تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
حوار خاص مع مستشار الإمام الخامنئي الدكتور علي لاريجاني، بشأن زيارته الأخيرة إلى سوريا ولبنان:
الروحيّة التي لمستها لدى مجاهدي حزب الله ستجعلهم ينتصرون
نقل مستشار قائد الثورة الإسلاميّة وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، الدكتور علي لاريجاني، خلال زيارته إلى سوريا ولبنان الأسبوع الفائت، رسالتين من الإمام الخامنئي إلى رئيس الجمهوريّة العربية السورية الدكتور بشار الأسد ورئيس مجلس النواب اللبناني السيّد نبيه برّي. حازت هذه الزيارة على اهتمام الوسائل الإعلاميّة الإقليميّة والدوليّة، وقد صبّت في مصلحة جبهة المقاومة، وجرى تحليلها وتقييمها بأساليب متعدّدة. في هذه المناسبة، أجرى موقع KHAMENEI.IR الإعلامي حوارًا خاصًّا مع الدكتور لاريجاني مستشار قائد الثورة الإسلاميّة ، جرى فيه تقييم المجالات والأحداث والمعطيات الميدانيّة لهذه الزيارة وتحليلها، إضافةً إلى تداعياتها السياسيّة، والدوليّة، والميدانيّة على الظروف الاستثنائيّة التي تشهدها المنطقة. وفيما يلي خلاصة الحوار :
من الواقعي القول أنّ السيّد بشار الأسد في عداد القادة السياسيّين ذوي الفكر الناضج والحكيم على مستوى المنطقة، وقد انتهج منذ أعوام خلت هذا المسار الداعم للمقاومة، إن كان في فترة العزلة، أو الآن بعد أن دعته الدول العربيّة للتعاون في الجامعة العربيّة، وسائر الأماكن الأخرى. لقد كان يتمتّع دائمًا بهذه الصلابة والمتانة في دعم المقاومة، وهو من القادة السياسيّين القلائل في الدول العربيّة الذين يتمتّعون بالذكاء، ويتصرّفون بنحوٍ جيّد.
ماذا كان ردّ فعل السيّد بشار الأسد، وكذلك السيّد نبيه برّي، على رسالة الإمام الخامنئي، وما هي ردود الفعل التي تلقيتموها من هذين السيدين الموقّرين عندما عقدتم لقاء مع كلٍّ منهما، وطرحتم عليهما هذا الموضوع؟
كان ردّ فعل هذين الموقّرين تجاه رسالة قائد الثورة الإسلاميّة محترمًا جدًّا، وقدّرا الرّسالة بشكل كبير، وأنا كنت أعلم مسبقًا آراءهما تجاه قائد الثورة الإسلاميّة، وهما يعدّان سماحته شخصيّة مرشدة في القضايا، ومشرّعة للطرق المسدودة في المنطقة، وعليه، كان رأي كليهما أنّ النقاط التي جاءت في هذه الرسائل، هي نفس القضايا التي نحتاجها اليوم وعلينا أن نهتمّ بها، ونحن نوافق عليها كلّها، وسنتابعها أيضًا. كان ما تلقياه أنّ الرسالة جاءت من قِبل شخصيّة حريصة على المنطقة، تستشرف مستقبلها، ولديها ما يكفي من الاهتمام والالتفات لكلّ الجوانب والقضايا في المنطقة، وتسعى لحلّ القضايا. لقد رحّبا بالرسالة من هذه الناحية.
