الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • ثقاقه
  • دولیات
  • الریاضه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وسبعون - ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وسبعون - ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

مخرج ومنتج ومؤلف سيناريو فيلم «شغف الحب» للوفاق:

السينما تحوّلنا إلى أمّة واحدة من خلال معتقداتنا وإيماننا

مرّت علينا أيام استشهاد سيد الشهداء(ع) وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأوفياء ومضت المسيرة الأربعينية العالمية، حيث توجّه الجميع إلى قبلة الأحرار في كربلاء المقدسة. أما الحديث عن الإمام الحسين(ع) وأهل بيته وواقعة الطف وما جرى بعدها، باقٍ بقاء الدهر، ويتطرق إليها كل من جهته، وهناك أفلام سينمائية ووثائقية تطرقت إلى الموضوع، ومنها فيلم «شغف الحب» الذي حصل على عدّة جوائز وبدأ عرضه تزامناً مع شهر محرم الحرام وتواصل حتى أيام الأربعين وفي المسيرة الأربعينية خلال «سينما الأربعين» في موكب الامام علي بن موسى الرضا(ع)، حيث واجه إقبالاً كبيراً. يسعى الفيلم لرواية قصة أسر سبايا كربلاء المقدسة بعد واقعة الطف الأليمة بمن فيهم السيدة زينب(س) والصعوبات التي تحملوها في طريقهم من الكوفة إلى الشام، ففي هذه الأجواء أجرينا حواراً مع مخرج ومنتج ومؤلف سيناريو الفيلم «داريوش ياري» الذي سبق له إخراج العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وفيما يلي نصه:

الوفاق/ خاص

موناسادات خواسته

الحسين(ع) مصباح الهدى
بداية، تحدث لنا السيد "ياري" عن إنجذابه إلى عالم الفن والسينما التاريخية والدينية، خاصة أحداث عاشوراء، فقال:
على أي حال كُل مَن يعمل في مجال الفن يحاول أن يصنع وينتج أو يظهر ويتحدث أو يرسم أو يكتب عن ما هو همّه ويفكّر فيه.
الحمد لله رب العالمين، أجواء الأعمال التي تتعلق بالإمام الحسين(ع) ومحرم وعاشوراء من الأعمال التي أحبّها حقّاً، فهي تشغلني وأهتم بها كثيراً، ولإثبات هذا الإدعاء، يمكنني أن أحيلكم إلى الأفلام القصيرة التي صنعتها في هذا المجال، مثل "الدخيل" و"كربلاء جغرافيا التاريخ" أو "شغف الحب" وغيرها. كما أن الأفلام الوثائقية والمسلسلات التي قمت بإخراجها تدور بشكل أساسي حول هذا الموضوع، مثل "الهاتف" أو "إلى جانب الفراشات" و"الملجأ الأخير" أو غيرها من الأعمال التي موضوعها الرئيسي في هذه الأجواء.
وأعتقد أن الطريقة التي يأتي بها الإنسان كفنان هامة جداً، وأعماله هي التي تدلّه وتخبره وتظهر له ما هي اهتماماته، وما ينتابه؛ لكن السؤال الذي يبدر الى الذهن هو لماذا اتجهت إلى هذا العالم والأجواء والمفاهيم؟ في البداية أنا سعيد حقاً وفخور بأن أقول كل ما أفكر فيه، أو أتخذ قرارا أو أختار موضوعا، أتصوّر أنه تم إختياري قبل ذلك لأقول هذه المفاهيم، وهذا يجعلني أشعر بشعور جيّد، ويحميني من كل المصاعب والقسوة التي تحدث لي أحياناً.
والسبب الثاني هو أنني إذا بقيت أعمل في هذا المجال، بسبب إعتقادي بأن الإمام الحسين(ع) مصباح الهدى وسفينة النجاة، فإنه يمكن أن يكون منقذنا في أي وقت وفي أي مكان، وفي لحظة تاريخية مهمة، حيث يجب علينا اتخاذ قرار وبعد هذا القرار تكون العاقبة على الخير، الإمام الحسين(ع) هو أفضل مصباح للهدى، ولهذا السبب حاولت أن أتطرق إلى جزءٍ من قصة عاشوراء في كل فيلم أقوم بإخراجه، حتى أكرر ذلك لنفسي وأذكّر المشاهدين أنه من الممكن الذهاب إلى الامام الحسين بن علي(ع)، والإستعانة بهذا المصباح لقضايا عصرنا الإجتماعية والسياسية والثقافية والإقتصادية، وغيرها، والأهم من كل هذا أن نفهم المفاهيم وكيف نعيش في عصرنا.
ميزات فيلم «شغف الحب»
نسمع في الفيلم كلام أحد الممثلين حيث يقول: الحسين(ع) هو سر الكون، فعندما سألنا مخرج الفيلم عن ميزات "شغف الحب" برأيه وما هي الرسالة التي أراد إيصالها للجمهور؟ هكذا يرد علينا بالجواب: مرة أخرى، أذكر الموضوع الذي ذكرته سابقاً، الحمدلله نعيش في الزمن الذي بفضل وجود هذه الفضاءات الإفتراضية المختلفة وغيرها، هناك شيء وموضوع يحدث باستمرار وفي كل لحظة ولا يمكننا أن نستمر في تكراره لبعضنا البعض دون التحقق منه، ولهذا السبب نواجه فوضى، حيث لا نعرف حقاً ما هو الصحيح وما
هو الخطأ؟
ولعل من الأمثلة الواضحة على مثل هذا الموضوع الذي أريد أن أقدمه لكم هو الأحداث التي حدثت حولنا في السنتين أو ثلاث سنوات الأخرى، وفجأة كثرت الأكاذيب التي ادّعت أنها هي الحقيقة، وتم محاولة إظهار الكثير من الحقائق بأنها أكاذيب، ولكن في الحقيقة الكذب استخدم الجهل وأراد أن يضللنا في
إطار الخداع.
وهذا هو نفس ما يحدّثنا به الامام الحسين بن علي(ع)، حيث يقول لقد تحمّلت الأذى، وتمّ إرسال الرسائل ودعوتي إلى الكوفة؛ لكن كل كلماتهم أصبحت أكاذيب، حتى بعد سبي أهل بيته، حاولوا خداع الناس بأكاذيبهم واستغلال جهل الناس للوصول إلى مصالحهم الخاصة.
ويتابع ياري: هذه هي نفس القضية الإجتماعية التي شعرت بوجودها كثيراً في هذا الزمان، وعلينا أن نشاركها مع الجمهور ونقول إن الحسين بن علي (ع) هو نور لهدايتنا.
والإمام يقول لنا أن الطريقة الوحيدة لإنقاذكم هي في الحقيقة الوصول إلى الفهم والمعرفة والوعي، والأمر الآخر هو أنه يمكنك أن ترى خلال الفيلم أنه يحاول أن يخبر الجمهور عن نوع الفوضى التي يعيشها العالم الإسلامي، حيث لا سبيل لإنقاذ دين الله إلا بقتل الحسين بن علي(ع).
حسناً، لقد قيل لنا ذلك مرّات عديدة وسمعناه مرّات عديدة، أردت أن أثبت ذلك وأعود إلى ذلك التاريخ، وماذا حدث في ذلك التاريخ، وأرى أنه في ذلك الوقت، كان الجميع متمسكين بمصالحهم الفردية، وتركوا مصالح المجتمع التي هي الحفاظ على الإسلام.
ولهذا السبب، مع كل ترغيب وترهيب، إما بالذهب أو بالقوة، استطاع الخلفاء على إجبارهم للإنضمام إليهم، ومثال واضح على ذلك ما نشهده في قسم من الفيلم حيث العجوز الذي نلتقي به في خيمته وندرك أن "سلمى" حامل، يتحدث أن الإسلام هكذا وهكذا، ويرافق "سلمى"، وعندما تمر القافلة أمامهم، وبمجرد إلقاء النقود او الذهب عليه، فإنه يخرج سيفه ويرقص بالسيف.
الإختبار بالطفل
وفيما يتعلق بمشهد من الفيلم حيث نعرف أن "سلمى" أصبحت أُم، والرسالة التي يقصدها من تصوير هذا المشهد، يقول ياري: في إحدى مراحل الفيلم، يقف "عبدالرحمن" أمام الرأس الشريف ويعترف بأنني أحببت "سلمى" أكثر منك، وهذا ما نقوله جميعاً للحسين بن علي(ع)، نبكي ونقول يا حسين، لقد فعلنا هذا لأننا ربما أحببنا شيئاً أكثر منك، فمثلاً نقول يا إمام الحسين أحببنا البيت أكثر منك، أو كنّا أكثر تعلقاً وحباً للمنصب.
