الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وستون - ١٧ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وستون - ١٧ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ۳

الحطام يكفي لملء خط من الشاحنات القلابة الممتدة من نيويورك إلى سنغافورة

42 مليون طن من الأنقاض في غزة.. وإعادة الإعمار ستكلّف 80 مليار دولار

على وقع محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة، أصبحت الدعوات من أجل إعادة إعمار غزة أعلى صوتاً؛ لكن ماذا تتطلب هذه العملية المقدرة تكاليفها بنحو 80 مليار دولار بعدما أصبح القطاع عبارة عن 42 مليون طن من الأنقاض؟
العملية تبدو معقدة ومتشعبة. فبحسب تقرير معمّق أوردته بلومبيرغ أمس الجمعة، تفيد تقارير متوافرة استندت إليها بتضرر أكثر من 70% من مساكن غزة إلى جانب المستشفيات والشركات، فيما تقول وكالات الإغاثة إن معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2/2 مليون نسمة قد نزحوا وتكدسوا في شريحة صغيرة من الأرض على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، معزولين إلى حد كبير عن المياه العذبة والغذاء، فضلاً عن الأدوية والصرف الصحي الأساسي.وتعتقد الشبكة الأميركية أن حجم الدمار الذي تسببت به آلة الاحتلال يعني أنه مع استئناف محادثات وقف إطلاق النار الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، فإن عملية إعادة إعمار غزة الموازية تجرى مناقشتها أيضاً على أعلى مستوى.في التفاصيل أنه حتى الآن، خلفت الغارات الجوية الصهيونية أكثر من 42 مليون طن من الحطام في جميع أنحاء القطاع، وفقاً للأمم المتحدة. وهذا الحطام يكفي لملء خط من الشاحنات القلابة الممتدة من نيويورك إلى سنغافورة. وقد تستغرق إزالة كل هذا سنوات وقد يكلف ما يصل إلى 700 مليون دولار. كما ستتعقد المهمة بسبب القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة وبقايا الشهداء الفلسطينيين تحت الأنقاض.ويتكون الحطام بمعظمه من المساكن المدمرة، وتوزيعها عبر القطاع يحاكي تقريباً الكثافة السكانية في غزة قبل العدوان الصهيوني. وستتعين إزالة ما لا يقل عن 5/8 مليون طن من الحطام من خان يونس التي كانت تنتج ذات يوم معظم الحمضيات في غزة، بما في ذلك البرتقال والجريب فروت، في حين أن البساتين والحقول في القطاع الآن أصبحت خربة. فقد دمّر الاحتلال ما لا يقل عن نصف الأراضي الزراعية في القطاع، الأمر الذي أدى إلى انهيار القطاع الزراعي الذي سيستغرق التغلب عليه سنوات، وفقاً لمنظمة جذور الخيرية المحلية التي تتعاون مع منظمة أوكسفام.
والوضع حاد بشكل خاص في الشمال، حيث تعرضت مدينة غزة التي كانت في السابق أكبر مركز حضري في الأراضي الفلسطينية، كما المناطق المحيطة بها، لأضرار جسيمة، حيث تشكل أكثر من نصف حطام القطاع.
وبحسب بلومبيرغ، تتطلب إعادة بناء غزة واستعادة حياة سكانها إصلاحاً كاملاً للبنية الأساسية المادية بالكامل وبعض أشكال الحل السياسي حول الشكل الذي ستبدو عليه غزة الجديدة؛ لكن قبل أن يتسنى تحقيق أي من ذلك، سيكون من الأهمية بمكان جمع كل الأنقاض والتخلص منها بعد انتهاء العدوان.ومن المنتظر أن تؤدي حقوق الملكية وصعوبات العثور على مواقع للتخلص من الحطام الملوث إلى تعقيد العملية بشكل أكبر، إذ إن إعادة بناء غزة قد تكلف أكثر من 80 مليار دولار. وبالأخذ في الحسبان النفقات الخفية، مثل التأثير طويل الأجل لسوق العمل المدمرة بسبب الموت والإصابات والصدمات، «يمكنك إعادة بناء مبنى؛ ولكن كيف يمكنك إعادة بناء حياة مليون طفل؟»، تنقل بلومبيرغ تساؤلاً من دانييل إيغل، كبير الاقتصاديين في مؤسسة راند البحثية ومقرها كاليفورنيا.
