الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وستون - ١٢ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وخمسة وستون - ١٢ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

قيادي في تيار العمل الإسلامي البحريني للوفاق:

السقوط الأخلاقي الغربي آخر ما تبقى من أوراق لإضعاف العالم

شهد أولمبياد باريس 2024 العديد من الأزمات المتلاحقة التي وضعته في فوهّة مدافع العديد من المتابعين، لا سيما بعد استضافة منتخبات كيان الاحتلال الصهيوني المؤقت في هذه التظاهرة الرياضية من جهة، وعلى خلفية الإفتتاح الشائن لدورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024» التي إنطلقت في 2 اغسطس الماضي، وذلك بسبب إقامة عرض «دراغ كوين» المنحرف والذي إستهزأ بلوحة «العشاء الأخير» التي تتناول تصويراً للنبي عيسى(ع). وأثارت مشاركة الاحتلال العدواني في الأولمبياد إمتعاض المدافعين عن حقوق الإنسان والشعوب في أنحاء العالم لاسيما في أوروبا، وهو ما تجلّى قبيل بدء هذه التظاهرة الرياضية البارزة والتي باتت مثيرة للجدل بسبب مشاركة الصهاينة في دورتها لهذا العام، حيث وقّع عشرات الآلاف على عريضة في أوروبا نشرتها «حركة الديمقراطية في أوروبا 2025»، تدعو إلى تعليق مشاركة الكيان الصهيوني في الرياضة العالمية، وقد حصدت العريضة حوالي 72 ألف توقيع حتى 19فبراير/ شباط. لكن ما أثار حنق العديد، هو إستضافة وترحيب وتهليل ماكرون لمنتخب العدو الصهيوني، علماً بأنه على إطلاع ودراية بحجم الجرائم التي ارتكبها الصهاينة بحق أطفال ونساء وأبناء غزة خلال الأشهر الأخيرة. في ضوء هذه الإنتهاكات الصارخة لحقوق الانسان بالسماح لكيان الاحتلال الصهيوني بالمشاركة في الأولمبياد، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع القيادي في تيار العمل الإسلامي البحريني ”أمل”، الدكتور راشد الراشد، تطرّق خلاله بإسهاب إلى القضايا المطروحة سابقاً.

