ويحضر إلى مكتب حزب الله لتقديم واجب العزاء بإستشهاد السيد الشهيد حسن نصرالله

رئيس الجمهورية: جريمة الكيان الصهيوني لن تمرّ دون ردّ

الوفاق- أكد رئيس الجمهورية الدكتور مسعود بزشكيان، في تدوينة له، بسجل التعازي الذي فتحه مكتب حزب الله لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة استشهاد سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وكوكبة من رفاق دربه، أن "العالم يجب أن يعلم أن دماء الشهيد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله لبنان ورفاقه أكثر عصفاً في مواجهة الظلم والجور".
وقال رئيس الجمهورية: لقد شاهد العالم كيف تنتهك أمريكا والدول المناصرة للكيان الصهيوني حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والقانون الدولي، وكيف يتم إطلاق صفة "أنصار حقوق الإنسان" على الإرهابيين والجناة، بينما يتم تسمية مناهضي الظلم وأنصار المظلومين بـ"الإرهابيين".
واستدل الرئيس بزشكيان بآية من الذكر الحكيم [بِسمِ‌ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِیمِ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِي سَبِیلِ‌ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْیَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ]؛ مستطرداً: العار على هكذا تعبير يروّج لأدعياء حقوق الانسان والحرية المزيفين، وليعلم الشعبان الفلسطيني واللبناني العزيزان، أن إيران وشعبها المناصر للحق سيظلّان إلى جانبهما.
وحضر الرئيس بزشكيان في مكتب حزب الله لبنان في طهران، يوم أمس، وقدّم تعازيه باستشهاد السيد حسن نصرالله.
وكان قد حضر العديد من المسؤولين في البلاد مكتب حزب الله لبنان في طهران خلال الأيام السابقة، لتقديم واجب العزاء وتوقيع سجل التعازي بمناسبة استشهاد سيد المقاومة.
وكان قد توجّه يوم أمس، رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف، والمدير العام لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" حسين جابري أنصاري وعدد من كبار المسؤولين، إلى مكتب حزب الله في طهران لتقديم واجب العزاء أيضاً.
 صمت الغرب أمام مقتل الأبرياء تأكيد لهذه الجرائم
كما لفت رئيس الجمهورية إلى تصاعد الجرائم التي يرتكبها الکیان الصهيوني في غزة ولبنان، قائلاً: إن صمت الغرب أمام مقتل الآلاف من الأبرياء هو تأكيد لهذه الجرائم.
وتسلم الرئيس بزشکیان، أمس الإثنين في مراسم رسمية منفصلة، أوراق اعتماد سفراء السودان والدنمارك والنيجر وألمانيا وقطر والنرويج الجدد.
وتمنّى رئيس الجمهورية، في هذه المراسم، النجاح لسفراء هذه الدول الست الجدد، وأكّد تصميم البلاد على تحسين مستوى العلاقات وتوسيع التعاون مع الجيران ودول المنطقة ودول العالم الأخرى، قائلاً: منذ بداية عملنا، قلت دائمًا أن أساسنا هو التعاون مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة.
استعادة العلاقات الودية مع الدول الأوروبية
ولفت الدكتور بزشكيان إلى تاريخ العلاقات الودية بين هذه الدول وإيران في الماضي، وقال: كانت لدينا علاقات جيدة في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية، وقرار الحكومة الرابعة عشرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي استعادة العلاقات الودية مع الدول الأوروبية وتوسيع التعاون وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وقال الدكتور بزشکیان في إشارة إلى تصاعد جرائم الکیان الصهيوني في غزة ولبنان: من المؤسف أننا نشهد تطبيق معايير مزدوجة من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان، وبينما أثارت هذه الدول استياء العالم أجمع من انتهاك حقوق الإنسان في دول مثل إيران، إلاّ انها أمام مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء على يد الکیان الصهيوني وضعت ختم الموافقة على هذه الجرائم بصمتها.
كما ثمّن رئيس الجمهورية، خلال اللقاء مع سفير قطر، جهود هذه الدولة من أجل وقف إطلاق النار، وقال: إذا كانت الدول الإسلامية موحّدة ومتماسكة واحتجّت وتحركت بصوت واحد ضد جرائم الکیان الصهيوني لم نشهد قط استمراراً وقحاً للأعمال الإجرامية التي يرتكبها هذا الکیان.
وفي هذه المراسم، أكد سفراء الدول الستة عزمهم على العمل من أجل توسيع التعاون وتحسين مستوى العلاقات بين البلدين.
جريمة الكيان لن تمرّ دون ردّ
كما أكد رئيس الجمهورية أن جريمة الكيان الصهيوني لن تمر دون رد. وأضاف الرئيس بزشكيان خلال اجتماع لمجلس الوزراء، مساء أمس الأول، رغم أنه من الضروري الرد الحازم على هؤلاء الجبناء المجرمين، بيد أن التجربة التاريخية أثبتت أن النهضات التحررية لن تزول مع اغتيال شخصياتها، بل أن عشرات الاشخاص جاهزون لرفع راية مكافحة الظلم والدعوة للعدالة.
