وإدانات واسعة
شهداء وجرحى في عدوان صهيوني جديد على سورية
استشهد 16 مدنياً وأصيب العشرات من جرّاء العدوان الصهيوني الذي استهدف محيط مدينة مصياف في ريف حماه الغربي، فيما تصدّت الدفاعات الجوية السورية لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها.بدورها دانت سوريا بشدة الغارة التي شنها الاحتلال الصهيوني على ريف حماة ليلة الأحد - الإثنين، مشيرة إلى أن تصرفات الكيان الصهيوني تدل على سعيها للتصعيد والدفع بالمنطقة إلى «منزلقات خطرة ستكون لها عواقب وخيمة». الفصائل الفلسطينية من جهتها أدانت العدوان الصهيوني، الذي استهدف محيط مدينة مصياف في ريف حماه الغربي وسط سوريا، وعدّته «انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية والقانون الدولي، واستمراراً للعربدة التي تمارسها حكومة الاحتلال بحق دول المنطقة». في غضون ذلك نفت مصادر موثوقة سوريّة، الادعاءات الصهيونية بأن الغارات على مدينة مصياف في ريف حماة الغربي استهدفت مركزاً للأبحاث الكيميائية، وكذّبت الادعاءات الصهيونية. المقاومة الإسلامية في لبنان بالتزامن أعلنت استهدافها موقع الاحتلال في «معيان باروخ»، ووسائل إعلام صهيونية تؤكد تسجيل إصابات مباشرة في «نهاريا» بالطائرات المسيّرة، ودوي صفارات الإنذار في عدد كبير من مستوطنات الشمال.
في التفاصيل، تصدّت الدفاعات الجوية السورية لعدوان صهيوني استهدف محيط مدينة مصياف في ريف حماه الغربي وسط سوريا، في حين وصل عدد من الشهداء والإصابات إلى مستشفى مصياف الوطني نتيجة العدوان.
وأفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء، باستشهاد 16 مدنياً وإصابة العشرات بينهم 6 جرحى حالهم خطيرة من جرّاء العدوان الصهيوني الذي استهدف محيط مدينة مصياف في ريف حماه الغربي.
وفي وقتٍ سابق، قال مدير المستشفى الوطني في مصياف، الدكتور فيصل حيدر في تصريحٍ لـ «سانا» إنّه «وصل عدد من الإصابات بين المدنيين إلى المستشفى 3 منها بحالة حرجة من جرّاء العدوان الصهيوني على نقاط عدّة في مصياف مع استمرار سيارات الإسعاف بنقل المصابين».
وقالت الوكالة إنّ «العدوان الصهيوني تسبب بأضرار على طريق عام (مصياف -وادي العيون)، الأمر الذي أدّى إلى اندلاع حريق، وتعمل فرق الإطفاء للسيطرة عليه».
من جانبه، قال مصدر عسكري سوري، إنّه حوالي الساعة 20: 23 من مساء الأحد 2024/9/8، شنّ العدو الصهيوني عدواناً جوياً من اتجاه شمال غرب لبنان مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى.
وأضاف المصدر أنّ وسائط الدفاع الجوي تصدّت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها.
6 انفجارات في محيط مصياف
بدورها، قالت وسائل إعلام في سوريا إنّه دوّت «6 انفجارات في محيط مصياف وطريق (مصياف-وادي العيون) في ريف حماه الغربي»، مشيرةً إلى أنّ «الدفاع الجوي السوري تصدى لصواريخ معادية في طرطوس وريف حمص الغربي».
وأضافت وسائل الإعلام أنّ «المقاتلات الحربية الصهيونية أطلقت الصواريخ من مقابل الساحل اللبناني جنوباً في اتجاه الشرق والشمال السوريين».
وقال مصدر عسكري سوري : «إن العدو الصهيوني شنّ عدواناً جوياً من اتجاه شمال غرب لبنان، مستهدفاً عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى».
