منتجة ومقدّمة برامج تلفزيونية ايرانية للوفاق:
تكنولوجيا إنتاج الأفلام الإفتراضية في مسلسل ”موسى كليم الله(ع)” محلية
تعد تكنولوجيا إنتاج الأفلام الإفتراضية الجديدة بنية تحتية مهمة لمستقبل السينما والتلفزيون، والتي يمكن أن تجعل إنتاج الأعمال التاريخية أسهل وأكثر إقتصاداً، هذه التكنولوجيا هي مزيج من التقنيات العالمية الحديثة والقوى العاملة المتخصصة والأدوات التكنولوجية. لأول مرة، نجحت إحدى الشركات المعرفية الإيرانية في الحصول على هذه التكنولوجيا الجديدة في مجال إنتاج الأفلام الإفتراضية، حيث تم استخدام هذه التقنية في كثير من الأفلام والمسلسلات ومنها مسلسل «موسى كليم الله(ع)»، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع الدكتورة «فاطمة غفاري» منتجة وكاتبة ومقدّمة برامج تلفزيونية، وكذلك الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «إلهام فيلم» الثقافية التي هي أول شركة معرفية في مجال تكنولوجيا الإنتاج الإفتراضي في إيران والشرق الأوسط، وفيما يلي نص الحوار:
موناسادات خواسته
دور تكنولوجيا الإنتاج السينمائي الإفتراضي
بداية، تحدّثنا عن دور تكنولوجيا الإنتاج السينمائي الإفتراضي في المشاريع السينمائية والتلفزيونية الضخمة، حيث قالت "غفاري" عن هذه التقنية الجديدة: في هذه التقنية الإبداعية يتم إنتاج المحتوى السينمائي بشكل افتراضي بجودة وتفصيل مع الإهتمام بمتطلبات المساحة الحقيقية بشكل متعدد الأبعاد وينقل الإحساس الحقيقي إلى الجمهور، شارك متخصصون من مختلف مجالات إدارة الأعمال والعلوم الإجتماعية وعلم النفس والإلكترونيات والرسومات الغرافيكية في إعداد البنية التحتية اللازمة لهذه التكنولوجيا.
تقنية "AR" والواقع الإفتراضي "VR" والتصميم في محركات الألعاب والتأثيرات التصويرية والصوتية الخاصة ليست سوى جزء من الأنشطة التي حاولنا تحقيقها في صناعة السينما على مر السنين والآن يمكننا إنشاء مسلسلات وأفلام روائية منتجة بتقنية رقمية تتميز بالسرعة وأفضل جودة من خلال حذف الديكور وبدون قيود زمنية أو موضوعية.
بحيث يمكن بسهولة تنفيذ صناعة الأفلام التاريخية أو الإنتاجات المتعلقة بالمشاهد المحلية أو الأجنبية بهذه الطريقة.
وأضافت غفاري: تواجدنا في هكذا مشاريع، هو نتيجة سنوات من البحث والتحقيق، والغرض هو أن نكون فعّالين في إدارة اقتصاد البلاد باستخدام التقنيات العالمية التي قمنا بتوطينها، لأن هذه الطريقة الجديدة لإنتاج الأفلام الإفتراضية تقلل من التكاليف وتساعد في سرعة الإنتاج، وتتمثل رؤية مجموعتنا في توسع وإبداع ثقافة إنتاجية جديدة.
في هذا الهيكل الجديد، بالإضافة إلى إحداث التحول والإبتكار في أسلوب إنتاج الأفلام القصيرة أو الطويلة، وكذلك المسلسلات المنزلية والتلفزيونية، ستنخفض تكاليف الإنتاج، كما أنه باستخدام هذه الطريقة، يتم تقليل زمن الإنتاج وبسرعة أكثر، بحيث يمكن التفكير في الإنتاج الضخم دون أي قيود في الفكرة أو التنفيذ، ونستطيع تقديم أكبر إنتاج في مساحة محدودة.
مبدع التكنولوجيا
وتتابع غفاري: أنا كمنتجة ومستثمرة أعمل في هذه المجموعة والسيد "أبوذر صفاريان" الذي هو إبني الكبير وهو مخرج سينمائي، ومؤسس ومبدع هذه التكنولوجيا، وفي عام 2000 م قام بإخراج أول فيلم روائي طويل له تحت عنوان "21 إينج" وهو في السابعة عشرة من عمره حيث قام بإخراج أول فيلم سينمائي رقمي، وقد تم تسجيل اسمه في ويكيبديا.
عملنا بجد ولم نذهب إلى بلدان أخرى لنقول إن لدينا هذه التكنولوجيا، نحن المجموعة الوحيدة في إيران والشرق الأوسط، ويقول السيد حاتمي كيا لقد بحثت ولم أجد سواكم.
