قائد الثورة، في أول لقاء مع الحكومة الرابعة عشرة:

إيران تُعرف بتطورها العلمي والعسكري وقوتها الإقليمية

الوفاق- صرّح قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، بأن رئيس الجمهورية استشاره في اختيار الوزراء، موضحاً بأنه وافق على البعض وأكد على البعض الآخر، ولم يبدِ رأيه بالعديد منهم لأنه لا يعرفهم. هذا وقد استقبل قائد الثورة الاسلامية، يوم أمس رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان وأعضاء الحكومة الـ14 بالتزامن مع الاجتماع الأسبوعي الوزاري. ويعد هذا اللقاء أول لقاء للحكومة الرابعة عشرة مع قائد الثورة الاسلامية بعد أن منحت الثقة لها من قبل مجلس الشورى الاسلامي.
ورأى سماحته إن الاعتماد على عمل الخبراء يعني الاعتماد على الحكم الرجيح، مشيراً إلى أنه يجب اختيار الخبير الذي لا يبحث عن النسخ الأجنبية. ودعا أعضاء الحكومة إلى القيام بالزيارات والرحلات التفقدية إلى المدن الإيرانية المختلفة.
التعاون بين رئيس الجمهورية ومجلس الشورى
وأشاد قائد الثورة الاسلامية بجهود رئيس الجمهورية وتعاون مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) على تشكيل هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن ومنح الثقة كاملة لكافة أعضائها المقترحين.
وفي الإشارة إلى جهود رئيس الجمهورية بنجاحه في نيل الثقة لحكومته، صرح بأن الرئيس بزشكيان استشاره في اختيار الوزراء، موضحاً بأنه وافق على البعض وأكد على البعض الآخر، ولم يبدِ رأيه بالعديد منهم لأنه لا يعرفهم. واضاف سماحته: إنه وبعد نيل الوزراء الكرام الثقة تقع على عاتقهم مسؤوليات كبيرة وجمّة، ومن واجب الجميع التعاون معهم ومساعدتهم من أجل إنجاح عمل الحكومة والبلاد، معتبراً هذه المسؤوليات بالنعمة الإلهية العظيمة التي يتمكّن من خلالها الوزراء خدمة الشعب.
ودعا قائد الثورة الاسلامية رئيس الجمهورية وأعضاء حكومته إلى الاستفادة من الوقت، والقيام بأعمال صالحة ونافعة للشعب والمصلحة العليا للوطن لأن الوقت يمرّ بسرعة.
معايير وكفاءات المسؤولين والخبراء الضرورية
وتطرق سماحته إلى المعايير والكفاءات الضرورية التي يجب أن يتحلّى بها المسؤولين والخبراء والمدراء في الحكومة، ومنها معرفة القدرات الداخلية المتوفرة للبلاد والإيمان بها والعمل على تعزيزها، لافتاً إلى أن هذه القدرات عديدة ومتنوعة بما فيها القدرات البشرية والعلمية والسياسية والمكانة الاقليمية والجغرافية والثروات الطبيعية وإيمان الشعب بوطنه ودينه وبنظام الحكم .
وأشار قائد الثورة إلى الاستفادة من هذه القدرات من أجل الارتقاء بالوطن وتعزيز اقتداره اقليمياً وعالمياً، معتبراً أن ذلك ليس بالأمر الهيّن والبسيط بل إنه أمر في غاية الأهمية، مؤكداً على أن اليوم لإيران القدرة على التأثير على دول المنطقة والعالم، فهي التي تعرف بتطورها العلمي والعسكري وكونها قوة اقليمية ولها عمق استراتيجي.
مشورة الخبراء والمتخصّصين
وفي الإشارة إلى أن السيد بزشكيان ذكر تكراراً ومراراً انه سيأخذ بمشورة الخبراء والمتخصصين في اتخاذ القرارات، أكد سماحته على أن الحكومات عندما تأخذ مشورة الخبراء الذين يبدون مصلحة الشعب فوق مصالح أهل النفوذ والسلطة بعين الاعتبار فإن حكمها سيكون حكماً رجيحاً ومدروساً، وسيُرضي الشعب ويحقق مصالحه .
كما نصح سماحته عند اختيار زملاء العمل والمسؤولية على أن يتمتّعوا بخصائص مُعيّنة بما فيها الشباب، الإيمان، الإخلاص للثورة والإلتزام بمبادئها والحماسة في العمل، لافتاً إلى أن من يتمتع بهذه الخصائص قادر على المساعدة وقد أثبتت التجارب ذلك بحيث تم توظيف مثل هؤلاء الشباب في مختلف القطاعات العلمية والبحثية مثل القطاع النووي، وقطاع النانو، وقطاع الخلايا الجذعية، وهي قطاعات مختلفة تعد من المراكز العلمية والبحثية الكبرى في العال، وتمّ إحراز تقدم كبير.
وتوجّه قائد الثورة الاسلامية إلى أعضاء الحكومة بالنصح، قائلاً بأن العدالة أمر ضروري، وتحقيقها هو ترتيب إداري حقيقي وليس مجاملة، مؤكداً على أن العدالة تتطلب التنفيذ والتحفيز والدخول إلى الميدان، لافتاً إلى أن الشهيد آية الله رئيسي قد حقّق بعض التقدّم في هذا الشأن، كما قام ببعض الأعمال؛ لكنها بقيت قيد الإتمام.
الحكومة تولي أهمية خاصة للمناطق المحرومة
من جانبه، قال رئيس الجمهورية: إن الحكومة ترى أن الاهتمام بالمناطق المحرومة والأشخاص المحرومين يشكل مهمة خاصة بالنسبة لحكومته، مؤكداً أن الخطوة الأولى على طريق اصلاح شؤون البلاد تتمثل في الوحدة والتعاضد والاعتصمام بحبل الله والانسجام تحت توجيهات وارشادات قائد الثورة.
وأضاف الرئيس بزشكيان: إن الحكومة الرابعة عشرة هي حكومة استشارية شكلت بمشاركة جميع التيارات السياسية واللجان التخصصية وتأسيساً على شعار الوئام والتعاضد والعمل في إطار السياسات العامة للدولة ووثيقة الآفاق والخطة التنموية السابعة. وأكد أن رضا الشعب عن المسؤولين يتوقف على التعامل "على قاعدة الانصاف والاحترام" معه لا العقوبات الظالمة التي يفرضها الأعداء. كما أكد أنه إن تم ايجاد الوحدة داخل البلاد وبين الأمة الاسلامية، فان أمريكا وأوروبا وباقي الدول التي تدعم ظلماً وجوراً جرائم الكيان الصهيوني مرتكب الإبادة الجماعية، ستفشل وتواجه إخفاقاً.
البحث
الأرشيف التاريخي