كما لفت التلفزيون الرسمي السوري إلى أن حريقاً كبيراً شبّ في منطقة حير عباس في ريف حماة جراء العدوان. وذكر الإعلام السوري الرسمي أن الدفاعات الجوية تصدّت لعدد من الصواريخ، فيما استهدفت الغارات مركز البحوث العلمية ومنشآت معامل الدفاع في محيط مصياف. وأفادت وزارة الإعلام السورية أن الدفاعات الجوية تصدّت لعدوان استهدف نقاطاً عدة في المنطقة الوسطى من البلاد، حيث شنّ العدو نحو 15 غارة على المنطقة الوسطى.
تحويل حركة المرور
من جانبها، أعلنت المواصلات الطرقية، في محافظة حماة، تحويل حركة المرور من الرصافة إلى البيضة مروراً بقرية البستان في ريف مصياف. وقالت المواصلات الطرقية في حماة :«إنه نتيجة الأضرار الكبيرة التي تعرّض لها طريق مصياف وادي العيون جراء العدوان الصهيوني الذي استهدف المنطقة، ليل الأحد، جرى تحويل حركة المرور من الرصافة إلى البيضة مروراً بقرية البستان في ريف مصياف».
وتستمر الاعتداءات الصهيونية على سوريا، بالتزامن مع العدوان على غزة، وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قال في أكثر من مناسبة أنّ «غزة اليوم تدافع عن فلسطين، وفلسطين تدافع عن سوريا، وفلسطين تدافع عن كل الدول العربية، وكذلك هو الوضع بالنسبة إلى المقاومة في لبنان، التي تدافع عن الجنوب، وتدافع عن كل لبنان، وتدافع عن سوريا، وتدافع عن العرب أيضاً».
شجب واستنكار
من جهتها أكدت الخارجية السورية في بيان لها الاثنين أن الغارة أدت إلى استشهاد 16 شخصاً وإصابة 36 آخرين بينهم 6 في حالة حرجة، إضافة إلى أضرار مادية في بعض المناطق السكنية، وقالت:« إن تمادي كيان الاحتلال الصهيوني في اعتداءاته على الأراضي السورية، وعلى دول أخرى في المنطقة، واستمراره في حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.. يدل على السعي المحموم لهذا الكيان الفاشي الدموي لمزيد من التصعيد في المنطقة والدفع بها إلى منزلقات خطرة ستكون لها عواقب وخيمة لا يمكن توقعها».
وطالب البيان «جميع دول العالم بإدانة هذا العدوان الصهيوني» والتضامن مع سوريا في السعي «لوضع حد للاعتداءات والجرائم الصهيونية الممنهجة»، محذراً من «استمرار الصمت الدولي إزاء الاستهتار الصهيوني بكافة القوانين والمواثيق الدولية»، كما وصف الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى بأنها «شريكة في هذا العدوان والتغطية عليه تستوجب المساءلة عنها».
وجدد البيان تأكيد حق سوريا في الدفاع عن سيادة أراضيها و«تحرير أرضها المحتلة بكافة الوسائل المشروعة التي يضمنها القانون الدولي».
الفصائل الفلسطينية تدين العدوان على سوريا
إلى ذلك دانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، العدوان الصهيوني، الذي استهدف محيط مدينة مصياف في ريف حماه الغربي وسط سوريا، ودعت الدول العربية والإسلامية إلى التصدي «لهذا الكيان المارق» ومواجهة عدوانه المتكرر والمتصاعد بحق شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية ومقدساتها.
وفي السياق، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين العدوان الصهيوني «جريمة حرب تضاف إلى جرائم الحرب التي يرتكبها العدو المجرم» في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان.
وشددت على أن هذه العدوان يؤكد أن الاحتلال الصهيوني «هو عدو لكل شعوب المنطقة، ويسعى إلى فرض هيمنته بالقتل والجرائم والترويع، ما يتطلب مواجهته بكل الإمكانات».
