و40 مليون دولار الخسائر المادية؛

450 شهيداً رياضياً في فلسطين ولبنان .. وصمت مطبق من الأوساط الرياضية

الوفاق / تعتبر الرياضة واحدة من أفضل وسائل السلام والاتصال بين الأمم للتواصل والتعايش السلمي، والرياضة هي أفضل مكان لعرض الروح الحقيقية للانسان وتعبير عن الاحاسيس والمشاعر الطيبة داخل النفس البشرية الخيّرة التي خلقها الله لمنفعة البشر الاخرين وزرع المحبة بين كل مجتمعات العالم، حيث لافرق بين ابيض وأسود ولا عربي وأعجمي الا بالتقوى.
أما في عالمنا الحاضر؛ فنلاحظ أن هذه الاخلاق الانسانية جراء الحروب الوحشية التي عدمت منها كل أنواع الرحمة والتي راح ضحيتها لحد يومنا هذا استشهد أكثر من 450 رياضيا ما بين لاعب وحكم ومدرب؛ وفي جميع أنواع الرياضة جراء العدوان الصهيوني علي قطاع  غزة ولبنان.
ولم تقتصر هذه الجرائم على قتل البشر فقط، وإنما تسببت بخسائر وأضرار وصلت قيمتها بمليارات الدولارات في أماكن ووسائل رياضية، حيث كانت الخسائر المقدرة للأبنية والعمارات الخاصة بالاندية والمؤسسات الرياضية تصل الى 40 مليون دولار، بالاضافة الى 40 ناديا رياضيا قد جرى تخريب اماكنها بالكامل! و6 بنايات خاصة بالرياضة قد أصبحت
تحت الانقاض.
هذه الفاجعة الانسانية الرياضية هي مأساة كبيرة في وجدان العالم، كتبت بدم غاضب في أوسع صفحات التاريخ؛ والصمت المطبق الذي تمارسه المؤسسات العالمية الرياضية تجاه هذه المآسي يعتبر شيئا سيئا جداً وحادثة كبيرة مرة في جبين الانسانية على العموم والرياضية على الخصوص، وستبقى دماء شهداء الرياضة من فلسطين ولبنان وصمة عار على كل المؤسسات الرياضية العالمية التي لم تحرك ساكناً ولم تنبس ببنت شفة في سبيل هذا الأمر خوفاً من الصهيونية العالمية ومن يحميها.
ونخص بالذكر هنا كل الاتحادات الرياضية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم على الاخص؛ والذي غالباً ما يدعي بأنه يحفظ ويراعي الروح الرياضية والعدالة الرياضية اينما كانت وحيثما وجدت!! ولكننا نجده تجاه هذه الجرائم الوحشية ضد الاطفال والعزل في فلسطين ولبنان منذ أكثر من عام صمتاً مطبقاً وكأنه في عالم آخر وفي كوكب آخر.
ونتساءل هنا: هل أرواح الرياضيين الفلسطينين واللبنانيين ومؤسساتهم الرياضية وأنديتهم أقل قيمةً من ارواح الرياضيين الاخرين في العالم؟ أو أقل شأناً من المؤسسات الرياضية الاخرى في العالم؟
ولكننا نرى أنه في عالمنا الحالي تقوم الدنيا ولا تقعد اذا تعرض أي رياضي في العالم الى ظلم أو مؤسسة معينة الى إجحاف، وهذه التفرقة في التعامل مع هذه الامور تبين الحقيقة المرة التي باتت واضحة للعيان ألا وهي عدم العدالة في التعامل مع الامور من مكان الى آخر؟!
وهذا السكوت المطبق للاتحادات الدولية العالمية ومؤسساتها أي رسالة أو بيان توجهه الى الشباب الرياضي وآماله المدفونة تحت الانقاض من جراء الحروب المدمرة؟؟
الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وبقية الاتحادات الرياضية والمؤسسات الدولية المختصة بالرياضة يجب أن تأخذ على عاتقها مسؤولية حماية ودعم عوائل هؤلاء الرياضيين الذين استشهدوا ظلماً وعدواناً، فالرياضة ليست مكانا للتنافس من أجل المكاسب المادية والجوائز فقط؛ بل هي حال لسان العالم من أجل السلام والعدالة.
والان؛ وسط هذه الهجمات الوحشية والقتل الذي أقل ما يقال عنه أنه بدون أي رحمة أو شفقة يكون هذا اللسان قد قطع ولا صوت له! ووظيفة كل المؤسسات في العالم أن تكسر هذا السكوت المطبق الذي أسدل بستاره على العالم وكأنه غيمة نزلت من السماء وهطلت على الأرض! يجب أن تعاد وتدعم قيمة هؤلاء الشهداء في فلسطين ولبنان وتتساوى قيمهم مع كل الرياضيين في العالم، وافضل سبيل لذلك هو أن يكتب التاريخ وبأحرف من دم هذه الجرائم الوحشية الصهيونية بحق 450 شهيداً في حقل الرياضة، وكي لا تنساها الاجيال اللاحقة وتبقى خالدة لعشرات أو مئات السنين محفورةً في جبين الانسانية التي نست أو تناست هؤلاء الشهداء العظام سواء كانوا في حقل الرياضة أو غيره.
البحث
الأرشيف التاريخي