خطبة القائد في ”جمعة النصر”.. ترحيب وإشادة عربية متميّزة
الوفاق/ خاص
محمد أبو الجدايل
لأول مرّة عقب مرور 5 أعوام على آخر صلاة جمعة أمّها قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في يناير/كانون الثاني 2020، على خلفية جريمة اغتيال الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني، أمّ قائد الثورة الاسلامية صلاة الجمعة في طهران بعد الضربة الصاروخية المباركة التي وجّهتها القوات المسلّحة للعدو الصهيوني ردّاً على جريمتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، وأمين عام حزب الله حجة الاسلام الشهيد السيد حسن نصرالله، لتكون "جمعة النصر" بإمامة "قائد النصر".
إمامة قائد الثورة لـ "جمعة النصر" حازت على اهمية قصوى في كافة النواحي، لا سيما المعنوية والنفسية منها، حيث مثّلت تتويجاً للروح المعنوية العالية التي تتمتّع بها المقاومة، وانتصاراً جديداً للمحور ، لتأتي إمامة قائد الثورة الإسلامية لصلاة "جمعة النصر" كالضربة المدوية والصفعة القويّة لكل الترهات التي تصدر عن محور الشرّ الصهيو-أمريكي.
العديد من الرسائل الهامة
كما حملت إمامة قائد الثورة لصلاة "جمعة النصر" العديد من الرسائل الهامة، تمثّل أهمها بانها رسالة تحد للكلب الصهيوني المسعور في المنطقة ولراعيه الأمريكي، رسالة ترجمها العدوّ والصديق على أنها رسالة "إقتدار وقوّة" في البداية، وبأن ايران لم ولن تتراجع عن مواقفها المبدئية في نصرة الشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، وكذلك الشعب اللبناني وجميع الشعوب المناهضة للاستكبار.
خُطبتان مُقتدرتان باللغتين الفارسية والعربية ألقاهما قائد الثورة الإسلامية في خطبة صلاة جمعة النصر، فتلك الموجّهة للداخل حملت رسائل الطمأنة والإقتدار والعزّ للشعب الإيراني، والثانية الموجّهة للشعبين اللبناني والفلسطيني جاءت لتؤكد ان الإمام الخامنئي لا يتحدث الى الايرانيين فقط، بل الى جميع المقاومين والاحرار في العالم، وخاصة الشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤُكداً سماحته أن المقاومة في لبنان وفلسطين لن تتراجع قيد أنملة باستشهاد قادتها، داعياً العرب والمسلمين للوقوف الى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني بقوّة.
ترحيب وإشادة واسعة من قبل الشعوب العربية
وبعيدا عن الغوص في تفاصيل وتحليل أبعاد خطبة قائد الثورة الإسلامية في جمعة النصر، والتي إنكبّ جميع الخبراء في المنطقة والعالم على تحليلها ودراستها، لاقت كلمة القائد ترحيباً وإشادة واسعة من قبل الشعوب العربية ورواد مواقع التواصل والتعليقات المُدرجة في وسائل الإعلام العربية.
حيث أكد عدد من كبار الكتاب والاعلاميين في المنطقة من المناصرين للقضية الفلسطينية، على أهمية إمامة قائد الثورة الاسلامية لخطبة جمعة النصر بعد الضربة الايرانية.
في هذا الصدد قال الكاتب والاعلامي الفلسطيني البارز والخبير بشؤون الشرق الاوسط مؤسس ورئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" عبد الباري عطوان: ايران تتعامل مع الامور بمنتهى الدقة والصبر، مُشيراً الى ان قائد الثورة اختار صلاة الجمعة لتكريم وتمجيد سيد المقاومة الشهيد السيد حسن نصرالله.
ورأى الكاتب والاعلامي الفلسطيني والخبير بشؤون الشرق الاوسط، بأن قائد الثورة الاسلامية خاطب اللبنانين والفلسطينيين باللغة العربية الفصحى في مراسم تأبين الشهيد السيد حسن نصرالله بينما بعض الزعماء العرب باتوا يتحدثون العبرية.