الوفاق/ خاص

محمد أبو الجدايل

في مستهل كلامه للوفاق، تناول الراشد مسألة مزاعم ماكرون بشأن الفرق بين روسيا والكيان المُصطنع من ناحية حرمان الأولى من المشاركة في الأولمبياد والسماح للكيان بالمشاركة، قائلاً: ‏يبدو أننا أمام تحول تاريخي كبير، والفرق ليس بين روسيا والكيان الصهيوني اللقيط والمزروع بفعل القوة التي أنتجتها مُخلّفات الحرب العالمية الثانية، بل بين روسيا وسيطرة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام العالمي بالقوة والهيمنة.
وأضاف: الحقيقة إننا لم نتعوّد على ثقافة التبرير من قبل الغرب، وإنما تعودنا على قواعد السيطرة والهيمنة والتحكم وفرض الأمر الواقع بالقوة والقهر والغلبة، والتي يتم تبنيّها من خلال توجيه ضربات وحسم الصراعات بالقوّة إن لزم الأمر لمصلحة الغرب، لكن لم نتعوّد من هذا الغرب أن يقوم بمثل هذا التبرير إلّا لأن هناك ضعف لا يرافقه مستوى كاف من القوة، لا للردّ ولا لحسم الخيارات بالمواجهات المسلحة دائماً، وبالتالي نحن أمام تحول عالمي كبير جداً سنشهد ملامحه قريباً، حيث تدل هذه المقارنة على مرحلة ضعف وبداية انحسار للقوّة الغربية. والفرق الحقيقي في هذه المقاربة بأن الغرب بدأت تحيط به الشكوك حول القدرة على الاستمرار في إقناع العالم بشرعية زرع هذه الغدة السرطانية في جسد هذا العالم بلا أي مُبرّر أخلاقي وبلا أيّ شرعية.
استماتة العدو الصهيوني للمشاركة في الفعاليات الدولية
وعن استماتة العدو الصهيوني للمشاركة في الفعاليات الدولية، أوضح القيادي في تيار العمل الإسلامي البحريني "أمل": يحاول الكيان الصهيوني منذ فرضه على العالم أن يظهر بمظهر أنه دولة طبيعية كغيرها من الدول، ويحاول بإستمرار أن يلمّع صورته بأنه دولة تستند شرعيتها ومشروعيتها من هذا التواجد ،مع أن وجود الكيان الصهيوني كدولة هو غير طبيعي وهو أمر مفروض بالقوة، وبسياسة فرض الأمر الواقع، وهو احتلال غير شرعي. ومن الطبيعي أن يبذل الكيان الصهيوني جهود كبيرة جداً للمشاركة في المسرح الدولي سواء في الرياضة أو في الاقتصاد أو في أي محفل من المحافل التي يمكن له من خلالها أن يظهر بمظهر الدولة الطبيعية، وأنه موجود ضمن إيقاع المجتمع الدولي ككيان له شرعيته ومشروعية حركته.
وتابع: تستمر (إسرائيل) في هذا السياق كعقدة نقص شديدة وراسخة لإثبات شرعية وجودها الزائف، بينما لا تستطيع كل هذه المشاركات إخفاء حقائق التاريخ بأنها دولة مصطنعة ومزروعة، وكيان دولة تأتي على حساب شعب آخر، ومفروضة بقوّة الإستعمار وأدوات الاستكبار العالمي، التي تفرض فرضاً قسرياً على المجتمع الدولي وخاصة على الأمة العربية والإسلامية.
 الإنتقادات التي واجهتها فرنسا
‏وبشأن حملة الإنتقادات والإدانات التي تعرّضت لها باريس على مواقفها خلال الأولمبياد، قال الراشد: الإنتقادات التي واجهتها فرنسا في الأولمبياد الأخير نتيجة طبيعية أيضا بما يدلّ على أنه هناك تحوّل في هذا العالم إزاء قبول ترهات الغرب وإزاء ما يشهده من حالة سقوط أخلاقي مريع، وهو مؤشّر على أنه ما يزال هناك في الحضارة الإنسانية دول وشعوب تتمتع بثقافة إنسانية حضارية راقية لا يمكن أن تقبل بهذا السقوط المريع الذي يقوده الغرب، ويستفيد من المحافل والتجمعات الدولية لتمرير ثقافة الانحلال والانحطاط الأخلاقي المريع. وبالتالي هناك دول وشعوب اليوم تحترم قيمها ولديها مبادئ اخلاقية رفيعة و لا يمكن أن تقبل حتى بالمشاركة بهذا السقوط والتدنّي الأخلاقي الغربي من دون أن تتخذ موقفاً واضحاً وحاسماً إزاء هذا الإنحدار، وأن تُعبّر عن موقفها منه، وهذا أيضا سقوط لا يمكن فصله عن بداية انهيار نظام عالمي سيطر وهيمن على هذا العالم بمنظومة أخلاقية زائفة، لكنها تتصل بالديمقراطية وحقوق الإنسان وشعارات التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات البشرية، وضمن هذه القيم تمت السيطرة والهيمنة والتحكم في هذا العالم. ولكن هناك تحوّل سياسي عالمي كبير فيما يرتبط بإعادة صياغة هذا العالم من جديد، وهذا السقوط الأخلاقي اليوم هو آخر ما تبقى من أوراق بيد الغرب لإضعاف هذا العالم، وضرب قيمه الأخلاقية والاجتماعية ليسهل أيضا الاستمرار في السيطرة. ولكن هذه الانتقادات الواسعة لفرنسا إشارة واضحة على أن هناك مجتمعات بشرية غير راغبة في أن تقود هذا العالم أمة بهذه الأخلاقية، وأن هذا العالم الآن له مساحة كبيرة من الحرية في أن يرفض ثقافة الانحلال والانحطاط، وهذا أيضا تحول يُضاف إلى التحولات السياسية التي نشاهدها في هذا العالم، لا سيما أولئل الذين يريدون الخروج بنظام عالمي يكون أكثر انصافاً وأخلاقية.

‏مشاركة الصهاينة في أولمبياد باريس
 وعن مشاركة الصهاينة في الأولمبياد، أضاف الراشد موضحاً: إن مشاركة الصهاينة في أولمبياد باريس تأتي في سياق تمريق (إسرائيل) على أنها دولة طبيعية، ومن الطبيعي أن تتّخذ فرنسا هذا الموقف باعتبارها طرفا من الأطراف الأساسية التي قامت بصنعها من جهة كونها قوة استعمارية لديها تاريخها الأسود في السيطرة والهيمنة على العديد من شعوب العالم التي عانت كثيرا من الاستعمار الفرنسي، وصفحات التاريخ مليئة بما قام به الاستعمار الفرنسي في الحقب السوداء. ولأن لها دور في زرع الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي فمن الطبيعي أن يكون هذا الاستقبال لتقول فرنسا أولاً للعالم برغم كل هذه التحولات بأنها لا تزال مع حماية مشروع الكيان الصهيوني، وأنها ، ثانيا ،تقف بدعم ومساندة استمرار هذا الكيان اللقيط بالرغم من أن الحقيقة المرتبطة بالكيان غير ذلك.

البحث
الأرشيف التاريخي