في الحقيقة، تم وضع شيء أمام قدمي "سلمى"، وسوف يتم اختبار "سلمى"، لكي نرى ماذا ستفعل إذا كان لديها طفل؟ لكي تصرخ بالحقيقة وتصبح صوت الحق، هل تذهب "سلمى" لمصلحتها الشخصية؟ أي طفلها والحفاظ عليه وما يريده زوجها أم ستستمر على طريق الحق؟
ومن خلال الحوارات الدرامية التي تظهرها في الفيلم، يبدو أن لا شيء يستطيع أن يوقف هذه المرأة من مسيرتها، حتى طفلها، فإذا انتبهتم إلى الأحاديث وكلام الكبار فإن اختبار الطفل هو اختبار صعب.
صوت الحقيقة وأهمية البلاغ
كانت هناك جمل جميلة في الفيلم مثل: "يجب خروج سيف اللسان من الفم" و"أعلى صوت في كربلاء جاء من أصغر حلق في كربلاء"، فيتحدث مخرج الفيلم عنها وعن أهمية البلاغ وإيصال الرسالة، حيث يقول: نحن نعيش في زمن لم تعد حربنا فيه مع الذرات النووية والسهام والبنادق وغيرها، بل حرب اليوم هي حرب الروايات، وهذا مهم جداً.
ونشهد ذلك في قضية غزة، كيف يريدون بالخداع ان يقدموا الكذبة كالحقيقة؛ لكن الصوت الذي ارتفع من الجامعات الأمريكية أظهر أن صوت الحقيقة لا يزال عالياً.
عندما نصنع فيلماً، يجب أن يكون لدينا سبب لكل شيء، في هذا الفيلم قد لا ترى سهماً يُطلق إلّا نادراً، وفي الفيلم التاريخي، لا نرى السهام والسيوف والقتال بالسيف وغيرها، لأنه مثلاً أنا أعتقد أن كل الحروب إنتهت في كربلاء المقدسة واستشهد أعظم رجال التاريخ مع الإمام الحسين(ع)؛ لكن الآن السيدة زينب والإمام السجاد عليهما السلام وغيرهما، لم يكن واجبهم القتال، بل واجبهم أن يصبحوا صوت الحق، أي أن يرفعوا سيف اللسان من الفم، وهو أصعب بكثير من القتال بذلك السيف.
ولهذا السبب يذكر في بداية الفيلم وفي التعليق أن الأشخاص الذين قدِموا إلى الكوفة من كربلاء مع السيدة زينب(س) عددهم قريب من شهداء كربلاء، أي ما يقرب من 80 شخصاً؛ لكن عدد الأشخاص الذين يرافقون السيدة زينب(س) من الكوفة إلى الشام أقل بكثير.
السينما ورواية التاريخ
وعندما سألنا السيد ياري عن التحديات التي واجهها لعرض مشاهد سينمائية قريبة من الواقع، وما هي المراجعات والمصادر التاريخية لإنتاج "شغف الحب"، قال: أقول بصراحة وصدق إنني لم أكن أبحث عن مجرد استخراج تاريخي لجمهوري، لأنه لم يكن هناك ما يفيدهم.
عندما أذهب إلى التاريخ، يجب أن أكون قادراً على شفاء جرح من الزمن المعاصر، وهو جرح الجهل، وهو نفس جرح الأزمة الأخلاقية الموجودة في العديد من المجتمعات، وفي الحقيقة لا أريد أن أروي لكم التاريخ فقط.
على الرغم من أنه كان واجبي واهتمامي الشخصي أن التاريخ يجب أن يُفهم بشكل صحيح، على سبيل المثال، إذا قلت أن هناك مكانين على طول الطريق في الفيلم، يظهر المسيحيون الرحمة والإهتمام بالغرباء، فيجب أن يكون هذا موجوداً بالفعل في التاريخ.
وإذا لم يكن موجوداً في التاريخ ونضيف هذا فقد نقوم بتشويه التاريخ؛ لكن نحن حاولنا أن نبدأ بالنظرة الأصيلة والصحيحة للتاريخ، تلك المفاهيم الضرورية والتي يجب أن نذكرها.
على سبيل المثال، لماذا يجب أن أعرض لكم وللجمهور التاريخ ومدى عدم الإحترام لقافلة السبايا، وكم أهانوا هذه القافلة، وكم أبقوا هذه القافلة عطشى وجائعة، وكم ضربوا هذه القافلة بالسياط المختلفة.
لماذا أظهر عدم الإحترام هذا ؟ لأنه في التاريخ؟ لا، والمهم بالنسبة لي كمسلم هو أن لي كل الشرف والعزة في العالم الإسلامي من واقعة كربلاء المقدسة، المتمثلة بالإمام الحسين(ع)، ويجب أن أنظر إليه من زاوية الشرف والعزة.
عرض الفيلم في الدول العربية
وفيما يتعلق بعرض الفيلم في الدول العربية، يقول ياري: تم ترجمة الفيلم إلى اللغة العربية ومن خلال هذا الحوار أطلب المساعدة من أي شخص يستطيع ويسمع صوتي، ومن لديه تسهيلات لعرضه في بلدان أخرى، وخاصة محبي أهل البيت(ع)، فليتحرك حتى يتم عرضه إن شاءالله، لأن هذا الفيلم تمت دبلجته وله دبلجة عربية جميلة جداً.
إنتاج إيراني-عربي مشترك
وحول الإنتاج الإيراني-العربي المشترك، يقول منتج فيلم "شغف الحب": برأيي، هذه إحدى احتياجاتنا، سواء في السينما الإيرانية أو في السينما التي تحولنا إلى أمة واحدة من خلال معتقداتنا وإيماننا.
وبالمناسبة، فإن توحيد السينما يمكن أن يكون جسراً جيداً للأمة، ومن أجل الإقتراب من هذا الهدف، يمكننا أن نظهر لبعضنا البعض المعتقدات والمواقف المهمة التي نعيشها من خلال الإنتاجات المشتركة.
والمساعدة في الوصول إلى أمة واحدة، وهذا ما يريده النبي(ص)، فعندما يصبح العالم الإسلامي أمة واحدة، يمكننا الإنتاج المشترك من خلال وجود أصحاب العمل ومديري الثقافة ذوي المعرفة والمهارة أن يفعلوا ذلك، والوصول إلى الهدف الذي هو أيضاً رغبة كبار العالم الإسلامي.

 

البحث
الأرشيف التاريخي