كما رأى عدد من الخبراء في العراق وسوريا أن إعتلاء قائد الثورة الاسلامية للمنبر بمكان مفتوح ليخطب خطبة الجمعة امام الملايين ينّم عن ثقة الايرانيين العالية بقدراتهم وعدم توترهم وخوفهم، مُؤكّدين أن خطاب القائد يكشف عن قوة التعبير والإقتدار.
وصف الكاتب العراقي "علي فاهم" خطبة صلاة الجمعة لقائد الثورة بأنها مُقتدرة وباعثة على الفخر عكس ما تدّعيه وسائل الاعلام العربية
أما عن روّاد مواقع التواصل والمتابعين العرب على وسائل الاعلام العربية، فقد شاهد خطاب قائد الثورة باللغة العربية الملايين من المواطنين في العالم العربي.
صفعة للمُنبطحين والمتخاذلين في العالم العربي
حيث أبدى المتابعون العرب فرحتهم وإشادتهم بخطبة القائد، وخيّمت ردود الفعل الإيجابية والبنّاءة والسعيدة على التعليقات المكتوبة حول خطبة قائد الثورة في كافة القنوات العربية، حيث أظهر متابعو وسائل الاعلام العربية ردود أفعال مؤيدة لجبهة المقاومة ومُشيدة بكلمة القائد؛ وكتب العديد من المستخدمين في اليوتيوب: خطبة قائد الثورة بالعربية وبلاغته كانت مصدر تشجيع للعرب، وكان دعمه للمظلومين في غزة وتأكيده على دعم وتعزيز المحور وجبهة المقاومة بمثابة صفعة للمُنبطحين والمتخاذلين والأعداء.
رجل شجاع بمعنى الكلمة
في هذا السياق، يقول أحد المتابعين في إحدى القنوات العربية تعليقاً على خطبة قائد الثورة باللغة العربية يُدعى أبو أحمد الشريف: اصدق واشجع زعيم اسلامي، حفظك الله ورعاك يا زعيم المسلمين يا حفيد الامام علي (ع).
ويقول مُتابع آخر يُسمي نفسه "العربي الهاشمي": بالرغم من اختلافي معه لكن لابد من قول كلمة الحق الرجل شجاع بمعنى الكلمة.
واعتبر مستخدم من المغرب كلمة قائد الثورة في صلاة الجمعة بطهران دليلا على صدق الايرانيين في مقابل تخاذل بقية الدول، ووصف مستخدم آخر خطبة الإمام الخامنئي خاصة باللغة العربية، بأنها تاريخية، وكتب: كل شيء واضح في هذه الخطبة وإيران في القمة ومصدر فخر للمقاومة، وإلى جانب مستخدمي صفحة شبكة الجزيرة.
وكتب آخر من الجزائر يحمل اسم "عصام": من الجزائر بارك الله فيك ياشيخنا الفاضل، دافعتم عن الأمة الاسلامية بعد أن باعتها السعودية. الموت لأمريكا و"إسرائيل".
وكتب متابع آخر من الجزائر يحمل اسم "سمير سمير" أيضاً في معرض إشادته بكلمة القائد: حقاً أثلجت قلبي بخطبتك هذه، وبفصاحة لسانك وبكلماتك العربية المتقنة، وكلماتك المعبرة التي فقدناها في حكامنا العرب.
وفي مقطع فيديو لقناة اوروبية ناطقة بالعربية على اليوتيوب، رحّب متابعي القناة بكلمة القائد، مُبدين فرحتهم بخطبة القائد وتأكيده على دعم فلسطين، وفي هذا الصدد يقول أحد متابعي القناة الجزائريين يحمل اسم "سليم جاسو": نحن أهل السنة في الجزائر معك يا خامنئي.
الأمة الإسلامية بحاجة لدول وقادة أقوياء مثل إيران
وكتب متابع فلسطيني آخر للقناة الاوروبية الناطقة بالعربية يحمل اسم "محمد سمير": انا اتفق معك يا سيدي المرشد، في الحقيقة ان ايران اقرب الناس إلينا.
وكتاب متابع لقناة "الجون نيوز" الكويتية على اليوتيوب يحمل اسم "فريمن": التحية من المغرب لسيدنا الباسل المقاوم الشجاع، حفظه الله، وكتب آخر يحمل اسم "سمير بن هامر": انا مسلم انا على دين سيدنا محمد (ص) انا على دين خاتم الأنبياء و المرسلين لا اتبع إلاّ الحقّ، ولا اقول إلاّ الحقّ، ولا اقف إلاّ مع الحق، ايران ضربت الصهاينة هذا حق وليس باطل انا معه.
وكتب متابع آخر من اليمن يحمل اسم أبو زيد: من اليمن، الله يحفظك ويبارك بعمرك ورحمة الله على السيد حسن نصر الله الله يرحم كل الشهداء ان شاءلله تزول "اسرائيل" ومن معها، الخزي للجبناء والمطبعين، الله معنا.
وكتب "علي مهدي" أحد رواد اليوتيوب في الكويت تعليقاً على خطبة القائد: الأمة الإسلامية بحاجة لدول وقادة أقوياء مثل إيران أما الضعفاء و المنبطحين فلا مكان لهم في عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة.
من جانبه كتب أحد متابعي قناة عراقية على اليوتيوب يحمل اسم سامي سليم: إباضي من سلطنة عمان نصرك الله أيها القائد وسدد الله خطاك في قيادة الأمة الإسلامية. وكتب آخر من تونس يحمل اسم "محمد": من تونس لبيك يا خامنئي لبيك يا نصرالله. وأورد آخر في تعليقه على خطبة القائد التي غطتها القناة العراقية ايضاً يحمل اسم leducation islamiquetv7693 : من السنغال، نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين؛ نسأل الله أن يساعدكم.
وكتب آخر من مصر يحمل اسم tarekalshinawy3450: أنا مصري، لبيك السيد علي الخامنئي، لبيك اميرا للمسلمين المؤمنين كافة.
وخيّمت على غالبية وجهات نظر متابعي القنوات العربية وروّاد مواقع التواصل في العالم العربي وجهات نظر ايجابية وسعيدة حول خطبة قائد الثورة، مُؤكدين بان الأمة الاسلامية بحاجة الى مثل هؤلاء القادة الغيارى على قضية المسلمين الأولى القضية الفلسطينية.
رسالة موجهة الى قائد الثورة
وفي رسالة موجهة الى قائد الثورة الإسلامية، أعرب 3 آلاف من علماء السنة في البلاد عن امتنانهم ودعمهم لعملية الوعد الصادق 2.
حيث أفاد مكتب حفظ ونشر آثار الامام الخامنئي، ان قائد الثورة الاسلامية تلقّى رسالة من 3 آلاف من علماء السنة في ايران، مُعربين فيها عن امتنانهم ودعمهم لعملية الوعد الصادق 2. وجاء في هذه الرسالة: الآن وبتوجيهات قائد الثورة القويّة والحكيمة، وبعد فترة من ضبط النفس المشرف، وباليد القوية والمقتدرة لحرس الثورة الإسلامية الإيرانية، تم استهداف قلب الأراضي المحتلة مساء الرابع من تشرين الاول/اكتوبر بنار الغضب الناجم عن شعب الجمهورية الاسلامية وجيشها الإلهي.
واضافت الرسالة: عملية الوعد الصادق (2) قد أعطت زخما وحياة جديدة وتصميما وإصرارا لا يكل، للقلوب الحزينة على شعب فلسطين الأعزل ولكل أحرار العالم وللمجاهدين لمواجهة الكيان الصهيوني كيان الغطرسة العالمية غير الشرعي حتى زواله.
وذكرت الرسالة : نحن نخبة من أئمة الجمعة والمبشرين من اهل السنة في ايران وبصفتنا خدام القرآن والتعاليم الإسلامية وشرح طريق الوحدة وجهاد التبيين،وضمن تقديرنا بشدة تصريحات سماحته المنيرة وخطبته المحطّمة للأعداء في صلاة الجمعة الأخيرة في طهران، نجدد العهد مع مُثُل الإمام الراحل الامام الخميني (ره) وكبار الشهداء أتباع ذلك القائد العظيم.
كما اعربت الرسالة عن خالص شكرهم وامتنانهم للعملية المجيدة التي قامت بها القوات المسلحة الأبيّة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الغاصب قاتل الأطفال بحضور قائدها الحكيم وقادتها ومجاهديها.