مدير موكب «فاطمة الزهراء(س)» للوفاق:
طلب ثأر سيدالشهداء(ع) ومناهضة الإستبداد مستمران
حبّ الحسين(ع) يجمعنا.. تحت لواء واحد وفي سفينة واحدة، هو مصباح الهدى وسفينة النجاة، الإمام الحسين(ع) يدعو الجميع إلى مدرسته الصانعة للإنسان، وفي هذا السياق تُعد مسيرة الأربعين أفضل فرصة للتواصل مع أهل بيت الوحي والنبوة، ومواكب الأربعين أفضل فرصة لنشر الثقافة الحسينية، ففي هذه المسيرة تُقام مواكب كثيرة من مختلف دول العالم إضافة إلى المواكب العراقية التي تعرض ضيافة الشعب العراقي المضياف، وكذلك موكب «نداء الأقصى»، وإضافة إلى مواكب إيرانية كثيرة تُقام في طريق الحب أي طريق النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة. فنذكر نبذة عن بعضها وبعد ذلك نتطرق إلى موكب «فاطمة الزهراء(س)» في العمود 202 الذي يُعد من أكبر المواكب الإيرانية التي تُقدّم الخدمات لزوّار الإمام الحسين(ع). وعلى أعتاب أربعينية سيدالشهداء(ع) أجرينا حواراً مع مدير الموكب السيد «أميرحمزة قيصري» الذي نقدّمه لكم.
الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته
موكب علي بن موسى الرضا(ع)
يقع موكب علي بن موسى الرضا(ع) في العمود 707 على طريق النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة أمام مطار كربلاء الذي سيُفتتح قريباً، ويعمل في الموكب أكثر من 700 شخص.
في هذا الموكب إضافة إلى الخدمات التي يتم تقديمها للزوّار، بفضل جهود شخص خير، هذا العام تم تدشين ماكنة صنع الثلج، نظراً لحرارة الجو، ومن الأعمال الخاصة التي تم تنفيذها في موكب علي بن موسى الرضا(ع)، هو إنشاء مكان يشبه الصحن "العتيق" في مرقد علي بن موسى الرضا(ع) القديم في طابقين.
كما أننا نشهد حضور مؤسسة "حوزه هنري" في هذا الموكب خلال مشروع "سينما الأربعين"، حيث يستضيف الزوّار بـ 8 عروض يومية لأفلام إيرانية عن واقعة الطف الأليمة، وهي أفلام "شغف الحب"، "هناس"، "أخت الرضا(ع)"، و "إيليا، بحثاً عن بطل"، ويتم عرض هذه الأفلام حتى يوم 19 صفر.
موكب الفن والإعلام
أما الفنانون فهم أيضاً لا يتركون الساحة وكالسنوات الماضية لديهم موكب خاص يعرضون فيه فنونهم لزوّار سيدالشهداء(ع) في المسيرة الأربعينية.
إنّ موكب الفن والإعلام محل لقاء وتجمع لفناني محور المقاومة والأحرار من فلسطين إلى أمريكا، ويُقام تحت شعار "طوفان الفن" ويضم خدمات وبرامج فنية خاصة لزوّار سيد أحرار العالم أبي عبدالله الحسين(ع).
أقيم هذا الموكب بجهود "حوزه هنري" وبعض المؤسسات الثقافية الأخرى، ويستضيف الفنانين والزوّار الكرام إلى جانب خدمات وبرامج فنية مميزة في العمود 1320 على طريق النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة.
موكب فاطمة الزهراء(س)
موكب "فاطمة الزهراء (س)" الذي يقع على العمود 202 وهو من أكبر المواكب الإيرانية في بداية الطريق، له وحدات مختلفة لتقديم الخدمات للزوّار وعلى مدار العام يقوم بخدمات ونشاطات ثقافية واجتماعية. وحسب ما صرّح به مدير الموكب السيد "أميرحمزه قيصري"، منذ عام 2013 حصلوا على أرض هذا الموكب من مقر إعادة إعمار العتبات المقدسة، وفي البداية كانت المجموعة تضم 31 شخصاً، أما الآن فهي تضم ما ينيف على 500 شخص يخدمون في الموكب، وهناك 10 وحدات خدمية تعمل لخدمة زوّار الإمام الحسين(ع) في مسير الزيارة الأربعينية، ومنها: وحدة الخدمات الطبية، وحدة المخابز، وحدة الإقامة والسكن، وحدة المطبخ، وحدة ضيافة الشاي، الوحدة الثقافية، وحدة الخياطة، ووحدة غسيل الألبسة حيث يتم في هذه الوحدة غسل وتجفيف ملابس الزوّار. وفيما يلي نص الحوار مع السيد "أميرحمزه قيصري" مدير الموكب.
نشاطات وخدمات الموكب
بداية يتحدث السيد قيصري عن الأنشطة المتنوعة في الموكب قائلاً: تتنوع الأعمال في موكبنا من إصلاح الملابس والحقائب والأحذية وعربات الأطفال والكراسي المتحركة وما إلى ذلك.
يضم المطبخ حوالي 65 طاهياً، بعضهم من الطهاة العالميين الذين يذهبون إلى بلدان أخرى للتحكيم وطهي الطعام، ولدينا نوعان من الخبز، خبز "لواش" وخبز "بربري"، نقدمهما مع الطعام.
