الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وتسعة وأربعون - ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وتسعة وأربعون - ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

مع فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية

ما هي التحديات الجيوسياسية لباكستان وعلاقتها مع الولايات المتحدة؟

 / إن التحديات الجيوسياسية التي واجهتها باكستان منذ تأسيسها، بما في ذلك التطرف الديني والعرقي، وضعف الحكم ، قد أدت إلى إفساح المجال لنفوذ القوى الإقليمية والدولية للعب أدوار في هذا البلد. كما أن الكوارث البيئية التي تؤدي إلى الركود الاقتصادي تجعل باكستان تواجه استقطاباً عميقاً ومتعدد الأوجه من حين لآخر.
في هذا السياق، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية في فترات مختلفة أولوياتها الاستراتيجية على أساس الحفاظ على مستوى من العلاقات مع باكستان، آخذة في الاعتبار المخاوف الرئيسية من الصين التي تهدد هيمنتها، والوضع الأمني غير المستقر في أفغانستان، والنفوذ الإقليمي لدول أخرى، وكذلك متابعة استراتيجية الهند والمحيط الهادئ. وقد كان نهج كل إدارة أمريكية تجاه باكستان نهجاً أمنياً وعسكرياً، يهدف إلى حماية مصالحها واستخدام هذه المصالح في تنفيذ الاتفاقيات الإقليمية والدولية.
ضغوط محتملة
من المتوقع أن تتخذ إدارة ترامب موقفاً أكثر تشدداً فيما يتعلق بالعلاقات التجارية والاقتصادية مع الصين، بما في ذلك زيادة الضغط ضد مبادرة الحزام والطريق. وهذا قد يعني أن تعاون باكستان مع الصين في إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني قد يخضع لمراقبة وضغط متزايد من إدارة ترامب، مما قد يجبر باكستان على الاختيار بين الجانبين.
من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي الفترة الرئاسية الثانية لترامب إلى علاقات أوثق بين الولايات المتحدة والهند، وهو أمر يثير قلق باكستان بشدة. ومن المحتمل أن تؤدي عودة ترامب إلى البيت الأبيض إلى تعقيد المشاكل الأمنية لباكستان مع الهند. ووفقاً للخبراء، لا يمكن لدونالد ترامب أن يلعب دوراً في تطبيع العلاقات بين باكستان والهند، حيث حاول في الماضي تطبيع العلاقات بين البلدين، لكن الهند رفضت ذلك وقالت إنها مسألة ثنائية وليست سهلة التحقيق.
تحدي مسألة عمران خان
كان لدونالد ترامب وعمران خان العديد من القواسم المشتركة خلال فترتيهما في السلطة. فقد تمتع كلاهما بشهرة دولية قبل أن يصلا إلى أعلى المناصب عبر الانتخابات السياسية. ويتميز كلاهما بجاذبية شعبوية وقومية، وقد وعدا بإعادة بلديهما إلى عظمتهما السابقة. كما انتقد كلاهما سلوك الحكام السابقين وتعرضا لانتقادات شديدة من وسائل الإعلام المحلية.
وقد اعتُبر لقاء عمران خان مع ترامب في يوليو 2019 انتصاراً دبلوماسياً لخان، مما عزز مكانته الدولية وساهم بشكل كبير في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان. وبالنظر إلى تلك الفترة، يعتقد مؤيدو خان، بمن فيهم الكثير من الجالية الباكستانية-الأمريكية البالغ عددها 625,000 نسمة، أن ترامب قد يكون راغباً في دعم رئيس الوزراء السابق خلال فترته الرئاسية الثانية.
وقد أقامت الجالية الباكستانية-الأمريكية في الولايات المتحدة علاقات قوية مع حملة ترامب، وتعهدت بدعمه بدلاً من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. ومع ذلك، فإن تدخل ترامب، حتى لو كان ضمنياً لدعم عمران خان، سيكون محفوفاً بالمخاطر.
يُظهر سجل ترامب أن قراراته في السياسة الخارجية غالباً ما تتأثر بالعلاقات الشخصية والمصالح المالية أكثر من كونها مبنية على موقف أيديولوجي ثابت، مما يثير مخاوف بشأن التزامه طويل المدى بأي نتيجة محددة في باكستان.
