله الثاني، أن «الأمن والاستقرار في سوريا، يُمثلان أهميةً لا يمكن التهاون فيهما، ليس للعراق فحسب بل لكل دول المنطقة».
الجيش السوري يستعيد السيطرة على بلدات استراتيجية
في التفاصيل، تمكنت القوات المسلحة السورية، بحسب وزارة الدفاع السورية، من «تأمين عدد من المناطق بعد طرد الإرهابيين منها، أهمها قلعة المضيق ومعردس، حيث قضت على العشرات منهم، فيما لاذ بقيتهم بالفرار».
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام في دمشق، باستهداف الطيران الحربي السوري والروسي تحركات للجماعات المسلحة في قرى حزارين والركايا بريف إدلب الجنوبي.
وأوضحت وسائل الإعلام أنّ الغارات استهدفت نقاطاً لـ «هيئة تحرير الشام» الإرهابية في محيط خان شيخون جنوبي إدلب، ومورك في ريف حماة الشمالي.
كما أشارت مصادر إخبارية إلى أنّ الجيش السوري يحصّن مواقعه في حماة وشمالها، وهو يقف على خط تماس مباشر مع جنوب إدلب، مؤكّدةً استعادة الجيش السيطرة على بلدة حلفايا في ريف حماة الشمالي.
ولفتت المصادر إلى أنّ الجيش السوري «استعاد العديد من البلدات في ريف حماة الشمالي وصولاً إلى ريف حماة الشرقي».وتمكّن الجيش السوري من استعادة قلعة مضيق وقرية معردس ومحيطها في ريف حماة، وأيضاً استعاد الجيش السيطرة على بلدتي السمان والجب في ريف حماة، إضافةً إلى 7 قرى أخرى، بحسب المصادر.
الجيش السوري يتصدى لمحاولات تقدم الإرهابيين
كما شدّدت مصادر محلية على أنّه «لا صحة للمعلومات التي تُفيد بسيطرة الجماعات المسلحة الإرهابية على قرية محردة ومدينة السقیلبية في ريف حماة»، نافيةً أيضاً المعلومات التي تُفيد بتقدم الجماعات المسلحة الإرهابية في اتجاه قرية سلمية.
وأوضحت المصادر أنّ الجيش السوري «تصدى لمحاولات تقدم الجماعات المسلحة الإرهابية في أقصى ريف حلب الجنوبي عند مطار أبو الظهور العسكري»، لافتةً إلى أنّ الجماعات المسلحة الإرهابية «فشلت في التقدم والسيطرة على بلدة خناصر في ريف حلب».
ونفت وسائل إعلام المعلومات التي تزعم تقدم الجماعات المسلحة الإرهابية إلى معامل الدفاع ومركز البحوث العلمية في ريف حلب الجنوبي ومحيط مدينة السفيرة، مؤكّدةً كذلك أنّ «المعلومات التي تفيد بسيطرة الجماعات الإرهابية على بلدتي تل عرن وتل حاصل في ريف حلب الجنوبي غير صحيحة». وشدّدت على أنّ بلدتي تل حاصل وتل عرن ومدن سفيرة ودير حافر وخفسة ومسكنة في ريف حلب ما زالت تحت سيطرة الجيش السوري. كما بيّنت أنّ الجيش السوري أفشل محاولات تسلل الجماعات المسلحة الإرهابية في اتجاه بلدة سلمى في ريف اللاذقية. في غضون ذلك، نزح أكثر من مليوني نسمة من مدينة حلب إلى المدن المجاورة بُعيد دخول الجماعات المسلحة الإرهابية. وبينما يواصل سلاح الجو السوري والروسي دكّ معاقل جبهة النصرة الإرهابية في ريفي حلب وإدلب، أكّد التلفزيون السوري أنّ حصيلة الأيام الـ3 الماضية من تصدي الجيش السوري لمسلحي جبهة النصرة الإرهابية قاربت الألف قتيل منهم.
