الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وستمائة وثلاثة - ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وستمائة وثلاثة - ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

الأديبة الأردنية الدكتورة ”سناء الشّعلان” للوفاق:

التّرجمة تستطيع حمل مظلوميّة الشّعب الفلسطينيّ ونقل معاناته للعالم

يصادف اليوم السبت الموافق 5 أكتوبر، اليوم العالمي للمعلم، وما أجمل أبيات أحمد شوقي الذي قال: «قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا.. كادَ المعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا»، فبهذه المناسبة أجرينا حواراً مع الأستاذة في الجامعة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان التي هي من أصول فلسطينية وهي داعمة للقضية الفلسطينية، لها تأليفات كثيرة وحاصلة على نحو 60 جائزة دولية وعربية ومحلية في حقول الأدب والتأليف، منها جائزة فلسطين العالمية للآداب، لرواية «التقاسيم الفلسطيني»، وقد تم ترجمة تأليفاتها لعدة لغات في العالم، وفيما يلي نص الحوار:

الوفاق /  خاص

موناسادات خواسته

ما هو رأيك حول التّرجمة؟
التّرجمة هي أعظم طريقة بشريّة للتّواصل الحضاريّ بين سائر أفراد الجماعات الإنسانيّة النّاطقة باللّغات المختلفة، وهي الجسر الأعظم للتّفاهم بينها، كما هي الأداة الأكثر فعاليّة لنقل التّراث الإنسانيّ وتبادل ثماره المعرفيّة على امتداد التّاريخ البشريّ.
برأيكِ هل التّرجمة يجب أن تكون أمينة أم جميلة؟
التّرجمة التي يُعتدّ بها بحقّ هي التّرجمة الأمينة، لكن على أن تحافظ على القوام الجميل لهيكل العمل المـُترجم؛ فلا يجوز أن يكون هناك صدام وتنافر بين الأمانة والجمال في عمليّة التّرجمة.
ما هي أدبيّات التّرجمة التي تُصرّين على إلتزامها في ترجمة أعمالكِ إلى اللّغات الأخرى؟
أُصر على عدم تدخّل المترجم في تغيير عملي الإبداعيّ؛ فلا أقبل بأن يقوم بالتّحوير فيه بأيّ شكل كان، أو لأيّ سبب كان، كما لا أقبل أن يُقحم رؤيته أو فلسفته الخاصّة في عملي الذي يترجمه؛ إذ أنا أتّفق معه على ترجمة عملي بناءً على رغبته في ذلك، دون أن يقوم بإعادة تحريره أو صياغته؛ لأنّ هذا التّدخّل بهذا الشّكل هو تجاوز على أدبي وقلمي، وتحويره بطريقة مختلفة تخلق قطيعة مروّعة بين عملي الأصلي المكتوب باللّغة العربيّة والنّصّ في صيغته المترجمة بلغة ما.
هل هناك لغات معيّنة تستهدفينها بترجمة أدبكِ إليها؟
حقيقة أنا لا أستهدف لغة ما لترجمة أعمالي إليها، لا سيما أنّني لا أسعى إلى التّرجمات بأيّ شكل من الأشكال، إنّما أرحّب بعروض التّرجمة التي تقدّم لي من الأفراد والجهات والمؤسّسات المعنيّة بالأمر بغضّ النّظر عن اللّغات التي ستتُرجم إليها وعن الشّعوب التي سوف تستهدفها بفعل التّرجمة هذا بوصفها لغة رسميّة لتلك الشّعوب.
هل ترفضين ترجمة أعمالكِ الأدبيّة إلى اللّغة العبريّة؟
أرفض تماماً أن تتمّ التّرجمة من أفراد أو مؤسّسات صهيونيّة؛ لأنّني أرفض التّعامل مع هذه الجهات الصّهيونيّة الكريهة المعتدية، وأعدّ أيّ علاقة معهم من قريب أو بعيد هي خيانة صريحة لفلسطين وقضيّتها وشعبها ولعروبتي وانحيازي لفلسطين، كما أنّني لا أثق أبداً في نوايا المتصهينين، ولا يمكن أن يصدر عنهم أيّ سلوك إلّا من نيّة الإساءة والتّعتيم وتشويه الحقائق وتزويرها.
