تحذيرات في أوروبا من عودة ترامب
نقلاً عن صحيفة "دي تسايت" الألمانية، صرّح "فريدريش ميرتس"، مرشح المستشارية من المعارضة الألمانية عن اتحاد الأحزاب المسيحية المتحدة، أن فوز "دونالد ترامب"، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، سيكون له عواقب خطيرة على أوروبا.
وقال "فريدريش ميرتس"، رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي: "ماذا سيحدث إذا تم انتخاب رئيس في أمريكا للمرة الثانية يعلن أن الناتو عفا عليه الزمن ولم يعد مستعداً للوفاء بالتزاماته الأمنية (تجاه هذا التحالف)؟ في هذه الحالة سنكون وحدنا. ولا أقصد الألمان فقط، بل الأوروبيين أيضاً."
كان الهدف من خطاب مرشح المستشارية ورئيس الكتلة البرلمانية لاتحاد الأحزاب المسيحية المتحدة هو إعداد الشباب في الاتحاد للحملات الانتخابية الفيدرالية المقبلة.
وقال ميرتس إن الأوروبيين الذين يجب أن يكونوا رواداً في هذا المسار هم فرنسا وبولندا وبريطانيا وألمانيا. وكرر في جزء آخر من خطابه انتقاده قائلاً إنه كان "خطأً استراتيجياً جسيماً" أن المستشار الألماني أولاف شولتس دعا فقط إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، وكير ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا، ولم يدعُ دونالد توسك، رئيس وزراء بولندا، لوداع جو بايدن، الرئيس الأمريكي. ولم يذكر ميرتس إيطاليا أو إسبانيا كدول كبرى في الاتحاد الأوروبي.
كما قال رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي إن ألمانيا يجب أن تكون "المدافع" عن أوروبا الشرقية في أوروبا. وانتقد الحكومة الائتلافية المعروفة باسم "إشارة المرور" لترددها في سياسة الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن العديد من الوزراء لم يحضروا حتى اجتماعات مجلس الوزراء في بروكسل. وأضاف: "لكن لألمانيا دور قيادي، وهذا ليس هيمنة أو أبوية، بل 'مسؤولية قيادية'. يجب أن يكون لألمانيا دور أكبر من المتوسط في الاتحاد الأوروبي في هذا المجال."
وأظهرت نتائج دراسة حديثة أن نحو نصف الشركات الصناعية الألمانية تخشى من التداعيات السلبية على أنشطتها في حال فوز "دونالد ترامب"، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال "أندرياس باور"، الخبير في معهد إيفو: "إن الشركات التي لديها علاقات اقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة بشكل خاص تتوقع عواقب سلبية في حال فوز ترامب في الانتخابات."
وفي أحدث تصريحاته، اشتكى دونالد ترامب من العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي، واصفاً الاتحاد الأوروبي بأنه "صين صغيرة".
وكان ترامب، خلال رئاسته للولايات المتحدة بين عامي 2017 و2021، قد أشعل فتيل نزاع تجاري مع الصين وفرض مجموعة من التعريفات العقابية على منتجات الاتحاد الأوروبي. وأعلن خلال حملته الانتخابية أنه سيفرض تعريفات بنسبة 10 إلى 20 بالمئة على سلع الدول التي "نهبتنا لسنوات".
كما أظهرت نتائج استطلاع حديث للرأي أن نحو ثلثي الألمان يتوقعون تدهور العلاقات بين برلين وواشنطن في حال فوز دونالد ترامب.
وكان "أولاف شولتس"، المستشار الألماني، قد أشاد مؤخراً بكامالا هاريس، معرباً عن احترامه الكبير لها كمرشحة للرئاسة الأمريكية. وقال عنها: "أعرفها جيداً. ستكون بالتأكيد رئيسة ممتازة."
كما حذر "زيغمار غابرييل"، وزير الخارجية الألماني السابق، مؤخراً من أن عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية ستكون لها عواقب خطيرة على ألمانيا وأوروبا. وأشار إلى أن مثل هذا السيناريو المستقبلي سيضعف الدعم لأوكرانيا. وأضاف: "بالنسبة لترامب، التحالفات مثل الناتو ليست قيمة في حد ذاتها." وأعلن المعهد الاقتصادي الألماني (IW) مؤخراً في تقرير له أنه في حال إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر، فإن فترته الرئاسية التي تمتد لأربع سنوات قد تكلف ألمانيا 180 مليار يورو (حوالي 194.2 مليار دولار) في
حرب تجارية.