حزب الله يبدّد رهانات العدو.. نحو ردود تصاعدية
« الحساب المفتوح».. مرحلة جديدة لمواجهة الاحتلال الصهيوني
أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، مرحلة جديدة دخلتها جبهة الإسناد اللبنانية، بعد 3 جرائم ارتكبها الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكداً أنها مستمرة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة. وأكد الشيخ قاسم، في كلمته خلال تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد، إبراهيم عقيل، والشهيد محمود حمد، أنّ الرشقات الصاروخية الـ3 التي وصلت حيفا المحتلة وأصابت أهدافها العسكرية، هي دفعة على الحساب. في وقت شنّ طيران العدو الصهيوني يوم الاثنين 23 أيلول/سبتمبر 2024، موجة غارات جوية جديدة على القرى والبلدات الجنوبية الحدودية، أسفرت عن استشهاد نحو 300 شخصاً وأكثر من 1030 جريحاً من المدنيين العزل غالبيتهم من النساء والأطفال. في المقابل قال المتحدث باسم الحكومة الصهيونية أن حزب الله أطلق 9 آلاف صاروخ من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة منذ السابع من أكتوبر/تشين الأول، مقراً بأن تلك الصواريخ أدت إلى خسائر ضخمة في شمال الكيان الصهيوني.
تشييع القائد الجهادي الشهيد إبراهيم عقيل
في التفاصيل، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أننّا دخلنا مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح، لافتاً إلى أنّه لن يتم تحديد كيفية الرد على العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتوجّه برسالة مفادها «راقبوا الميدان»، مشدداً على أنّ جبهة الإسناد ستتوسّع ونتابع هذه الجبهة والمواجهة من خارج الصندوق، متوعداً الاحتلال «سوف نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون».
وتابع في كلمته خلال تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد، إبراهيم عقيل، والشهيد محمود حمد عن الموقف في جبهة الإسناد في لبنان، قائلاً أنّ هذه الجبهة مستمرة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة، مؤكداً أن الأسرى الصهاينة لن يعودوا إلا بصفقة تبادل.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ جبهة الإسناد اللبنانية مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية، و»سترون النتائج»، مضيفاً أنّ «التهديدات لن توقفنا، ولا نخشى أخطر الاحتمالات».
الشيخ نعيم قاسم للعدو:» ستموتون رعباً وسيتفكك اقتصادكم»
ومتوجهاً في كلامه إلى الصهاينة، قال الشيخ نعيم «ستموتون رعباً وسيتفكك اقتصادكم، ولن تحققوا أهدافكم، ونقلتم المقاومة في فلسطين إلى العالمية».
وبشأن ما ارتكبه الكيان الصهيوني في الضاحية، أكد الشيخ قاسم أنّ «قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت 3 جرائم حرب مؤلمة بالنسبة إلينا وهي تمثل أعلى درجات التوحش الذي لم نر مثيلاً له».
وأوضح الشيخ قاسم أنّ الاحتلال أراد باستهداف قادة قوة الرضوان شلّ المقاومة وتحريض بيئتها وإيقاف جبهة إسناد غزّة، ولكن المقاومين عطلوا ذلك.
وأضاف، بشأن أهداف الاحتلال وفشلها، أنّ الكيان الصهيوني كان يريد اغتيال 5000 شخص في مجزرة تفجير أجهزة اتصال لاسلكي «البيجر»، ولكنه لم يستطع.
وطمأن الشيخ قاسم «عُدنا أقوى والميدان سيشهد بذلك»، ذاكراً أنّ الجرحى يطمئنون أهلهم ورفاقهم بأنهم عائدون بأي شكل إلى ساحة الجهاد.
وعن الولايات المتحدة الأميركية، قال الشيخ قاسم إنّها «غارقة من رأسها إلى أخمص قدميها بالإبادة الصهيونية ودجلها لا ينفع».
وشيّعت المقاومة الإسلامية في لبنان، القائد عقيل، والشهيد حمد، في روضة الحوراء زينب في منطقة الغبيري في الضاحية حيث ارتقيا ومجموعة من المجاهدين في عدوانٍ صهيوني، عصر الجمعة.
وتخلّلت المراسم هتافات من الجماهير الغفيرة، التي حضرت للمشاركة، ضد كيان الاحتلال الصهيوني، والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى هتافات مؤيدة للمقاومة وللأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.
*مئات الشهداء والجرحى بعدوان صهيوني على لبنان
من جهة أخرى شنّ طيران العدو الصهيوني الاثنين، موجة غارات جوية جديدة على القرى والبلدات الجنوبية الحدودية في أقضية بنت جبيل صور، والنبطية ومرجعيون وصولاً إلى قرى وبلدات قضاءي الزهراني وصيدا.
وشملت هذه الغارات بلدات: عيترون، بليدا، ميس الجبل، مارون الراس، حولا، مجدل سلم، السلطانية، عيتا الشعب، برعشيت، حاريص، كونين، بيت ياحون، بيت ليف، الخيام، حرش حداثا-رشاف-الطيري، طلوسة، مركبا، وادي الحجير، الطيبة، قبريخا، وادي حانين، خربة سلم، بنت جبيل، أطراف البيسارية، رومين، دير الزهراني، بافليه، عنقون، مغدوشة، كفر رمان، أطراف حبوش وعربصاليم، طورا، بين دير قانون والحلوسية، جبشيت، أنصار والزرارية، تفاحتا، جبل صافي، وادي كفر ملكي، كفر صير، عدلون، حاريص، تول، برج الشمالي -المساكن، أطراف الغندورية، مرتفعات سحمر، أطراف قناريت، عدشيت، سهل عدلون، وادي النميرية، معركة، أطراف جباع.
وأسفرت هذه الغارات عن وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، حيث أفيد عن وصول جثامين 4 شهداء إلى مستشفى تبنين الحكومي بينهم طفلان، وأكثر من 26 جريحاً.
كما أفيد عن وصول العديد من الإصابات إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول بقضاء النبطية.
كذلك أفادت مصادر طبية بوصول العديد من الإصابات جراء الغارات الجوية الصهيونية إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في تول بقضاء النبطية.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية في بيان أن غارات العدو الصهيوني المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية أدت في حصيلة غير نهائية إلى استشهاد نحو 300 شخصاً وإصابة أكثر من 1030 مواطناً بجروح مختلفة، مشيراً إلى أنه بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون.
السيد السيستاني: لنبذل كل جهد لوقف العدوان الصهيوني
في السياق عبّر مكتب المرجع الديني في العراق، آية الله السيد علي السيستاني، عن تضامن المرجعية الدينية العليا مع اللبنانيين ومواساتها لهم في ما أكّد أنّه «معاناتهم الكبيرة»، داعياً الله أن «يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شرّ الأشرار وكيد الفجّار».
وأضاف في بيان، أن المرجعية ترفع أكفّ الضراعة إلى الله العلي القدير أن يرعاهم ويحميهم ويدفع عنهم شرّ الأشرار وكيد الفجّار، في «هذه الأيام العصيبة التي يمرّ بها الشعب اللبناني الكريم».
وختم مكتب المرجع السيستاني بيانه، بالمطالبة «ببذل كل جهدٍ ممكن» لوقف العدوان الصهيوني وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمّرة، والدعوة للقيام «بما يساهم في تخفيف معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية».
بعشرات الصواريخ.. حزب الله يستهدف مُجمعات الصناعات العسكرية للعدو
من جهتها قصفت المقاومة الإسلامية في لبنان، الاثنين، المقرّ الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد، ومُجمّعات الصناعات العسكرية لشركة «رفائيل» في منطقة »زوفولون» شمال مدينة حيفا المحتلة بعشرات الصواريخ.