وأكدت أن الصمت الدولي والعربي على جرائم الاحتلال في فلسطين، وما تؤمنه الإدارة الأميركية «الشريكة في العدوان من غطاء لحكومة الكيان» يشجعها على التمادي في العدوان بلا رادع.
كما أدانت الجبهة الشعبية العدوان الجبان على سوريا وأكدت أنّه «محاولة يائسة من الاحتلال للهروب من أزماته الميدانية»، وأعربت عن تضامنها ووقوفها الكاملين، مع سوريا قيادةً وشعباً، في مواجهة العدوان الصهيوني.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بدورها أكدت أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني جريمة حرب، «لابد أن يعاقَب عليها الاحتلال الصهيوني، لاعتدائه على سيادة دولة مستقلة ولاستهدافه مواطنين مدنيين عُزّل، ولاستهدافه المصالح المدنية».
ودعت الجبهة الديمقراطية إلى أوسع إدانة لجريمة مصياف، بما في ذلك إحالتها إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في لاهاي.
لجان المقاومة: الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة
هذا وأدانت لجان المقاومة في فلسطين العدوان «البربري» الذي استهدف مدينة حماه السورية، وزفت الشهداء، معتبرةً أنه عدوان على كلّ مكونات الأمّة. وأشارت إلى أنه امتداد «للعدوان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني واللبناني»، وتأكيد على أن الاحتلال «هو عدو لكل شعوب الأمة».
ودعت إلى مواجهة «العدوان البربري الغاشم» بمزيد من الثبات والصمود واليقين بأن «هذا الكيان الإجرامي الفاشي لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة».
ودعت اللجان في بيان، كل شعوب الأمة ومكوناتها إلى الوحدة والتكاتف للتصدي للمؤامرات والمخططات الصهيونية التي تستهدف كل مقدرات الأمة وخيراتها وأمنها وارضها .
ادعاءات صهيونية مزيفة
في السياق نفت مصادر موثوقة سورية، الادعاءات الصهيونية بأن الغارات على مدينة مصياف في ريف حماه الغربي استهدفت مركزاً للأبحاث الكيميائية، مؤكدةً أن الغارات على ريف حماه استهدفت مركزاً نظامياً للجيش السوري، وأدت إلى استشهاد 5 جنود من الجيش السوري، وعدداً من المدنيين السوريين.
وشددت المصادر إلى أن الجيش السوري لا يستعمل السلاح الكيميائي «لأنه محرّم دولياً إضافةً إلى أنه سلاح لا يلائم الحروب العصرية».
حزب الله يستهدف موقع «معيان باروخ»
وفي الجبهة الشمالية، أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، الإثنين، أنّ مجاهديها استهدفوا موقع «معيان باروخ» التابع لـ«جيش» الاحتلال الصهيوني، بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيه إصابة مباشرة، دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة.
وفي سياق متصل، أكدت وسائل إعلام صهيونية، دوي صفارات الإنذار في مستوطنات «حانيتا» و«بيتست» و«ليمان» و«شلومي» و«نهاريا» و«ساعر» و«غيشر هزيف» في الشمال، خشية تسلل طائرات مسيّرة من لبنان، مشيرةً إلى أنّ 99 % من المستوطنات التي دوت فيها صفارات الإنذار هي مستوطنات لم يتم إخلاؤها.
وكانت وسائل إعلام في جنوب لبنان قد أفادت بحصول خرق جوي من لبنان باتجاه الجليل الغربي المحتل، متحدثةً عن طائرات مسيّرة دخلت من لبنان إلى الجليل، وضربت أهدافاً عسكرية صهيونية في المنطقة.
وأكدت منصة إعلامية صهيونية أنّ صفارات الإنذار دوت في «نهاريا» 4 مرات خلال ربع ساعة، مشيرةً إلى تسجيل إصابة مباشرة في المستوطنة، وإلى أنه يتمّ التحقق من وقوع إصابة ثانية.
ونشرت وسائل إعلام صهيونية مقطع فيديو يظهر طائرة مسيّرة في أجواء مستوطنة «نهاريا».