يتكون فريقنا الطبي من حوالي 60 شخصاً يأتون كأطباء متطوعين، كما تضم وحدة الأخوات حوالي 70 خادمة، وقسم النساء يختلف تماماً عن قسم الرجال، وهو تقريباً موكب مستقل كبير يتسع لحوالي 3000 شخص ويضم حمامات ومرافق صحية منفصلة وفيه جميع المعدّات التي تحتاجها النساء.
كما لدينا محطة خاصة للفواكه والشاي والقهوة وجميع أنواع العصير، وبشكل عام نستقبل حوالي 21 ألف شخص على ثلاث وجبات يومياً، وتكفي كل وجبة لحوالي 6-7 آلاف شخص.
من جهة أخرى كل عام تصلنا حوالي 35 حمولة شاحنة من إيران، ومن الميزات الفريدة لموكبنا أن لدينا أكثر من 500 خادم، وكلّهم يأتون على نفقتهم الخاصة، ويدفعون بعض نفقات الموكب أيضاً.
الخدّام من مختلف الجنسيات
وعندما سألنا مدير موكب فاطمة الزهراء(س) عن حضور ومشاركة الخدّام في الموكب، قال قيصري: يقوم موكب فاطمة الزهراء(س) بالتعاون والدعم المستمر لنحو سبعة مواكب عراقية تحيط به من حيث توفير المواد التي يحتاجونها.
إن أكثر خدّام الموكب من مدن اصفهان، يزد، كرمان، طهران، وأردبيل، وهنالك خدّام من أذربيجان وتركيا وشيعة روسيا ونخجوان، حتى من المملكة العربية السعودية، ومن القطيف، يأتون أحياناً إلى موكبنا ونحن في خدمتهم.
تبريد مكان السكن
فيما يتعلق بتبريد مكان السكن للزوّار، نظراً لحرارة الجو، قال قيصري: نحن نقوم بخدمة الزوّار من 7 إلى 19 صفر، ولقد استطعنا هذا العام تغطية جميع جدران مكان السكن بألواح خاصة كما يتم استخدام أكثر من 25 مبرّدة غازية، وقمنا بوضع سقف كبير جداً للموكب وهو جميل مع إضاءة حمراء يغطي الساحة المذكورة المفروشة بالعشب الإصطناعي، وتبلغ مساحة أرضية موكبنا المسقّفة حوالي 6000 مترمربع.
النشاطات الثقافية
وفيما يتعلق بالأنشطة الثقافية في الموكب، يقول قيصري: لدينا فعاليات ثقافية وخطب وقراءة المراثي وغيرها، ويشارك في صلاة الجماعة في كل مرة أكثر من 1000 شخص، وكان لدينا برنامج كبير للمواهب ضمّ 3000 تلميذ في العاشر من صفر، حيث قدّموا الأناشيد ونشاطات ثقافية أخرى.
من الجدير بالذكر إننا نقوم بإجراء مسابقات مثل كتابة الذكريات وكذلك كتابة الخط للزوّار وتقديم الهدايا للأطفال وغيرها.
النشاطات الإجتماعية
وحول الفعاليات الإجتماعية على مدار السنة يقول قيصري: إن موكب فاطمة الزهراء(س) إنطلاقا من مسؤوليته الإجتماعية وبمساعدة المحسنين، يقوم بتقديم الخدمات والمساعدة في الأحداث مثل فيضان مدينة "بل دختر"، وزلزال مدينة "سربل ذهاب"، وفي أيام كورونا قام بتقديم الخدمات للمرضى، وبناء مدرسة في سيستان وبلوشستان ومشروع "مساعدة المؤمنين" عن طريق تجهيز وتوزيع الأطعمة والأرز والزيت و المعكرونة وغيرها.
الحضور في سوريا
أما فيما يتعلق بالنشاطات الدولية يقول قيصري: لدينا نشاطات جيدة في هذا المجال، ذهبنا مرتين إلى سوريا وقمنا بطبخ الطعام للمدافعين عن المراقد المقدسة، كما في مدينة حمص ذهبنا إلى المنطقة التي تتعلق بمعركتي فوعة وكفريا، وقمنا بتوزيع الطعام ومساعدة السوريين، لقد كانت تجربة ممتعة للعمل والتبادل الثقافي بين الشعبين. ان هذا أمر لا يُنسى، فقد قررنا الذهاب هذا العام أيضاً، إلا أن الظروف الراهنة حالت دون ذلك، وسنذهب بعد الأربعين، إن شاء الله، إلى سوريا.
طلب الثأر والعدالة
وفي الختام حول رسالة الأربعين وما نشهده في المسيرة الأربعينية وتعاطف الجمهور من مختلف البلدان، قال قيصري: لا يستطيع أي شخص وأي شيء أن يوقف رغبة الجمهور في طلب ثأر سيدالشهداء(ع) والعدالة والحق ومناهضة الإستبداد، ورسالتي لجميع الزوّار أن أدركوا قيمة كل لحظة وخطوة تخطونها في هذا الزمان والمكان بالمسيرة الأربعينية، لأن هذه الظروف قد لا تتهيأ دائماً.