وأعلنت المقاومة في بيانها، أن الاستهادف يأتي دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ورداً على اعتداءات الاحتلال الصهيوني التي طالت مناطق في الجنوب والبقاع في لبنان.
أعلن المتحدّث باسم «جيش» الاحتلال الصهيوني، عن سقوط صواريخ في منطقة «عميعاد» جنوب صفد المحتلة، ورصد عدة صواريخ سقطت في منطقة الجليل الأسفل.
فيما قالت القناة الـ12» الصهيونية أن منزلاً أصيب بشكل مباشر بصاروخ في مستوطنة «غفعات أفني» غربي بحيرة طبريا المحتلة.
ونقلت وسائل إعلام صهيونية، أنباءً أولية عن سقوط صاروخ على مصنع بشكل مباشر غرب طبريا المحتلة واندلاع النيران فيه، فيما أكدت سقوط صواريخ في منطقة «كاحال» قرب طبريا المحتلة.
وأشارت إلى سقوط 5 إصابات عند مفترق «غولاني» في الجليل الأسفل عقب سقوط صواريخ فيها.
وأكدت شرطة الاحتلال الصهيوني سماع صفارات الإنذار في العديد من مستوطنات المنطقة الشمالية خلال الساعة الماضية.
ودوت صفارات الإنذار في «حورفيش» و»كاديتا»، و»كيرم بن زمرا»، و»ألكوش» و»أبيريم» بالجليل الغربي. كما دوّت في «بيت هلل» في الجليل الأعلى.
كذلك دوّت صفارات الإنذار في «بيريا»، و»دوفيف»، و»سعسع» وصفد المحتلة، كما دوّت في «كاحال» إلى جانب بحيرة طبريا.
شهداء بالقطاع
هذا وفي اليوم الـ353 من العدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجازر جديدة أسفرت عن استشهاد 23 فلسطينيا بمناطق متفرقة بالقطاع، بينما أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استهداف دبابة ميركافا وجرافة عسكرية وتفجير عبوة في قوة صهيونية راجلة في رفح.
كما واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها الليلية لمدن الضفة الغربية المحتلة وبلداتها، وشنت حملات دهم واعتقال وترويع للمواطنين.
وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أوقعت رتلاً من الآليات الصهيونية في كمين محكم، أعدّته على خط إمداد قوات الاحتلال المتوغلة في شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وذلك في اليوم الـ 353 من ملحمة «طوفان الأقصى».
وفي التفاصيل التي نشرتها كتائب القسّام، فإنّها استهدفت 3 جرافات عسكرية من نوع «D9»، ودبابتين من نوع «ميركافا»، في أثناء مرورها على مفترق «جورج» الشرقي، بقذائف «الياسين 105» وعبوات العمل الفدائي.
أما الأحد، فأوقعت كتائب القسّام عناصر قوة صهيونية راجلة بين قتيل ومصاب، بعدما استهدفتهم بعبوة أفراد «تلفزيونية»، وذلك في منطقة الشوكة، شرقي رفح.
وفي المنطقة نفسها، استهدفت «القسّام» دبابةً من نوع «ميركافا»، بعبوة «شواظ»، وجرافةً عسكريةً من نوع «D9»، بقذيفة «تاندوم».
وبينما تواصل المقاومة في قطاع غزة التصدّي لقوات الاحتلال المتوغلة، بلغ عدد الضباط والجنود القتلى في صفوف جيش الاحتلال الصهيوني الـ715 منذ بداية «طوفان الأقصى»، بينهم 346 قُتلوا منذ بدء المعارك البرية في القطاع، بحسب ما سمحت المؤسسة العسكرية الصهيونية بنشره.
وإذ يتكتّم الاحتلال على خسائره ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، فإنّ البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة تؤكد أنّ قتلاه ومصابيه أكبر بكثير مما يعلن.
