تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
نصف الشعب الألماني قلق من نشر الصواريخ الأميركية
حول هذه القضية.
في استطلاع أجراه معهد سيفي للأبحاث، قال 44% فقط من المشاركين إنهم ينظرون بإيجابية إلى نشر الأسلحة الأمريكية على أراضيهم. بينما يقيّم 42% هذه الخطة سلبياً، و14% غير متأكدين بشأن هذه المسألة. ومن الملاحظ أن الناس في شرق ألمانيا لديهم نظرة أكثر سلبية تجاه هذه الخطة مقارنة بمواطني غرب البلاد، وذلك قبيل الانتخابات المحلية في ولايات تورينغن وساكسونيا وبراندنبورغ في شهر سبتمبر.
تظهر نتائج الاستطلاع أن ربع المشاركين فقط (26%) في شرق ألمانيا يؤيدون نشر الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى على أراضيهم، بينما يعارضها 60%. أما في غرب ألمانيا، فإن نصف السكان يوافقون على ذلك، وحوالي الثلث (36%) يعارضونه. و14% من المشاركين ليس لديهم رأي واضح. طرح معهد سيفي أسئلة الإستطلاع على حوالي 5000 مواطن ألماني تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق.
وفقًا لهذا الاتفاق، تعتزم الولايات المتحدة نشر صواريخ كروز توماهوك التي يبلغ مداها أكثر من 2000 كيلومتر، وصواريخ إس إم-6 المضادة للطائرات، وأسلحة فرط صوتية جديدة مطورة في ألمانيا. آخر مرة تم فيها نشر مثل هذه الأسلحة الأمريكية في أوروبا كانت خلال الحرب الباردة، وسبقتها احتجاجات عنيفة من قبل حركة السلام وسنوات من النقاش. لذلك، كان من المفاجئ للكثيرين أن القرار الحالي تم الإعلان عنه فقط في بيان صحفي في أوائل يوليو على هامش قمة الناتو. يطالب المنتقدون بإجراء نقاش واسع حول هذا النشر.
يعتقد مايكل كريتشمر، رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية، أن هذه الخطط صحيحة، لكنه يشكو من أن هذا القرار اتخذ دون نقاش عام. لذلك، يدعو هذا السياسي الديمقراطي المسيحي إلى إجراء استفتاء حول هذا الموضوع ويعتقد أن الحكومة الفيدرالية يجب أن تلتزم بهذا التصويت. وفقًا لهذا الاستطلاع، يؤيد حوالي نصف من استطلعهم معهد سيفي مطلب كريتشمر، وفي الولايات الشرقية الألمانية يصل هذا التأييد إلى 63%.
ليس من الضروري بالتأكيد أن يوافق البرلمان الألماني على نشر هذه الأسلحة، ولكن هناك أصوات متزايدة في البرلمان حول هذا الأمر. قال "فولفغانغ هيلميش"، الخبير الدفاعي في الحزب الاشتراكي: "من المهم أن نأخذ كل شيء في الاعتبار بشأن هذا الموضوع المهم، وأن نأخذ مخاوف المواطنين على محمل الجد وأن نحلّها بالمعلومات". وأعلن هيلميش أنه في شهر سبتمبر، بعد العطلة الصيفية للبرلمان، سيتعامل أعضاء البرلمان "بشكل عام مع هذا الموضوع لتلبية الحاجة الحالية للمعلومات والنقاش". وقال إنه من المهم أن تكون القوة العسكرية والدبلوماسية ضرورية في نفس الوقت لضمان سلام دائم.
وفقًا لاستطلاع معهد سيفي، لا يزال حوالي نصف الشعب الألماني قلق من أن نشر هذه الأسلحة الأمريكية على أراضيهم قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في النزاع مع روسيا. 38% لا يعتقدون ذلك، و12% غير متأكدين.
هناك أيضًا فرق بين الشرق والغرب في هذا السؤال: في الولايات الفيدرالية الجديدة، يتوقع ثلثا المشاركين (67%) مزيدًا من التوتر نتيجة لنشر الصواريخ الأمريكية، بينما في الغرب 43% من المستطلعين لديهم مثل هذا الرأي. كانت روسيا قد أعلنت عن رد عسكري على هذه الخطة. لا يزال من غير الواضح كيف قد يبدو الوضع.
برر أولاف شولتز، المستشار الألماني، هذا القرار بالحاجة إلى الردع ضد روسيا، وصرح في كلمة له أن هذا الإجراء يخدم ضمان عدم اندلاع الحرب.
ومع ذلك، فإذا ما كان نشر الأسلحة الأمريكية في ألمانيا يساعد في تحقيق هذا الهدف أم لا هو موضوع مثير للجدل بين الشعب الألماني: 47% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يتوقعون تأثيرًا رادعًا على روسيا، بينما 45% لديهم رأي معاكس، و8% غير متأكدين. في الولايات الغربية الألمانية، يعتقد نصف المشاركين أن الردع سيتعزز في ظل هذه الخطة.