تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بين الفاشية ودعم الإجرام الصهيوني
هل حقاً هناك فرق بين ترامب وهاريس؟
"جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة ترامب الأطول خدمة، قال إنه يعتقد أن دونالد ترامب يستوفي تعريف الفاشي"، تنقل التايمز. و يسأل مقال اخر "هل هي فاشية؟".
وعلى هذا المنوال مقال تلو الآخر يذكِّر القراء بأن ترامب "فاشي في صميمه"، بينما ينص عنوان على: "هاريس والديمقراطيون يفقدون تردّدهم في وصف ترامب بالفاشي".
هذا صحيح بالفعل فترامب فاشي، وإذا أتيحت له الفرصة، سيحول أميركا إلى إيطاليا موسوليني، ألمانيا هتلر، إسبانيا فرانكو.
ومع ذلك، في تلك الصحيفة ذاتها، لن تتمكن من العثور على أي إشارة واحدة إلى الإبادة الجماعية التي انتشرت في فلسطين ولبنان على مدار 13 شهرًا الماضية - باستثناء التشكيك والتشويش على هذه الحقيقة. و يغيب عن أي تقرير أن الرئيس جو بايدن، وبالتالي نائبته كامالا هاريس، مسؤولان عنها. نيويورك تايمز تعمل بجهد لتحذير الأمريكيين من فاشية ترامب، لكنها بالكامل غائبة عن العمل عندما يتعلق الأمر بجرائم الإبادة الصهيونية التي يؤيدها بايدن وهاريس، و لكن وعلى الرغم من إنكارهم، فإن حملة الإبادة الصهيونية ما زالت "نموذج حرفي للإبادة الجماعية"، كما يؤكد الخبراء.
كرنفال مقيت
سارع ملايين الأمريكيين اليائسين أو المخدوعين إلى صناديق الاقتراع ليقرروا أي كارثة يأملون أن تنقذهم من بديلها الأسوأ، هاريس أو ترامب سوف يشغلان قريبًا أكثر المناصب الانتخابية عنفًا في موطنهم (والعالم).
سيكون أحد هذين المرشحين قريبًا في نفس السلطة الفتاكة للارتكاب أعمال العنف البربرية التي يزاولها بايدن في الوقت الحالي.
فعلى مدار أكثر من عام، بايدن الصهيوني و الذي اعترف بنفسه بهذا، قد مول واحدة من أكثر جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ بالمعدات العسكرية والغطاء الدبلوماسي والخدع السياسية والأكاذيب الخبيثة بالتظاهر بالعمل على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان مع شراء الوقت ليواصل الصهاينة ذبح أمة بأكملها بسهولة .
شر مطلق
كشف سلف ترامب، بوضوح الكراهية والهمجية التي عرفت ووضحت نسيج المجتمع والتاريخ السياسي الأمريكي المكشوف والمتطرف للعنصرية والكراهية للغرباء.
في المستقبل، نسخة بايدن، هاريس، على وشك المضي على خطى سابقيها، بينما ترامب جاهز للقيام بالمزيد من الأمور ذاتها. الضرر الذي سيلحق به أي من هذين المرشحين بالعالم ككل لا يُقاس. كلاهما قادر على وحشية لا يُكبح جماحها من النوع الذي يمارسه الكيان الصهيوني الآن في فلسطين ولبنان، وكلاهما يُدمر ما تبقى من المؤسسات الديمقراطية في هذا البلد، بشكل كبير لمصلحة الأعضاء القلائل في أنديتهم المليارية على حساب مصير الإنسانية برمتها.
حوالي 40 إلى 50 بالمائة من الناخبين الأمريكيين المؤهلين عادة لا يشاركون في أي انتخابات رئاسية. من 50 إلى 60 بالمائة الذين يصوتون، فإنهم منقسمون بشكل متساو تقريبًا بين الجمهوريين والديمقراطيين.
من يصوَّتَ لهاريس، فهو يصوت لاستمرار إبادة جماعية لأمة كاملة، و إذا اختار ترامب، فهو يختار مجرمًا محكوم عليه بسجلٍ حافل بسيطرة عنصرية يهودو-مسيحية على العالم والفاشية المحلية.
وجهان لعملة واحدة
في أميركا هناك قول مأثور أنه لا يوجد حزب ثالث لأنهم ما زالوا ينتظرون ظهور حزب ثان. الحزبان الحاليان متطابقان في عسكريتهما الإبادية وفي دعم الكيان الصهيوني، حيث يخطط كلاهما بشكل علني لاستيلائه الفاشي على البلاد بأكملها.
سيكون أي من انتصاراتهم كارثة للإنسانية بشكل عام. في المسألة الأخلاقية والسياسية الأكثر أهمية في عصرنا، الإبادة الجماعية الصهيونية في فلسطين، ترامب وهاريس متطابقان.
سواء كان أحدهما يؤيد حقوق الإنجاب بينما الآخر يراوغ، أو أن أحدهما يعترف بأزمة المناخ ، بينما الآخر لا يؤمن بأي تهديد للمناخ، فهذا أمر كليًا وتمامًا غير ذي صلة بتلك الكارثة.
إذا كان هذان المرشحان متطابقان في دعم الآلة الإبادية المطلقة في فلسطين، فسيكونان متشابهين في أي شيء آخر.
من بوش إلى أوباما إلى بايدن إلى من سيأتي بعد هذه الانتخابات، فإن النظام الحاكم في الولايات المتحدة هو مشروع إمبراطوري معطوب سيستمر في القيام بما كان يفعله دائمًا: استخدام الكيان الصهيوني كذراع ممتد لحربه الإقليمية والعالمية من أجل الهيمنة العالمية، في مواجهة قدرية نهائية مع روسيا والصين،و ذبح اللبنانيين وإبادة الفلسطينيين لا يعني لهم شيئًا.
هاريس لن تتوقف عن دعم الإجرام الصهيوني،و ترامب مصمم على فرض الحكم الاستبدادي و أيضاً لن يتخلى عن الكيان الصهيوني.لا خيار بين هذين الكابوسين، فلا يناقض بعضهما البعض، بل إنهما يكملان بعضهما البعض.
هذا هو السيناريو الكامل الذي تمتلكه الولايات المتحدة للعالم ككل: الصهيونية المجرمة متداخلة في الفاشية الأمريكية.