 مَن سيدفع لعملية إعادة إعمار غزة بعد انتهاء الحرب؟
لكن ليس واضحاً حتى الآن من سيدفع فاتورة إعادة الإعمار. فواقع الدمار مهول. بهذا المعنى تنقل الشبكة الأميركية عن مارك جارزومبيك، أستاذ تاريخ العمارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والذي درس إعادة إعمار غزة بعد الحرب العالمية الثانية، قوله مصدوماً: «ما نراه في غزة هو شيء لم نشهده من قبل في تاريخ التحضر.. إنه ليس مجرد تدمير البنية التحتية المادية، بل تدمير للمؤسسات الأساسية».
مضيفاً أن «تكلفة إعادة الإعمار ستكون باهظة، ويجب أن تكون مواقع البناء على هذا النطاق خالية من الناس، ما يخلق موجة أخرى من النزوح. بغض النظر عما يفعله المرء، فإن غزة ستكافح لأجيال مع هذا».وكان اجتماع الدول المانحة والمؤسسات الخيرية العالمية، الذي عقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الإثنين الماضي، بمثابة البداية لتلك الجهود الرامية إلى تأمين المساعدات المالية.
وقد نظمت هذه الجهود برامج الأمم المتحدة للتنمية والبيئة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ونظم برامج الأمم المتحدة للتنمية والبيئة والسلطة الفلسطينية الاجتماع الذي ناقش ما ينبغي أن تؤول إليه الأمور.ونظراً إلى الأموال والقوى العاملة والمعدات اللازمة، فإن وضع خطة الآن لإزالة الأنقاض أمر بالغ الأهمية حتى يتسنى بدء العمل بمجرد انتهاء العدوان، وفقاً لما قال وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني أحمد بسيسو للصحافيين بعد الاجتماع.
 إعادة إعمار غزة تتطلب إتفاقاً بين جميع الأطراف
سيتعين على جميع الأطراف الإتفاق على مخطط إعادة إعمار غزة، وفي مقدمتها الاحتلال الصهيوني الذي منع ما يسمى بالمواد ذات الاستخدام المزدوج بمعنى أي شيء يمكن أن يساعد حماس في بناء الأنفاق أو الأسلحة، من دخول الأراضي منذ عام 2007، حسب زعمهم. وبموجب خطة السلطة الفلسطينية، سوف تُفكَّك جميع الذخائر غير المنفجرة بمجرد حصولها على الضوء الأخضر لبدء إعادة الإعمار. كما ستُطهَّر بعد ذلك الطرق للسماح بالوصول إلى مواقع الإقامة المؤقتة التي لم تُبنَ بعد.وقال بسيسو: إن كل مجموعة سوف تشمل المدارس والملاعب والمكاتب الحكومية، وستُنشأ عندما تتوفر الأموال بالقرب من المراكز الحضرية المدمرة «حتى يتمكن المواطنون من المساعدة في عملية إعادة البناء». وفي الوقت نفسه، سوف تبدأ إزالة الأنقاض.من جهتها، شددت المسؤولة البارزة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المكلفة بدعم الشعب الفلسطيني، شيتوسي نوغوتشي، على مدى تعقيد عملية إزالة الأنقاض في اجتماع الاثنين الماضي، وقالت: إن البرنامج يتمتع بخبرة واسعة في غزة؛ لكن نظراً إلى عدد جثث الشهداء المدفونة بين الأنقاض (نحو 10 آلاف وفقاً للأمم المتحدة)؛ فضلاً عن الذخائر غير المنفجرة، فإن هذه المرة مختلفة تماماً وتتطلب طرقاً جديدة للقيام بالأمور.
البحث
الأرشيف التاريخي