الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وتسعون - ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وتسعون - ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

المستشار الثقافي الإيراني السابق في سلطنة عمان للوفاق:

السياحة تعزز التبادل الثقافي والتفاهم والسلام بين الشعوب

يحتفل العالم كل عام يوم 27 سبتمبر باليوم العالمي للسياحة، الذي تهتم به الدول لتسليط الضوء على أهمية السياحة. ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للسياحة لمعرفة تأثيره المهم على النطاق الاقتصادي والسياسي والثقافي العالمي. وتعمل الدول على تطوير النشاط السياحي وفتح الكثير من العروض لمساعدة المواطنين على التنقل من بلد لآخر لتنشيط السياحة، والاستمتاع بالمعالم السياحية المختلفة ومعرفة العادات والتقاليد عن كل دولة. كما تلعب السياحة دوراً كبيراً في تعزيز الحوار بين الثقافات وتقدم الكثير من الفرص منها التعارف وتعلم اللغات الأجنبية وتذوق النكهات الغذائية الغريبة والتواصل مع المجتمعات الاخرى وبناء التسامح. وفي هذا السياق، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الدكتور بهمن أكبري الأستاذ الجامعي والمستشار الثقافي الإيراني السابق في سلطنة عمان والناشط في مجال السياحة، وفيما يلي نصّه:

الوفاق /  خاص

سهامه مجلسي

السياحة من أفضل الطرق لإثراء ثقافة المجتمع
في البداية، أوضح الدكتور أكبري أن السياحة من أفضل الطرق لإثراء ثقافة المجتمع وتعتبر مصدر دخل كبير ومهم لكل الدول، لذلك قررت منظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، بتحديد موعد خاص باليوم العالمي للسياحة ليكون يوم 27 سبتمبر من كل عام منذ 1980، وفي كل عام في مثل هذا اليوم تقام العديد من الاحتفالات والبرامج والمؤتمرات في مختلف دول العالم.
من أهداف اليوم العالمي للسياحة، الاهتمام بالسياحة، ومحاولة تطويرها وتوسيعها، ورفع مستوى الوعي حول دورها في المجتمع العالمي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإظهار مدى تأثير السياحة على المجتمع وتعزيز القيم الثقافية والسياسية والاقتصادية في العالم.
وبالنظر إلى أن اليونسكو قد بدأت في عقد مؤتمرات لدراسة سبل تحقيق قوة السياحة والثقافة واستخدامها على النحو الأمثل في الحد من الفقر وخلق فرص العمل ودعم التراث الطبيعي والثقافي وتعزيز التفاهم بين الأمم، فإن السياحة تعتبر فرصة لخلق وتعاون جديد ومنظم مع منظمة السياحة، مع التأكيد على أن تطوير وتعزيز السياحة الثقافية حول العالم كضامن للأمن والسلام، وهذه فرصة فريدة لنا جميعاً للتعاون مع مختلف القطاعات العامة والخاصة، فان دور السفر وتعزيز السياحة كنشاط إنساني عظيم في خلق مستقبل أفضل للإنسان والسلام والرخاء، وخاصة لبلدنا الحبيب ايران.
شعار هذا العام «السياحة والسلام»  
واوضح اكبري بان منظمة السياحة العالمية، وفقا لروتين كل عام، اعلنت شعار هذا العام لهذا اليوم بـ «السياحة والسلام» وانطلاقا من ذلك العنوان تحاول دول الأعضاء صياغة وتنفيذ استراتيجيات مناسبة وفعالة لتنمية السياحة وتعزيز السلام والصداقة في الأبعاد المحلية والدولية.
والسياحة هي في الأساس صناعة، محورها الإنسان، التزاور، المجتمع، الحدث، وهذه الخصائص حولتها إلى صناعة ناعمة خالية من أي تعقيد وغموض وعنف.
والحقيقة أن جوهر السياحة هو الاستضافة والضيافة، وفي مثل هذه الأجواء بالتحديد يقال إن الضيف هو حبيب الله، فالسياحة خالية من أي حرب أو صراع أو توتر داخلي وخارجي وتتأثر بشدة بمثل هذه العناصر في البيئة التسويقية الكلية. ولغتها هي لغة الحوار والسلام، ويتعين على الحكومات أن تحاول تعزيز دبلوماسيتها الدولية من خلال الاستفادة من هذه القدرة الضخمة والقيمة. لأن السياحة يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز وتوسيع السلام والصداقة والتعايش السلمي في العالم بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية.
وتعد السياحة فرصة فريدة للتبادل والتواصل بين الثقافات، وفي بلد مثل إيران، يمكن أن تلعب دوراً كأداة فعالة للتعامل مع ايران فوبيا، وفي هذا الصدد، يمكن أن يساعد تبادل السيّاح بين الدول في تقليل الأمور السلبية وتحسينها. فالصورة الذهنية الحسنة للسيّاح والدول تجعل العالم إيجابياً تجاه الوجهات السياحية أو دول المقصد وبالتالي تساعد على خلق السلام والاستقرار ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الحد من التوترات الاجتماعية والصراعات الداخلية، واقتصاد أكثر استقراراً للبلدان من خلال خلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الوجهات السياحية
والمجتمعات المحلية.
تعد السياحة أداة دبلوماسية غير رسمية للدول، ويمكن للحكومات أن تكون أساساً للحوارات البناءة مع مختلف دول العالم من خلال تخطيط وتنظيم وإدارة الرحلات الجماعية والفعاليات الدولية.
ولذلك، حيثما يوجد السلام والهدوء والحوار والأمن، فإن تنمية السياحة بالتأكيد تصبح أسهل وتتسارع، وسوف تجلب الرخاء والحيوية الاقتصادية والإجتماعية وتقوّي العلاقات السياسية بين الدول.
إيران من أكثر الدول جاذبية
ويلفت اكبري بان مناطق الجذب السياحي تختلف في مختلف البلدان ولها سياقات تاريخية وطبيعية ودينية وسياسية. كانت لبعض الدول جاذبية من وجهة نظر تاريخية وبعضها من وجهة نظر طبيعية. من بين دول العالم تتمتع إيران بكافة مجالات السياحة وباعتبارها دولة عريقة ذات ثقافة ممزوجة بالثقافة القديمة والإسلامية وتتمتع بظروف مناخية مختلفة على مدار العام فهي من أكثر الدول جاذبية واستثنائية في العالم بهذا السياق. لذلك، من الضروري التخطيط والإعلان بشكل صحيح لجذب السياح للسفر
إلى إيران.
ومن حيث وجود الآثار القديمة فإن بلادنا تعتبر من أقدم الدول وأكثرها حضارة في العالم، بعد كل شيء، فإن السيّاح الذين يسافرون إلى إيران اليوم يختلفون عن أولئك الذين أتوا في الماضي. عادة ما يهتم سيّاح اليوم بالتبادل الثقافي وينبهرون بالأعمال الفنية والثقافية والعادات الإيرانية، ويرون في شعبنا نوعا من الحب والصداقة وهو أمر مهم لهم، وعند مغادرتهم البلاد، لديهم وجهات نظر حول ايران، ويتحدثون عن الإيرانيين وتقدمهم وكرم ضيافتهم. وعن عوامل الجذب السياحي للبلاد.
فالسياحة تجعل ثقافة الأمة مكشوفة أمام أعين الأمم الأخرى وتبرز نقاط ضعفها وقوتها. لأن الناس لا يبحثون فقط عن العمل ولا التسوق والترفيه في الرحلات السياحية. وانما يسعى السائحون المحترفون إلى اكتشاف ثقافة البلد الذي زاروه تاريخه وفنونه وعاداته، ويمكن للسياحة أن تبني جسورا وأن تسهم في إحلال السلام في عالم يسعى جاهدا إلى تحقيق التعايش السلمي، ولذلك يمكن اعتبار السياحة من أفضل الطرق لإثراء ثقافة المجتمع في اي بلد وتعزز لغته وعاداته.
أهداف السائح وأنواع السياحة
وأكد اكبري بحسب أهداف السائح، تم تقسيم السياحة إلى أنواع مختلفة، يمكن أن نشير منها إلى السياحة الترفيهية، والسياحة العلاجية، والسياحة الثقافية، والسياحة الدينية، والسياحة الرياضية، والسياحة التجارية، والسياحة السياسية:
 الأهمية الاقتصادية
- زيادة الإيرادات: تعتبر السياحة مصدراً رئيسياً للإيرادات الوطنية، حيث تساهم في تحسين الميزان التجاري من خلال جذب العملات الأجنبية.
- خلق فرص العمل: توفر السياحة العديد من فرص العمل في مختلف القطاعات مثل الفنادق والمطاعم ووسائل النقل.
- تنمية البنية التحتية: تتطلب السياحة تطوير البنية التحتية مثل الطرق والمطارات، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.
الأهمية الاجتماعية
- تعزيز التفاهم الثقافي: تسهم السياحة في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، مما يعزز من التفاهم والتسامح.
- تحسين جودة الحياة: يمكن أن تؤدي السياحة إلى تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم.
- الحفاظ على التراث الثقافي: تشجع السياحة على الحفاظ على المعالم التاريخية والتراث الثقافي.
الأهمية السياسية
- تعزيز العلاقات الدولية: يمكن للسياحة أن تلعب دوراً في تحسين العلاقات بين الدول وتعزيز التعاون الدولي.
- تسويق الصورة الإيجابية: تساهم السياحة في تحسين الصورة العامة للدولة على الساحة الدولية.
- الاستقرار السياسي: يمكن أن تؤدي العوائد الاقتصادية من السياحة إلى استقرار سياسي أكبر.
السياحة العلاجية في إيران
- توفير خدمات طبية عالية الجودة: تتمتع إيران بسمعة جيدة في تقديم خدمات طبية متقدمة بأسعار تنافسية، مما يجذب السياح للعلاج.
- تنوع العلاجات: تشمل السياحة العلاجية في إيران مجالات متنوعة مثل الجراحة التجميلية، وعلاج الأمراض المزمنة، والطب التقليدي.
- تعزيز الاقتصاد المحلي: تساهم السياحة العلاجية في دعم الاقتصاد المحلي من خلال إنفاق السياح على الخدمات الطبية والإقامة.
وفي الختام، تعتبر السياحة العالمية، بما في ذلك السياحة العلاجية، عنصراً حيوياً لتنمية الاقتصاد الإيراني وتعزيز الروابط الاجتماعية والسياسية، من خلال الاستفادة من هذه الموارد، يمكن لإيران أن تعزز مكانتها على الساحة الدولية وتحقق التنمية المستدامة، الآن وقد جاء يوم السياحة العالمي، ولا بد من القول إن من حق جميع شعوب العالم الاستفادة من الجمال والمعالم السياحية الفريدة الموجودة في العالم.
ومن جهتي أهنئ بيوم السياحة العالمي وبداية الأسبوع السياحي لجميع الناشطين السياحيين في بلدنا الحبيب إيران في مختلف مجالات السياحة، وأتمنى أن يشهد ذلك اليوم تطورات إيجابية في اتجاه تطور صناعة السياحة في العالم وإيراننا الحبيبة وحضور السياح الأجانب إلى بلدنا الجميل القديم والواسع.

البحث
الأرشيف التاريخي