لكن لا مانع عندي من أن يقوم مترجمون عرب موثقون بترجمات كهذه من العربيّة إلى العبريّة لفضح الصّهيونيّة وفضح جرائمها على مستوى العالم كلّه، وعلى مستوى المتحدّثين باللّغة العبريّة التي أنظر إليها على اعتبار أنّها كومة زبالة مسروقة من بقايا الكثير من اللّغات، ولا تشكّل لغة حقيقيّة، إنّما هي زعاق جنود مرتزقة من الصّهاينة المحتلّين، أو الدّعامين لهم، والمموّلين لمشاريعهم الاستيطانيّة الوحشيّة القائمة على الاحتلال والاستلاب وإبادة الأبرياء من العزّل والضّعفاء وأصحاب الأرض الحقيقيين.
ما هي قصّة السّطو الذي قام بها مترجم صهيونيّ على بعض أدبكِ القصصيّ؟
قامت دار رسلنغ (Resling) الصّهيونيّة بالسّطو على أعمال أدبيّة لـ 45 أديبة عربيّة، بما فيها أعمال لي؛ إذ سطتْ على قصّة قصيرة لي  بعنوان  "الباب المفتوح" المنشورة في العام 2006 ضمن المجموعة القصصية "أرض الحكايا"، ثم ترجمتها على هواها، وكيفما تشاء على يد الدّكتور الصّهيونيّ ألون فراجمان(Alon Fragman) المدرّس في مركز دراسات اللغة العربيّة في جامعة بن غوريون في النقب/ فلسطين، وتمّ إصدارها جميعها في كتاب قصصيّ جامع باللّغة العبريّة تحت اسم "حُرّية" في اختراق واضح لحقوق الملكيّة لهذه النّصوص التي تعود ملكيتها وحقوقها الفكريّة إلى الشّعلان .
 كيف نظرتِ إلى هذا السّطو؟
أرفض أيّ تطبيع أو تعامل مع أيّ جهة صهيونيّة، وأعدّ نشر أعمالي من قبل أيّ جهة من تلك الجهات عملية سطو منظّم ومقصود على الفكر العربيّ والإبداع المناهض بالدّرجة الأولى لإحتلال فلسطين العربيّة، وللتّطبيع معه، ولمحاولة طمس ملامح الثّقافة العربيّة، أو إستغلالها بشكل خبيث ولئيم لأجل الإساءة للحضارة العربيّة والإنسان العربيّ.
 هذه السّرقة ما هي إلاّ مثال حيّ وعملي وواضح لفلسفة العقليّة الصّهيونيّة القائمة على فكر السّرقة والنّهب والتّزوير؛ ولا غرو في ذلك؛ فهي تنطلق من فلسفة الصّهيونيّة المحتلّة التي سرقت فلسطين من أهلها، ولا تزال تسير في خطّة ممنهجة لأجل سرقة الإنسان والحضارة والتّاريخ من الشّعب الفلسطينيّ العربيّ الوارث الوحيد والحقيقيّ لهذه
الحضارة والأرض.
ومن الواضح أنّ هذه التّرجمة لأعمالي وأعمال مجموعة من الأديبات العربيّات التي سطت الدّار الصّهيونيّة عليها قد رمتْ فيما رمت إليه إلى إلحاق العار بمجموعة من الكاتبات العربيّات من خلال توريطهنّ بتهمة التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ في وقت حسّاس من أزمان الصّراع العربيّ الإنسانيّ مع الصّهاينة،إذ يمتدّ هذا الصّراع إلى الوجود الفكريّ والحضاريّ.
كيف تعاملتِ مع هذا السّطو الصّهيونيّ على أدبكِ؟
