الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وسبعون - ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وسبعون - ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي الروسي، مؤكّداً للوفاق أن موسكو في حالة حرب مع الناتو:

«مغامرة كورسك» كبدّت لواءي الهجوم 80 و82 خسائر كبيرة

تحتدم المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية المُعتدية على الأراضي الروسية على محور مدينة كورسك التي تعتبر من المراكز الصناعية والتعليمية والعلمية والثقافية الهامة في روسيا. في الأثناء، أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها صدّت على محور هذه المدينة الإستراتيجية العديد من الهجمات الأوكرانية، مُعلنةً أنه منذ بدء العدوان الاوكراني في السادس من أغسطس/آب الماضي، شملت خسائر القوات الأوكرانية أكثر من 6200 عسكري، و73دبابة و33 مركبة مشاة قتالية و61 ناقلة جند مدرعة إضافة إلى معدات وأسلحة أخرى، وهو ما يُظهر نجاحاً كبيراً للقوات الروسية في كبح جماح التقدّم الأوكراني الطائش كما يصفه العديد من الخبراء من جهة، وحجم الدعم الغربي الهائل الذي يُمنح لقوات كييف من جهة أخرى، وهو ما سيدفع التطورات نحو هاوية التصعيد. وتُعتبر «كورسك» المتوضّعة على ضفاف نهر «سييم» ورافده توسكار محوراً كبيراً لخطوط النقل البرية، وتبلغ مساحتها حوالي 190 كيلومترا مربعاً، وعدد نفوسها أكثر من 440 الف نسمة، وتبعد عن العاصمة موسكو مسافة 536 كم. ويتكثّف انتشار المدفعية وقاذفات الصواريخ البالستية وراجمات الصواريخ الروسية في محيط هذه المدينة، إضافة إلى وجود المطارات العسكرية الروسية في كورسك قرب الحدود، وهو ما كان يسمح للقوات الروسية بتنفيذ مئات الضربات ضد مناطق عسكرية اوكرانية بشكل يومي، لا سيما على منطقة سومي التي تقع على الحدود مع كورسك. في هذا الصدد، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المحلل السياسي الروسي، رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ في موسكو، دينيس كوركودينوف، تحدّث خلاله عن الأهمية الرمزية والعسكرية لكورسك، مُشيراً خلال الحوار الى تداعيات الدعم الغربي الأعمى لكييف في حربها مع روسيا. فيما يلي نصّ الحوار:

الوفاق/ خاص

محمد أبو الجدايل

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تواصل العمليات لصدّ محاولات القوات الأوكرانية للتقدّم إلى عمق منطقة كورسك بعد عدوانها الأخير على هذه المدينة الروسية، ما هي الأهمية الرمزية والعسكرية لكورسك؟
تحوز منطقة كورسك على أهمية استراتيجية لكلا الجانبين في الصراع الروسي الأوكراني. وعلى وجه الخصوص، بالنسبة لـ "نظام كييف"، فإن الاستيلاء على كورسك من ثلاثة اتجاهات من شأنه أن يوفّر حرية المناورة العسكرية لعملية برية هجومية لاحقة في عمق الأراضي الروسية. في الوقت نفسه، لا تفكّر أوكرانيا في سيناريو دفاعي بسبب الطموحات الانتقامية لفولوديمير زيلينسكي بعد الهجوم المضاد الفاشل في صيف عام 2023. وعلى وجه الخصوص، في حالة نجاح مغامرتها العسكرية في كورسك، خطّطت القوات المسلحة الأوكرانية لتحويل خط المواجهة بشكل كبير في اتجاهات كورسك - فورونيج - بوريسوجليبسك، وكذلك كورسك - أوريل - متسينسك، وهو ما كان ليغير مسار العمليات العسكرية بشكل جذري، لولا ردّ الفعل السريع والحاسم من القيادة العسكرية الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بفضله تم تنظيم دفاع نشط وقويّ جداً تمكّن من صون النقاط الإستراتيجية في منطقة كورسك والمناطق المجاورة بسرعة البرق.
وبالتالي، فإن خطوات الجيش الروسي على محور الإشتباك والمعارك تفتح أيضا حرية المناورة له، وفي المقام الأول في اتجاه مدينتي سومي وخاركوف، وتسمح أيضا باستنزاف كبير للموارد العسكرية لـ "نظام كييف"، مما يؤكد مرّة أخرى إفلاسه العسكري والسياسي.
لا يستطيع الجيش الأوكراني تنظيم مقاومة حاسمة
خلال العمليات العسكرية، نقلت روسيا أكثر من 20 ألف عسكري للدفاع النشط عن منطقة كورسك، في حين يوجد حوالي 100 ألف شخص إضافي في الاحتياطي. وبفضل هذا، تمكنت وحدات المجموعة الروسية "الشمال"، بدعم من الطيران والمدفعية للجيش، من تعطيل الهجوم الأوكراني في مناطق مستوطنات بوركي وكورينيفو وكريميانويه وروسكايا كانابيلكا، وكذلك تحرير أكثر من 100 كيلومتر من الأراضي الروسية.
في الوقت نفسه، لا يستطيع الجيش الأوكراني تنظيم مقاومة حاسمة، حيث تكبدت القوات الرئيسية لمغامرته في كورسك - لواءي الهجوم المحمولين جواً 80 و82 - خسائر كبيرة في كل من القوى العاملة والمعدات الثقيلة، بينما لا تستطيع كييف استخدام الاحتياطي العسكري، الذي يبلغ عدده حوالي 40 ألف شخص، بسبب إغلاق روسيا لطرق النقل إلى محاور استراتيجية من خط التماس القتالي.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن لواءي الهجوم المحمولين جوّاً رقم 80 و82 التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية هما آخر الوحدات الكبيرة التي يمكن لكييف استخدامها في العمليات الهجومية. ومع ذلك، نظرا للخسائر الفادحة التي تكبّدتها هذه التشكيلات العسكرية الأوكرانية، فقدت أوكرانيا الآن تقريبا القدرة على اتخاذ أي إجراء نشط في جميع اتجاهات الجبهة، وبالتالي لم يتبق لها سوى خيار واحد - الاستسلام العسكري.
هل العدوان الأوكراني هو حقّاً محاولة من الغرب لكسر بوتين؟ أم كما كان من قبل، مُجرّد ضربة غير مميتة؟
من المستحيل كسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوسائل العسكرية. لقد أكد الزعيم الروسي مرارا وتكرارا على تصميمه في الساحة الدولية على مكافحة مظاهر الإرهاب العسكري والجرائم الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع بوتين بدعم شعبي هائل: اعتبارًا من أغسطس 2024، يدعم أكثر من 97 في المائة من المواطنين الروس سياساته، وبالتالي فإن سلطة رئيس الدولة الروسية لا جدال فيها. حيث يضطر العديد من المعارضين الدوليين لروسيا إلى الاعتراف بذلك.
في الوقت نفسه، يمكن القول بشكل لا لبس فيه أن المحاولات الدولية الجارية للضغط على الكرملين غير مؤلمة على الإطلاق. ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذا، تعلّمت روسيا كيفية الاستجابة السريعة للتهديدات والتحديات الخارجية، فضلاً عن حلّ جميع المهام العسكرية والسياسية الموكّلة إليها بسرعة وكفاءة. وقد تحقّق هذا إلى حدّ كبير بفضل سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 ما هي عواقب تسليح الغرب، خاصة من الجانب الأميركي والفرنسي، لأوكرانيا على أوروبا والعالم؟ وكيف ستتفاعل روسيا مع هذا الدعم؟ وهل تعتبر موسكو نفسها في حرب مباشرة مع هذه الدول في الوقت الماثل؟
لقد أصبح واضحا للكرملين منذ فترة طويلة أنه لا يقاتل "نظام كييف" بشكل مباشر، بل يقاتل الدول الغربية التي تستخدم أوكرانيا كحقل تجارب عسكرية. وفي الوقت نفسه، تلقّت موسكو مراراً وتكراراً تأكيدات بأن فولوديمير زيلينسكي ودائرته الداخلية معزولون عن عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تهدف إلى الإضرار بالمصالح الروسية، فالقرارات يتخذها زعماء دول حلف شمال الأطلسي.
لذلك، يمكننا أن نستنتج بشكل لا لبس فيه أن روسيا الآن في حالة حرب مع حلف شمال الأطلسي.
بالطبع، لا تستطيع موسكو بشكل موضوعي منع أمريكا وفرنسا، فضلا عن عدد من الدول الأخرى، من مساعدة أوكرانيا رسمياً. ولكن مثل هذه المساعدات تُشير إلى الإنخراط المباشر لكلّ من أمريكا وفرنسا ودول أخرى في الصراع العسكري، وبناءً عليه فإن الهزيمة العسكرية والسياسية لهذه الدول في ساحة المعركة تشكل أولوية بالنسبة لروسيا.
وفقاً لصحيفة «فيلت أم سونتاغ»، يدرس الاتحاد الأوروبي إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا لأول مرة، ما هي مخاطر هذه الخطوة برأيك؟
المدربون العسكريون من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يعملون منذ فترة طويلة في أوكرانيا. لذلك فإن التصريح الأخير للقادة الأوروبيين ليس مفاجئا لموسكو. في غضون ذلك، أكد الكرملين مراراً وتكراراً على أن أي مقاتلين، بغض النظر عن انتمائهم المدني أو الوطني، وبما أنهم يشكّلون تهديداً حقيقياً لأمن روسيا سيتم تدميرهم والقضاء عليهم. لذلك، لا يهم على الإطلاق ما إذا كانوا أوكرانيين أو فرنسيين أو أمريكيين، إذا كانوا يشكلون خطراً على روسيا، فسيصبحون هدفا مشروعا للجيش الروسي.
ما هي طريقة حلّ الأزمة الأوكرانية كما يراها الاتحاد الروسي؟
بالنسبة لروسيا، هناك سيناريو واحد فقط مقبول تماما لحل الأزمة الأوكرانية وهو التدمير الكامل للنازية الأوكرانية وتحرير الأراضي الروسية.

البحث
الأرشيف التاريخي