تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
أبشع مجزرة يرتكبها الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة
بقنابل ارتجاجية ثقيلة.. أكثر من 100 شهيد ومصاب في المواصي
في اليوم الـ340 للعدوان على غزة، وقعت واحدة من أبشع المجازر منذ بداية الحرب، وفقاً لما ذكره الدفاع المدني بالقطاع، الذي أعلن انتشال أكثر من 65 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً بعدما قصف جيش الاحتلال خياماً للنازحين بمنطقة المواصي في خان يونس. بدورها ندّدت الفصائل الفلسطينية، بارتكاب الاحتلال المجزرة المروعة، منتصف ليل الإثنين -الثلاثاء، في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، والتي راح ضحيتها العشرات بين شهداء وجرحى.وفي بيان مشترك، قالت: إنّ «خيام نازحي غزة أصبحت أفراناً للمحرقة الصهيونازية الجديدة»، مشيرة إلى أنّ «ادعاءات العدو وتبريراته الواهية لارتكابه هذه المجزرة وغيرها أضحت لا تنطلي على أحد».
في التفاصيل تابعت قوات الاحتلال الصهيوني جريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لليوم الـ 340 توالياً، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وارتكاب المجازر الوحشية ضد المدنيين، في ظل وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والأدوية.
وكان أبرز وقائع العدوان في يوم الثلاثاء 10/09/2024، مجزرة وحشية ارتكبتها قوات الاحتلال فجراً باستهداف خيام النازحين في مواصي خان يونس بجنوب قطاع غزة بسلسلة غارات جوية عنيفة أسفرت عن 65 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً وعدد كبير من المفقودين في الرمال.
وأكّدت وسائل إعلام في خان يونس أنّ الإحصائيات الأولية للمجزرة تشير إلى أرقام أكبر من ذلك، وربما تكون من أبشع المجازر المرتكبة في القطاع، لا سيما وأنّ الاحتلال استهدف سيارات الإسعاف المتجهة إلى مكان المجزرة ما خلق صعوبات كبيرة في جهود الإنقاذ والبحث عن ناجين أو شهداء، بينما غالبية سيارات الإسعاف ومركبات الدفاع المدني التي لم تقصف معطلة نتيجة نفاذ الوقود.
وذكرت وسائل الإعلام أنّ جثامين بعض الشهداء وجدت على مسافة بعيدة من مكان الاستهداف بعدما دفعتها قوة الانفجارات، بينما تستمرّ عمليات البحث عبر النبش بالأيادي، في الحفرة العميقة التي خلّفتها القنابل، والتي وصفها الإعلام بأنها غير مسبوقة حتى الآن من حيث العمق والاتساع.
قنابل تزن الواحدة منها 2000 رطل
من جهته أعلن الدفاع المدني في غزة أنّ القنابل التي أسقطتها طائرات الاحتلال على خيام النازحين في مواصي خان يونس تزن الواحدة منها 2000 رطلاً، مؤكداً أنّ الطواقم المتوفرة ما تزال تبحث عن مفقودين بين خيام النازحين، مع انتشال عدد كبير من الشهداء والمصابين وبين الإصابات حالات بتر بالأطراف.وأشار الناطق باسم الدفاع المدني في غزة إلى أنّ عائلات بأكملها اختفت في مجزرة المواصي بين الرمال، بسبب استخدام الاحتلال قنابل ارتجاجية ثقيلة.
وبحسب مواقع فلسطينية، فإنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت بـ5 صواريخ أكثر من 20 خيمة للنازحين في خان يونس.
وأفادت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال نفذت حزاماً نارياً بالقرب من المستشفى الميداني البريطاني بمدخل منطقة المواصي التي تضم خيام النازحين غربي خان يونس، ما أدى إلى تدمير أكثر من 20 خيمة واختفائها بالكامل.إلى ذلك، واصلت الطائرات الحربية الصهيونية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة في اليوم 340 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الصهيوني ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية وصل منها للمستشفيات 16 شهيداً و64 إصابة.وارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 40988 شهيداً و94826 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
قصف متواصل على القطاع
وشن جيش الاحتلال سلسلة غارات أدت لاستشهاد مواطنة من عائلة أبو دقة وإصابة اثنين في قصف استهدفهم شرق خان يونس.
وارتقى 10 شهداء بقصف ثلاث منازل مأهولة في المنطقة الوسط من القطاع بينهم 3 شهداء من عائلة اللوح قرب منطقة الدعوة بالنصيرات.
وكررت قوات الاحتلال قصفها المدفعي لشمال مخيم النصيرات عدة مرات على فترات مختلفة.وارتقى 3 شهداء وأصيب آخرون صباح الثلاثاء إثر قصف الاحتلال لـ»بسطة» مأكولات شعبية في ساحة الشوا شرق مدينة غزة.
كما استشهد 5 مواطنين بينهم سيدتين وطفلة وأصيب 12 آخرين نتيجة قصف شقة سكنية تعود لعائلة لبد بمدينة غزة، واستشهد مواطن وأصيب خمسة في قصف منزل بحي الصبرة جنوب المدينة.
