الرئيس بزشكيان على هامش مشاركته في إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة:
يجب منع الإجرام الصهيوني في لبنان وفلسطين
الوفاق- تكثّفت لقاءات ونشاطات رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الدكتور مسعود بزشكيان، على هامش مشاركته في فعاليات الدورة العادية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث إلتقى بعددٍ من نظرائه من دول المنطقة والعالم، وبحث معهم سبل تعزيز التعاون الثنائي والقضايا ذات الإهتام المشترك، لاسيما مستجدات العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان، كما إلتقى عدد من رؤساء المنظمات الدولية وعقد عدّة اجتماعات مع الشخصيات والإعلاميين في نيويورك، وأجاب على أسئلتهم حول مواقف إيران على الساحة الدولية، في حين سيُلقي اليوم الأربعاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي كلمة له أمام اجتماع دولي مصاحب لاجتماع الجمعية العامة تحت عنوان "الميثاق من أجل المستقبل"، والذي ضمّ رؤساء جمهورية وقادة دول ممن سيلقون كلماتهم حول "آليات تحقيق النمو وإرساء السلام والأمن الدوليين"، مساء الإثنين، أكد رئيس الجمهورية أن إيران تُريد عالماً خالياً من الأسلحة النووية ومنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط دون أي شروط مسبقة.
وأردف الرئيس بزشكيان: باعتبارنا ضحية للإرهاب، فقد كنّا دائماً روّاداً في مكافحة هذه الظاهرة الشريرة، ونحن على استعداد للتعاون مع البلدان التي تسعى إلى مكافحة الإرهاب بشكل حقيقي.
إحلال السلام عوضاً عن الحروب
كما أكد الرئيس بزشکیان، لدى لقائه صباح أمس، مع مدراء وسائل إعلام أميركية، أن السلام والأمن يجب أن يحلا محل الحرب وسفك الدماء في العالم، وقال: إيران ليست كما تظهرها بعض وسائل الإعلام، ونحن مستعدون للعيش بسلام وأمن مع الجميع في العالم. وأضاف: إن موقفنا بشأن المنطقة والعالم واضح وشفاف، وعندما ترشّحت للانتخابات الرئاسية في إيران، كان شعاري "الوحدة والتماسك"، لأننا مطالبون أولاً بأن نعمل على حلّ الخلافات في البلاد. وتابع: لا أنتمي إلى أي حزب أو تیار سياسي، ولهذا رحّب الشعب وصوت لي؛ ورغم أننا لم نكن ننتمي إلى أي تیّار، إلا أن تصويت الشعب أوصلنا إلى هذا الموقف.
وتابع رئيس الجمهورية موضحاً: أولويتنا فيما يخص العلاقات الدولية ترتكز على دول الجوار، بأن نتفاهم مع بعضنا البعض ونحترم حدودنا وأمننا ونمنع أي عمل يضرّ بالأمن الداخلي لكل منّا. وأكمل الدكتور بزشكيان: نبحث عن الوحدة والتماسك داخل إيران، وبعيداً عن الإنتماءات الفئوية والجنسية والعرقية، سنأخذ هذه القضية بعين الاعتبار في إدارة البلاد. وأوضح: نؤمن أنه لو عملنا انطلاقاً من مبدأ العدالة سنكون قادرين على إصلاح البلاد، كما سنتبع ذات الخطة في التعامل مع العالم، وخاصة الدول التي قدمت صورة غير لائقة عنّا.
مُلتقياً مجموعة "الدرز"
في نيويورك
في سياق آخر، إلتقى الرئيس بزشكيان، في ثاني لقاء منذ وصوله إلى نيويورك، مع أعضاء مجموعة "الدرز" الدولية (تضم مجموعة الدرز أو كبار السن، رؤساء ورؤساء وزراء سابقين لبعض الدول الذين يعملون على تحقيق السلام والأمن الدائمين).
وجرى اللقاء بحضور وزير الخارجية "عباس عراقجي" وفي جناح رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبنى الأمم المتحدة في نيويورك. وصرح رئيس الجمهورية، لدى لقائه الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، بأنه في الوقت الذي تمارس فيه إيران ضبط النفس لمنع تصاعد التوترات على خلفية اغتيال الشهيد هنية، يتمادى الكيان الصهيوني في توسيع نطاق الحرب، معرباً عن قلقه البالغ إزاء توسع الصراع في المنطقة برمتها.
وأضاف رئيس الجمهورية: الآن يقوم الكيان الصهيوني بمهاجمة لبنان مُخلّفاً العديد من الشهداء والجرحى بعد أن شنّ عدواناً همجياً على غزة أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى لإرساء السلام والأمن المستدام في المنطقة بمساعدة الحكومات المجاورة، بما في ذلك دول
الخليج الفارسي، موضحاً بأن إيران لا تسعى وبأي شكل من الأشكال لامتلاك أسلحة نووية.
الجهود الناجحة لتحقيق الوحدة
كما أكد الرئيس بزشكيان، لدى لقائه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المستقبل الأفضل للدول الإسلامية يعتمد على الجهود الناجحة الرامية إلى خلق الوحدة وفي ظل هذه الوحدة لن نشهد أبداً جرائم مثل ما تحدث في غزة. وأضاف موضحاً: إن إنشاء شبكة إتصالات إقليمية في المنطقة وإجراء التبادلات الأكاديمية والعلمية والاقتصادية يمكن أن يظهر عظمة العالم الإسلامي للعالم.
من جانبه، اعتبر الرئيس التركي، في هذا اللقاء، إقتراح الرئيس الإيراني بشأن إنشاء شبكة اتصالات إقليمية قيماً للغاية.
مباحثات مع رئيس المجلس الأوروبي
في السياق أيضاً، إلتقى رئيس الجمهورية، مساء الإثنين، مع رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل"، وقد حضر اللقاء كل من وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس مكتب رئاسة الجمهورية محسن حاجي ميرزائي، ومساعده للشؤون السياسية مهدي سنائي، ومساعد رئيس الجمهورية للشؤون التنفيذية محمدجعفر قائم بناه، ومساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، وممثل إيران الدائم لدى المنظمة الأممية أمير سعيد إيرواني.
كما إلتقى رئيس الجمهورية، الإثنين، الرئيسة السويسرية السيدة "فيولا امهيرد"، وبحث معها آخر المستجدات على الساحة الدولية. هذا وإلتقى الدكتور بزشكيان، مع الرئيس الفنلندي "ألكساندر شتوب"، الإثنين، وبحث معه سبل تطوير العلاقات بين ايران وفنلندا، علاوة على آخر التطورات في المنطقة والعالم. كما إلتقى الرئيس بزشكيان، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في نيويورك يوم الاثنين، وناقش الجانبان أحدث التطورات في المنطقة، خاصة العدوان الصهيوني على لبنان وغزة.
تطوير العلاقات مع طاجيكستان
هذا وأكد رئيس الجمهورية، لدى لقائه مع نظيره الطاجيكي إمام علي رحمن، على تطوير التعاون والروابط العلمية والثقافية والاقتصادية والأمنية مع طاجيكستان. واعتبر الرئيس بزشكيان قضية أفغانستان قضية مشتركة بين البلدين، وأكد على الحاجة إلى مزيد من التقارب والتعاون بين طهران ودوشنبه لمساعدة هذا البلد في التغلب على المشاكل والقضايا المقبلة.
وفي مقابلة له مع شبكة "سي إن إن"، قال الرئيس بزشكيان: إن الهجمات واسعة النطاق التي يشنها الكيان الصهيوني على لبنان تمثل أزمة إنسانية تحمل في طياتها خطر إدخال المنطقة إلى صراع أكبر. وأضاف: إن حزب الله يواجه عدواً مدججاً بالسلاح يملك أنظمة أسلحة متطورة، ويجب ألا نسمح بأن يتحول لبنان إلى غزة أخرى على يد "إسرائيل". وتابع قائلاً: لا يمكن لحزب الله أن يقف بمفرده في مواجهة "إسرائيل" التي تدافع عنها وتدعمها وتمدها الدول الغربية والأوروبية والأميركية، ولذلك يجب علينا أن نمنع الأعمال الإجرامية التي تقوم بها "إسرائيل".
مشاورات سياسية ودبلوماسية مستمرّة
على صعيد آخر، قدّم وزير الخارجية، عباس عراقجي، تقريراً حول مشاوراته السياسية والدبلوماسية خلال اليوم الثاني من زيارته إلى نيويورك. وکتب عراقجي علی صفحته في الفضاء الافتراضي: "استقبلنا بالأمس الرئيس المحترم مسعود بزشکیان، ووفد المستشارين المرافق له في نيويورك؛ كما عقدت لقاءات دبلوماسية ثنائية". وأضاف: "لقد بحثنا خلال اللقاء مع وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، في آخر الأوضاع بجنوب لبنان وأبعاد الهجمات الإرهابية التي يشنّها الکیان الصهيوني ضد هذا البلد". وتابع: "لقد أشدت بمقاومة لبنان ضد وحشية الصهاينة، وأكد على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لهذه المقاومة الباسلة؛ وشدّدت أيضاً على عودة السلام والاستقرار إلى هذا البلد وضرورة التحرك الدولي الفوري لوقف تمرد الصهاينة على الأعراف والقوانين الدولية".
وأشار قائلاً: "في اللقاء مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، هنأت بمناسبة اليوم الوطني لهذا البلد، وشددت على تعميق العلاقات والتعاون الثنائي إقليمياً ودولياً، كما بحثنا التطورات في غزة ولبنان، وأكدنا على ضرورة التنسيق بين الدول الإسلامية لمواجهة عدوان الکیان الصهيوني".
وأعلن عراقجي أيضاً عن لقائه بوزيري خارجية أوزبكستان وبلغاريا، وتقييم الجانبين لسبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف الأبعاد، وكذلك توسيع التعاون على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية؛ مُبيّناً أنه في كلا اللقاءين كانت قضية فلسطين ولبنان على سلم القضايا الرئيسية. كما التقى وزير الخارجية الإيراني مع رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبحث معه آخر مستجدات البرنامج النووي الإيراني السلمي.