الإنتاج الإفتراضي في مسلسل "موسى كليم الله(ع)"
وفيما يتعلق باستخدام هذه التكنولوجيا في إنتاج مسلسل "موسى كليم الله(ع)" قالت "غفاري": إن إنتاج الأفلام الإفتراضية في الحقيقة تقنية جديدة تتطور حالياً في العالم، وهذا حدث ذو توجه معرفي وعلمي، يمكن أن يحدث في أي مكان من العالم، نحن خلال سنوات من البحث وروح الفضول التي كانت موجودة في مجموعتنا، تمكّنا من الوصول إلى هذه التكنولوجيا وفقاً لنوع العمل الذي قمنا به، وحالياً أكبر مشروع في إيران، هو مشروع صناعة مسلسل "موسى كليم الله(ع)"، حيث تمكّنا من المساعدة في بدء إنتاج هذا المسلسل باستخدام هذه الطريقة.
استفاد مسلسل "موسى كليم الله(ع)" من التكنولوجيا المتطورة المحلية في مراحله المختلفة من خلال تشكيل مجموعة بحث وتطوير واستخدام موهبة الموارد البشرية الإيرانية المتخصصة.
وبناءً على ذلك، تم تصميم وتنفيذ اختبارات مختلفة للتصوير على شكل تقنية "الإنتاج الافتراضي"، وكان من المقرر بناء مواقع ومساحات ميدانية ضخمة للجزءين الأول والثاني من المسلسل، والذي بالإضافة إلى بنائه وصيانته وإصلاحاته في المستقبل كان يفرض تكاليف باهظة على مشروع إنتاج هذا المسلسل التاريخي، ولكن بفضل استخدام تكنولوجيا الإنتاج الإفتراضي، تم تقليل وانخفاض التكاليف وحذف تكاليف ما بعد الإنتاج، أي صيانة الديكور وإصلاحه في السنوات التالية من المشروع.
السيد حاتمي كيا، مخرج المسلسل جاء إلى مكتبنا مع وكلاء إنتاج آخرين، كان مهتماً بهذه الصناعة والتكنولوجيا، واعتبرها جذابة، وحصل على يقين من إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا في إنتاج المسلسل، فبعد الدورات التدريبية المختلفة التي قدمناها له ولفريقه في غضون أشهر قليلة، الحمد لله، كان مقتنعاً بأن يتم تنفيذ مشروع المسلسل بهذه التقنية منذ البداية حتى النهاية، ولم تكن هناك حاجة للحضور إلى المدينة السينمائية في قم المقدسة.
صناعة الفيلم لفلسطين
فيما يتعلق بصناعة الفيلم عن فلسطين قالت غفاري: من أجل دعم الشعب الفلسطيني، على سبيل المثال، قمنا بإنشاء صور لغزة، وكان ذلك بدون التواجد في غزة، بل قمنا بمحاكاة ووضع ممثلين باستخدام هذه التقنية.
لقد صنعنا فيلماً عن غزة بهذه التكنولوجيا وكتبنا أيضاً قصتين عنها، وطلب منّا أصدقاؤنا الناشطون في مجال فلسطين إنتاج فيلماً بهذه التقنية.
ومن مهامنا توليد الأفكار، ونساعد في كتابة العديد من النصوص والأفكار الجيدة، منها فكرتان كانتا جيدتين جداً، إحداهما تتعلق بتاريخ غزة وفلسطين.
وتتابع غفاري كلامها بالحديث عن فيلم "مئة عام من عزلة حليمة"، التي تم مراحل إنتاجه المبدئي، وهو قصة عجوز إسمها "حليمة"، فاغتالها الصهاينة بالقناص، بسبب معرفتها بتاريخ الكيان الصهيوني، وبما أنها كانت شاهدة، عندما جاء الصهاينة وأرادوا أن يأخذوا بيت جدها وهي كانت مختبئة وراء الجدار وتنظر، فتقول غفاري: منذ فترة أعلن في الأخبار عن مقتل عجوز تبلغ من العمر 100 عام على يد الصهاينة، أجرينا بحثاً ميدانياً عن قصة حياة هذه المرأة العجوز من الأصدقاء الذين كانوا هناك، وقمنا بعمل فيلم عنها، ولماذا قتل الصهاينة هذه المرأة العجوز؟
كما نعلم يبلغ عمر الكيان الصهيوني حوالي 75 عاماً، وكانت هذه العجوز، مراهقة في ذلك الوقت، وكانت شاهدة على التاريخ السيئ والجرائم والقمع الذي ارتكبه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، أراد الصهاينة محو هذا التاريخ، وهذه المرأة العجوز التي كانت موسوعة ثقافة ذلك البلد، فقمنا بتصوير هذه القصة بنفس التكنولوجيا أي تقنية " Virtual Production"، بدون أن نحضر أبداً في فلسطين، في البداية أنا والسيد فرهاد مختاري قمنا بالمشروع الأولي، وبعد ذلك السيدة "نجيبة نعمتي" كتبت السيناريو.
