الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية عشر - ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وثمانية عشر - ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

مخرج ومنتج وطاقم عمل فيلم ”فلسطين في عيوني” يتحدثون للوفاق

الإنتاج المشترك.. سلاح ثقافي لدعم القضية الفلسطينية

عالم الفن بمختلف مجالاته لا نهاية له، عالم مليء بالجمال الذي يلمس الروح ويخلج في داخل الإنسان، إما بالأدب والشعر، إما باللوحة والفن التشكيلي، وبالفن السابع، وأفلام تحبس الأنفاس بعض الأحيان! هناك أفلام وثائقية، أو روائية ومسلسلات مختلفة، وتتطور صناعة الفيلم يوم بعد يوم باستخدام التكنولوجيا، ومنها الذكاء الإصطناعي، الذي يساعد المنتجين في تخفيض تكلفة الفيلم واستخدام مشاهد بصرية خاصة، وهذا هو الذي حدث لفيلم «فلسطين في عيوني» الذي يشارك حالياً في مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة، في قسم «غصن الزيتون» والقسم الدولي من المهرجان، وبما أن هناك اهتماما خاصا لفلسطين وقضيتها في هذا المهرجان، ولأول مرّة أُضيف إليه قسم الذكاء الإصطناعي، إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع طاقم العمل في فيلم «فلسطين في عيوني» الذي تم إنتاجه بتقنية الذكاء الإصطناعي، فتحدث لنا مخرج ومنتج الفيلم السيد «سروش البخشي نائيني» الذي ساعده في مسيرته وتصميم ملصق الفيلم شقيقه «سياوش»، وكذلك تحدث السيد «محمد كفيلي» المسؤول الإعلامي والعرض الدولي للفيلم، والسيدة «حانيه قاسميان» المستشارة الثقافية للفيلم ومترجمة نصوصه، وفيما يلي نص الحوارات:

