تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
بعد انسحاب قوات الاحتلال من جنين
المقاومة في الضفة: العدو سيرى مفاجآت لم يحسب لها حساباً
أكدت سرايا القدس، السبت، دخول المقاومة في الضفة الغربية «مرحلةً جديدةً من تصنيع العبوات الناسفة وإنتاجها، وأن العدو سيرى أثرها في الميدان». وطمأنت سرايا القدس الشعب الفلسطيني إلى أن «المقاومة في الضفة الغربية بألف خير، وأن العدو سيرى ما لديها من مفاجآت في أي مواجهة مقبلة». وبالتوازي مع المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في القطاع، كشفت تسريبات جديدة عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في معتقلات جيش الاحتلال الذي يصعد لليوم الـ11 عمليته العسكرية في مناطق عدة بالضفة الغربية. وفي اليوم الـ337، من عدوانه على غزة، واصل الاحتلال الصهيوني قصف مناطق عدة موقعًا 33 شهيدا وعشرات الجرحى، إلى جانب استشهاد 4 وإصابة 15 في قصف على خيام النازحين بمدرسة حليمة السعدية في جباليا النزلة شمالي القطاع.
في التفاصيل، زفت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - «ثلة من المجاهدين من تشكيلات الضفة الغربية، والذين ارتقوا في معركة رعب المخيمات، والتي تأتي في سياق ملحمة طوفان الأقصى».
وأعلنت السرايا، في بيان صادر عن الإعلام الحربي، أسماء شهدائها، وهم:
من كتيبة طولكرم: قائد الكتيبة محمد جابر (أبو شجاع)، ومجد ماجد داوود.
ومن كتيبة جنين: سعيد الوهدان، قسام جبارين، أحمد الصوص، عرفات العامر، محمد نظمي بني غره، أمجد القنيري، محمد نظمي أبو زاغة ومحمد زكريا محمد الزبيدي.
ومن كتيبة طوباس: القائد أحمد فواز فايز أبو دواس، محمد عوض سالم أبو جمعة وقصي مجدي عبد الله عبد الرازق.
وأكّدت سرايا القدس، في بيانها، الدور الأساس لأهل الضفة الغربية «في صمود المقاومين ومواجهة قوات الاحتلال»، مشيرةً إلى أن «الترابط بين شمالي الضفة الغربية وجنوبيها، والذي أكدته مجريات هذه المعركة، أفشل محاولات العدو زرع الفرقة بين أبناء الشعب الواحد».
المقاومة مستمرة في الدفاع عن الضفة
وشدّدت على أن «المقاومة الفلسطينية، عبر كل فصائلها، مستمرة في الدفاع عن مخيمات الضفة الغربية ومدنها، وأن الوحدة الميدانية التي كانت سائدة في رعب المخيمات ستبقى منطلقاً أساسياً للعمل المقاوم في الضفة، وأنّ الدماء، التي سالت، هي امتداد للدماء التي تسيل على أرض قطاع غزة، وهي تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني الذي يواجه أعتى محاولات اقتلاعه من أرضه».
وطمأنت سرايا القدس الشعب الفلسطيني إلى أن «المقاومة في الضفة الغربية بألف خير، وأن العدو سيرى ما لديها من مفاجآت في أي مواجهة مقبلة».وكانت السرايا أكدت، يوم السبت، دخول المقاومة في الضفة الغربية «مرحلةً جديدةً من تصنيع العبوات الناسفة وإنتاجها، وأن العدو سيرى أثرها في الميدان».
وأشارت إلى «أن من أهم عوامل الثبات، خلال معركة رعب المخيمات، إدراك أبناء شعبنا أهمية وجود السلاح والتشكيلات العسكرية ودورها في الدفاع عن الأرض والمقدّسات، والتي لولاها لاستباح العدو الغاشم أرضنا وعرضنا».وكان قائد السرايا في الضفة قد توعّد الأسبوع الماضي رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وقادة الاحتلال، مؤكدًا أنّ «الأوان فات لوأد مشروع المقاومة في الضفة الغربية».