وجدّد الرئيس بزشكيان التعازي باستشهاد المجاهد الكبير السيد حسن نصرالله والتنديد بقوّة بهذه الجريمة التي اجترحها الكيان الصهيوني السفاح، وقال: ان هكذا جريمة، برهنت مرة أخرى أن الكيان المجرم، لا يتقيد بأي من المبادئ والمواثيق الدولية. وأضاف: إن مزاعم قادة أمريكا والدول الأوروبية الذين كانوا يعدون بوقف لاطلاق النار إزاء عدم الرد الايراني على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، كانت كاذبة تماما، وان اعطاء الفرصة لهكذا مجرمين، يجعلهم أكثر جرأة على ارتكاب المزيد من الجرائم.
لا يجب ترك المناضلين والمجاهدين اللبنانيين لوحدهم
وأضاف رئيس الجمهورية: أرى ثانية أنه لا يجب ترك المناضلين والمجاهدين اللبنانيين لوحدهم في هذا القتال وعدم السماح لهذا الكيان السفاح للاعتداء على بلدان محور المقاومة الواحد تلو الآخر وقتل النساء والأطفال الأبرياء.
وأكد رئيس الجمهورية المسؤولية الجسيمة التي تتحملها البلدان العربية والاسلامية في مواجهة همجية الكيان الصهيوني في المنطقة، قائلاً: ان البلدان الاسلامية لا يجب أن تبدي عدم إكتراث إزاء جرائم هذا الكيان، لأنه ثبت لجميع شعوب العالم من المجرم الرئيسي ومسبب الحرب والتدهور الأمني وقتل الناس في العالم.
وانتقد الرئيس بزشكيان ازدواجية المعايير التي ينتهجها الإعلام الغربي إزاء الإرهاب السافر والصارخ للكيان الصهيوني، قائلاً: إن وسائل الإعلام التي تضخم أدنى حدث في ايران، لإثارة التهم ضد بلادنا، كيف تغمض أعينها على هذا الكم الهائل من الإجرام وتتغافل عنها؟ وأكد بزشكيان ان هكذا أمر غير مقبول البتة. وأكد استعداد وزارة الصحة وجميع أجهزة الإسعاف في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمساعدة وتقديم الاسعاف للمصابين اللبنانيين الذين أصيبوا جراء الغارات الأخيرة للكيان الصهيوني.
العالم يشهد دعم الغرب للجرائم الصهيونية
وفي وقت سابق، قال الرئيس بزشكيان على هامش مشاركته في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في مقابلة له مع قناة الجزيرة الناطقة باللغة الانكليزية، بأن العالم يشهد كيف أن الإدارة الأمريكية والدول الغربية تقوم بدعم الجرائم الصهيونية، مضيفاً: يجب على الدول الاسلامية ألّا تسمح باستمرار جرائم الكيان الصهيوني في لبنان.
وفيما يتعلق بالمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، رأى الدكتور بزشكيان أنه من الصعب تقبل ما يحصل حيث تزهق أرواح الأبرياء بالعنف والعدوان دون رحمة، لافتاً إلى أن ما يقوم به الكيان الصهيوني من إبادة جماعية وارتكاب المجازر المنتهكة لحقوق الإنسان وقوانين المجتمع الدولي يجري أمام مرأى ومسمع العالم أجمع وبدعم من الإدراة الأمريكية والدول الغربية وفي ظل صمت المجتمع الدولي ومؤسساته. وأضاف رئيس الجمهورية بأن الكيان الصهيوني يسعى الى توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط واستخدام أساليب ارهابية ومدمرة من أجل بقائه لأنه فشل في تحقيق أهدافه والقضاء على حماس، وكل ما فعله هو قتل الأطفال والنساء والأبرياء وتدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية في غزة . واعتبر الرئيس بزشكيان بأن الدول الاسلامية مقصرة في هذا الخصوص، فبدلاً من وضع الخلافات جانباً وفتح أبواب الحوار فيما بيننا ومساندة بعضنا البعض ضد الهيمنة والاستكبار والجرائم التي تحصل لأمتنا والدفاع عن حقوق المسلمين في المنطقة نقوم بالتقاتل وخلق فجوة بيننا، مؤكداً أن تضامن وتآزر الدول الاسلامية سيحقق نموها وتعزيزها وسيغادر الاجانب المنطقة، ويمكننا أن نحقّق السلام والأمن في المنطقة بأنفسنا. مضيفاً: ينبغي علينا أن نبني منطقة إسلامية واحدة بالمحافظة على الحدود ووحدة الأراضي الموجودة.
إيران تحتفظ بالرد
وأوضح الرئيس بزشكيان: ان ايران تحتفظ بالرد على جريمة اغتيال الشهيد هنية، وتعمل على ذلك بنحو متناسب ولن تعلن عما ستفعله، ونوع عملها وتوقيته، وما يتعيّن عليها القيام به، وبالمقابل نرى ان الكيان الصهيوني وبدعم من الولايات الامريكية المتشدّقة بحقوق الانسان والديمقراطية لا يمانعان في زج المنطقة بالفوضى حتى يتمكّن الكيان الصهيوني من الخروج من هذا الفخ الذي وقع فيه بسهولة.
ورأى بزشكيان ان المشكلة في ملف المفاوضات النووية هي عدم شفافية وصدق الطرف المقابل فإيران قامت بالوفاء بكامل التزاماتها في خطة العمل المشترك الشاملة وحتّى عندما قامت الادارة الامريكية بالانسحاب الاحادي الجانب من هذه الاتفاقية بقيت ايران ملتزمة بالتزاماتها لمدّة سنة، وسمحت للمراقبين الدوليين بدخول اراضيها ومنشآتها النووية السلمية؛ ولكن حين رأت ان ذلك لا يصبّ في مصالحها الوطنية امتنعت عن الاستمرار في القيام بالتزاماتها في هذا الصدد.

البحث
الأرشيف التاريخي