ابتداءً أكّدتُ على التزامي ا بالموقف العربيّ الثّقافيّ الواحد المتمثّل في رفض وجود الكيان الصّهيونيّ على أرَض فلسطين أو أيّ أرض عربيّة، والتزامها بعدم التّطبيع مع الصّهاينة، ومقاطعتهم بشكل كامل، وقدّمتُ شكاوى إلى الجهات المختصّة بدعم من الجهات الثّقافيّة العربيّة؛ إذ تقدّمتُ بشكوى خاصّة وعاجلة إلى رابطة الكتّاب الأردنيين واتحاد الكتّاب العرب ومنظمة السّلام والصّداقة الدّولية ووزارة الثقافة الأردنية ووزارة الثقافة الفلسطينية وجمعية النّقاد الأردنيين، وغيرها من الجهات الثّقافيّة والحقوقيّة التي تنتمي إليها لتكوين جبهة رأي عامّ ضدّ السّطو الصّهيونيّ على الأرض والإنسان، ممّا دفع الكثير من الجهات الرسميّة إلى دعمي في الأمر؛ إذ إنّ عدداً من اتّحادات الكتاب العرب والهيئات الثقافيّة والحقوقيّة والمؤسسات المعنيّة بقضايا التّرجمة وحقوق الملكيّة قد استنكرت هذا السّطو، وضمّت أصواتها إلى صوتي وصوت سائر الأديبات العربيّات اللّواتي استنكرن هذا السّلوك، ووعدت جميعها بتصعيد القضيّة،وفضح أبعادها في المحافل الفكريّة والحقوقيّة العربيّة والعالميّة، وهذا كلّه دفع دار النّشر الصّهيونيّة التي سطتْ على أعمالنا أن تسحب هذا الكتاب المترجم إلى العبريّة من السّوق، وتمنع طرحه في محاولة يائسة منها لتقليص
الهجمة عليها.
ما هي حدود حريّة وتصّرف المترجم في ترجماتكِ؟
لا أعرف بالضّبط؛ لأنّني بطبيعة الحال لا أتقن معظم اللّغات التي تتُرجم أعمالي إليها، لكن كثيراً ما اصطدمتْ مع المترجمين لبعض أعمالي إلى اللّغة الانجليزيّة؛ لأنّني وجدتُ فرقاً كبيراً في التّرجمة إلى حدّ تحريف نصّي أو تشويهه، وقد اكتشفتُ ذلك بحكم معرفتي للّغة الإنجليزيّة، وعندها كنتُ أصمّم على أن تكون التّرجمة صادقة وأمينة دون تدخّل المترجم فيها، وهذا طبعاً كان يزعج المترجم، لكنّني كنتُ أصمّم على موقفي هذا أيّاً كان رأي المترجم أو المترجمة.
لكن في التّرجمات الأخرى بلغات غير الانجليزيّة فلم أكن أستطيع معرفة مقدار الصّدق أو الخراب الذي قام به المترجم، أو قامتْ به المترجمة، لكن الكثير من الأصدقاء والأكاديميين الذين اطّلعوا على تلك التّرجمات المنشورة أخبروني أنّ فيها الكثير من التّحريف والخراب عمّا هو موجود في النّصّ الأصلي لي المكتوب بالعربيّة، لكنّني لم أبالِ بذلك كثيراً؛ إذ الأمر خارج عن سيطرتي بحكم جهلي بتلك اللّغات المترجم عملي إليها، فضلاً عن أنّ وزر الخطأ في التّرجمة يقع على عاتق المترجم ذاته، لا على عاتق الأديب الذي تمّت ترجمة أعماله إلى لغة أو أخرى.
هل التّرجمة بالنّسبة لكِ شهرة أم فائدة ماديّة أم قضيّة ورسالة؟
 هي ذلك كلّه إن كان الحظّ مواتياً، لكن الأهم في ذلك كلّه أن تكون ذات قضيّة والتزام بها، وإلّا ستتحوّل إلى ثرثرة دون بوصلة أو إخلاص حقيقيّ لها، وانتماء إلى مضامينها. أنا شخصيّاً يعنيني نقل رسالتي إلى الآخر حتى لو كان ذلك على حساب تنازلي عن كامل حقوقي الماليّة، ولطالما فعلتُ ذلك دون تردّد لصالح حمل قضيّتي الفلسطينيّة إلى كلّ مكان في العالم.
برأيكِ ما هو الأهمّ؛ إلمام المترجم باللّغة الأمّ التي يترجم منها؟ أم إلمامه بلغة الهدف؟
لا يمكن أن تكون التّرجمة ناجحة إنْ لم يكن المترجم ملمّاً باللّغتين كليهما بذات الإجادة والطّلاقة، بل وعارفاً بالبيئة الثّقافيّة والمجتمعيّة للغتين أيضاً؛ ليكون في مأمن من أيّ مغالطات قد ينزلق فيها بسبب جهله للدّلالات الثّقافيّة والتّواصليّة والتّرميزيّة لمحمولات تلكم اللّغتين، وهو أمر يؤثّر تأثيراً حقيقيّاً وجوهريّاً في التّرجمة الأمينة والجميلة في آن معا.

كيف يمكن أن تشكّل التّرجمة شكلاً من أشكال التّضامن مع الشّعب الفلسطيني، وإبراز مظلوميّته للعالم؟
التّرجمة من اللّغة العربيّة إلى اللّغات جميعها تستطيع أن تحمل مظلوميّة الشّعب الفلسطينيّ ونقل معاناته إلى العالم كلّه، وبسط قضيّته أمام الجميع بصدق ووضوح بما يضمن تشكيل رأي عام مساند لها، ومضادّ للإعلام الصّهيونيّ الذي يشوّش على عدالة القضيّة الفلسطينيّة، ويحاول أن يزورها بشكل كامل، وأن يقلب الحقائق بشكل جذريّ.
في الفترة الأخيرة صدرتْ لك الكثير من التّرجمات لإبداعاتك الخاصّة بالقضيّة الفلسطينيّة. حدّثينا عن هذه التّجربة وارتباطها بالأحداث الحاليّة بما يخصّ العدوان الصّهيونيّ على غزّة والضّفة الغربيّة ولبنان.
الحقيقة أنّ المترجمين والمترجمات جميعهم الذين قاموا بهذه التّرجمات من العربيّة إلى عدّة لغات أخرى، والجهات النّاشرة جميعها التي قامتْ بنشر هذه الأعمال المترجمة كانتْ قد صرّحتْ علانيّة في الإعلام أنّها تقوم بهذا الجهد الكبير بالمجّان وبتبرّع كامل من تلك الأطراف جميعها لأجل دعم القضيّة الفلسطينيّة، وطرحها بين أيدي شعوب الأرض كي تستنهضها لصالح القضيّة الفلسطينيّة التي تقف شبه وحيدة - إلّا من بعض الأصوات الحرّة - أمام الآلة الصّهيونيّة ومَنْ والاها في خطة شيطانيّة ممنهجة لإبادة الشّعب الفلسطينيّ كاملاً، وحرق الأرض تحته، وسحقه في وطنه، وتحويل هذا الوطن الطّاهر المقدّس إلى حظيرة كبرى تضمّ خنازير الصّهاينة الذي يتكالبون على فلسطين وأهلها بمباركة الصّهيونيّة والقوى الإستعماريّة العالمية.
ما هي أهمّ التّرجمات التي تمّتْ لأدبكِ؟
كلّ ترجمة تتمّ لأدبي هي مهمّة في نظري في إطارها التّواصليّ والثّقافيّ، كما أعدّها رصيداً جديداً لي، ومشاركةً في الجهد التّواصليّ التّراكميّ الإنسانيّ، مهما كانتْ هذه التّرجمة متواضعة الكفاءة والجودة.

البحث
الأرشيف التاريخي