في ظل استمرار جرائمه بحق الفلسطينيين العزّل
هلاك رقيب وإصابة اثنين برصاص قنّاص.. نيران المقاومة تطال جنود العدو في غزة
في اليوم الـ312 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، استشهد 42 فلسطينياً بقصف الاحتلال لمناطق عدة في القطاع، 30 منهم في خان يونس ومخيم النصيرات وسط القطاع، وتزامن ذلك مع معارك ضارية في خان يونس ورفح بين المقاومة وجيش الاحتلال، واعترفت القوات الصهيونية بمقتل رقيب وإصابة اثنين برصاص قناص.وفي القدس المحتلة، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن نحو 3 آلاف مستوطن متطرّف اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك منذ صباح الثلاثاء، في ما تسمى «ذكرى خراب الهيكل»، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.في الأثناء، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن مجندين لحراسة الأسرى لدى المقاومة قتلا أسيراً وأصابا أسيرتين بجراح خطيرة، وحمّل حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية رد الفعل.وفي الضفة الغربية اندلعت اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم عسكر بمدينة نابلس، كما نعت كتائب القسّام الشهيد طارق داوود الذي اغتالته الوحدات الخاصة الصهيونية قرب قلقيلية واحتجزت جثمانه.
في التفاصيل تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، لليوم الـ312 على التوالي، عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي على المدنيين في غزة، وسط وضع إنساني كارثي.أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ، الثلاثاء، أنّ الاحتلال ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 32 شهيداً، و88 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقالت الوزارة أنّه «لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وأشارت الوزارة إلى أنّ حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزّة ارتفعت إلى 39929 شهيداً و92240 جريحاً منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
قصف صهيوني مُركّز وسط غزة
وأفادت وسائل إعلام في قطاع غزّة بأنّ العدوان الصهيوني تركّز خلال الساعات الأخيرة جنوبي مدينة غزة ووسط القطاع، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء وتسجيل إصابات.وأضافت أنّ «الاحتلال نسف مبانٍ سكنية في منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة».
كما أردفت وسائل الإعلام أنّه «ارتقى 4 شهداء وأصيب عدد آخر بقصفٍ صهيوني استهدف مقهىً شرق منتزه دير البلح وسط القطاع».
بدوره، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزّة، إنّه ارتقى شهيد وسجل عدة جرحى نتيجة قصف صهيوني استهدف مجموعةً من المدنيين في وادي السلقا شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع.
وارتقى 4 شهداء بينهم طفلان في قصف صهيوني استهدف شقة سكنية في أبراج القسطل شرق دير البلح وسط القطاع.
وأيضاً، ارتقى شهيد وأصيب عدد آخر في قصف صهيوني استهدف شارع صلاح الدين في مدينة دير البلح وسط القطاع، كما ارتقى شهداء وأصيب 7 آخرون من جرّاء قصف الاحتلال منزلاً في محيط دوار الشهداء في «بلوك 5» في مخيم البريج وسط قطاع غزّة.
وفي شمال القطاع، قصفاً مدفعياً صهيونياً استهدف حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزّة، وذلك بالتزامن مع إطلاق نار من آليات الاحتلال نحو الحي.وأطلقت طائرة مروحية صهيونية نيرانها في اتجاه المناطق الجنوبية لمدينة غزّة.
وفي جنوبي قطاع غزّة، قصفت مدفعية الاحتلال الصهيوني بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، وكذلك نسفت مبانٍ سكنية غرب مدينة رفح.
معارك ضارية بغزة
بموازاة ذلك يتواصل القتال الضاري بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في عدد من محاور التوغل بقطاع غزة.
وقد أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها غربي رفح في جنوب القطاع تمكنوا من قنص جندي صهيوني ببندقية «الغول» في حي تل السلطان.كما أعلنت القسام استهداف قوات الاحتلال شمال شرق خان يونس بقذائف الهاون، وبثت صوراً لعملية قنص جندي أدت إلى مقتله في الزنة بالاشتراك مع سرايا القدس.