الوفاق /  خاص

 موناسادات خواسته

إنتاج الفيلم بالذكاء الإصطناعي
بداية طلبنا من السيد "سروش البخشي" لكي يتحدث لنا عن بداية مسيرته في صناعة الفيلم وخاصة باستخدام تقنية الذكاء الإصطناعي، حيث قال: كنت أرغب في صُنع فيلم عن فلسطين منذ فترة طويلة، وبما أنني لم يكن لدي التسهيلات والدعم المالي، ولم يكن ذلك ممكناً بسبب القيود الموجودة والمنطقة الحربية، فلهذا السبب لم يكن باستطاعتنا أن نذهب إلى الضفة الغربية ونصنع فيلماً عن فلسطين، خاصة أنه لا يوجد إمكانية تصوير الأعمال الخيالية والروائية على الإطلاق.
لقد مضى ما يقرب من عام وبضعة أشهر أنا وأخي وأصدقائي الناشطين في مجال الذكاء الإصطناعي كنّا ننتظر ونعدّ الثواني حتى تصل هذه الأداة أي الذكاء الإصطناعي إلى مستوى الجودة التي نريدها ويمكن إستخدامها لإنتاج الأفلام.
عندما أُتيحت لنا هذه الإمكانية، توجّهنا لإنتاج فيلم بموضوع فلسطين، لأنه باستخدام هذه التقنيةلم تكن حاجة لأخذ معدّات التصوير والذهاب إلى المكان المطلوب، بل تمكّنا من إنتاج العمل من البداية حتى النهاية خلف الكمبيوتر، وفي رأيي أن الموضوع الذي أردته من حيث الجودة قد تحقق في هذا الفيلم.
تحديات ومميزات إنتاج الفيلم بالذكاء الإصطناعي
وعندما سألنا "البخشي" عن رأيه حول تحديات ومميزات صناعة الفيلم بهذه الطريقة، قال: للإجابة على هذا السؤال سأقسّم إجابتي إلى قسمين، في الجزء الأول سأتحدث عن سلسلة من القيود والتحديات وفي الجزء التالي سأتحدث عن مميزاتها.
أكبر القيود لدينا في مجال إنتاج الفيلم بالذكاء الإصطناعي هو أن إيران عليها الحظر، ولا يمكننا شراء الحسابات اللازمة لإستخدام الذكاء الإصطناعي بشكل مباشر، وعلينا إستخدام وسيط في هذا المجال، حتى نتمكّن من إستخدام هذه الأدوات، والقيد الثالث هو أن ما يدور في ذهنك بالضبط لا يحدث.
بالنسبة لمميزاته، يعرف معظم الجمهور أن صناعة الفيلم بهذه الطريقة تقلّل من التكلفة، والموضوع الثاني حول ميزة الذكاء الإصطناعي هو التحكّم، يمكنك التحكّم في المساحة التي تقوم بإنتاجها، والموضوع الآخر الذي أعتقد أنه من مميزاته هو إمكانية التفاعل مع الذكاء الإصطناعي.
"فلسطين في عيوني"
بعد ذلك تطرقنا إلى فيلم "فلسطين في عيوني" وسألنا مخرج ومنتج الفيلم عن الفكرة والتكنولوجيا المستخدمة فيه، حيث قال: أول ما كان يهمّني ككاتب ومخرج لهذا العمل هو أن نبتعد عن القصص النمطية والعادية حول فلسطين، فابتعدت عن هذه الروايات التي نراها ونسمعها كل يوم، لأنني كنت أريد تسجيل وإنتاج ما هو أقل رؤية وسماعاً.
نحن نرى في الغالب، التفجيرات التي تحدث في فلسطين والناس الذين يفقدون حياتهم ويستشهدون، وأغلب هذه الأحداث تحدث في غزة، لكن هناك سلسلة من القضايا الإنسانية والمهمة للغاية، والتي لم يتناولها أي إعلام أو صانع أفلام، وهي الأحداث التي تجري في الضفة الغربية، عندما كنت أبحث عن موضوع مختلف عن القصة النمطية لفلسطين، أردت أن أظهر شيئاً لم يتم تصويره من قبل، ولحسن الحظ، توصّلت إلى الكثير من الأفكار، بالتعاون مع المستشارة الثقافية والسياسية للفيلم السيدة "حانيه قاسميان"، وأجرؤ على القول أن هناك الكثير من الأفكار في الضفة الغربية بحيث يمكن إنتاج 3 أو 4 أفلام روائية، كل منها يحتوي على مواقف درامية غريبة جداً، ومبنية على الواقع، وأنا كباحث ومخرج وكمتابع للأخبار، لم أكن على عِلم بهذه الحقائق والأحداث التي تجري في الضفة الغربية؛ وأود حقاً أن أصوّر هذه المواقف الدرامية وهذه المصائب التي تحدث للشعب الفلسطيني، في إطار فيلم أو حتى فيلم قصير آخر.
