تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
كتاب المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي (دام ظله الشريف)
وإنّ إعداد المرأة وتربيتها تربية أصيلة وواعية تنسجم مع دورها الإنسانيّ والرساليّ الكبير، يتطلّب أوّلاً دراسة النصوص التشريعية والعامّة الخاصّة بالمرأة وتحليلها وبناء الرؤية الفكرية الإسلامية الأصيلة في نظرة الإسلام إلى المرأة على أساسها، ثمّ توضع القوانين والبرامج التي تنظّم الحقوق والواجبات وترتقي بالمرأة في الساحات والميادين المنسجمة مع دورها ووظيفتها. وهذا ما عملنا على بلورته من خلال تتبّعنا لخطاب سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في المرأة والأسرة وتبويبه بشكل موضوعيّ بما يخدم غاية هذا الكتاب وأهدافه.
وينبغي أن نلفت النظر إلى أنّ أغلب نصوص هذا الكتاب مستقى من خطب لسماحته في مناسباتٍ مختلفة، ولحفظ دلالة النصّ المترجم، لم نتدخّل في إعادة تحريره إلّا في بعض الموارد المحدودة، ونشير أيضاً إلى أن ما وُضع بين معكوفتين ليس من كلام سماحته.
يؤكد سماحته في خطاباته الواردة في هذا الكتاب على أن النظم الشرقية تُقدّم المرأة كعنصر هامشيّ لا دور لها في صناعة التاريخ، وفي النظم الغربيّة باعتبارها موجوداً يتفوّق جنسه على إنسانيته وفي خدمة الرأسمالية الجديدة. أما النسوة الإيرانيات الشجاعات في الثورة والدفاع المقدّس قدّمن نموذجاً ثالثاً جديداً.
لقد فتحت المرأة الإيرانيّة المسلمة تاريخاً جديداً أمام أعين النساء في العالم، وأثبتت أنّه يمكن للمرأة أن تكون إمرأة وعفيفة ومحجبة وشريفة، وتُمارس في الوقت ذاته دورها في مركز الأحداث. يمكنها أن تحافظ على طهارة خندق العائلة، وأن تبني خنادق جديدة في الميادين السياسية والاجتماعيّة وتحقق الكثير من الفتوحات والإنجازات الكبرى. هنّ نسوة مزجن بين ذروة المشاعر والرقّة والرحمة النسوية وبين روح الجهاد والشهادة والمقاومة، وخضن بشجاعة وإخلاص وتضحية أكثر السوح رجوليّة.
لقد ظهرت في الثورة الإسلاميّة والدفاع المقدّس نسوة يمكنهنّ أن يقدّمن للعالم تعريف المرأة وحضورها في ساحات الرشد والتهذيب وفي ساحة حفظ سلامة المنزل والعائلة المتوازنة، وفي ساحة الولاية الاجتماعيّة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد الاجتماعيّ، ويستطعن تحطيم واقتحام أكبر الطرق المسدودة.