يذكر أن قوات الاحتلال انسحبت صباح الجمعة من جنين ومخيّمها وطولكرم ومخيّمها بعد عدوان واسع استمر أيامًا، مارست خلاله جميع أنواع الاعتداءات على الفلسطينيين ودمرت البنى التحتية.
انتهاكات موثّقة في سجون العدو
شدّدت حركة حماس على أن «قيام قوات الاحتلال ومصلحة السجون، بإذلال الأسرى الفلسطينيين، في سجن مجدو، واستخدام الكلاب البوليسية في إهانتهم وترهيبهم، هو تعبير عن حجم الحقد والسادية التي يحملها السجّانون الصهاينة تجاه الأسرى الفلسطينيين، وبشاعة الإجراءات الممارسة ضدهم، والتي أقرّها الوزير الإرهابي المتطرف بن غفير».
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحركة، أشارت إلى أن «هذه الجرائم تأتي في إطار ممارسات الاحتلال الوحشية بحق أسرانا في السجون، من تعذيب وتنكيل وتجويع وإهمال طبي متعمّد، وحرمان من كافة الحقوق الإنسانية، حتى تجاوزت أعداد الأسرى الشهداء 60 شهيداً، قضوا تحت الإهمال والتعذيب الوحشي».
وطالبت حماس في بيانها «المؤسسات الحقوقية الدولية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوثيق هذه الممارسات، وغيرها من الجرائم المروّعة التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على حكومة الاحتلال، ورئيسها مجرم الحرب نتنياهو، لوقف انتهاكاتها الصارخة للقوانين الدولية الخاصة بالأسرى، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة».
وكانت صحيفة «هآرتس» الصهيونية، نشرت مشاهد مسربة من الجناح الأمني في سجن «مجدو»، تظهر التنكيل بالأسرى الفلسطينيين، واستخدام الكلاب لإذلالهم.
وتظهر المشاهد أسرى فلسطينيين وقد أجبرهم السجانون الصهاينة على الانبطاح، مكبلةً أيديهم خلف ظهورهم، بينما يمر أحد السجانين ومعه كلب فوق رؤوسهم.
ونقلت الصحيفة عن أسرى محتجزين في «مجدو» قولهم إن «السجانين يأخذوننا إلى أماكن لا توجد بها كاميرات ويضربوننا في أماكن حساسة».
استشهاد طفلة جنوبي نابلس
إلى ذلك استُشهدت الطفلة بانا أمجد بكر، البالغة من العمر 13 عاماً، متأثرةً بإصابتها برصاص الاحتلال في الصدر، مساء الجمعة، في إثر هجوم للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال الصهيوني، على بلدة قريوت جنوبي نابلس.وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع إصابة طفلة، بجروح خطيرة جداً، برصاص الاحتلال الحي في الصدر، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في قريوت، وجرى نقلها إلى مستشفى رفيديا الجراحي الحكومي في نابلس، حيث أعلن الأطباء استشهادها متأثرة بإصابتها.
وأفاد والد الشهيدة بأن طفلته أُصيبت برصاص الاحتلال الحي في أثناء وجودها داخل غرفتها في المنزل مع شقيقاتها.وفي وقت سابق، أُصيب شاب، عمره 34، عاماً برصاص الاحتلال الحي، وآخر يبلغ من العمر 30 عاماً برضوض بعد تعرضه لاعتداء بالضرب من جانب المستوطنين.
وكانت مصادر محلية أفادت باقتحام عدد من المستوطنين بلدة قريوت، وهاجموا منازل الفلسطينيين في الجهة الجنوبية من القرية، وألقوا في اتجاهها الحجارة، وأضرموا النيران في بعض الأراضي.وباستشهاد الطفلة بكر، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 692 شهيداً، بينهم 159 طفلاً، بالإضافة إلى متضامنة أميركية.
وقد دانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفتها بجريمة الإعدام التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال حمايتها لهجوم المستوطنين على قرية قريوت، مما أدى لاستشهاد الطفلة بانا.
