زيارة الرئيس بزشكيان إلى العراق
تأكيد على أهمية الجوار وتقوية التحالفات الإقليمية
في أول زيارة خارجية لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور مسعود بزشكيان، منذ انتخابه في 28 يوليو/ تموز الماضي، يتوجه اليوم الأربعاء، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى إلى بغداد، استجابة لدعوة رسمية من رئيس وزراء جمهورية العراق المهندس محمد شيّاع السوداني. وسيكون العراق المحطّة الأولى لجولات رئيس الجمهورية الخارجية نظراً لمكانته في سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث كان الرئيس بزشكيان قد أكد لنظيره العراقي عبداللطيف رشيد، الشهر الماضي، أن طهران ”تولي أهمية كبيرة للعراق العظيم”، وأعرب عن رغبته في زيارة العتبات المقدسة في العراق خلال أول حوار متلفز يحضره عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية. ويعتزم الطرفان، خلال هذه الزيارة وطبقاً للخطط الموضوعة، توقيع عدد من مذكرات التفاهم، كان توقيعها على جدول أعمال زيارة رسمية كانت مُقرّرة للرئيس الشهيد آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى العراق، بحسب ما أعلنه السفير الإيراني لدى بغداد محمدكاظم آل صادق.
الوفاق/ خاص
محمد أبوالجدايل
مختار حداد
دريد الخماسي
زيارة تعكس إهتمام ايران بدول الجوار
في السياق، يقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمدعلي صنوبري، مدير ورئيس تحرير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية، لصحيفة "الوفاق" حول أهداف زيارة رئيس الجمهورية إلى العراق: إن زيارة الرئيس بزشكيان إلى العراق تمثل قراراً هاماً واستراتيجياً يتماشى مع الإطار الشامل للسياسة الخارجية الإيرانية. مضيفاً: إن هذه الزيارة دليل واضح على إلتزام إيران بـ"سياسة الجوار"، مما يشير إلى تحرك متعمّد نحو تعزيز العلاقات الإقليمية وتعزيز التعاون مع الدول المجاورة، ويعكس الوعي السياسي للمسؤولين الإيرانيين وفهمهم للديناميكيات الجيوسياسية في المنطقة.
وقال صنوبري: إن هذه الزيارة خطوة مدروسة تتماشى مع الأولويات الاستراتيجية التي حددها ورسمها قائد الثورة الإسلامية، وهي خطوة نحو تنفيذ سياسة خارجية براغماتية تؤكد على حسن الجوار والتعاون الإقليمي والاحترام المتبادل. وتوضح هذه الزيارة أن سياسة الجوار الإيرانية ليست مجرد شعار، بل هي استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي والتعاون الأمني، كل ذلك مع الحفاظ على مبادئ إيران في العلاقات الخارجية التي وضعها القائد الأعلى المتمثلة في العزة والحكمة والمصلحة.
القضية الفلسطينية مبدئية في سياسة البلدين
وأجاب صنوبري على سؤال "الوفاق" بشأن مسألة العدوان على غزة وهل ستكون هذه القضية على رأس أجندة مباحثات الطرفين، قائلاً: لا شك أن حرب الإبادة الجماعية في غزة سوف تشكل موضوعاً محورياً على جدول أعمال الزيارة الرسمية الأولى للرئيس بزشكيان إلى العراق. كل من إيران والعراق يعتبران نفسيهما من أشدّ المؤيدين للقضية الفلسطينية، والواقع أن الحرب المستمرة على شعب غزة، والتي تتسم بالعنف على نطاق واسع والمعاناة الإنسانية، تتردد صداها بعمق في إطارهما السياسي والإيديولوجي. وأضاف: بالنسبة لإيران والعراق، فإن القضية الفلسطينية ليست مجرد مسألة تتعلق بالسياسة الإقليمية، بل إنها مبدأ أساسي يؤثر على سياساتهما الإقليمية والدولية الأوسع نطاقاً. وتابع: إن اختيار الرئيس بزشكيان لزيارة العراق كأول وجهة خارجية له يسلط الضوء على أهمية التضامن الإقليمي، خاصة في أوقات الأزمات مثل الأزمة التي تشهدها غزة، وينظر كل من البلدين إلى الصراع في غزة باعتباره اختباراً حاسماً لالتزامهما بدعم السكان المضطهدين ومقاومة جرائم الكيان الصهيوني المحتل، وترى القيادة في طهران وبغداد أن محنة الفلسطينيين في غزة تشكل مصدر قلق إنساني وأخلاقي ملح يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ومستدامة، سواء على المستوى الدبلوماسي أو من خلال أشكال مختلفة من الدعم.
