تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
في ختام زيارته لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة
رئيس الجمهورية: الكيان الصهيوني وحماته أكبر الإرهابيين
الدبلوماسية السياسية والاقتصادية مع العالم
وعن مخرجات زيارته إلى نيويورك، قال رئيس الجمهورية: إن الحكومة الرابعة عشرة تتابع الدبلوماسية السياسية والاقتصادية من الشرق إلى الغرب ومن نيويورك إلى سمرقند، وسنتعامل مع الشرق والغرب على أساس المصالح القومية. كما أكد رئيس الجمهورية أن الكيان الصهيوني وداعميه، هم أكبر الارهابيين، لأنهم يبيدون أناس أبرياء بواسطة الأدوات التي يمتلكونها.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أنه التقى خلال الأيام الثلاثة التي زار فيها نيويورك، قادة أكثر من 15 بلداً، وتناولت معظم هذه المحادثات، غزة وفلسطين ولبنان، موضحاً: ان الكيان الصهيوني والذين يدعمونه، يتحدثون ظلماً عن حقوق الانسان، ويزعمون أنهم يعارضون الإرهاب، مضيفاً: إن هؤلاء أغلقوا الطرق ولا يسمحون بوصول الماء والطعام والدواء الى المحاصرين في غزة.
لقاءات مُثمرة ومُكثّفة
وأشار رئيس الجمهورية إلى لقاءاته المُثمرة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً: التقيت الجالية الإيرانية في أمريكا والصحفيين والسياسيين والباحثين الإيرانيين في أمريكا، مشيراً إلى أنه أجرى حواراً مع وسيلتين إعلاميتين أمريكيتين.
ومضى رئيس الجمهورية يقول إنه ألقى كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما ألقى كلمة في اجتماع "نظرة إلى المستقبل"، ولفت إلى أن وزير الخارجية إلتقى أيضاً نظراءه من الدول الأخرى.
وفي لقاء مع مجموعة من "كبار المفكرين الأميركيين"، جرى الأربعاء المنصرم، أكد الرئيس بزشكيان بأننا لا نسعى وراء الحرب والصراع، وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلتزمت الصبر لمنع تفاقم التوتر والصراع؛ لكن الكيان الصهيوني بلغ ذروة وحشيته وإجرامه.
وصرح الدكتور بزشكيان أن نهجه الرئيسي في المنافسة الانتخابية هو أن إيران ملك لجميع الإيرانيين ويجب على جميع الذين يعيشون في إيران ويحبون ايران أن يكونوا قادرين على لعب دور في إدارة وبناء البلاد وفقاً لمساهمتهم وقدرتهم، وأوضح: نحاول بانسجام وتعاطف على المستوى الداخلي أن نعيد إيران إلى مكانها الصحيح في التفاعل مع جيرانها والعالم.
نبحث عن الحق والعدالة والإنصاف
وأوضح أننا نبحث عن الحق والعدالة والإنصاف، وليس لدينا أي خلاف مع أحد في العالم؛ وبالطبع لن نكون تحت وطأة الظلم، مضيفاً: ليس من المقبول بالنسبة لي أنه عندما يحدث شيء لشخص ما في دولة مستقلة مثل إيران تحشد الدول الغربية كل الرأي العام في العالم ضدنا، فيما تلتزم الصمت تجاه المجازر اليومية التي تطال مئات الأطفال والنساء الأبرياء وحتى دعم مرتكبي هذه الجرائم. فهل نصدق أن ادعاءهم صحيح بالنسبة للإنسانية وحقوق الإنسان، وليس لخدمة أهدافهم ومصالحهم؟!.
هدف الكيان من اغتيال الشهيد هنية
ولفت بزشكيان إلى عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، بعد يوم من حفل تنصيبه رئيساً للجمهورية، وقال: إن الصهاينة سعوا عبر الإيحاء بخفض الإقبال والمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية الاسلامية لإضعاف إيران؛ لكن عندما فشلت خططهم حاولوا إقحامنا في ميدان المواجهة والصراع بعمل إرهابي، ليقولوا للعالم عقب ذلك "أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثلما قلنا تبحث عن التوتر والصراع".
وقال: إن الكيان الصهيوني يسعى مرة أخرى لدفع إيران إلى الصراع في المنطقة من خلال نقل الصراع إلى لبنان. وأضاف: نمارس ضبط النفس أمام هذه المؤامرة؛ لكن لخطورة وحجم الجرائم الصهيونية، جُرِحت المشاعر العامة بشدّة سواء في الداخل الإيراني أو في المنطقة، وربما تنفجر الأوضاع بشكل غير قابل للسيطرة.
وأكد الدكتور بزشكيان أنه بأي لغة يجب أن نقول بأننا نريد إعمار بلادنا والمنطقة ولا نسعى للحرب مع أحد، وقال: نحن لا نبحث عن الحرب والصراع؛ لكن عندما تشتد وتتوسع الضغوط والإجراءات ضدنا كل يوم، ربما ستؤول الأمور إلى شيء لا نريده.
كنّا ملتزمين بخطة العمل الشاملة المشتركة
وعن الملف النووي، أكد رئيس الجمهورية أن البلاد كانت ملتزمة بالإتفاق؛ لكن أثناء تنفيذ الخطة، أرسل الأمريكيون والغربيون جواسيس إلى إيران مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للإعلان عبر تخريب المنشآت النووية الإيرانية بأن إيران تنتهك إلتزاماتها، وقال: هذه هي طريقة الأمريكان أنهم بعد أي اتفاق يحاولون زيادة أعباء إلتزامات الطرف الآخر تحت أي ذريعة من أجل دفعه إلى الخلف وإضعافه خطوة بخطوة، ومن ثم فرض مطالبهم عليه.
وطرح التساؤل وهو أي إرهابيين درّبتهم إيران، وما هي الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها، أو ما هي الجماعات الإرهابية التي أنشأتها ودعمتها؟ وقال: من ناحية أخرى، يرتكب الصهاينة أعمالًا إرهابية بشكل يومي، وينشئون ويدعمون جماعات مثل "داعش"؛ من حارب داعش ومن خلقها؟ من هو بطل القتال ضد داعش؟ ومن اغتاله بطريقة وحشية؟
ليست لدينا مشاكل مع جيراننا ودول العالم
وأضاف مؤكداً مرة أخرى أن نهجنا الرئيسي هو استخدام كل قوانا وقدراتنا لبناء إيران، وقال: ليست لدينا مشاكل مع جيراننا ودول العالم الأخرى، بل وأعلنا أننا نتطلع إلى إنشاء شبكة اتصالات واسعة في المنطقة مما يتيح تسهيل العلاقات والتبادلات بين شعوب كافة دول المنطقة، ونتطلع إلى إعداد الاستعدادات الأمنية والاقتصادية والسياسية لهذا العمل.
وأضاف: في المقابل، فإن الكيان الصهيوني، الذي يدعي محاربة الإرهابيين، يقتل الأطفال في المستشفيات والأطفال في أحضان أمهاتهم بأبشع الطرق الممكنة، ويقول حماته أيضًا إننا نسعى إلى تهدئة المنطقة؛ سؤالي هو، إذا كان الغرض من هذه الإجراءات هو تهدئة المنطقة، فماذا كان سيحدث لو كنتم لا تريدون تهدئة المنطقة؟
الدفاع عن الشعب الفلسطيني
وقال الدكتور بزشكيان: إن دفاعنا عن الشعب الفلسطيني هو دفاع ديني عن المظلوم ضد الظالم. وأوضح: مهما يريده الشعب الفلسطيني ويقبله بشأن مستقبله، فإننا نقبله أيضًا. إذا كنتم تدعون الدفاع عن الديمقراطية، دعوا سكان تلك الأرض يختارون مصيرهم بحرية بغض النظر عن الدين والعرق. لماذا تريدون تغيير مكان الظالم والمظلوم، من الذي شرّد الفلسطينيين؟ ومن الذي اغتال وقتل مئات الآلاف من أبناء الطرف الآخر بأبشع طريقة ممكنة؟ كيف سيكون رد فعلكم إذا تعرضتم للظلم إلى هذا الحد؟
وفي جزء آخر من كلمته أشار الدكتور بزشكيان إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقال: من العدل أن نقول إن انتهاكات أمريكا والغرب لتوسيع حدود الناتو هي التي خلقت هذا الوضع، والآن يحاولون بطرق مختلفة مواصلة الحرب لتأمين مصالحهم الخاصة؛ لكن على أية حال، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تعترف بأي حرب، ونعتقد بشكل أساسي أن الحرب ليست في مصلحة أحد، وأوضح: نحن لا نساعد روسيا أو أي دولة أخرى ولا نعطي أسلحة للقتال.
نرحّب بالتعامل مع الدول الغربية
أما عن العلاقات مع الغرب، قال رئيس الجمهورية: عندما يغلق الأميركيون كل الأبواب في وجهنا، يجب ألا يتوقعوا أن نبقى مغلقين أو نتوسل إليهم للتعامل معنا. ولتلبية احتياجات بلادنا، قمنا بتوسيع علاقاتنا مع الدول التي ترغب في التعاون معنا على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة. وإذا كان من الممكن التفاعل مع الدول الغربية فإننا سنرحب بذلك، ولكننا بالتأكيد لن ننسى الأصدقاء الذين تعاونوا معنا في الأوقات الصعبة.
ومن خلال طرح السؤال، من هو الطرف المسؤول عن انعدام الثقة العميق بين إيران والأميركيين والغربيين؟ أضاف: من دعم صدام في مهاجمة إيران؟ فهل يمكن القبول بأن القنابل والصواريخ الكيماوية التي استهدفت الشعب الإيراني قد أعطيت لنظام البعث دون إذن وضوء أخضر من الولايات المتحدة؟ نحن نرحب بالحوار لإزالة عدم الثقة، لكننا لن نرضخ لمنطق القوة وسنفعل كل ما هو ضروري حتى لا يجرؤ أحد على مهاجمة أراضينا.
وقال الرئيس بزشكيان: إذا التزمت الأطراف الغربية بالتزاماتها تجاه إيران وقامت ببناء الثقة، فيمكننا الحوار والتفاهم حول القضايا الأخرى.
وفي اليوم الأخير من زيارته إلى نيويورك، إلتقى رئيس الجمهورية مع رئيس وزراء باكستان "محمد شهباز شريف"، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الإقتصادية بين ايران وباكستان، وناقش معه سبل وقف جرائم العدو الصهيوني بحق فلسطين ولبنان.
ولدى لقائه رئيس وزراء لبنان "نجيب ميقاتي"، أوضح رئيس الجمهورية: يكفي أن تقوم الدول الإسلامية التي تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني بقطع علاقاتها الاقتصادية معه، وحينها لن يكون هذا الكيان القاتل للأطفال قادراً بعد الآن على ارتكاب الجرائم والعدوان. وأعرب الدكتور بزشكيان عن الأسى والحزن العميق إزاء الوضع المؤسف في لبنان وغزة جراء الاعتداءات الصهيونية، وقال: إن الكيان الصهيوني بجرائمه ضد الإنسانية بدعم اميركي لم يترك شيئا من حقوق الإنسان والقوانين والأنظمة الدولية إلاّ وخرقها. وأشار الرئيس بزشكيان إلى جهوده ومشاوراته مع رؤساء الدول الإسلامية ومنها باكستان وتركيا وكذلك بعض الدول الأوروبية بما فيها فرنسا لإجبار هذا الكيان على وقف عدوانه على لبنان وغزة، وقال: نحن مستعدون لتقديم أي مساعدة للبنان ويتم حالیاً إرسال المساعدات الإغاثية والطبية وستستقبل مستشفياتنا الجرحى. كما أجرى رئيس الجمهورية مباحثات مع ولي عهد الكويت "الشيخ صباح خالد الحمد الصباح"، أكد خلالها بأننا بحاجة إلى منطقة آمنة لتحقيق التنمية، وإذا لم يكن هناك سلام وأمن فسنعاني جميعاً، وقال: إن تعزيز العلاقات بين الدول المجاورة لنا سيساعدنا في خلق منطقة مستقرة وآمنة من أجل توفير مصالح الشعوب.
هذا وإلتقى رئيس الجمهورية، في اليوم الأخير من زيارته الى نيويورك، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان، وبحث معه آخر التطورات في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
الرئیس بزشکیان یزور قطر الاثنین القادم
من جانب آخر یزور رئيس الجمهورية الدكتور "مسعود بزشکیان" یوم الاثنین 30 سبتمبر، قطر على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة تستغرق يومين، للمشاركة في اجتماع رؤساء الدول الأعضاء في منتدى حوار التعاون الآسيوي. وتندرج على رأس أجندة زيارة الرئيس بزشكيان لقطر إجراء لقاءات ومباحثات مع القادة والمسؤولين في هذا البلد.