واستشهد 5 مواطنين وأصيب 10 آخرون بقصف صهيوني استهدف شقة سكنية لعائلة أبو بكر قرب المشفى الأردني بحي تل الهوا جنوب مدينة غزة.
وفي مخيم جباليا، استشهد 7 مواطنين، منهم 5 نساء وأطفال في قصف استهدف منزل عائلة الحناوي.
إلى ذلك، يواصل جيش الاحتلال اجتياح حي الزيتون لليوم السابع عشر على التوالي.
وأصدر جيش الاحتلال الصهيوني أوامر إخلاء جديدة في بلدة بيت لاهيا وأحيائها.
الفصائل الفلسطينية تدين مجزرة المواصي
في السياق ندّدت الفصائل الفلسطينية، بارتكاب الاحتلال الصهیوني المجزرة المروعة في مواصي خان يونس، داعيةً
أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم إلى الاستمرار في المقاومة وتصعيد المواجهة مع العدو الصهيو-نازي أينما وجد.
حركة المقاومة الإسلامية حماس، شددت في بيان، على أن «الاستهداف الوحشي في منطقة كان الاحتلال أعلنها آمنة يؤكد مضي حكومة الاحتلال النازية في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني»، التي تتعمد ارتكاب «المجازر البشعة بغطاء كامل من الإدارة الأميركية الشريكة في العدوان» غير مكترثة بالقانون الدولي أو الإنساني أو القرارات الداعية لوقف العدوان.
وكذّبت ادعاءات «جيش» الاحتلال وجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف، معتبرةً أنّه «كذب مفضوح» يسعى من خلاله الاحتلال لتبرير جرائمه، وجددت نفيها «وجود أي من عناصرها بين التجمعات المدنية أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية».حركة الجهاد الإسلامي رأت أنّ مجزرة مواصي خان يونس هي جريمة حرب جديدة تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأميركية التي تزود الكيان بالأسلحة.
وشددت على أنّ «استمرار الدول المطبّعة في استقبال ممثلي الكيان على أراضيها هي طعنة في ظهر شعبنا الفلسطيني». وقالت إنّها تراهن على أمثال الشهيد الأردني ماهر الجازي في إيصال رسالة الشعوب العربية والمسلمة إلى الإدارة الأميركية وكيان الاحتلال.
حركة المجاهدين: نحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية الجريمة النكراء
ودانت حركة المجاهدين الفلسطينية الجريمة في مواصي خان يونس، والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والمصابين، معتبرةً أنّها جريمة جديدة ضمن حرب الإبادة التي ترتكبها «حكومة الكيان الفاشية بالسلاح الغربي الأميركي» ضد الشعب الفلسطيني.وحمّلت الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن المسؤولية الكاملة عن «الجريمة النكراء» في خان يونس «وكل جرائم العدو بحق شعبنا»، معتبرة إيّاها شريكاً أساسياً في قتل الشعب الفلسطيني حيث تواصل توفير الغطاء الدولي والدعم العسكري «لحكومة نتنياهو النازية».
كما شدّد المكتب الإعلامي للجان المقاومة، أن مجزرة مواصي خان يونس، هي «حلقة جديدة في مسلسل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة»، مؤكداً أنها تتم «بشراكة وغطاء سياسي وعسكري ودعم وضوء أخضر أميركي».
وتكشف المجزرة ادعاءات الاحتلال و»جيشه المجرم» بشأن وجود «مناطق آمنة» في قطاع غزة، بحسب البيان، وتؤكد أن ذلك هو «محض كذب وتضليل وخداع».كما جددت الدعوة للشعب الفلسطيني إلى «تصعيد المقاومة والمواجهة والثأر لدماء الاطفال والنساء» في غزة بكل السبل والوسائل، داعيةً بأن يكون هذا اليوم «يوماً للانتقام والثأر المقدس من جنود العدو الصهيوني ومستوطنيه».
بدورها دانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المجزرة، التي تؤكد «فاشية الاحتلال وإجرامه وإصراره على ارتكاب مزيد من جرائم الإبادة الجماعية لإرهاب أبناء شعبنا وتجويعهم وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم»، ظنّا منه أنه يستطيع أن يدفع الشعب الفلسطيني إلى الهجرة بما يمكنه «من تحقيق أحد أهدافه الاستراتيجية في رسم مستقبل القطاع على حساب مشروعنا الوطني».وفي السياق، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن مجزرة خان يونس هي جريمة حرب جديدة ضمن حملة الإبادة المستمرة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والتي «لا تعرف حدوداً لوحشيتها وإجراميتها»، وأضافت أنها نتيجة مباشرة للدعم الأميركي المستمر والتواطؤ العربي، والذي يمنح الاحتلال دوماً «الضوء الأخضر لاستمرار هذه المجازر المروّعة بحق النازحين ومخيمات الإيواء».
من جهتها، قالت حركة فتح إن المجزرة الدمويّة التي ارتكبها «جيش» الاحتلال بحقّ المدنيين النازحين، في منطقة المواصي غرب خان يونس «تضع العالم أجمع أمام مسؤولياته لوقف جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومحاسبته على كل هذه الجرائم».