حشد الدعم الإقليمي والعالمي لغزة
وتوقع صنوبري أن تركز المناقشات رفيعة المستوى خلال الزيارة على تنسيق الجهود للاستجابة للوضع المستمر في غزة، وقال: قد يشمل هذا وضع استراتيجيات حول كيفية تقديم المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فعالية، وتضخيم الضغوط الدبلوماسية على الساحة الدولية، وحشد الدعم الإقليمي والعالمي الأوسع للشعب الفلسطيني. ونظراً لوجهة النظر المشتركة بين إيران والعراق بأن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى لكلا البلدين، فمن المرجح أن تدور المحادثات حول تعزيز التدابير التعاونية التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج ملموسة في حماية ومساعدة شعب غزة.
وأردف قائلاً: علاوة على ذلك، من المرجح أن يستكشف البلدان سبل تعزيز أدوارهما كلاعبين محوريين في دعم المقاومة الفلسطينية، وقد قدمت إيران على وجه الخصوص تاريخياً أشكالاً مختلفة من الدعم للفصائل الفلسطينية في غزة، ومن المرجح أن تؤكد إدارة الرئيس بزشكيان على هذا الالتزام في حوار مع المسؤولين العراقيين، ومن المرجح أن يردد العراق، الذي يشترك مع إيران في موقف مشترك بشأن القضية الفلسطينية، هذه المساعي ويسعى إلى تعزيز جهوده في المساهمة في هذه القضية.
أهمية جيوسياسية وأيديولوجية وإنسانية عميقة لدعم فلسطين
وحول أهمية التعاون بين إيران والعراق في دعم القضية الفلسطينية، قال صنوبري: التعاون بين إيران والعراق في دعم القضية الفلسطينية له أهمية جيوسياسية وأيديولوجية وإنسانية عميقة. وتلعب هذه الشراكة، التي تتجذر في القيم المشتركة والتجارب التاريخية، دوراً حاسماً في تشكيل المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط وتعكس رؤية أوسع للمقاومة والعدالة والتضامن ضد الظلم.
وأوضح: لقد وضعت إيران والعراق، وهما دولتان مؤثرتان في المنطقة، نفسيهما باستمرار في موقع المدافعين عن النضال الفلسطيني، وتعاونهما ضروري لدعم القضية الفلسطينية، وهذا التعاون ليس مجرد تحالف سياسي، بل هو إلتزام راسخ يرتكز على المعتقدات الإيديولوجية المشتركة والصلات الثقافية. وتنظر الدولتان إلى القضية الفلسطينية باعتبارها واجباً أخلاقياً والتزاماً دينياً، وتنسقان سياساتهما الخارجية حول مبادئ دعم الشعوب المضطهدة ومواجهة الاعتداءات الملموسة من قبل الكيان الصهيوني وحلفاؤه.
توحيد الجهود الدبلوماسية
وأشار صنوبري إلى أنه يمكن رؤية أهمية هذا التعاون في عدة مجالات رئيسية، وقال: أولاً توفر الشراكة بين إيران والعراق محوراً هائلاً من الدعم للفلسطينيين، وخاصة في غزة، حيث لا يزال الوضع الإنساني كارثياً. ومن خلال توحيد جهودهما الدبلوماسية، تعمل إيران والعراق على تعزيز نفوذهما في المنصات الإقليمية والدولية، مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من المنتديات التي تناقش فيها القضية الفلسطينية. ويساعد هذا الموقف الموحد في لفت المزيد من الانتباه إلى محنة الفلسطينيين ويعمل على موازنة الروايات التي قد تسعى إلى تهميش قضيتهم.