من جانبها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها في منطقة القرارة شمال مدينة خان يونس أوقعوا جنود الاحتلال وآلياته في حقل من الألغام والعبوات الأرضية شديدة الانفجار، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
وفي حي تل السلطان غرب مدينة رفح أعلنت سرايا القدس أن مقاتليها بالاشتراك مع كتائب القسام دمروا دبابة «ميركافا 4- باز» بواسطة عبوة «ثاقب الموجهة» شديدة الانفجار عند مفترق أبو عياش.
من جهتها، نقلت صحيفة معاريف عن الجيش الصهيوني إعلانه مقتل رقيب في الجيش وإصابة اثنين آخرين برصاص قناص من كتائب القسام شرق خان يونس.ومنذ 7 مايو/أيار الماضي تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح ومحاور عدة من غزة، وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.
بن غفير و3 آلاف مستوطن يقتحمون الأقصى
في سياق آخر اقتحم وزيران صهيونيان ومئات المستوطنين المتطرفين -صباح الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية شرطة الاحتلال، في ما تعرف «بذكرى خراب الهيكل».
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة عصر الثلاثاء أن أكثر من 2958 مستوطناً ومتطرفاً اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح الثلاثاء، بينهم وزيران وعضو في الكنيست الصهيوني.
وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف أن وزير الأمن القومي الصهيوني اليميني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، في حين قالت مصادر محلية إن وزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف من حزب «عظمة يهودية» يشارك في الاقتحامات أيضاً.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام صهيونية أن عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي كان من بين مقتحمي الأقصى صباح الثلاثاء.
وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية أن شرطة الاحتلال تمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين.كما قالت المصادر إن مستوطنين صهاينة رفعوا العلم الصهيوني داخل المسجد.ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع تظهر أعدادا ًكبيرة من المستوطنين وهم يرقصون ويؤدون صلوات تلمودية في باحات الأقصى.وخلال اقتحامه للأقصى صباح الثلاثاء قال الفاشي بن غفير أن «هناك تقدماً كبيراً جداً في فرض السيادة والسلطة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وإن سياستنا أن نسمح لليهود بالصلاة هنا».
تنديدات واسعة جراء تدنيس الأقصى المبارك
في السياق قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن «اقتحام الوزيرين الصهيونيين إيتمار بن غفير ويتسحاق فاسرلاوف باحات المسجد الأقصى المبارك على رأس مجموعات من قطعان المستوطنين إمعان في العدوان على شعبنا ومقدساته واستفزاز لمشاعر المسلمين».
وأضافت الحركة -في بيان- أن تكرار تزامن اقتحامات المستوطنين مع أعياد اليهود وأداء صلوات تلمودية ورفع الرايات في المسجد الأقصى لن تفلح في تهويده أو فرض واقع جديد عليه والعبث في هويته العربية الإسلامية.
وأكد البيان أن سلوك حكومة «المتطرفين الصهاينة» وأعضائها مجرمي الحرب يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لردعها ومحاسبتها.
بدورها، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أنّ اقتحام الأقصى والعدوان الذي يقوده الإرهابي بن غفير وقطعان المستوطنين «تسعير للحرب على غزة والضفة والقدس».
وتابعت، في بيان، أنّ الاقتحام الذي يقوده بن غفير «يؤكد أنّ المخططات الصهيونية لتهويد الأقصى متواصلة ومستمرة»، لافتةً إلى أنّ «استمرار الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال هو بمثابة دعم كامل لمواصلة ارتكاب جرائمه واعتداءاته».
أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فصرّحت بأنّ «اقتحام العصابات الصهيونية بقيادة مجرم الحرب بن غفير المسجد الأقصى يُعدّ إشعالاً للأوضاع وتصعيداً في المواجهة».
وتابعت أنّ «كل محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد على الأرض، خصوصاً في الأماكن المقدسة، ستُواجه بتصعيد المقاومة».
كذلك، توجهت كتائب شهداء الأقصى إلى كتائبها وكل من يحمل السلاح بالقول: «فليكن الرد على تدنيس الأقصى والمجازر بغزة بالرصاص والعبوات وحرق المستوطنات».
من جهتها، أكّدت لجان المقاومة في فلسطين أنّ ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات «يستدعي مزيداً من التحرّك الميداني للمقاومة وتصعيد المواجهة مع العدو».
الرئاسة الفلسطينية بدورها، حمّلت الكيان الصهيوني مسؤولية الاستفزازات الخطيرة في المسجد الأقصى، مطالبةً الإدارة الأميركية بالتدخل لإجبار حكومة الاحتلال لوقف استفزازات المستوطنين.
كما دعت حركة «فتح» الأمة العربية والإسلامية للوقوف عند مسؤولياتهم لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، أكّد من جهته، أنّ الاقتحامات تجاوزت الخطوط الحمراء بأداء صلوات تلمودية ورفع الرايات.
دول عربية تستنكر الاقتحام
وفي تعليق لها بهذا الشأن، قالت وزارة الخارجية الأردنية أن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها.
وأضافت الخارجية -في بيان- أن إصرار الحكومة الصهيونية وأعضائها المتطرفين على الاقتحامات ضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية المصرية الاقتحامات وشددت -في بيان- على أن ما حدث تصرفات غير مسؤولة ومستفزة وتمثل خرقاً للقانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف.وأكدت ضرورة اطلاع المجتمع الدولي بدور فاعل في مواجهة تلك الانتهاكات التي تهدف إلى تأجيج المشاعر وإفشال جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
أبو عبيدة: مقتل أسير صهيوني وإصابة أسيرتين
من جهة أخرى أكد الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، أبو عبيدة، قيام مجنَّدين، من المكلفين بحراسة أسرى الاحتلال، خلال حادثتين منفصلتين، بإطلاق النار على أسير صهيوني، فقُتِل على الفور، بالإضافة إلى إصابة أسيرتين بجروح خطيرة.
وقال، في بيانٍ، نشره عبر قناته في منصّة «تلغرام»، في اليوم الـ311 من معركة طوفان الأقصى، إنّه «يجري العمل على إنقاذ حياة الأسيرتين المصابتين».
وحمّل الناطق باسم الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، حكومة الاحتلال «المسؤولية الكاملة عن المجازر، وما يترتب عليها من ردات الفعل، التي تؤثر في أرواح الأسرى الصهاينة».
وكشف أبو عبيدة أنّه تم تشكيل لجنة لمعرفة تفاصيل الحادثتين، مؤكّداً أنّه سيتم لاحقاً إعلانها.
شهيدان وإصابات برصاص العدو الصهيوني في رام الله وقلقيلية
وفي الضفة المحتلة استشهد شاب فلسطيني وأصيب خمسة آخرون بجروح متفاوتة، بينهم إصابات خطيرة، إثر اقتحام قوات العدو الصهيوني لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية؛ في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء، كما استشهد قيادي ميداني لكتائب القسام في قلقيلية.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن قوات العدو نفذت عملية اقتحام واسعة شملت عدة أحياء في مدينتي رام الله والبيرة، أسفرت عن إصابة خمسة فلسطينيين بجروح، بينهم إصابات خطيرة.وأضافت المصادر أن الشهيد في مواجهات رام الله هو معتز صرصور من مخيم الأمعري، الذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص قوات العدو.
وفي التفاصيل، فإن المواجهات اشتعلت في حي الطيرة، حيث أطلق جنود العدو الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة أربعة شبان، بينهم شاب أصيب بالرصاص الحي في ظهره ووُصفت حالته بـ «الحرجة».وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شاب آخر برصاص حي في منطقة الصدر وحالته خطيرة، إضافة إلى شابين آخرين أصيب أحدهما في القدم والآخر بعد تعرضه للدهس من قبل مركبة عسكرية صهيونية.وفي سياق متصل استشهد القائد الميداني بكتائب القسام طارق داوود، مساء الاثنين، برصاص قوات العدو في قلقيلية بالضفة الغربية، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار أصيب فيها مستوطن.
وباستشهاد الشابان «صرصور» و «داوود»، ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 624 شهيداً منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 145 طفلاً، و9 نساء.