رسالة الولاء والثبات..
مجاهدو المقاومة الإسلامية.. عهد على الصمود حتى النصر
في كلمته، شدد الشيخ نعيم قاسم على الجهوزية العالية للمقاومة اللبنانية لمواجهة أي عدوان صهيوني، مشيرًا إلى وجود عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين على الحدود، مما يجعل الكيان الغاصب يواجه تهديدًا دائمًا من الصواريخ والطائرات، والتي ستزيد حدتها في المستقبل. وأكد الشيخ نعيم أن توقف العدوان لن يأتي عبر الحراك السياسي، بل من خلال قوة الميدان التي ستجبر العدو على طلب وقف القتال.
كما عبّر عن إلتزام حزب الله بمنع العدو من تحقيق أهدافه، مشيرًا إلى أن النازحين يمثلون جزءًا من المقاومة بدعمهم المستمر. وتحدث الشيخ نعيم عن الصبر والإرادة القوية للمقاومين الذين يرفعون رؤوسهم بعزة وإصرار على الصمود حتى تحقيق النصر. كما استنكر حادثة انتهاك العدو للحدود اللبنانية في البترون، مشددًا على ضرورة حماية السيادة اللبنانية، داعيًا الجيش لإصدار موقف واضح.
وعبّر عن ثبات المقاومة وشعب لبنان في مواجهة الكيان الغاصب، مؤكدًا أن الضرر الذي يلحق بالكيان الصهيوني من قتلى وجرحى وأزمات اقتصادية هو رد فعل مباشر للعدوان. وفي رده على محاولات الكيان الغاصب لإطالة الصراع، أعلن الشيخ نعيم أن المقاومة مستعدة للبقاء صامدة مهما طال الزمن. واختتم كلمته بتأكيد أن هذا زمن الانتصارات، وأن المقاومة ماضية في دربها، مستمدةً قوتها من الشعب ومن إرث القيادة التي أنجبت أمثال الشهيد السيد حسن نصر الله.
رسالة المجاهدين
تأتي رسالة مجاهدي المقاومة الإسلامية إلى الشيخ نعيم قاسم كتجديد لعهد الإخلاص والولاء، مستمدة من إيمان عميق بقضية المقاومة وشجاعة لا تلين أمام التحديات. يُعبّر المجاهدون في الرسالة عن تفانيهم في مواصلة السير على نهج الشهداء، حاملين روح الإمام موسى الصدر، ومستلهمين من تضحيات قادة المقاومة السابقين. يشدد المجاهدون على إلتزامهم بحماية أرضهم ومجتمعهم، مؤكدين على الجهوزية التامة للمواجهة العسكرية، بما أعدّوه من عتاد وقوة عسكرية، ليواجهوا كل عدو يتربص بأمنهم وسيادة وطنهم. كما يعيد المجاهدون البيعة للقيادة ويتعهدون بالحفاظ على إرث الشهداء واستكمال مسيرة التحرير والصمود، واثقين بنصر الله ووعده.
1- التأكيد على الإلتزام الروحي والولاء للقيادة: يستهل المجاهدون رسالتهم بالآية الكريمة: «وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونْ»، التي تشير إلى الإيمان والولاء لخط الله ورسوله وأهل الإيمان. وهذا الاختيار يعبر عن انتماء المجاهدين لمشروع المقاومة الإسلامي باعتباره مسارًا مقدسًا يرتبط بالإيمان بالله وبأهداف الإسلام في الدفاع عن المستضعفين. الرسالة تؤكد هذا الولاء لنهج القيادة في حزب الله، حيث يخاطبون الشيخ نعيم قاسم بصفته «الأمين على نهج ودماء المقاومين»، في إشارة واضحة إلى استمرارية القيادة في الدفاع عن المبادئ الإسلامية.
2- الاستلهام من إرث المقاومة ورموزها : الرسالة تؤكد أن المجاهدين يمثلون إرث الشخصيات التاريخية والمقاومة، بدءًا من الإمام موسى الصدر إلى الشهداء كالسيد عباس الموسوي والشهيد الشيخ راغب حرب، وصولًا إلى السيد حسن نصر الله. هذا الربط العميق بين المقاومة المعاصرة ورموزها التاريخيين يعكس الإيمان بأن النضال الحالي هو امتداد للنضال التاريخي الذي وضع أسسه هؤلاء القادة. وتأكيدًا على هذا، يقول المجاهدون إنهم «وديعَة حَبيبِنا الشَّهيدِ المُقَدَّسِ سَماحَةِ السَّيِّدِ حَسَن نَصرِ اللهِ (قدس)»، في تعبير عميق عن الالتزام بإرث الشهداء والمضي قدمًا على دربهم.