ثانياً، يشكل تعاون إيران والعراق أهمية بالغة لتعبئة الموارد والمساعدات الإنسانية للأراضي الفلسطينية. فقد أنشأ البلدان على مرّ السنين شبكات لتوفير الدعم المالي واللوجستي والمادي للفلسطينيين المحتاجين. وفي أوقات الصراع المتصاعد، مثل حرب الإبادة الأخيرة على غزة، يمكن للجهود المنسقة بين طهران وبغداد أن تعزز بشكل كبير تسليم الإمدادات الطبية والأغذية والخدمات الأساسية للسكان المتضررين.
رسالة واضحة إلى الكيان المزيف
وعلاوة على ذلك، يعمل التعاون بين إيران والعراق كرادع لمزيد من التصعيد والعدوان الصهيوني في المنطقة. إن كلا البلدين، من خلال تقديم جبهة موحدة، يرسلان رسالة واضحة إلى الكيان المزيف وغيرها من الجهات الفاعلة الدولية مثل الولايات المتحدة مفادها أن أي محاولة لتقويض حقوق الفلسطينيين سوف تواجه معارضة قوية من تحالف يمتد عبر مواقع استراتيجية رئيسية في الشرق الأوسط. وبالتالي فإن هذا التعاون يضيف طبقة من الأمن للفلسطينيين، الذين يرون في إيران والعراق حلفاء أقوياء يقدمان جبهة مساندة عسكرية في وقت صمت فيه الكثير من العرب عن الجرائم في غزة.
وحول ما سيتمخّض عن هذه الزيارة في سياق تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، أوضح الخبير الإيراني في الشؤون السياسية: إن قرار الرئيس مسعود بزشكيان بجعل العراق أول وجهة خارجية له يحمل أثرات كبيرة لتعزيز التعاون بين إيران والعراق في مجموعة واسعة من المجالات. إن هذه الزيارة تعتبر خطوة استراتيجية تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية ووضع أجندة شاملة للتعاون تمتد عبر الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية. ومن المتوقع أن تمتد تأثيرات هذه الزيارة عبر مختلف القطاعات، مما يعزز الشراكة بين هذين البلدين الجارين ويعزز عصرًا جديدًا من التعاون.
تعميق التكامل الاقتصادي
مدير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية، يتابع توضيحه في هذا الصدد: من الناحية السياسية، من المتوقع أن تعمل زيارة بزشكيان على ترسيخ تحالف دبلوماسي أقوى بين طهران وبغداد. يواجه كلا البلدين تحديات إقليمية مماثلة ويتقاسمان مصالح استراتيجية مشتركة، وخاصة في التعامل مع تعقيدات الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط. ومن خلال الانخراط في محادثات مباشرة وعالية المستوى، يمكن لقيادة إيران والعراق مزامنة نهجيهما في السياسة الخارجية بشكل أكثر فعالية، وخاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب والوساطة في الصراعات مثل تلك في سوريا واليمن. إن هذا التوافق من شأنه أن يمكّنهما من تقديم جبهة موحدة في المنتديات الإقليمية والدولية، مما يزيد من نفوذهما في المفاوضات ويعزز قدرتهما على الدفاع عن المصالح المشتركة.
ومن الناحية الاقتصادية، تمهد الزيارة الطريق لتعميق التكامل الاقتصادي بين إيران والعراق. فكلا البلدين يتمتعان بموارد طبيعية كبيرة، وهناك إمكانات كبيرة لتوسيع التعاون في مجالات مثل الطاقة والتجارة وتطوير البنية الأساسية. ومن المرجح أن تركز المناقشات خلال الزيارة على تعزيز العلاقات التجارية، والتي قد تشمل خفض التعريفات الجمركية، وتسهيل التجارة عبر الحدود، وتعزيز الاتصال من خلال شبكات النقل المحسنة.