إصابات خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة بيتونيا
بالتزامن أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال، وآخرون بالاختناق بالغاز السام والمسيل للدموع، فجر السبت، خلال اقتحامها بلدة بيتونيا غرب رام الله.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت العديد من أحياء البلدة ونفذت عمليات دهم وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
وأطلق جيش الاحتلال خلال المواجهات الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص، وآخرين بالاختناق.وكان مقطع مصور، تداوله ناشطون، قد أظهر تنكيل جرافة لجيش الاحتلال بجثمان طفل فلسطيني اعدمه جنود الاحتلال في مخيم الفارعة للاجئين بطوباس شمال الضفة الغربية.
وأفاد شهود عيان بأنّ المقطع صوره أحد سكان مخيم الفارعة، الخميس الماضي، وأنّ الجثمان الذي قامت الجرافة بالتنكيل به يعود للطفل الفلسطيني ماجد فداء أبو زينة البالغ من العمر 16 عامًا، والذي استشهد إثر إطلاق جنود الاحتلال الصهيوني النار عليه خلال اقتحام المخيم.
ويُظهر المقطع رفع جرافة لجيش الاحتلال الجثمان وسحله وتمزيق ملابسه عبر رافعتها الحديدية ذات الأسنان المدببة.
هجمات المستوطنين
وهاجم مستوطنون متطرفون منطقة خلة زعيتر عند مدخل قرية أبو فلاح شمال شرق مدينة رام الله، وأحرقوا مركبة فلسطينية، وخطوا شعارات عنصرية على الجدران.
وكذلك دهم مستوطنون متطرفون -بحماية جيش الاحتلال- تجمع بدو في منطقة المعرجات شمال غرب رام الله، وفرضوا حصارا على المنطقة ومنعوا المواطنين من الاقتراب، حسب المحامي حسن مليحات المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو.
وأضاف مليحات أن المستوطنين حاصروا منازل عائلة كعابنة واقتحموها واحتجزوا العائلات داخلها، مشيرا إلى أن المستوطنين أرادوا الاستيلاء على مواشي المواطنين وأغنامهم بالقوة.
عائلة المتضامنة الأمريكية تطالب بتحقيق مستقل بإعدام ابنتها
في سياق آخر دعت عائلة الناشطة الأمريكية التركية التي اعدمت برصاص القوات الصهيونية بالضفة الغربية لإجراء تحقيق مستقل في وفاتها، قائلة إن التحقيق الذي تجريه إسرائيل لن يكون كافيا.
وألقت عائلة عائشة نور أزغي أيغي باللوم على الجيش الصهيوني في اعدامها، واصفة ما حدث بـ»القتل غير القانوني».
وكان مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون أكدوا أن الناشطة الأمريكية التركية التي اعدمت باحتجاج ضد الاستيطان في بلدة بيتا في نابلس الجمعة، تبلغ من العمر 26 عاما، في حين اعترف الجيش الصهيوني بإطلاق النار على المتظاهرين وأشار إلى أنه ينظر في تقارير حول مقتل «مواطنة أجنبية».
من جهتها، دانت تركيا مقتل الناشطة المؤيدة للفلسطينيين التي تحمل أيضا الجنسية التركية قائلة إنها قتلت على يد «جنود الاحتلال الصهيوني».
وأدان الرئيس رجب طيب أردوغان «التدخل الهمجي للكيان الصهيوني»، وكتب في منشور على إكس: «أدين التدخل الهمجي للكيان الصهيوني ضد مظاهرة احتجاج على الاحتلال في الضفة الغربية وأدعو ليرحم الله مواطنتنا عائشة نور إزغي إيغي التي قضت في الهجوم».وكانت وسائل إعلام محلية أفادت بإعدام متضامنة أجنبية إثر إصابتها بالرأس برصاص الجيش الصهيوني، في منطقة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس.
وتفيد المعلومات المتداولة بأن المتضامنة، تحمل الجنسية الأمريكية ومن أصول تركية.
شهداء وجرحى بقصف مدرسة تؤوي نازحين بجباليا
وفي القطاع، أفادت وسائل إعلام في غزة باستشهاد وإصابة فلسطينيين في قصف صهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر السبت، بينها مدرسة تؤوي نازحين.