الفكرة النهائية للفيلم، والتي سأتحدث عنها أيضاً، تشكّلت مع أخي "سياوش"، وهو مخرج سينمائي وكاتب وممثل، في الحديث الذي دار بيننا معاً وفي بحثنا الخاص والصور التي شاهدناها، والعقلية الصحيحة التي قدّمتها لنا السيدة "قاسميان"، نضجت هذه الفكرة كل يوم حتى أدّت في النهاية إلى إنتاج فيلم "فلسطين في عيوني".
فيلم إنساني
وعندما سألنا "البخشي" عن رسالة الفيلم للجمهور، هكذا رد علينا بالجواب: لم نصنع فيلماً تعليمياً حتى يقدّم رسالة محددة للجمهور، بل أردت أن يتأثر الجمهور بهذه الرواية.
تدور قصة هذا الفيلم حول عالم في الذكاء الإصطناعي يفقد زوجته الحامل خلف الحاجز في الضفة الغربية، لأنه لا يُسمح له بالذهاب إلى مستشفى مجهزة، ولهذا السبب تتوفى زوجته حين الولادة ويُصاب إبنه بالعمى، وفي يوم واحد يفقد زوجته كما يفقد إبنه بصره، فهذا العالِم حتى لا تستمر هذه المرارة بالنسبة لإبنه، يقوم باختراع جهاز يسمح لإبنه بالعيش في بيئة إفتراضية من خلال ذلك الجهاز.
هذا ملخّص قصة الفيلم، وأود أن تكون هذه نصيحة للجمهور أن هناك أشخاصاً في الشرق الأوسط، لا يستطيعون الحصول حتى على الحد الأدنى من الإمكانيات، وإذا لم تكن المقاومة، وإذا لم نرو هذه الأحداث، إذا أبنائنا لا يدركون هذه القضايا ولا يفهمون الوضع ويريدون أن يكونوا غير مبالين، لا سمح الله، فقد يحدث هذا في البلدان الأخرى. هذا الفيلم هو فيلم إنساني، وفي الحقيقة هو فيلم ربما يحكي يوماً ما قصة فلسطيني بطريقة مكثفة.
الفيلم في مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة
وبما أنه تم عرض فيلم "فلسطين في عيوني" في اليوم الأول من مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة، سألنا رأي مخرج الفيلم حول المهرجان وتأثيره على المستوى الدولي، حيث قال: بالطبع هو حلم كل مخرج إيراني أن يشارك في مهرجان طهران الدولي للأفلام القصيرة، وبالتأكيد أنا وطاقم العمل في الفيلم سعداء بذلك، خاصة وأن هذا العام، ولأول مرة، تم إضافة قسم الذكاء الإصطناعي إلى القسم الدولي للمهرجان، ونحن من روّاد ذلك في العالم.
ولا أعتقد أن هناك أكثر من 10 مهرجانات أضافت قسماً للذكاء الإصطناعي، هذه الريادة ستجعل صنّاع السينما في إيران رائدين أيضاً، كان هذا أمراً جيداً لمهرجان هذا العام، وكذلك لكل صانع أفلام، لأن بيئة المهرجان تخلق تفاعلاً مع صنّاع الفيلم وطاقم الفيلم، بحيث يمكنهم التفاعل مع بعضهم البعض وهذا التفاعل قيّم للغاية.
وأما عن تأثيره على المستوى الدولي، رغم كل الإدعاءات حول حرية التعبير في العالم، المهرجانات العالمية المرموقة لا تسمح بعرض كل فيلم بموضوع فلسطين، ولا تسمح للفيلم بالدخول إلى قسم مهرجاناتها، وهذا شيء آخر يحدث لفلسطين وشعبها، وهو الحصار بهذا النوع.
إنتاج أفلام مشتركة مع الدول العربية
وفيما يتعلق بإنتاج أفلام مشتركة مع الدول العربية، قال مخرج الفيلم: هذا السؤال مثير للإهتمام للغاية بالنسبة لي، وهو بالتأكيد صحيح، وجود الخطة شيء والحصول على الأمنية شيء آخر، أود حقاً أن أفعل ذلك، وأن يكون لدى إيران منتج مشترك مع إحدى الدول العربية، لأن هذا التفاعل يجعل لنا مخرجات متعددة، المخرج الأول هو الوحدة، أي أننا في موضوع مثل قضية فلسطين، إذا عملنا مع دولة عربية، فإننا نظهر أننا متحدون بشأن هذه القضية، وهذا أمر جذاب للغاية.