ميزات الإنتاج الإفتراضي
اعتبرت "غفاري" هذه التكنولوجيا بأنها تتمتع بالعديد من المزايا، بما في ذلك الجزء الإقتصادي من هذا الفن، فإقتصاد الإنتاج بهذه الطريقة يؤخذ في الإعتبار كثيراً، لأنه بهذه الطريقة لم نعد بحاجة إلى إلقاء الضوء على الموقع أو البيئة أو العالم الذي نريد التصرف فيه لأداء الأدوار والتمثيل، وليست هناك حاجة لإضافة ديكور ومدينة سينمائية، بل نحن ننتجها هنا بشكل إفتراضي تماماً.
وجميع العناصر والمعلومات في مراحل الإنتاج بالطرق البرمجية الموجودة، وفي الحقيقة هي نوع من هندسة الإنتاج في مجال الفيلم، وكل هذه الأحداث تتشكل بما في ذلك الإضاءة والتصوير.
وأيضاً العديد من المنتجات التي تكون في مجال المواقع والأماكن، كقاعدة عامة، كنّا بحاجة إلى تدريب لتوسيع هذه الحركة، حيث قمنا بتدريب عدد من الخبراء بأنفسنا، ونتفاعل مع المشاريع التي تأتي بشكل عام ويمكننا حتى تطوير البنية التحتية لهذه الطريقة وقمنا بإعداد الإنتاج، وأوصلنا الكتاب إلى مرحلة الطباعة.
في الحقيقة، قمنا بإنتاج جميع المخططات اللازمة للإنتاج وغيرها في شكلها الأصلي، ووكلاء الإنتاج الذين يعملون في مجموعتنا، يعملون عن بعد في كل فريق من فرقنا وينتجون عناصر خاصة، مثل الكرات والأحجار والجلد والشعر، وغيرها، ولقد تقدّمنا الآن إلى مرحلة نقوم فيها بمحاكاة الإنسان وصناعة شبيهه في الأفلام، وهي على أساس العلم تماماً.
قد يبدو أن العديد من الأشخاص يأتون إلى الإستوديو ويرون مساحة العمل، ويرون الـ LED وجهاز كمبيوتر ويعتقدون أنه يتم ذلك فقط من خلال إلتقاط الصور ومقاطع الفيديو ووضعها على LED، ولكن نحن لا نلتقط الصور ولا الأفلام، بل نحن نصنع البيئة والعالم المطلوب بهذه التقنية، وهذا من خلال المعرفة التي اكتسبناها، فالدور الذي تلعبه أجهزة الإستشعار فيه حاسم، ولكننا دخلنا مجال الورشة والتشغيل لتحقيق هذا العلم، ربما كان لدينا أكثر من 14 إلى 15 كاميرا وعدسات كاميرا ذات نقاط LED مختلفة وكل هذا تم إختباره في ورشة العمل التي كانت لدينا.
لو لم تنجح هذه الطريقة، بالتأكيد ما كانوا ليفعلونها، قمنا بإنتاج مسلسلات مختلفة مثل مسلسل “موسى كليم الله(ع)”، و "مهيار عيار"، لكننا الآن مهتمون للغاية وبدأنا إنتاجنا في هذه المجموعة، لنظهر القدرات العديدة التي لدينا للعالم في إطار إنتاجنا الخاص.
التعاون مع الدول الأخرى
أما حول التعاون مع الدول الأخرى تقول غفاري: نستمر في التواجد في السوق الدولية، وقمنا بتفاعلاتنا مع الدول الأجنبية، لأنه لا توجد حدود وتمت إزالة الحدود، العلم لا يعرف الحدود، لقد عززنا أنفسنا أيضاً في هذا المجال لأنه من الإقتصادي بالنسبة لهم العمل مع مجموعتنا، لأن التكاليف في أوروبا باهظة جداً.
وتفاعلنا مع دول الجوار، ولقد دخلنا في مفاوضات مع لبنان خلال مهرجان فجر للأفلام السينمائية، وكذلك مع روسيا وإيطاليا وزيمبابوي والصين، حيث كان هذا القطاع جذاباً للغاية بالنسبة لهم.
دور الأم في الأسرة والمجتمع
وأخيراً اعتبرت المنتجة ومقدّمة البرامج التلفزيونية، دور الأم في الأسرة والمجتمع، دور حاسم سواء من حيث البنية الفكرية أو الروحية أو النفسية أو الاجتماعية وفي جميع المجالات، وقالت: بنفس النسبة التي يستطيع الأب أن يمنح الثقة بالنفس لأبنائه، فإن الأم ضعفين تستطيع أن تعمل في بناء شخصية الأطفال.
الأم والأب كل واحد له قيمته في مكانه، والاهتمام بمواهب الأطفال منذ الصغر وعدم التخلي عنها مهم جداً، تزوجت وعمري 14 سنة، لكني واصلت دراستي، فالتوجه الأسري هو أساس العمل، ويجب أن نعيش الحياة بهدف وحب.