تأثير الزيارة على تعزيز التعاون العسكري
وفي مجال الأمن، من المرجح أن يكون للزيارة تأثير عميق على تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي الوثيق بين إيران والعراق. إن البلدين لديهما مصلحة راسخة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها من التهديدات الأمنية التي تزعزع استقرار المنطقة. وقد يشمل تعزيز التعاون الأمني تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق جهود أمن الحدود وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة تهدف إلى تحسين الجاهزية والتشغيل البيني. ونظراً لخبرة البلدين في مكافحة المنظمات الإرهابية مثل داعش، فهناك فرصة لبناء إطار أكثر قوة للتعاون الأمني الإقليمي.
ثقافياً، تتمتع زيارة بزشكيان بإمكانية تعزيز الروابط بين الشعبين وتعزيز برامج التبادل الثقافي التي تربط بين المشهدين الاجتماعي والثقافي لكلا البلدين. تشترك إيران والعراق في روابط تاريخية ودينية وثقافية عميقة، والتي تتجلى بشكل خاص في مدن النجف الأشرف وكربلاء ومشهد المقدستين، حيث يتجمع الملايين من الزوار من كلا البلدين سنوياً.
اجتماعياً، قد يؤدي التعاون الوثيق إلى تعزيز التعاون في قطاعات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية. يواجه كلا البلدين تحديات مماثلة في توفير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية عالية الجودة لسكانهما.
توحيد الجهود للقضاء على الإرهابيين
من جهته، أكد القيادي السني وأحد شيوخ القبائل العربية العراقية البارزة الشيخ مزاحم الحويت لـ"الوفاق" أهمية زيارة الرئيس بزشكيان، معتبراً أنها زيارة تاريخية ومهمة، وقال: زيارة الرئيس بزشكيان إلى العراق زيارة تاريخية ومرحّب بها من قبل الشعب العراقي، ومهمة بنسبة للعراق. وأضاف: الهدف منها تقوية العلاقات والتعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب وإنهاء تواجد المنظمات الإرهابية الإنفصالية على الأراضي العراقية التي تشكل خطراً على الجمهورية الإسلامية.
وحول سائر النقاط المهمة في زيارة رئيس الجمهورية إلى العراق، أوضح الحويت: ستسهم الزيارة في تعزيز وتقوية العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والصحية بين البلدين، كما سيكون لها أهمية في دعم القضية الفلسطينية والانتصارات التي حققتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني. ويرى الشيخ الحويت للزيارة أهمية أخرى تكمن في بحث التخلص من براثن الاستعمار الأمريكي في العراق، وقال: كما سيكون للزيارة أهمية في إنهاء تواجد الاحتلال الأمريكي والقوات الأجنبية في العراق. وأضاف: كما تهدف الزيارة لتوحيد العراقيين وإنهاء جميع الخلافات بينهم، ودعم حكومة السيد محمد شيّاع السوداني.
وأعاد القيادي السني للأذهان دور إيران في دعم العراق في الحرب الإرهابية التي تعرّض لها، وقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدّمت التضحيات من أجل كرامة العراقيين، ولها فضل كبير على الشعب العراقي.
العراق بوابة إيران للدول العربية
من جانبه، قال الخبير العراقي هيثم الخزعلي، لصحيفة الوفاق عن أهمية زيارة الرئيس بزشكيان إلى العراق: لزيارة الرئيس الإيراني للعراق عدّة أهداف منها اقتصادية تتعلّق بدخول الشركات الإيرانية للعمل في العراق، ومنها أمنية تتعلق بمذكرات تفاهم أمنية، وحتماً ستكون قضية غزة هي الملف ذو الاهتمام المشترك بين إيران والعراق، وأهداف سياسية تتعلق بدور العراق بتقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية، مثلما كان له دور في التقريب بين إيران والسعودية، فالعراق بوابة إيران للدول العربية، بالإضافة لأهداف ثقافية ودبلوماسية. الخزعلي يتابع موضحاً عن أهمية الزيارة خصوصاً أنها تأتي كأول محطة خارجية للرئيس بزشكيان: هذه الزيارة لها أهمية خاصة لأنها أول زيارة للرئيس الإيراني خارج البلاد، مما يوضح أهمية وقوة العلاقة بين البلدين، إضافة لأهمية الملفات التي ستتناولها هذه الزيارة على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية. وأضاف: لدى إيران والعراق ثقل كبير في المنطقة ودورهما بدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية هو الدور الأبرز على المستوى الرسمي، بالإضافة لدور محور المقاومة الذي تشكل كل من إيران والعراق عضوان رئيسيان فيه.