3- رسالة الثبات والاستعداد الدائم للمعركة: الرسالة تُظهر روح الثبات والإصرار على مواصلة الجهاد مهما كانت التحديات. ويأتي في الرسالة: «نَحنُ اليومَ يَمينُكَ العُليَا وقَرارُكَ النّافِذُ»، مشيرة إلى استعداد المجاهدين لتنفيذ كل توجيه من القيادة. يُستخدم في الرسالة تعبير: «خُضنا البَحرَ وسَنَخُوضُ لُجَّتَهُ العاتِيَةَ»، كناية عن الصعوبات والمخاطر الكبيرة التي لا تخيفهم، بل على العكس، تشجعهم على المضي قدمًا لترويض هذه الصعوبات.
4- التجهيز والاستعداد العسكري كرسالة ردع للعدو: تبرز الرسالة التحضير العسكري الشامل الذي تقوم به المقاومة، حيث أعد المجاهدون «ما يَكفي مِنَ الصَّلِيّاتِ والمُسَيّراتِ»، وهذا يشير إلى امتلاكهم تجهيزات عسكرية قوية ورادعة، تتضمن الصواريخ والطائرات المسيّرة، مما يثبت أن المقاومة ليست مجرد كلمات، بل قوة عسكرية راسخة ومستعدة لأي طارئ. هذا البيان هو رسالة واضحة للعدو بأن المقاومة على استعداد للتصدي لأي هجوم وأنها تمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق النصر.
5- الثقة بالنصر ووعد الله: تؤكد الرسالة على أن النصر ليس فقط هدفًا، بل هو وعد من الله ورسالة مقدسة، حيث يقول المجاهدون: «سَنُحَطِّمُ أَحلامَ كُلِّ مُعتَدٍ وغادِرٍ ووَاهِمٍ، ونَرُدُّ مع أَهلِنا وشَعبِنا كَيدَ عَدُوِّنا»، مشيرين إلى أن المقاومة تمثل الحصن الحامي لشعبها وأنها ليست وحدها في هذا النضال، بل هي مدعومة بوقوف شعبها خلفها. هذا التمسك بوعد النصر، سواء كان بشريًا أو إلهيًا، يعزز الإصرار على المضي قدمًا رغم التحديات.
6- البيعة للقيادة والمضي على النهج: تختم الرسالة بتجديد البيعة للقيادة، حيث يؤكد المجاهدون ولاءهم للشيخ نعيم قاسم ويعاهدونه على السير في نهج الشهداء وحماية الوطن والدفاع عن المستضعفين. ويأتي هذا الالتزام بوضوح في قولهم: «تَجدِيدِنا البَيْعَةَ لِسَماحَتِكَ والتَّأكِيدِ على عَهدِنا مع اللهِ تَعالى»، في إشارة قوية إلى عمق إلتزام المجاهدين بالخط المقاوم الذي اختاروه، والتمسك بوحدة الصف تحت راية المقاومة.
7- استمرارية الجهاد كأمانة ورسالة للأجيال القادمة: يختم المجاهدون رسالتهم بالتأكيد على أن هذا النهج «أمانة في أعناقهم»، متعهدين بأن تظل راية حزب الله خفاقة، مما يدل على إيمانهم بأن المقاومة ليست مهمة وقتية بل هي مسار طويل يسلم من جيل إلى جيل، إذ يرون أن النضال من أجل السيادة والكرامة هو رسالة تُنقل للأجيال القادمة كي يظل لبنان
محميًا وقويًا.
الخاتمة
تُعبر الرسالة عن أبعاد عميقة تتجسد في المقاومة الإسلامية، إذ تجمع بين الالتزام الروحي، الولاء للقيادة، الثبات في مواجهة التحديات، والاستعداد الدائم للمعركة. رسالة المجاهدين إلى الشيخ نعيم قاسم تمثل تمسكهم بروح المقاومة، وتعكس صورة جماعية موحدة تعمل بإصرار وثقة لتحقيق النصر ودحر أي عدوان. هذه الرسالة ليست مجرد كلمات، بل هي عهد صادق يعبر عن إرادة ثابتة وجاهزية عالية تضع المقاومة الإسلامية في موقع قوة، مستعدةً لكل تحدٍّ، ومتيقنةً من
وعد الله بالنصر.
* خبير في العلاقات الدولية