اعتداءات صهيونية على لبنان
وبشأن الاعتداءات الصهيونية على لبنان، أفادت وزارة الصحة بإصابة 4 أشخاص إثر غارة شنها الاحتلال الصهيوني على بلدة حانين الجنوبية.
وكانت المقاومة الإسلامية قد شنّت، الأحد، هجوماً جوياً عبر أسراب من المسيّرات الانقضاضية على مرابض «الزاعورة»، مستهدفةً منصات القبة الحديدية وأماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود الاحتلال، ومحققةً إصابات مباشرة، وموقعةً إياهم بين قتيل وجريح.
كذلك، استهدفت المقاومة موقع «السماقة» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، عبر الأسلحة الصاروخية، وتجمعاً لجنود الاحتلال في «مرتفع أبو دجاج»، بقذائف المدفعية، وحققت إصابات مباشرةً.
استهداف مقري قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز
كما أعلن حزب الله، الاثنين، استهداف مقري قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز في الجيش الصهيوني شمال مدينة عكا شمال الأراضي المحتلة.
وقال حزب الله أنه شن هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال عكا، استهدفت أماكن تموضع ضباط وجنود لجيش الاحتلال الصهيوني، مؤكداً تحقيق إصابات مباشرة.
وأكد حزب الله أن هذا الاستهداف يأتي «رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً على بلدة خربة سلم».
كما أكد حزب الله في بيان آخر أن «وحدة الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية تصدت لطائرة حربية صهيونية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض جو مما أجبرها على مغادرة الأجواء اللبنانية والتراجع».
إلى ذلك، أعلن حزب الله استهداف المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في جنوب ثكنة يعرا بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
من جهة أخرى، نشر الإعلام الحربي لحزب الله، بياناً صادراً عن «قوات الفجر»، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، جاء فيه: «في ظل تمادي العدو الصهيوني في عدوانه على أهلنا وقرانا في الجنوب، ودعما لأهلنا في غزة وفلسطين كجزء من الواجبين الوطني والإنساني، قامت قوات الفجر (الجناح العسكري للجماعة الإسلامية) صباح الاثنين بتوجيه رشقة صاروخية استهدفت موقع «بيت هلل» في مغتصبة «كريات شمونة» شمال فلسطين المحتلة وحققت فيه إصابات مباشرة».
شهداء بغارات على غزة.. وتشييع المتضامنة عائشة نور في نابلس
إلى ذلك وفي اليوم الـ339 للعدوان على غزة، واصل القصف الصهيوني على عدة أحياء ومناطق بالقطاع المحاصر مما خلّف شهداء ومصابين، بينما حذر مستشفيان من توقف خدماتهما خلال يومين.
وأكدت مصادر طبية أن نحو 20 فلسطينياً استشهدوا منذ فجر الأحد بغارات استهدفت أحياء ومناطق عدة بالقطاع.
يأتي ذلك بينما أعلنت إدارتي مستشفيي الإندونيسي وكمال عدوان أن المستشفيين مهددان بالتوقف عن العمل خلال الساعات الـ48 القادمة بسبب منع جيش الاحتلال إدخال الوقود والمستلزمات الطبية اللازمة.
عدوان أميركي - بريطاني جديد على اليمن
من جانب آخر شنّت الطائرات الأميركية والبريطانية، الاثنين، عدواناً بـغارة على منطقة الجَبّانة غربي مدينة الحُدَيْدَة الساحلية على البحر الأحمر غربي اليمن، وفق ما أكدت وسائل إعلام محلية.
يُشار إلى أنّ العدوان الأميركي - البريطاني على اليمن يأتي دعماً للكيان الصهيوني في عدوانه على قطاع غزّة، نظراً إلى ما تشكّله الیمن من جبهة قوية ومؤثّرة في ملحمة «طوفان الأقصى» عبر استهدافها موانئ الاحتلال والسفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال.