الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • سید المقاومت
  • الریاضه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وتسعون - ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وتسعون - ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ۷

مسؤول عراقي للوفاق:

دم سيّد المقاومة سيُنجب ألف نصرالله

إرتقى السيد حسن نصرالله شهيداً عظيماً على طريق القدس وفلسطين، ليلتحق بقافلة رفاقه الشهداء، وأبى حتى اللحظة الأخيرة، حتى النفس الأخير، أن يتخلّف عن أداء الواجب نصرة للمقاومة في قطاع غزة في «طوفان الأقصى»، التي مثّلت المعركة «بين الحق كله، والباطل كله». لا تكفي سطور لسرد سيرة أحد أعظم رجال الأمتين العربية والإسلامية، وأحد أعظم القادة، والذي شكّل نموذجاً وقدوةً لمئات الآلاف، بل الملايين، في كل أنحاء العالم، فلا سطور تسع ما تكتنفه قلوب محبيه، ولا بد من أنّ الأيام والليالي، والأعوام، ستكشف كثيراً مما قدّمه هذا القائد الكبير في الخفاء. لا تغيّر شهادته شيئاً، فمن يعِش ثم يُستشهد يبقَ حياً. وكما صدقت كل وعوده السابقة، سيصدق هذا الوعد أيضاً، وسيكون بين جموع المصلين في القدس الشريف يوم يأتي الفتح العظيم. وبمناسبة استشهاد القائد الكبير والعظيم سماحة السيد حسن نصر الذي ارتقى شهيداً في عدوان صهيوني غاشم على الضاحية الجنوبية في بيروت مع ثلة من رفاقه، أجرت صحيفة الوفاق حواراً خاصاً مع الدكتور علاء الشغانبي، مسؤول حكومي عراقي ومدير وكالة صوت الحق الدولية، حول مكانة وشخصية سيّد المقاومة. في ما يلي نص الحوار:

الوفاق/ خاص

کریم دانش آموز

لنا خصوصية في هذا المناسبة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من ورثة هؤلاء القادة والحافظين لمسيرتهم وأهدافهم.
حين الكلام عن شخصية الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصرالله(رض) نكون في حضرة إخلاص منقطع النظير، وهذا الإخلاص هو الذي أعطاه هذه القيمة وهذا التأثير، والإخلاص يجب أن يكون أساس عمل كل من يحمل قضية حقة صادقة وفيها كل معاني القيم وفيها كل معاني النبل؟
كيف تقيّمون مكانة وشخصية الشهيد السيد حسن نصرالله؟
كان سماحة القائد(رض) له دور كبير في تدبير عمليات تبادل إعادة الأسرى اللبنانيين والعرب وجثامين المقاومين التي كان يحتجزها الاحتلال. وكانت خطبه الحماسية وشخصيته القوية من العوامل التي أكسبته شعبية في العالمين العربي والإسلامي، وكانت كلماته تحظى بمتابعة واسعة واهتمام كبير.
منذ توليه الزعامة نفذ الحزب عمليات عسكرية نوعية ضد الكيان الصهيوني، انتهت بانسحابها من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال استمر 22 عاماً.
وفي عام 2004، كان للسيد نصرالله دور أساسي في عملية تبادل الأسرى بين الحزب والكيان الصهيوني، ووصفت هذه العملية بأنها أكبر صفقات تبادل الأسرى بين الطرفين، إذ لم يتم تحرير أسرى من لبنان فقط، بل شملت الصفقة مئات الأسرى من جنسيات عربية أخرى سورية وليبية ومغربية وفلسطينية. وزادت شعبيته في حرب يوليو/ تموز 2006، والتي استمرت 33 يوماً وتعرضت فيها القوات الصهيونية لخسائر فادحة واضطرت للانسحاب من جنوب لبنان دون تحقيق أهدافها.
هل سيؤثر اغتيال الشهيد السيد نصرالله على إرادة المقاومة في القضاء على العدو الصهيوني؟
تكون الشهادة ولادة جديدة لنهج وخط لطالما آمن بحق الشعوب بالعيش بكرامة، ولطالما آمن بضرورة مواجهة المحتل والقضاء على العدو الصهيوني. إن شهادة القائد حسن نصرالله ورفاقه ستكون استمراراً لنهج المقاومة، وضرورة إحياء هذا النهج عبر إيصال رسالة القادة الشهداء للعالم. لقد ترك لنا القائد نصرالله إرث جهادي ضد أعتى قوة عالمية، الذي كان دائماً ما يشكل لهم خطراً على المصالح خاصة الصهيوأمريكية. لا يعلمون أن دمه سيُنجب ألف نصرالله. وسيبقى هذا الإرث الوطني الإسلامي مفخرة لبطل قومي يحتذى به للأجيال القادمة.
كيف تقيمون إنجازات وتضحيات حزب الله إزاء القضية الفلسطينية؟
على رأس الإنجازات، نجاح المقاومة في تحويل الحدود اللبنانية الفلسطينية، عملياً، إلى إحدى جبهات قطاع غزة، واجتذاب نحو 100 ألف جندي لمواجهة «التهديد الجدي» الذي يشكّله حزب الله، ما استدعى، وفق رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني هرتسي هليفي، حشد «قوات كبيرة» و«إنشاء عائق قوي وتكثيف العمل الاستخباراتي». في المقابل، باءت بالفشل كل محاولات العدو وحليفه الأميركي، ترغيباً وتهديداً وتهويلاً، لفك الارتباط مع جبهة غزة. وتكرّس هذا الارتباط مع حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن معركة إسناد غزة مستمرة «مهما طال الوقت». ومع الأخذ في الاعتبار المحطات والمراحل التي مرت بها المقاومة، يتضح أن نجاحها في فرض جبهة لبنان كإسناد لغزة لم يكن أمراً مسلّماً به، في مواجهة التهويل الصهيوأميركي والضغوط الميدانية والإغراءات السياسية.
 كيف سيكون ردّ محور المقاومة على جريمة إغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله؟
إننا على يقين من أن حركات المقاومة ستقدم رداً قاسياً على مرتكبي هذا العمل الإرهابي. الكيان الصهيوني أراد التصعيد هروباً إلى الأمام، إلا أنه أساء التقدير مرّة جديدة في احتساب المخاطر الاستراتيجية جرّاء تخطيه الخطوط الحمراء، فعمليتي الإغتيال التي نفذتهما القوات الصهيونية في الضاحية الجنوبية وطهران؛ فضلاً عن قصفها سابقاً للحديدة، مروراً بالقصف الأميركي على مواقع كتائب حزب الله العراق في جرف الصخر في بابل، لن يكون مسموحاً أن تمر دون رد اعتبار وازن وقاسي وغير شكلي يعيد موازين الردع القائمة. فكيف ستكون الردود لمحور المقاومة، وهناك حساب مفتوح على كل الجبهات.
سيكون هامش الرد لمحور المقاومة غنيّ ومتنوع، من جهة طبيعة الأهداف «منشآت عسكرية، اقتصاديّة، حيوية…»، ومن جهة المكان الجغرافي حيث لا سقف يردع حتى ولو كانت عاصمة الكيان بذاتها. ويبقى لقيادات المحور أن تختار المكان والطبيعة لتلك الأهداف، بما يتناسب مع ما تفرضه الظروف الميدانية واللوجستية والمصلحة العليا. ويبقى السؤال الأهم، هل سيؤدي هذا الرد -الحتمي والقاسي والمؤلم المبكي- لمحور المقاومة إلى حرب شاملة في الإقليم؟
الإجابة منوطة بكيفية تعامل الصهيوني ومن خلفه الأميركي مع ردّ المحور، وهل سيسمح الأميركي للكيان الصهيوني بالإنزلاق إلى أتون الحرب الكبرى والشاملة؟ الكرة ستكون بعد ردّ المحور في ملعب أميركا وكيان الاحتلال، وهما المعنيتان الأساسيتان بتوسعة كرة اللهيب أو إخمادها.
هل لديكم ما تودّون قوله إزاء هذه الجريمة الهمجية وشخص الشهيد السيد حسن نصرالله؟
عند فقد الأحبة تنحني الظهور وتعتصر القلوب؛ لكن بفقد الشهید القائد سماحة السيد حسن نصرالله (رض) نقف كالجبل الشامخ. وسنجعل هذه الجریمة النكراء غصة في فم الشر المطلق أمریكا والكيان الصهيوني، لأننا نعتقد الجهاد هو العشق الذی نعیش على أرضه بكرامة، ومسبحة الصلاة التي نطمئن بها، فهذه الروح الجهادیة المطمئنة جذّرها صنّاع الانتصارات وقادة المقاومة والجهاد المتمثلة بسماحة الإمامين السید علي الخامنئي والسيد علي السيستاني(دام ظلهم) عند كل المجاهدین في محور المقاومة في العالم.وشاهدنا عدونا الأول المتمثل بأمریكا وصنیعتها یقرّون ویعترفون ویتذكرون صولاتنا التي قصمت ظهورهم وأذلت كبریائهم في ساحات الجهاد، فنحن الیوم لازلنا بین یدي قادتنا ومراجعنا سیوفاً یمتشقها حیث شاؤوا ومتى شاؤوا بوجه أعداء الله والدین والوطن.

البحث
الأرشيف التاريخي