وبرأيي يمكن استخدامه كسلاح ثقافي، المنتج المشترك هو سلاح ثقافي، لذلك بالتأكيد لدي إهتمام خاص بالنسبة لهذا الموضوع، وثانياً، أود بشدة أن أحصل على مثل هذه التجربة، لأنه حتى الآن هذه الخبرة لم تكن لدي، وأنا مهتم جداً بعرض فيلمي في الدول العربية وغيرها من الدول، لأن موضوعه ليس مخصصاً لإيران فقط.
دور الفنانين في دعم فلسطين
وعندما سألنا "البخشي" عن رأيه حول أنه كيف يمكن للفنانين دعم شعب فلسطين المظلوم بالفن ورسالتهم في هذا المجال، قال: الفنان قادر على تحويل فنّه إلى سلاح بطريقة أوسع وأكثر فعالية لدعم الشعب الفلسطيني، ولهذا أقول إنه أكثر فعالية، لأن الفن نافذة ليس لها حدود وتظهر لك أفقاً ليس له نهاية، كما أننا عندما نريد نقل أي موضوع إلى الجمهور باللغة المشتركة، نستفيد من الصورة، فيما يتعلق بهذا الموضوع أيضاً الصور وصناعة الأفلام تساعد كثيراً، ليس بالضرورة صناعة فيلم، بل حتى ملصق، أو شعار، أو كتابة قصة، وما إلى ذلك، له فرق كبير عن القتال بالسلاح، وهو أنه خالد، وخاصة الفن الذي يُعد لغة مشتركة بين جميع شعوب العالم، أي أنك إذا عرضت على أي شخص صورة جريمة أو موقف درامي، فعندما يراها سيتأثر، وفيه شيء جيد آخر، وهو أن في هذا النوع من السلاح لا يوجد أي عنف، وهذا يعني أنك تدعم وتتحدث عن رأيك وتقاتل دون أن تحمل سلاحاً.
كفيلي: يتم عرض الفيلم بلغات مختلفة
بدوره تحدّث السيد "محمد كفيلي" المسؤول الإعلامي والعرض الدولي للفيلم، وقال: الفيلم باللغة العربية، وحاولنا أن نجعل الفيلم قريباً من اللهجة الفلسطينية، ورغم أن فيلمنا إيراني إلا أنه يُعرض باللغة العربية ويحتوي على ترجمة فارسية، ولأننا نريد أن نبدأ التوزيع الدولي لهذا الفيلم على المستوى العالمي، وهذا أول مهرجان الذي شارك الفيلم فيه، وهو مهرجان طهران للأفلام القصيرة المعتمد من قبل الأوسكار، والحمد لله دخل فيلمنا القسم الدولي لهذا المهرجان، وهو يتنافس مع دول مثل أمريكا وإيطاليا واليونان وكوريا الجنوبية والصين، وماليزيا، ولهذا السبب فإن فيلمنا، بالإضافة إلى الترجمة الفارسية، يحتوي أيضاً على ترجمة باللغة الإنجليزية.
قاسميان: زوّدنا الفيلم بمعلومات صحيحة
من جانبها تحدّثت مستشارة الفيلم "حانيه قاسميان" حيث قالت عن ميزات فيلم "فلسطين في عيوني": منذ بدء كتابة السيناريو كنت مع مخرج الفيلم، وبما أنه كان يهتم بإنتاج فيلم عن فلسطين من الجانب الإنساني وحقوق الإنسان، ولكن لم تكن هناك معلومات دقيقة عن فلسطين في اللغة الفارسية، السيناريو في البداية كان يحتاج إلى تصحيح بعض المواضيع من الناحية التاريخية والجغرافية، فأجبت على أسئلة المخرج عن الوضع في فلسطين، وكيفية رواية قصة الفيلم بشكل صحيح، فأعطيته معلومات عن فلسطين وخاصة عن الوضع الإنساني والحقوقي في الضفة الغربية، وزوّدته بعدة كتب، للحصول على المعلومات، والتعرّف على عدة مواضيع، منها أشعار شعراء فلسطين مثل "محمود درويش" ومعلومات عن العادات والتقاليد في فلسطين، وغيره.
وأخيراً قالت: آمل أن يتم عرض الفيلم في مهرجانات الدول العربية، و برأيي الفيلم يبين لنا أن هناك جيلا من صنّاع الفيلم الشباب الإيرانيون الذين يهتمون بموضوع فلسطين، وهي من أولوياتهم.

 

البحث
الأرشيف التاريخي