علاوة على ذلك، قد يؤدي التفاعل المحتمل لترامب مع باكستان إلى تفاقم الانقسامات الداخلية، خاصة إذا فُسر دعمه على أنه انحياز. وقد يعزز مثل هذا الموقف من عزيمة مؤيدي خان، مع تصعيد الصراع طويل الأمد بين القوى المدنية والعسكرية في البلاد.
ورغم أن الولايات المتحدة قد استخدمت تاريخياً نفوذها للتأثير على النتائج في باكستان، وغالباً ما فضلت المصالح الجيوسياسية على المعايير الديمقراطية، إلا أنها لم تتجاهل أبداً قوة المؤسسة العسكرية في نسيج السياسة الداخلية والخارجية الباكستانية.
تتمتع المؤسسة العسكرية في باكستان بقوة كبيرة، ولا يمكن إنكار نفوذ الجيش في السياسة الداخلية والخارجية للبلاد. وبينما لا يمكن تجاهل المناورات الدبلوماسية والمصالح الاستراتيجية والعلاقات الشخصية في المشهد السياسي الباكستاني، فمن المؤكد أن دونالد ترامب سيتشاور مع الجيش الباكستاني بدلاً من السياسيين، وهذا الواقع قد يخلق عقبات أساسية لعمران خان.
وعلى الرغم من أن عمران خان قد هنأ ترامب على فوزه عبر منصة (X)، ويبدو أنه يأمل في أن يخفف فوز ترامب من مشاكله السياسية، إلا أنه وفقاً لأحد المسؤولين السابقين في البيت الأبيض المختص بشؤون جنوب آسيا، قد يشجع شخص ما في دائرة ترامب على التعامل مع ملف خان أو موقف حزب تحريك الإنصاف بشكل عام، لكن من غير المرجح أن يستخدم نفوذ الحكومة الأمريكية للضغط على الجيش الباكستاني في هذا الشأن.
مسار المفاوضات الأمنية
لدى الولايات المتحدة وباكستان تاريخ معقد من المفاوضات الأمنية المتوترة. سعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى التعاون الأمني مع باكستان بشكل مؤقت ودائم، لتحقيق مصالحها الأمنية قصيرة وطويلة المدى. وفي هذا السياق، كانت "مكافحة الإرهاب" في المنطقة، مع التركيز على الأولويات ذات الاهتمام المتبادل، والتعاون في مواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، بالإضافة إلى الحساسيات الأمنية الأمريكية تجاه الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، محور المفاوضات الأمنية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.
يبدو أن الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب، وبالنظر إلى التعاون الاقتصادي والتجاري الوثيق بين الصين وباكستان، ورغبة روسيا ودول آسيا الوسطى في الوصول إلى منطقة المحيط الهندي وأسواق جنوب شرق آسيا عبر باكستان، ستلجأ إلى استخدام أدوات مثل التدخل السياسي والعسكري في باكستان لإنشاء منطقة آمنة لتعزيز موقعها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.
سياسة مكررة
سيصبح منظور إدارة ترامب في تطوير علاقاتها مع باكستان إلى مستوى الحوار السياسي-الأمني والقضاء على تهديدات المنظمات الإرهابية لمصالحها وتوجيه هذا التهديد نحو المنافسين الإقليميين قضية مهمة في السياسة الخارجية الباكستانية. وبالتالي، ستشهد باكستان في السنوات القادمة ضغوطا كبيرة للتغيير في سياستها الخارجية.
من المهم الإشارة إلى أن أي قرار لتغيير السياسة الخارجية في باكستان قد يواجه مقاومة داخلية. ومن المنظور الداخلي، من المحتمل أن يبدأ صراع داخلي شامل في باكستان نظراً للوضع الاقتصادي الهش، والديون الخارجية الواسعة، والقيود المفروضة على نشاط القطاع الخاص، وارتفاع أسعار السلع ونقص الطاقة.
وفي النهاية، يبدو أنه في عهد ترامب، لن تكون هناك خطة جديدة من الولايات المتحدة تجاه باكستان سوى نفس السياسات السابقة.
البحث
الأرشيف التاريخي