تصعيد عسكري من جانب الإرهابيين
وأوضح مصدر ميداني بريف حلب الغربي، أن ليلة السبت شهدت تصعيداً عسكرياً من جانب الإرهابيين، التي أطلقت قذائف مدفعية باتجاه نقاط تمركز الجيش السوري في الفوج ٤٦ ومحيط بلدات أورم الصغرى وأورم الكبرى وعنجارة، في مسعى لإشعال المنطقة الحيوية وزعزعة الاستقرار فيها.وقال المصدر أن استهدافات مدفعية الجيش العربي السوري المكثفة، عقب اعتداءات الإرهابيين، شمل مصادر إطلاق النار من التنظيم الإرهابي في محيط كل من تقاد ومكبيلس وكفر عمة وكفر تعال والقصر والأتارب، حيث سمع دوي القصف والانفجارات في مواقع الفرع السوري لتنظيم القاعدة في مدينة حلب، بعد منتصف ليلة السبت.وأشار إلى أن قصف الجيش السوري، طال خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية في محيط مدينة دارة عزة، على بعد ٤٠ كيلو متراً غرب حلب، وخصوصاً محور الفوج ١١١ شرقي المدينة.وأشار المصدر إلى أن الجيش السوري حقق إصابات مباشرة في تجمعات وحشود الإرهابيين على امتداد محاور ريف حلب الغربي، وقتل وجرح أعداداً كبيرة منهم.
الجيش السوري: سنواصل عملياتنا
وكانت وزارة الدفاع السورية أكّدت في بيان أنه «لا صحة للأخبار التي نشرتها التنظيمات الإرهابية حول انسحاب الجيش السوري من حماة»، لافتةً إلى أنّ «هناك وحدات عسكرية تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة».
وقالت الوزارة إنّ «وحدات قواتنا المسلحة تتمركز في مواقعها في الريف الشمالي والشرقي لمحافظة حماة وهي على استعداد كامل لصد أي هجوم إرهابي محتمل».وبالتزامن، شدّد الجيش السوري، على أنه «سيواصل عملياته والتصدّي للتنظيمات الإرهابية لطردها، واستعادة سيطرة الدولة ومؤسساتها على كامل حلب وريفها».وقامت وحدات الجيش السوري بإعادة الانتشار نحو مطار حلب الدولي، من أجل منع تدمير أحياء المدينة، في حين تقوم طائرات الجيش باستهداف تجمعاتهم في حلب وريفها.
يأتي ذلك، بعد أن شنّت التنظيمات المسلحة الإرهابية، والمنضوية تحت ما يسمى «هيئة تحرير الشام»، مدعومةً بآلاف الإرهابيين الأجانب وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من المسيّرات، هجوماً واسعاً من محاور متعددة في جبهتَي حلب وإدلب.
حراك دبلوماسي
في السياق بحث الرئيس السوري بشار الأسد، مع رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وعدداً من القضايا العربية والدولية.السوداني شدد على أن «أمن سوريا والعراق هو أمن واحد»، معرباً عن «استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسوريا لمواجهة الإرهاب وتنظيماته كافة». وأضاف السوداني أن العراق متمسك باستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.وفي اتصال هاتفي بين الرئيس السوري والرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، جرى بحث التطورات الأخيرة في سوريا وعدد من الملفات الإقليمية.وشدد الرئيس الأسد على أن بلاده «مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم»، موضحاً أن دمشق «قادرة بمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية».
من جانبه، أكد ابن زايد وقوف بلاده مع الدولة السورية و»دعمها في محاربة الإرهاب وبسط سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها».
السوداني للملك الأردني: أمن واستقرار سوريا لا يمكن التهاون فيهما
من جهته أكّد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأحد، أن «الأمن والاستقرار في سوريا، يُمثلان أهميةً لا يمكن التهاون فيهما، ليس للعراق فحسب بل لكل دول المنطقة».وشدد السوداني خلال اتصال هاتفي أجراه مع الملك الأردني، عبد الله الثاني ناقش فيه تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة، واستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، على ضرورة تنسيق الجهود، ودعم العراق للعمل العربي والدولي المشترك لمواجهة التحديات.ولفت السوداني إلى ضروة العمل على وقف «العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية التي يواجهها الشعب الفلسطيني».بدوره، أكّد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي أنّ «الأردن يتابع التطورات في سوريا بقلق»، مشدداً على «وقوف الأردن إلى جانب سوريا، ووحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها، ورفض كل ما يهدد أمنها واستقرارها».
وفي وقتٍ سابق، نددت دول عدّة، منها: روسيا وإيران والعراق ومصر ولبنان وسلطنة عمان بما تشهده سوريا من تطورات خطيرة.