عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان للوفاق:

المقاومة مستمرة.. وشهادة السيد نصرالله ستزلزل الكيان الصهيوني

بعد رحلة جهادٍ وكفاحٍ ومقارعةٍ للعدو الصهيوني المحتلّ امتدت أكثر من 32 عاماً، بنى السيد الشهيد حسن نصرالله فيها عهداً للمسلمين عموماً، من العزّة والشّرف والكرامة والإنتصارات، وأنشأ أجيالاً عقائديين ملتزمين بفلسفة الحقّ في الدنيا ومعانيها في كلّ ممارساتها وأشكالها. ارتقى الأمين العام لحزب شهيدًا على طريق القدس، ليلتحق بركب الشهداء بعد أن بقي وفيّاً للشعب الفلسطيني عبر تمسكه بمعركة الإسناد لغزة منذ اليوم الثاني لحرب الإبادة الصهيونية، و في هذا السياق وحول السيد الشهيد الذي كان أميناً عاماً فذاً على مدى ثلاثين عاماً لحزب الله وأصبح قائداً عظيمًا من عظماء الأمّة، واستشهد نصرةً لغزة ودفاعاً عن لبنان، حاورت صحيفة الوفاق عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان الأستاذ أركان بدر، وفيما يلي نصّه:

الوفاق /  خاص

عبير شمص

قائد محور المقاومة
يؤكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان الأستاذ أركان بدر أن الشهيد الكبير سيد المقاومة، وقائد التحرير الشجاع، السيد حسن نصر الله احتل موقعاً هاماً جداً في المعادلات الصعبة على الصعيد الوطني اللبناني، وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، إذ تحوّل إلى أحد أهم الشخصيات المؤثرة في مجرى الصراع الدائر بين محور وجبهات المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني الإحلالي الإستيطاني الكولونيالي الهادف إلى بسط سيادة دولة الإحتلال على كل أرض فلسطين التاريخية، خطوة على طريق التمدد الإحتلالي لأجزاء كبيرة من الأراضي العربية، في سياق تحقيق حلم الآباء والأجداد الصهاينة، بـ"إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل". وذلك بالتكامل مع مشروع الهيمنة والسيطرة والإستعمار الذي يمثله المشروع الإمبريالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية القائم على فرض الهيمنة على الأنظمة واستعباد الشعوب وسرقة ثرواتها وخيراتها، تكريساً لأحادية القطب الواحد، في مواجهة المشاريع التي تقودها دولة وأحزاب وحركات المقاومة والممانعة من أجل عالم متعدد الأقطاب، تسود فيه العدالة الدولية والشراكات والتكامل بين الدول والشعوب والمصالح المتبادلة القائمة على إحترام السيادة الوطنية".
يشير الأستاذ بدر الى الدور الكبير والمقدام الذي أداه السيد الشهيد الكبير صاحب القرار الحاسم في زمن عزَّ فيه الرجال، إذ ترجّل الفارس ليشق الطريق للآلاف المؤلفة من أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان ومحورها وقواها الحية في العالم، لمواجهة القتلة الفاشيين، نازيي العصر الصهاينة المجرمين، لكن هذه الجريمة النكراء والخسارة المُجلجلة، لن تكسر إرادة أحرار المقاومة، بل سيزداد لهيبها اشتعالًا حتى كنس هذا الاحتلال الصهيوني المتوحش وحاضنته أمريكا، الشريك الأكبر، عدوة الشعوب، والغرب الأطلسي في ارتكاب المجازر والمحارق والإغتيالات الجبانة، لتنفيذ مخطط الإبادة الجماعية والاستئصال والتطهير العرقي للبشرية والإنسانية. إن حساب المقاومة والشعوب قادم، ولن يهنأ الصهاينة والأمريكيون بجريمتهم النكراء هذه، مهما غلت التضحيات على طريق إحباط مخطط الشرق الأوسط الأمريكي الصهيوني للهيمنة على المنطقة في إطار إعادة تجديد السيطرة الأحادية الأمريكية على العالم".
زمن الهزائم ولّى
صحيح أن محور وجبهات المقاومة قد خسرت قامة كبيرة جداً ورمزاً كبيراً من رموزها الأوائل، الذين أسسوا لمرحلة جديدة قائمة على معادلة أن زمن الهزائم قد ولّى، منذ دحر الاحتلال وتحرير الجنوب، وانتصار تموز و"طوفان الأقصى" وملحمة غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق وصمود سوريا وإيران وأحرار العالم، يلفت الأستاذ بدر ويؤكد:" أننا على ثقة بقدرة الإخوة في حزب الله على تجاوز هذا المصاب الجلل والخسارة الكبيرة جداً، وما سبقها من استهداف لقادة ومجاهدي الحزب بسلسلة العمليات الإرهابية التي بدأت بتفجير البايجر والأجهزة اللاسلكية واغتيال قادة قوة الرضوان وكبار القادة العسكريين في الحزب، فحزب الله حزب عقائدي، جهادي، مقاوم، عريق، أصيل، متجذر في أوساط الشعب اللبناني والشعوب العربية وأحرار العالم، له تاريخ حافل بالبطولات والانتصارات، له مرتكزات مؤسساتية عميقة ومُتشعبة، لكل ذلك وغيره، فإن الحزب قادر على تعويض هذه الخسائر العظيمة، وأبرزها استشهاد قائده وسيد محور المقاومة، لتجديد بنيته ورفد قادته بالمزيد، لمواصلة مسيرة المقاومة بشكلٍ أشد وأقوى وأكثر تماسكاً، في مواجهة الإحتلال وصد أهدافه التوسعية، وتحقيق المزيد من الإنجازات والإنتصارات على العدو الصهيوني والأمريكي".
خسارة كبيرة لفلسطين
 يرى الأستاذ بدر:" بأن شعب فلسطين ومقاومته، خسر قامة عملاقة، باستشهاد سيد المقاومة الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله، نظراً للدور الكبير واللامتناهي الذي لعبه الشهيد والحزب في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته منذ تأسيس الحزب، والتي توالت فصولاً حتى معركة "طوفان الأقصى" وحرب الإبادة التي يتعرض لها، وما يزال الشعب الفلسطيني منذ حوالي عام كامل، إذ أعلن سيد المقاومة وشهيدها يوم الثامن من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، إنطلاق عمليات الدعم والإسناد للمقاومة في غزة وشعبها الصامد الصابر، رغم المجازر وحرب الإبادة غير المسبوقة في التاريخ المعاصر، إذ ربط السيد الشهيد استمرار عمليات الدعم في الجنوب اللبناني ضد الإحتلال، بوقف العدوان الصهيوني على غزة والضفة، وتوقيع إتفاق غير مباشر بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، يُفضي إلى فتح المعابر وانسحاب قوات العدو الصهيوني النازي من كل شبر في قطاع غزة، وإدخال المساعدات وفك الحصار، والإنصياع لصفقة تبادل مشرّفة تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الصهاينة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. لذلك احتل الشهيد السيد حسن نصر الله مكانة مرموقة جداً في وجدان الشعب الفلسطيني ومقاومته التي ستستمر وتتصاعد رداً على الإحتلال وجرائمه البشعة ضد المدنيين في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وإيران وكل أحرار العالم، الشهيد نصرالله يحتل تقديرًا لا حدود له، ويحتفظ له بموقع في حبات القلب وحدقات العيون، نظرًا لما قدمه من موقف وفعل صادق في دعم القضية الفلسطينية التي اعتبرها قضيته الأولى، وسيبقى صوته هادرًا يمد الأجيال بنور ومنار المقاومة حتى هزيمة قوى الاستعمار والهيمنة الأمريكية والصهيونية".
وفي ختام حديثه يقول الأستاذ بدر" للسيد الشهيد: انت رجل الكرامة والإباء والشهامة العربية، لك علياء المجد،يا سيد حسن، سيد الشهداء ومقامهم الأول، ولك ديمومة الخلود في حياة أحرار العالم جمعاء. أحر التبريكات والتعازي لقيادة حزب الله ولشعب لبنان وفلسطين وشعوب أمتنا وأحرار العالم، وسيأتي يوم يكون مقامك في قلب القدس المحررة، عاصمة دولة فلسطين المستقلة".

البحث
الأرشيف التاريخي