المنهجية القرآنية في الحوار مع الآخرين
السيد حسين بدر الدين الحوثي نموذجاً
إعداد: محمد محسن الحوثي
- تذويب الشخصية - وتقدير الآخر: يبين من منظور نفسي حالة الطرف الآخر عندما تكون حريصاً على الغلبة "لأنك تشد الطرف الآخر فيحصل هكذا كل واحد يشتد من عنده، ويرى بأنه مستعد ولا يُظهر بأنه ضعيف أمامك، أو انه انهزامي، سيكابر ويعاند، وينكر، ويعمل كل طريقة للدفاع عن نفسه؛لأن معنى الموضوع أنه هُزم أمامك" ويضيف "إذاً يجب أنك تذيب شخصيتك نهائياً، تشده إلى الله، والموضوع إلى الله "إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ" هذا النبي بكله يقول له: نحن بشر مثلك يا أخي، فقط القضية كذا كذا.. الخ،ما هم هكذا يجعلونهم يتجاوزون بذهنيتهم شخصه إلى الله؟ ويصفها أنها فاشلة عندما تكون على هذا النحو "هذه الطريقة فاشلة، الطريقة الأولى هي الطريق التي يكون معها قريب أن يستجيب؛ لأنه عندما يستجيب يعني استجاب لله استجاب لشيء من جهة الله، استجاب لطريقة تشده إلى الله، فيكون قريب منك عندما تسلك الطريقة هذه.. تعرف بيناته، تعرف برهانه، تعرف ما يهدي إليه، في نفس الوقت تعرف الطريقة التي سلكها هو كمنهج في محاورة الآخرين، في مناظرة الآخرين، في دعوة الآخرين، تمشي عليها".
-لا تتحدث مع الناس باسمك شخصياً- إخلاص النية: هذا هو الأسلوب الصحيح، إذا كنت تريد أن تؤثر في الآخرين، لا أن يكون همك أن تبني شخصيتك ـ كما يقول البعض ـ فأنا أريد أن أحدثهم أنا، لأؤثر فيهم أنا، ليعرفوا من أنا، لا حاجة لهذا.
أنا عندما أحدثكم لا آتي بجديد، من
كتاب الله سبحانه وتعالى الذي عرفه من هو أكبر مني سناً من الحاضرين، وغيرهم، ومن أقوال أئمة أهل البيت (ع) ومنهج أهل البيت، كالإمام الهادي(ع)، وغيره من العترة الطاهرة (صلوات الله عليهم) فنحن لم نأت بجديد، إنما نشكوا من الجديد، نحن نشكوا من الجديد الذي هو دخيل على أهل البيت وعلى الزيدية، إنه هو الذي ضَرَبنا، هو الذي أثر علينا، هو الذي فرق كلمتنا، هو الذي جعلنا أذلة مستضعفين، جعلنا نصمت، نسكت على الرغم مما يواجه به الإسلام، والمسلمون من قبل أعداء الله، فأنا شخصياً لا أقول جديداً، كتاب الله، وما نعلمه من قدماء أهل البيت (ع)
ومنهجهم.
فعندما يلمس الآخرون تأثيراً لكلام آتي به، إنما هي بركة القرآن الكريم، وبركة أئمة أهل البيت (ع)، لو انطلقت لأستخدم أنا نفسي هذا الأسلوب: أتحدث باسمي شخصياً، وأريد أنا شخصياً أن أؤثر في الآخرين، قد لا أؤثر، قد لا تؤثر، لكن ليكن همك هو النصح، هو أن تنصح، وإذا كان الأسلوب الصحيح لأن تنصح هو: أن تحكي عمَّن الناسُ سيقبلونه فاحكه، وليس عيباً فيك أن تقول: سمعت؛ لأنك ترغب أن تقول: قلت، ليكون التأثير هو لك شخصياً؛ ليعرفوا مقامك، أو ليعتبروك شخصاً عظيماً أو لأي شيءٍ آخر، مما يحول دون التأثير، قد يكون مما يفقد كلامك بركته - وإن كان كلاماً إيجابياًـ لأنه لم ينطلق خالصاً، فيه شيء، تحاول أن تبدو كبيراً، وتبدو عظيماً عند الآخرين، هذه هي مما يحول دون التأثير، قد يكون مما يفقد كلامك بركته ـ وإن كان كلاماً إيجابياًـ لأنه لم ينطلق خالصاً، فيه شيء، تحاول أن تبدو كبيراً، وتبدو عظيماً عند الآخرين.
-الإستماع بإقبال وتوجه: لأن كـل واحـــد يحتاج إلى كل حاجة يسمعها مما هو من هدى الله، تحتاج إلى كل قضية يرشد إليها القرآن الكريم، ويذكر الشهيد القائد قصة الجن الذين ذكروا في القرآن الكريم يقول: حكى عنهم منذ أن وصلوا إلى عند رسول الله (ص) كيف أنهم لما "حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا" إستماع بإقبال بتَوَجه "فَلَمَّا قُضِيَ" ذلك الجزء من القرآن الكريم الذي استمعوه، فهموا، ووعوا، وانطلقوا إلى قومهم عائدين، منذرين لقومهم، جلسة واحدة مع من؟ مع القرآن الكريم، هذا القرآن الذي نجلس معه جلسات وجلسات، وأشهر ولا ندعه يترك أثره في نفوسنا، جلسة واحدة اكتفى بها أولئك النفر من الجن لأنهم هكذا: لما حضروا أنصتوا واستمعوا بكل مشاعرهم، كانوا كلهم آذاناً صاغية.
يُتبع...