مؤلف ومخرج المسرحية للوفاق:
عروس فلسطين.. الحياة تنبض في غزة وروح الأمل لا تزال موجودة
معرض «أرض الحضارات» الذي أقيم قبل فترة في شهري محرم وصفر، يُقام حالياً في دورته الثانية بعروض مسرحية تعكس أجواء الفرح والسرور. ومنها مسرحية «عروس فلسطين» التي من إنتاج السيد عليرضا كوهفر، ولاقت إقبالاً كبيراً، بما فيها إضاءة الشوارع حيث العروسان يلتقطان الصور التذكارية أمام قبة الصخرة ويتجولان في أرض محور المقاومة، والقوافل التي ترافقهم وفرح وسرور، من المشاهد التي تجذب الجمهور، فبهذه المناسبة أجرينا حواراً مع السيد «شهاب راحلة» مخرج المسرحية والسيد «وحيد بيماندار» مؤلف المسرحية، وفيما يلي نص الحوار:
الوفاق / خاص
موناسادات خواسته
راحلة: المسرحية تستكشف الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة
بداية تحدث السيد "شهاب راحلة" عن مسرحية "عروس فلسطين" وردود الأفعال التي واجهتها، حيث قال: عرض "عروس فلسطين" هو عرض يعكس أجواء الفرح والسرور، وكما يوحي الإسم، علينا أن نعرف أن الحياة لا تزال مستمرة هناك وسط كل الفظائع والجرائم والإبادة التي نراها في غزة، وشعبها لا يزال صامداً فيها والذين خرجوا منها يتوعدون بأنهم سيعودون إلى أرضهم، لكن هذا العرض له جانبه الموسيقي وأجواء الفرح ويخلق لحظات ممتعة للجمهور الذي يرى في لحظة واحدة أن هناك حفل زفاف يقام بجانب بيت المقدس.
هذه المسرحية تستكشف الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهنا تكمن العقدة، لأن الكثير من الناس يشعرون أن هذه هي القدس، في حين أن الكيان الصهيوني يستعيرها حتى يتمكن من تدمير القدس، ويكونوا قادرين، على سبيل المثال، بإعادة بناء بقايا سليمان هناك ويدّعون بأن هذا مكان مقدس بالنسبة لهم، وقد لاقى هذا العرض استقبالاً كبيراً.
ومن المثير للإهتمام بالنسبة للجمهور أنه في مثل هذا المكان والمعرض الذي يتم الحديث فيه عن المقاومة والحرب والأشخاص الذين يحاولون القيام بشيء من أجل غزة، ويرون أن الحياة تدور في الزاوية، وهناك أيضاً حفل زفاف وموسيقى، يخلق السعادة للزوار، ويرافقون العرض، ويعجبهم كثيراً، فأصبحت جزءاً من الأجزاء الجذابة في معرض "أرض الحضارات".
النشاطات الحديثة في معرض "أرض الحضارات"
وعندما سألنا من السيد "راحلة" عن متابعة وفترة إقامة هذا المعرض خلال السنة وإلى متى، قال المخرج الإيراني: معرض "أرض الحضارات" في دورته الثانية والذي يستمر حتى 27 أيلول/سبتمبر يُقام فيه عرض حفلات وأناشيد للمقاومة، وبرأيي التواجد هنا ضرورة، وطلبي من المجموعة التنفيذية في برج ميلاد والذين أقاموا المعرض هو أن يبقى المعرض خلال السنة، وهذا نجاح وتوفيق لنا، وأن أصدقاءنا في السينما والمسرح وقسم الموسيقى والفنون التشكيلية يمكنهم المشاركة في "أرض الحضارات"، وتقديم أعمالهم بموضوع المقاومة.
والمقاومة لا تقتصر على هذه الزخارف والديكورات في المعرض، فحسب، بل في كثير من الأحيان، المقاومة في تهذيب النفس ومكارم الأخلاق، وغيرها من الأمور التي تدخل في موضوع المقاومة، وسيكون من الجيد جداً أن يحدث هذا، وهناك دعوة وإقامة مهرجان طوال العام أو في أيام معينة.
الحياة في غزة
بعد ذلك أدار الحديث عن الحياة في غزة، وأن الصهاينة لا يستطيعون هزيمة المقاومة، وهذا ما نراه في مسرحية "عروس فلسطين"، فقال السيد "شهاب راحلة": على الإطلاق، حاولنا أن نظهر أجواء السعادة والفرح بعد شهري المحرم وصفر، وتزامناً مع أسبوع الوحدة وأيام الفرح، ونريد أن نقول إنه صحيح أن هناك أشياء مؤسفة للغاية تحدث، لكن إذا نظرنا إلى القصة من هذا الجانب فقط، فإننا نتجه نحو خلق الخوف لدى الأصدقاء والجمهور، وهذا ليس بالأمر الجيّد، يجب أن نظهر أن الحياة لا تزال مستمرة وموائد الطعام منتشرة والناس يعيشون ويدرسون، ورغم أنه لا يوجد مستشفى في المدينة إلا أنه يتم علاجهم، ورغم أن الصهاينة يقومون بتدمير كل البنية التحتية البشرية، إلا أن هذا يدل على أن الناس صامدون بقوة وأقوياء من أجل وطنهم ودينهم. وهذا جيد، وعلينا أن نساعد في مثل هذه الأمور، وليس نحن فقط كمجموعة هكذا، بل بلدنا كله يجب أن يسير في هذا الإتجاه لأننا ندافع عن كل المظلومين في العالم، اليوم غزة هي الأكثر مظلومية ونحن نقوم بالدفاع عنها.
كما دافعنا عن بلدان كثيرة مرّات عديدة بعد الثورة الإسلامية، بما في ذلك البوسنة والهرسك وفلسطين وغزة والسود في أمريكا والطلاب الذين كتب لهم قائد الثورة رسالة، وحيثما يصرخ المظلوم نحن في المقدمة، وآمل أن يحدث هذا بطريقة جماعية.
وختم السيد "راحلة" كلامه بأن هذه المسرحية قصة "عروس وعريس" يقام حفل زفافهم بجوار قبة الصخرة، حيث يقول العريس إن بركة زفافي هي أنني أريد أن أتحدث معكم حول هذا المكان المقدس للعبادة.
في الحقيقة قصة الزفاف هدفها عرض قصة قبة الصخرة، ومسرحية "عروس فلسطين" تتمتع بسحر وجمال يجذب الجمهور.
بيماندار: هذا المكان المقدس فيه الكثير من القصص
بعد ذلك تحدثنا مع مؤلف المسرحية السيد "وحيد بيماندار" حيث سألناه عن فكرة تأليف سيناريو هذه المسرحية والدراسات التي قام بها، فقال: في الحقيقة السيد "راحلة" طلب منّي تقديم نص عن قبة الصخرة، فبدأت بكتابة النص بهذا الأسلوب، وبالفعل قيلت لي الفكرة، لكن الطريقة التي تم بها البحث كانت ذاتية بطبيعتها وكان لدي بالفعل معلومات حول هذا المكان المقدس، وسألت الأصدقاء والزملاء الذين كانوا ينشطون في هذا المجال، والذي كان بالطبع بحثاً عبر الإنترنت.
موضوع القصة، كان الأمر هكذا أن يأتي عروس وعريس فيحكي العريس جزءاً بسيطاً من قصة قبة الصخرة، وأنه بحسب الصور والمعلومات القادمة من غزة، وفي ظل كل هذه المصاعب والجرائم والأحداث المأساوية التي تحدث، فإن روح الأمل لا تزال موجودة عند سكان غزة.
بداية الحياة هذه هي في الواقع رمز للأمل والحب للمستقبل والأسرة ومفهوم المجتمع، ولهذا السبب قررنا أنه يجب على العريس ان يروي
هذه القصة.
هدف القصة تحديداً التعريف بقبة الصخرة والنقاط الخرافية والغريبة الموجودة دائماً في الفكر الصهيوني، مثل معبد سليمان الذي يقع تحت هذه المجموعة وغيره.
يريد هذا العرض إعطاء بعض المعلومات للجمهور حتى يتمكنوا من التعرف على هذه القبة الذهبية التي تعد رمزاً للمقاومة في العالم بشكل أفضل قليلاً، وأيضاً يتم خلق سؤال في ذهن الجمهور ويمكنهم إثر ذلك البحث والدراسة بأنفسهم.
الدفاع عن غزة بلغة الفن
وفيما يتعلق بالدفاع عن غزة بلغة الفن قال السيد "بيماندار": على أية حال، كما نعلم، يتمتع الغرب وبالتالي الصهاينة بنفوذ كبير في وسائل الإعلام الرئيسية مثل الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي الكبيرة، ولديهم القدرة على تصفية الأخبار وإزالة مقاطع الفيديو تحت ذرائع مختلفة للرأي العام بطريقة ممنهجة، وهذا الموضوع اليوم، بالنظر إلى حجم الجريمة وعدد الشهداء ومختلف أشكال الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة، يمكن أن يساعد هؤلاء الناس، سواء من خلال لغة الفن أو وسائل الإعلام أو بأي شكل آخر، أعتقد أن الفن يمكن أن يكون أيضاً جزءاً من إعطاء الوعي والمعلومات.
تأثير المسرح والسينما
أما حول تأثير السينما والمسرح وأيهما أفضل، يعتقد "بيماندار" أن كل وسائل الإعلام مهمة، ويقول: كل واحدة منها فعّالة بطريقتها الخاصة، التلفزيون والصحيفة والسينما، كل واحدة من وسائل الإعلام يمكنها جذب مجموعة معينة من الجمهور في الموضوع الذي يتحدثون عنه. لكن على أية حال، يمكن القول أن نوع العمل الذي قام به الأصدقاء لعرض مسرحية "عروس فلسطين" أقوى من أي تقنية فيديو وسينما ثلاثية ورباعية الأبعاد، فهي عبارة عن مجموعة من الفيلم والكتابة والمسرحية، ويمكنها إدخال الجمهور في هذه المناقشة بشكل جيد للغاية.
رسالة عروس فلسطين
وفيما يتعلق برسالة مسرحية "عروس فلسطين" يقول "بيماندار": رسالة "عروس فلسطين"، هي أننا في هذه المسرحية نحاول التعريف بقبة الصخرة، وأن نتجاوز ظاهر القبة ورمزها للجمهور ونتحدث قليلاً عن تاريخها. كما أن لها قصصاً كثيرة مثل معراج النبي(ص) وأنها كانت القبلة الأولى للمسلمين وغيرها، كما أننا نحاول أن نثير فضول الجمهور حتى يدخل احساساتهم لقراءة المزيد عنها.
هناك الكثير من المحتوى الذي سيثير اهتمام الجمهور ويسعى وراءه، بالإضافة إلى الأمل والوعد الذي أعطاه الإسلام بأن الكفر سيُهزم في النهاية وسينتصر المسلمون.
والآن هؤلاء الصهاينة الكفرة الذين لديهم التسهيلات الكثيرة، ويملكون المال والسلاح والإعلام، ولكن مهما كانت قدرتهم ولديهم التسهيلات، لا يمكنهم تجاوز دين الله، ونحن نحاول أن نقول رمزياً أن أهل غزة مفعمون بالأمل. ومن المؤكد أن الباحثين عن الحرية في العالم يأملون ويتأكدون من أن شعب غزة وشعب فلسطين سينتصر في هذه المعركة.
العمل المسرحي لغزة
وختم السيد "بيماندار" كلامه بالحديث عن أعماله الأخرى وقال: إضافة إلى أسبوع الوحدة الإسلامية التي مرّ علينا، نظراً لذكرى الحرب المفروضة وهجوم صدام المقبور على إيران، فإنني أعمل في موضوع الدفاع المقدس، وأقوم بإعداد فيلم وثائقي في ثلاثة أجزاء يركّز على صدام المقبور، وتم إنتاج جزأين منه وبقي الجزء الأخير.
والارتباط هو أننا عندما ننظر، نرى مدى تشابه الحكّام المستبدين، وعندما ننظر إلى سلوكهم، سواء كان هتلر أو صدام أو نتنياهو، فنرى الكثير من القواسم المشتركة.
كان همي دائماً أن أكتب عن الشعوب المظلومة والذين يتعرضون للقمع بشكل منهجي وممنهج، وأن أفعل كل ما بوسعي؛ وبالتأكيد سأكتب سيناريو مسرحيات وأقوم بإنتاج أفلام وثائقية عن أهل غزة في المستقبل.