تظاهرات داعمة لفلسطين ولبنان في العالم
وعلى المستوى الدولي قامت تظاهرات في عدد من الدول في العالم دعماً للمقاومة في فلسطين ولبنان، وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة وجنوب لبنان، آخرها جريمة الاحتلال في تفجير أجهزة النداء الآلي «بيجر» وأجهزة اللاسلكي يومي الثلاثاء والأربعاء، والغارات التي شنّها على مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية يوم الجمعة.
وأكّد المحتجّون في مدينة تورنتو الكندية، الاثنين، رفضهم «حملة الإرهاب التي تشنها القوات الصهيونية ضد الشعب اللبناني»، وندّدوا بتواطؤ كندا ودول غربية أخرى في الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الصهيونية في غزة والهجمات الإرهابية الأخيرة في لبنان.
ودعوا الحكومة الكندية إلى تعليق كل صفقات بيع الأسلحة «المربحة» إلى الكيان الصهيوني، وانتقدوا ما وصفوه «بفشل الحكومة الكندية في دعم وقف إطلاق النار في غزة».
ونظم محتجون تظاهرةً الاثنين في ساحة هاتشيكو في العاصمة اليابانية طوكيو، تضامناً مع قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وطالبوا بإنهاء الفظائع الصهيونية ضد الفلسطينيين.
وأكد المنظمون أن العديد من السيّاح الأجانب شاركوا إلى جانبهم في التظاهرات.
تنديد عالمي بتفجيرات لبنان
كذلك، شهدت العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة، ندد المشاركون فيها بتفجيرات لبنان الأخيرة واستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة بمشاركة نواب من البرلمان الفرنسي.
ودعت النائبة في البرلمان الفرنسي صوفيا شكيرو إلى توجيه رسالة قوية جداً إلى الكيان الصهيوني، مفادها أنه لا يمكن الاستمرار بارتكابه جرائم الحرب في فلسطين ولبنان. وقالت أنها «لن تسمح بما يجري في غزة ولبنان، والذي يعتبر إبادة جماعية، ولا بالتطورات التي تنذر باندلاع حرب إقليمية شاملة»، وأضافت أنها تشعر بصدمة شديدة من الأساليب التي يستخدمها الاحتلال، و»أنهم مصدومون أكثر من صمت فرنسا». بدوره، قال النائب توماس بورتس إنّ «ماكرون يعلم أن ما قام به جيش الاحتلال الصهيوني في لبنان ليس عملية عسكرية لمحاربة الإرهابيين كما يدعي، بل لقتل الأبرياء. وإذا كان يبحث عن حل في غرة ولبنان، فعليه أن يستمع إلى الشارع».
كما قام العشرات من الناشطين بالاحتجاج أمام مقر الإذاعة البريطانية «بي بي سي» للمطالبة بالحرية والعدالة للشعب الفلسطيني، ووقف حرب الإبادة البشرية الصهيونية المستمرة، ورفضاً للاعتداءات الصهيونية المتكررة على لبنان.
واتهم المتظاهرون، بحسب وسائل إعلام، الإذاعة بانتهاج سياسة ازدواجية المعايير عقب الاعتداءات الصهيونية التي تعرض لها لبنان.
وشهدت مدينة مالمو السويدية تظاهرات حاشدة، للمطالبة بوقف الحرب الصهيونية، وإسناداً لقطاع غزة ولبنان. ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولبنان، ورفعوا لافتات طالبوا فيها بالحرية لفلسطين.
وكانت العاصمة الأميركية واشنطن قد شهدت تظاهرة أمام السفارة اللبنانية رفضاً للاعتداءات الصهيونية على لبنان وعلى الدعم الأميركي غير المحدود للاحتلال الصهيوني.
وطالب المحتجون بضرورة وقف العدوان الصهيوني، ووقف الدعم الأميركي للكيان الصهيوني، وأشعل المتظاهرون الشموع، وصلّوا على أرواح الشهداء.