الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعون - ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعون - ١٨ سبتمبر ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي للوفاق:

الوحدة الإسلامية.. ضرورة لتكاتف الأمّة ومواجهة الأعداء

تواجه الأمّة الإسلامية اليوم هجوماً ثقافياً إعلامياً شاملاً يستهدف التشكيك بالهوية الحضارية الثقافية لها ويركّز على تشويه المضمون التحرري والجهادي لكل التحركات المناهضة للإستكبار والصهيونية والتبعية، هذا الهجوم ليس جديداً بالمعنى الزماني والتاريخي للكلمة؛ ولكنه الأعمّ والأشمل والأخطر على الإطلاق؛ ولكنه اليوم يطال الأمّة دفعة واحدة في كل مواقعها. وأخطر ما فيه أنه يستهدف ثقافة الأمّة وما تحتويه من قيم الإيمان والحق والعدالة والإنسانية وإعادة تعبئته بقيم مادية فاسدة ومشوهة تقطّع أوصال الإنتماء للأمّة وتحولها إلى مجموعات متفرقة ذات شخصية تابعة متلقية. إنه غزو منظم ومبرمج للعقول وإحباط النفوس وتكييف نمط حياتنا وسلوكنا وتغيير قيمنا ومبادئنا بما يلائم هيمنة الإستكبار فنخضع له ونتخلى عن مقاومة الظلم والعدوان. هذا الغزو تنفذه قوى الإستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وربيبها العدو الصهيوني ضمن الهجوم الشامل السياسي والإقتصادي والعسكري والإعلامي الذي تشنه على شعوب العالم. وفي هذا السياق، حاورت صحيفة الوفاق عضو المجلس المركزي في حزب الله لبنان، فيما يلي نصّه:

الوفاق /  خاص

عبير شمص

بداية ً بارك الشيخ البغدادي للمسلمين جميعاً  ذكرى ولادة النبي الأعظم (ص) ودعاهم للإلتزام بتعاليم نبيهم الذي سعى إلى الوحدة بين الناس داعيا إياهم إلى الحوار مع أهل الكتاب فقال تعالى " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء" هذا مع الكافر الكتابي، فكيف مع المسلمين والمذاهب الإسلامية يكون من باب أولى".
ثقافة إسلامية جامعة
 يعتقد الشيخ البغدادي بأهمية وجود ثقافة إسلامية جامعة للدول الإسلامية، فيقول:" بالتأكيد مايتفق عليه المسلمون أكثر بكثير من مواطن الإختلاف، فالمسلمون يجتمعون على التوحيد والنبوة والخلافة والقرآن والبعث، ووقع الإختلاف بشخص الخليفة وهناك خلافات فقهية هي أساساً موجودة داخل كلّ مذهب، ولذلك يمكن للمسلمين أن تجمعهم كلّ هذه العناوين ضمن ثقافة الإسلام التي قام عليها".
وعن إمكانية جمع الدول الإسلامية ضمن رؤية موحدة تقوم على ثقافة الإسلام، اعتبر الشيخ البغدادي أنّ المشكلة تكمن في تبعية الكثير من هذه الأنظمة للغرب المتصهين الذي يعمل على مواجهة الثقافة الإسلامية عبر إشاعة الفواحش والتطبيع مع العدو والتخلي عن المبادئ الإسلامية ، بينما نرى شعوبهم ترفض هذه السياسات ولكنها مقهورة مغلوب على أمرها في أكثر الأحيان لاتستطيع أن تُعّبر عما تعتقد به".
وعن ضرورة توحيد الثقافات في مشروع تطبيق الوحدة الإسلامية، قال الشيخ البغدادي:" في العادة يختلف مشروع الوحدة الإسلامية عن مفهوم التقريب بين المذاهب الإسلامية، فالتقريب موضوعه" الفقه وعلم الكلام" بينما الوحدة الإسلامية موضوعها " لمّ الشمل وجمع المشاعر" وهذا يكون من خلال تفعيل المشتركات ذات الإهتمام المشترك لدى كافة الشعوب سواء ماهو متعلق بالشأن الديني مثل الحج والأعياد والمناسبات المختلفة، أو الأمور المتعلقة بالصراع مع الأعداء فتكون هناك قضايا جامعة كقضية فلسطين أو المقاومة أو الدفاع عن الأوطان، ونحن رأينا كيف اجتمعت مشاعر المسلمين عند انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان على العدو الصهيوني في حرب ٣٠٠٦، ولم تتمكن الأنظمة من منع شعوبها من إظهار مشاعرها تضامناً وفرحاً بالنصر، نعم، تستطيع الأنظمة منع التقريب بين المذاهب الإسلامية، لهذا في مشروع الوحدة الإسلامية نحتاج إلى آليات جامعة لمشاعرهم".
وحول إمكانية تشكيل جبهة ثقافية موحدة تقوم على نصرة القضية الفلسطينية، أكد الشيخ البغدادي على أن القضية الفلسطينية أساساً هي قضية جامعة لوحدة المسلمين من خلال الإجماع حولها وحاول الأعداء القضاء على هذه القضية من خلال التطبيع مع العدو وتفعيل المنهج التكفيري لإبعاد المسملين عن قضاياهم الأساسية وقتال بعضهم البعض، وهذا لم يتحقق عبر تفعيل العمل الجهادي الذي وحده يستطيع أن يجمع مشاعر المسلمين على قضيتهم المركزية وهي فلسطين، فبعد انتصار حزب الله في تموز ٢٠٠٦م حاول الأعداء سحب الأمة إلى التقاتل الداخلي، واليوم عادت الأمة إلى خياراتها الصحيحة والإجتماع على مساندة القضية الفلسطينية عبر معركة "طوفان الأقصى" التي وحدت المسلمين ضمن
هذه الثقافة المشتركة".
دار التقريب في القاهرة تجربة جيدة
يذكر الشيخ البغدادي تجربة مرت في القرن الماضي كانت غنية بنتائجها وهي تجربة دار التقريب في القاهرة وقد خرجت من عمق الثقافة الإسلامية لدى مذاهب المسلمين ولكن هل من الممكن تكرارها؟ هل يمكن استعادة هذه التجربة؟ فيقول:" أنا شخصياً دائما أتحدث عن تلك التجربة الرائعة التي انطلقت سنة ١٩٤٧م من قبل سكرتير دار التقريب الشيخ "محمد تقي القمي" وقد أشار عليه السيد عبد الحسين شرف الدين بالذهاب إلى مصر والعمل على التقريب بين المذاهب ومعالجة مسألة الفرقة بين المسلمين وقطع الطريق على أصحاب المناهج التكفيرية، وضمت تلك الدار كبار علماء الشيعة كالسيد "محسن الأمين" والسيد "عبد الحسين شرف الدين" والسيد "حسين البروجردي"، ومشايخ الأزهر الشريف وفي المقدمة شيخ الأزهر، وكانت هناك إنجازات عديدة، لجمع ثقافة المسلمين على أسس إسلامية ومنع التفرقة، ومن هذه الإنجازات: عملت الدار على جمع الأحاديث المشتركة الصادرة عن رسول الله(ص) عبر طرق السنة والشيعة، والذي قام بهذه المهمة آية الله السيد "صدر الدين الصدر" والد الإمام السيد "موسى الصدر"، وصدر من هذه الموسوعة مجلدان، وأصدرت الدار "مجلة الإسلام" واستمرت بالنشر أكثر من عشرين سنة، وكانت تنشر الحوارات الدينية والثقافية بين علماء المذاهب ، كما حدث في الحوار بين الشيخ محمد جواد مغنية وشيخ الأزهر على مسألة - إذا تعذر الذبح في منى- فشيخ الأزهر ذهب إلى الصدقة بثمن الهدي، ولكن الشيخ مغنية رفض الفكرة واعتبرها مخالفة للشرع، وهكذا كانت الحوارات مما ينعكس على وحدة المسلمين. والأهم في إنجازات تلك الدار الفتوى التي صدرت عنه" بجواز تعبد المسلمين بأي مذهب من المذاهب الإسلامية الخمسة إذا اقتنعوا به" وهذا يمنع التكفير ، وهنا نذهب إلى أنّ المذاهب الإسلامية ليست هي الدين بل توصل إلى الدين".
التطبيع خطر على الإسلام
أما على صعيد مواجهة التطبيع الذي يُشكل خطرا استراتيجياً على القضية الفلسطينية وعلى ثقافة المسلمين، اعتبر الشيخ البغدادي اننا نحتاج إلى المزيد من تفعيل العناوين المانعة للتطبيع، منها العمل على توعية المسلمين وتعميق الثقافة الإسلامية في نفوسهم وعقولهم، وأيضاً العمل الدؤوب على إظهار مخاطر التطبيع على الإسلام والإقتصاد وعلى السيادة وغيرها، والأهم في الموضوع هو تفعيل جبهات المقاومة التي تشكلت اليوم ضمن محور المقاومة بزعامة الجمهورية الإسلامية وهذا الإتجاه هو الأقوى والأفعل والأساس في مواجهة الغزو الثقافي ونصرة القضايا المشتركة والدفاع عن الإسلام ومواجهة التطبيع والتوطين وقطع أيادي الأجانبي عن الثروات الوطنية ".
وعن مواجهة الدول الإسلامية للمشروع  الصهيوني ونصرة القضية الفلسطينية، قال الشيخ البغدادي:" يحتار الإنسان ماذا يقول لأنّ المشكلة هي مع هذه الدول المهرولة خلف التطبيع وهذه الدول التي تفرجت على المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطيني ومنعت مجتمعاتها حتى من الدعاء لنصرتهم  فهؤلاء لايتوقع منهم مساندة القضية الفلسطينية مادام الأمريكي هو المهيمن على أنظمتهم، نحن نراهن على وعي الشعوب وانتظار الفرص التي تسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم ومعتقداتهم، والرهان اليوم فقط بعد الله (سبحانه وتعالى) على محور المقاومة الذي سيضع حداً للغطرسة الصهيونية والهيمنة الأمريكية كي تتحرر هذه الأنظمة من ذل الإستعباد، وحينئذٍ لكل حادثٍ حديث".

 

البحث
الأرشيف التاريخي