وذكرت مصادر طبية أن 18 استشهدوا إثر غارات صهيونية على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر السبت.وقالت وسائل الإعلام إن عددا من الشهداء والجرحى سقطوا في غارات استهدفت إحدى الشقق السكنية بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
وفي منطقة النصر غربي مدينة غزة، استشهد فلسطينيين، بينهم أطفال، إثر قصف صهيوني استهدف منزلا في المنطقة.
وفي الجنوب، استشهد 5 على الأقل وأصيب 10 آخرون، بينهم أطفال، في قصف على شقة وسط مدينة خان يونس. وقد تم نقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى ناصر بالمدينة.وإلى الشمال، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب 15 آخرين في قصف على خيام النازحين بمدرسة حليمة السعدية في جباليا النزلة.
من جانبه، قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن «المكان المستهدف خيمة تؤوي نازحين داخل أسوار مدرسة حليمة السعدية».
وفي المقابل، أقر الجيش الصهيوني -على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي– بقصف المدرسة، زاعما استخدامها من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وسبق لجيش الاحتلال أن قصف مدارس تؤوي نازحين بذريعة استخدامها من قبل المقاومة، مما تسبب في استشهاد عدد كبير من المدنيين وأدى إلى موجة إدانات دولية وأممية.
حزب الله يقصف مواقع للعدو
وفي الجبهة الشمالية عند الحدود مع لبنان أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان، صباح السبت، قصفها قاعدة «جبل نيريا» (مقر قيادي كتائبي تشغله حالياً قوات من لواء غولاني) بصليات من صواريخ الكاتيوشا. وفي بيان، أكّدت المقاومة الإسلامية أنّ هذا الاستهداف يأتي «دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على اعتداءات العدو الصهيوني على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، خصوصاً الاعتداء الأخير على بلدة فرون».
وفي بيان لاحق، أكّدت المقاومة أيضاً استهدف مجاهديها موقع حدب يارون بقذائف المدفعية.
وكانت وسائل إعلام صهيونية قد تحدّثت عن دوي صفارات الإنذار في محيط جبل ميرون ومتات في الجليل الغربي، وأيضاً في رأس الناقورة، «خشية تسلل طائرة مسيّرة».
وقال المتحدث باسم «جيش» الاحتلال، عقب دوي صفارات الإنذار عند الساعة 6:05 من صباح السبت، أنّه «رُصد إطلاق 30 صاروخاً من الأراضي اللبنانية».
وكان طيران الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ، مساء الجمعة، سلسلة غارات متواصلة على الوادي الواقع ما بين بلدتي فرون وصريفا الجنوبيتين، حيث تخطت العشر غارات، وفق الوكالة الوطنية للإعلام. وعقب ذلك، صدرت تعليمات لمستوطني الجليل الغربي «بتقليل التحركات وتجنب التجمعات والبقاء قرب أماكن محمية»، وفق الإعلام الصهيوني.
وصباح السبت، أفادت وسائل إعلام في الجنوب بشن الاحتلال قصفاً مدفعياً صهيونياً يستهدف أطراف بلدة كفرشوبا، فيما استهدفت طائرات الاحتلال أطراف بلدة كونين.
وكان حزب الله ردّ يوم الجمعة على الاغتيال الذي اقترفه الاحتلال في بلدة كفرا، والاعتداءات على القرى الجنوبية، عبر شنّه هجوماً جوياً عبر أسراب من المسيّرات الانقضاضية على تموضعات لقوات الاحتلال، في محيط مستوطنة «أبيريم»، وأصابت أهدافها بدقة.
يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها ضدّ مواقع الاحتلال الصهيوني، وتجمّعات جنوده، على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية، دعماً لقطاع غزة ومقاومته، ورداً على الاعتداءات الصهيونية على القرى اللبنانية، محققةً إصابات مباشرة.
من جهتها أفادت إذاعة الجيش الصهيوني بإصابة مباشرة لمنزل في بلدة شلومي بالجليل الغربي نتيجة إطلاق صاروخ من لبنان.