يسعى العدو إلى تأكيد فكرة معينة، ويقدّم تحليلًا مبنيًّا على إضعاف أذرع القوة لجمهورية إيران الإسلامية في المنطقة، ويحاول بطرائق مختلفة التأكيد على أن هذه الأذرع تضعف يومًا بعد يوم. ما هو تحليلكم لهذا الموضوع؟ إلى أي مدى يتوافق ذلك مع الواقع، بنظركم أنتم الذين كنتم في الميدان وعاينتم الوضع هناك؟
نعم، إنهم يروجون لهذا التصوّر. يعني أنهم قد عملوا على تعزيز هذا التصوّر بنحو كبير، سواء في البلدان الغربية أو في البلدان العربية. ربما تكون هذه القضايا هي التي جعلت الدول الغربية تعتقد أن الظروف بالنسبة لإيران قد ضعفت الآن، ولذلك قرروا الضغط من خلال إصدار قرارٍ ضد إيران في مجلس الأمن. أتذكر أن هذا القرار الذي تسعى الدول الغربية إليه عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشبه تمامًا ما فعلوه بعد حرب الـ 33 يومًا. يومها قال كيسنجر: «ها وقد حدثت هذه الأزمة الإقليمية، حسنًا، لنصدر قرارًا ضد إيران». الأزمة وقعت في لبنان، فجاؤوا إلى قضيتنا النووية، وقالوا إنهم يريدون إصدار قرار بمجرد أن يتغير الوضع في حرب الـ 33 يومًا. وبالفعل، عندما أدرك الصهاينة أنه لم يعد بإمكانهم التقدم في هذه القضية، توجهوا نحو وقف إطلاق النار، وفي نفس الوقت تمامًا، أعلنوا أنهم سيصدرون قرارًا ضد إيران. أتذكر أنه في ذلك الوقت، اتصل بي السيد سولانا، وقال لي: «أنا آسف جدًّا، لأن المخربين فعلوا فعلتهم». يعني أن تصوُّرًا خاطئًا قد تشكّل لديهم. الآن، انظروا، منذ أن أصدروا ذلك القرار لمنع الحصول على التقنية النووية، هل تم منعها؟ هل أصبحت إيران أضعف منذ ذلك الحين حتى الآن؟ إنهم يرون ذلك بأنفسهم، ويرتكبون خطأً مشابهًا أيضًا.
نعم، لقد حصل مثل هذا التصوّر. ولكن لماذا هذا التصوّر خاطئ؟ انظروا، الآن سأشرح لكم عن حزب الله. هؤلاء [الصهاينة] قد ضربوا قيادة المنظمة والمعاونين وبعض الشخصيات المهمة في صفوفها، وجرحوا ثلاثة آلاف من عناصرها، وحيّدوهم عن العمل. لذلك، كان لابد من جلب كوادر جديدة. وعندما ننظر الآن إلى الميدان، نرى أن جيلًا أصغر قد تولى القيادة، وميزة هؤلاء الشباب هي أنهم مؤمنون بشدة، وشجعان، وجسورون. ربما كلمة جسورون ليست الأنسب، لكن في الواقع، هؤلاء الشباب يمتلكون خاصية الابتكار في شجاعتهم، ولقد أقسموا من أجل [الدفاع عن] لبنان. لهذا السبب، اضطروا للبقاء في عملهم، وقدّموا الكثير؛ وحسب ما أعلم، فإن الصهاينة فقدوا تقريبًا بحجم فوج كامل في هذه الحرب. إذًا، ما هي النتيجة؟ أيّ ذراع ضربوا؟ أين ضربوه؟ نحن لا نحتاج إلى ذراع. يقولون: «قوات المقاومة»؛ فما معنى قوات المقاومة؟ يعني القوى الموجودة في المنطقة، والتي ثارت ضد العنف والاستبداد. هذا
هو الواقع.
نظرًا لأنكم كنتم أثناء حرب الـ 33 يومًا أمينًا لمجلس الأمن القومي، وعلى احتكاك بملف لبنان، بالتأكيد كان لديكم تماس مع الأحداث في تلك الفترة، وكذلك بعدها. برأيكم، ما هي التغيرات والتحولات الواضحة والبارزة التي حصلت لتيار المقاومة من عام 2006 حتى الآن؟
هناك موضوعان؛ الأول هو مدى التشابه بين حادثة حرب الـ 33 يومًا والحادثة الحالية، وكيف تم التعامل مع كل منهما. والثاني هو كيف تغيّرت الأوضاع في المنطقة خلال هذه الفترة.
في حرب الـ 33 يومًا، حدث شيء مشابه تمامًا للوضع الحالي، مع بعض الفروقات. الموضوع الأول هو أن الهجوم الأولي كان مشابهًا للوضع اليوم، إذْ كانت سرعة الكيان الصهيوني كبيرة في البداية، في أول أسبوعين تقريبًا، أو في الأيام الـ 12-13 الأولى، وكان القتل والتدمير كبيرًا، وعلى مستوى الأرض كانوا قد تقدموا أكثر مما هم عليه الآن. وفي هذه المدة، كلما كان هناك نقاش حول وقف الحرب، كان الأمريكيون يعارضون. وأتذكر أنه في ذلك الوقت، تم عقد مؤتمر في روما، حيث اقترح رئيس وزراء إيطاليا وآخرون وقف إطلاق النار. في ذلك الوقت، كانت وزيرة الخارجية الألمانية قد اعترضت بشدّة، وقالت: «ليس وقت الحديث عن هذا الآن». مرّ ذلك، وكانوا يعتقدون أنهم منتصرون، وأن مسألة حزب الله قد انتهت. لكن بعد مرور 12 أو 13 يومًا، تغيّرت الظروف. ومع تغيّر الظروف، راحوا هم أنفسهم يترجّون وقف إطلاق النار. تم إعداد مشروع القرار. وقبل ذلك، كانوا يرفضون أي قرار. وصار عدد من وزراء خارجية المنطقة الذين يؤدون دور الوسطاء يتصلون بهم باستمرار، ويحثونهم على دعم المسألة وحلّها بسرعة. هم أنفسهم صاروا يترجّون وقف إطلاق النار. كان هذا الصعود والنزول موجودًا في تلك الفترة أيضًا، وهو نفسه موجود الآن. هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الأخرى تختلف قليلًا. بالطبع، في تلك الفترة كان هناك السيد حسن نصر الله، والشهيد قاسم سليماني [وغيرهما من القادة]، وكان هؤلاء يشكلون مصدرًا كبيرًا لبث الروح المعنوية. الآن، هؤلاء ليسوا موجودين، لكن جرى تعيين مَن يخلفهم. كما لو أن هذه الجبهة كانت بحاجة إلى استشهادات كبيرة لكي يُقسم الشباب ويصمدوا في الدفاع عن لبنان. بمعنى أنه بدلًا من أن يتسبب هذا الموضوع في إضعافهم، أو في تآكل معنوياتهم، تحوّل إلى طاقة جديدة في روحيتهم. وبالفعل، ثبتوا في عملهم. صحيح أنهم قدّموا الكثير، لكن هذه الطاقة التي منحها الله لهم مِن شأنها أن تفعل الكثير أيضًا.
النقطة التالية هي أن قدرة حزب الله لا يمكن مقارنتها بما كانت عليه سابقًا؛ في حرب الـ 33 يومًا، لم يكن لديهم هذا الحجم من الخبرة العملياتية، ولكنهم الآن اكتسبوا الكثير من الخبرات، بالإضافة إلى أنهم أصبحوا يمتلكون إمكانات كبيرة. وحتى الآن، لم يستخدموا كل تجهيزاتهم المهمة، وإذا قرروا استخدامها، أعتقد أن المشهد سيتغير بشكل كبير. وربما أولئك [أي الصهاينة] قد أدركوا هذا الأمر، فصاروا يرغبون أكثر في التوصل سريعًا إلى وقف إطلاق نار. أعتقد أن المشهد يتغير، ويشبه ما قلته بالفعل.
جناب الدكتور، ما هو رأيكم بشأن لبنان، خاصّةً أنّ لبنان معرّضٌ الآن لهجمات الكيان الصهيوني، ما الذي تغيّر قبل الزيارة وبعدها؟ بعد معاينتكم الأمور من كثب، ومشاهدتكم روحيّة الناس والأجواء المحليّة في لبنان، كيف تصفون لنا ما رأيتم؟
أنا أعتقد أنّ رئيس الوزراء وكذلك رئيس مجلس النوّاب السيد نبيه بري، رجلان وطنيّان، وهما يرغبان حقًّا في حفظ شؤون بلدهما ومصالحه القوميّة، وهما صديقان لنا، ويعلمان أنّنا نرغب في أن تحقّق الحكومة اللبنانيّة والدولة اللبنانيّة النجاح في التخلّص من هذا الضغط الذي سبّبه لهم الكيان الصهيوني. شعب لبنان تعاطى بأصالة كبيرة مع المهجّرين، أي إنّ اللبنانيّين جميعًا – شيعة وسنّة ومسيحيّين – فتحوا أبواب بيوتهم أمام هؤلاء المهجّرين. وهذه تصرّفات تحمل قيمة كبيرة، وهي تبرز أفضل أنواع التلاحم الوطني في أيّ بلد، إذ استقبلوا في بيوتهم قرابة ثمانمائة أو تسعمائة ألف شخص، وتتمّ مساعدة آخرين في المدارس أيضًا. وبالنسبة إلى وصول المساعدات النقديّة والمؤثّرة من إيران أيضًا، فإنّ الحكومة اللبنانيّة قالت أنّها ستعثر على طريقة لتسهيل أمر وصولها. هذا ما لاحظته في سوريا أيضًا بالمناسبة، إذ طلب السيّد بشّار الأسد من النّاس أن يستضيف كلّ فردٍ منهم عائلة أو اثنتين في منازلهم، وأن يعدّوهم ضيوفهم، والعجيب أنّ هؤلاء يستضيفون 130 ألف شخص في بيوتهم، وهذا ذو قيمة عالية، إذ إنّ هذا التلاحم مشهودٌ بين هذه الدول والشعوب.
النقطة التالية هي أنّ رجال السياسة في لبنان يتمتّعون بمستوى فهم مميّز جدًّا تجاه مصيرهم، وصحيحٌ أنّ بعضهم صرّحوا ببعض الأمور خلال تلك الأحداث الأولى، لكن الأمر ليس كذلك الآن، وأنا خلال المحادثات التي أجريتها – وكانت هناك أطياف متعدّدة – كان الجميع متّفقون على فكرة وجوب مقاومة الكيان الصهيوني، وكانوا يوجّهون الشكر لإيران، ويُجمعون على دعمها الشعب اللبناني. لذلك، يلاحظ المرء وجود ترابط بين ميدان القتال والجبهة الخلفيّة المتشكّلة من الناس في لبنان، من ناحية تقديم الدعم والعزيمة والإصرار على الدفاع عن أرضهم.
أودّ أن أوجّه إليكم السؤال الأخير، نظرًا إلى ما عاينتموه على أرض الواقع، وأنتم في واقع الأمر تتابعون الأجواء السياسيّة، مثل قضيّة وقف إطلاق النار هذه التي باتت جديّة جدًّا الآن، أو زيارة الموفد الأمريكي الخاص في شؤون لبنان هوكشتاين إلى بيروت والأراضي المحتلّة، أو الأحداث التي تقع في غزّة من ناحية أخرى. أمام كلّ ما يحدث، كيف ترون مستقبل الأوضاع في لبنان؟ وضمن إطار أشمل، ما هو برأيكم الاتجاه الذي تسير المنطقة نحوه؟
في ما يرتبط بالأوضاع في لبنان، قلت أنّ الظروف توحي باقتدار كبير لدى قوى المقاومة، وهؤلاء استعادوا أنفسهم، وهم يتقدّمون إلى الأمام. وفي ما يرتبط بمفاوضات وقف إطلاق النار، فإنّ جناب السيّد نبيه برّي يتابع الأمر، وقد أوضح لي المسار الذي تتّجه إليه محادثاته، وكان يأمل أن يصل هذا الموضوع إلى نتيجة. طبعًا نحن أيضًا نسعى لوقف إطلاق النّار، وينبغي أن يتمّ هذا الأمر في أسرع وقت ممكن، لأنّه أفضل للناس. وعلى أيّ حال، يجب أن تنتهي الحروب كلّها، ومن الأفضل أن تنتهي في أسرع وقت. لكن في ما يرتبط بكيفيّة تحقّق ذلك وتفاصيله، فإنّنا لا نتدخّل في هذه الأمور، والمسؤولون اللبنانيّون أنفسهم، كالسيّد نبيه برّي وأصدقائه، أو حزب الله، يدرسون هذه الأمور بدقّة عالية، ولديهم إمكانات جيّدة جدًّا لدراسة الأمور. ومهما كان القرار الذي يتوصّلون إليه، هم والحكومة اللبنانيّة، فإنّ إيران ستدعمه، ونحن قلنا هذا الأمر للسيّد رئيس الوزراء، وكذلك للرئيس نبيه برّي، وأيضًا للإخوة في حزب الله. وعليه، أنا أعتقد أنّ الأجواء واضحة جدًّا، وتوفيق قوى حزب الله يلوح في الأفق، أي إنّ المرء يرى فجر انتصارهم.
في غزة، الوضع مختلف إلى حد ما، ومع ذلك لا تزال المقاومة هناك تُظهر قدرتها على البقاء. لكن ظروف الناس صعبة للغاية، حيث دُمّر الكثير من المباني هناك، ليس كلّها، ولكن أغلبها تقريبًا. بمعنى آخر، لقد صنعت الصهاينة كارثة كبيرة. لكن الوضع هناك مشابه أيضًا. أعتقد أن قضية غزة والضفة الغربية والمسلمين الفلسطينيين قد جدّدت جرحهم، وهذا برأيي كان خطأ كبيرًا ارتكبه نتنياهو، حين ظنّ أنه سينهي القضية بالبطش. في الواقع، هذا سيزيد من المقاومة. لكن، أوضاعهم اليوم صعبة للغاية. حصل في المنطقة عامةً نوع من الذهاب والإياب. الذهاب هو أن الكيان الصهيوني، من خلال فعلته، خلقت جوًّا إعلاميًّا يوحي بأن الأمر قد انتهى.
حتى إن بعض هذه الدول المهترئة إلى حد ما في المنطقة، قالت بعض الأشياء مثل: «نعم، الآن حزب الله قد تلقى ضربة كبيرة من الناحية الميدانية والعسكرية وانتهى أمره، ولكن من الناحية السياسية يجب أن ينتهوا أيضًا في لبنان». لا أحد ينخدع بمثل هذ الكلام. هذا كان في المرحلة الأولى، عندما كانت لدى هؤلاء بعض التصورات الخاطئة. الآن الوضع مختلف. الآن، هذه الدول في المنطقة تؤمن، أي إن الكثير منها يقول - طبعًا لا نقول جميعها - بأن الظروف يجب أن تصبح أكثر توازنًا، وأن الكيان الصهيوني كانت مخطئة في ما قالته. والآن لقد فهموا أنه لو كانت "إسرائيل" قد نجحت، لكان هؤلاء أنفسهم لا يحظون بأيّ مكانة في المنطقة. وهذه حقيقة لمسوها بالفعل. حتى بعض الدول التي تختلف معنا في التوجهات السياسية، والتي كانت في الماضي تظهر الكثير من التعظيم للصهاينة، أصبحوا اليوم يشعرون أنه إذا سمحوا للصهاينة [بالتوسّع]، فستبتلعهم بسرعة. ولذلك، أصبحوا مهتمين الآن بأن يبقى حزب الله قويًّا، رغم أنهم في الماضي لم يكونوا يعتقدون بهذا الأمر. أعتقد أن المنطقة بشكل عام تسير نحو وضعية مختلفة تمامًا عن الماضي من حيث المقاومة. بلا شك، تعرّضنا لضربات، وقدّمنا الكثير من الشهداء، لكن الإنجاز كان إنجازًا مهمًّا لمستقبل المنطقة. هذه الدماء كأنها دماء تغلي، فجعلت تيار المقاومة أقوى.