العراق حلقة مهمة
إلى ذلك، قال الخبير الأمني العراقي حسين الجنابي: إيران تعتمد في بناء سياستها الخارجية على مراكز التفكير السياسي في تحديد ممكنات المرحلة، وترسم خطوات التحرك السياسي مع الأخذ بنظر الاعتبار التحديات الإقليمية والعالمية في ما يمكن أن يتحقق، وبما أن دول المحور اعتمدت مصطلح وحدة الجبهات، والعراق حلقة مهمة يكتسب أبعاد منها تتعلق بالانفتاح الاقتصادي كالتبادل التجاري والصناعي والزراعي، وأيضاً الانفتاح على الجوار الاقليمي والعالمي، حيث أن التحديات التي أنتجتها حرب غزة ونتن ياهو الذي يحاول إستدراج المنطقة والمحور خصوصاً إلى الحرب الشاملة بغية إعادة مكانة الكيان الإقليمية بعد صمود غزة أمام جيش لا يحترم مبادئ وحقوق الإنسان في الحرب. وأضاف: وعليه التعاون بين البلدين الجارين وفق مبدء التكافؤ لمواجهة التحديات والمخاطر ودعم غزة وفق الأطر الاستراتيجية العامة التي تنبثق من رحم المعاناة، ومرحلة نهوض دول متوسطة الحجم قبال انهيار أو على الأقل انكماش نفوذ الدول الكبرى، فذلك يحتاج الى تنسيق بعيد المدى مبني على حقائق وقدرات صادقة وتحالف يثق بأن العالم يمرّ بمرحلة التغيير الكبرى.
تعزيز العلاقات الثنائية
هذا وقال الخبير العراقي في الشؤون السياسية سمير السعد: عادة ما تتمحور حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات متعددة مثل السياسة، الاقتصاد، الأمن، والطاقة. وأضاف: بالنسبة لحرب الإبادة في غزة، من المحتمل أن تكون جزءاً من أجندة الزيارة، نظراً للدعم العلني الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للفصائل الفلسطينية، إضافة إلى المواقف الرسمية للعراق التي تتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومن المتوقع أن يتناول الجانبان كيفية دعم القضية الفلسطينية في ظل التوترات الحالية.
وعن أهمية التعاون بين البلدين في دعم فلسطين، أضاف السعد: التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق في دعم القضية الفلسطينية يمثل موقفاً استراتيجياً يتماشى مع السياسات الخارجية لكلا البلدين، حيث يعتبران أن دعم الشعب الفلسطيني هو جزء من إلتزامهما بالقضايا الإسلامية والقومية. وتابع: هذا التعاون يعزز من المقاومة الفلسطينية ويضع ضغوطاً على الأطراف التي تسعى إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وبالتالي يشكل دعماً معنوياً ومادياً للفلسطينيين.
وعن ما سيتمخّض عن الزيارة في تعزيز التعاون بين البلدين، أوضح: الزيارة من شأنها أن تعزز التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق في مجالات عديدة:
1. الاقتصاد: تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين في قطاعات النفط والطاقة والبنية التحتية.
2. الأمن: التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، خاصة مع استمرار التهديدات الأمنية في المنطقة.
3. السياسة: توحيد الجهود الدبلوماسية في المحافل الدولية، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية مثل القضية الفلسطينية.
4. الثقافة والتعليم: تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين بما يعزز من العلاقات الشعبية.
باختصار، هذه الزيارة يمكن أن تسهم في تقوية التحالفات الإقليمية بين البلدين، وفي دعم مصالحهما المشتركة على الصعيدين الداخلي والخارجي.