فكرة إيرانية تصبح عالمية...

أولمبياد تكنولوجيا النانو.. من حديقة برديس إلى كوالالامبور

/ أولمبياد تكنولوجيا النانو، الذي نشأ في إيران، عبر الحدود ليصل إلى كوالالمبور. هذا الحدث العلمي الذي بدأ من حديقة برديس أخذ أبعاداً دولية في دورته الثانية وأظهر كيف يمكن لفكرة إيرانية أن تتحول إلى حدث عالمي.
تم طرح فكرة إقامة أولمبياد تكنولوجيا النانو لأول مرة في عام 2018 من قبل إيران. هذا الإجراء مشابه للاتجاهات التي تُرى في مجالات أخرى أيضاً؛ حيث تقوم دول مختلفة بتشكيل أولمبيادات بأهداف علمية وتكنولوجية وتنموية من خلال الاجتماع والتعاون.
في هذا السياق، لعبت إيران دوراً محورياً ونجحت في تشكيل لجنة توجيهية لهذا الأولمبياد من خلال جمع عدة دول، وتم اختيارها كأمين لهذه اللجنة.أقيمت الدورة الأولى من هذا الأولمبياد في عام 2019 في حديقة برديس التكنولوجية. في ذلك الوقت، كانت هناك فرق من ألمانيا وعدة دول أخرى، وكان عدد الفرق المشاركة حوالي سبع أو ثماني فرق.على الرغم من نجاح الدورة الأولى، إلا أن تنظيم الدورات التالية لهذا الأولمبياد واجه تحديات عدة. كما تم تعليق التخطيط للدورة الثانية التي كان من المقرر إقامتها في عام 2021 بسبب انتشار كوفيد-19.
في عام 2023، ظهرت مشاكل لاختيار الدولة المضيفة؛ ولكن أخيراً، ستقام الدورة الثانية من الأولمبياد في تكنولوجيا النانو في عام 2024 في ماليزيا. كما يتم التخطيط للدورة القادمة من هذا الأولمبياد في تايوان أو تايلاند.
نموذج هذا الأولمبياد يتجاوز مجرد المنافسة العلمية. تواجه الفرق المشاركة تحديات حقيقية وعملية بدلاً من التركيز فقط على الأبحاث العلمية. على سبيل المثال، تتعلق تحديات هذه الدورة بمجال الطاقة. يجب على الفرق تقديم حلول لا تساعد فقط في معالجة التحديات الفنية، بل تتيح أيضاً تطوير أعمال مبتكرة ومستدامة. بعبارة أخرى، هذه المنافسة هي اختبار متعدد الأوجه للعلم والتكنولوجيا والابتكار والأعمال.
الدورة الثانية من الأولمبياد في تكنولوجيا النانو
في هذه الدورة، ستشارك بين 6 إلى 8 دول بما في ذلك إيران وتايوان وتايلاند. ومع ذلك، فإن عدد الدول المشاركة أقل مقارنة بالدورة السابقة. السبب الرئيسي وراء هذا الانخفاض هو الظروف الصعبة لإعداد الفرق التي تتطلب استعداداً كاملاً قبل الأولمبياد. كما تختار لجنة التحكيم الفائزين بناء على معايير مختلفة بما في ذلك الابتكار العلمي والقدرة التجارية والتكنولوجية للمشاريع. تشمل لجنة التحكيم في هذه الدورة ثلاثة حكام إيرانيين وعدد من الحكام من تايوان وحكام من دول مختلفة.
الأمانة الدائمة لأولمبياد تكنولوجيا النانو في إيران
توجد الأمانة الدائمة لأولمبياد تكنولوجيا النانو في إيران، حيث يرأسها الدكتور أفشين رمضاني؛ مدير الأمانة الدائمة للأولمبياد الدولي لتكنولوجيا النانو. على الرغم من انخفاض عدد الدول في هذه الدورة، إلا أن التخطيط للدورات المستقبلية جارٍ، ومن المتوقع أن يُعقد هذا الأولمبياد بشكل أكبر في الدورات القادمة.
أولمبياد تكنولوجيا النانو، بمبادرة إيرانية، قد وفر منصة للتعاون العلمي والتكنولوجي الدولي. لم يتمكن هذا الحدث فقط من نقل التحديات العلمية إلى مستوى عملي وتجاري، بل أظهر أيضاً قدرات الدول الآسيوية في هذا المجال.
إن إقامة هذا الأولمبياد في ماليزيا تعكس توسيع تأثير هذه المنافسة على المستوى العالمي ويمكن أن تكون نموذجاً لمجالات علمية أخرى.
البحث
الأرشيف التاريخي