ما الذي عرضه وثائقي «ضيف شارع فلسطين»؟
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي لمحة عامّة عن بعض التفاصيل التي تطرّق إليها الوثائقي القصير «ضيف شارع فلسطين»، والذي يعرض مقتطفات من الحوار الأخير الذي أجراه مع المجاهد الكبير الشهيد إسماعيل هنيّة قبل ساعات من استشهاده، بالإضافة إلى لقطات ومشاهد تُنشر للمرّة الأولى من لقاءات الشهيد مع الإمام الخامنئي. الفيلمُ الوثائقي القصير «ضيفُ شارعِ فلسطين» هو عرضٌ للمقابلةِ الأخيرةِ للشهيد إسماعيل هنية مع موقع KHAMENEI.IR الإعلاميّ باللغةِ العربية، ويتضمّنُ أيضاً صورَ لقاءاته مع قائد الثورة الإسلامية، منذُ عام 2006 حتى آخر لقاء في 30/07/2024، والذي يُنشَر لأوّل مرة. المقابلةُ في هذا الفيلم الوثائقي هي جزءٌ من حوارٍ مُشترَكٍ مع الشهيد إسماعيل هنية والسيّد زياد النخالة، وقد أُجريت هذه المقابلةُ بعدَ ساعةٍ من اللقاء المُشترَك لهذين القياديين المقاومَين مع قائد الثورة الإسلامية، وقبلَ ساعاتٍ من استشهادِ الشهيد إسماعيل هنية.
على الرغمِ مِن أنّ الفيلمَ الوثائقي «ضيفُ شارعِ فلسطين» تمّ إنتاجُهُ استنادًا إلى المقابلةِ الأخيرةِ لرئيسِ المكتبِ السياسيِّ لحركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ حماس مع KHAMENEI.IR في الساعاتِ الأخيرةِ من حياتِهِ المباركة، إلّا أنّ محتواه لم يقتصرْ على مضمونِ هذه المقابلة، إذ يتناولُ هذا الفيلمُ الوثائقيُّ عددًا من اللقاءاتِ السابقة بينَ الشهيد هنية والإمامِ الخامنئي، فَقَبْلَ ذلك اللقاء الأخير، كانَ الإمام الخامنئي والشهيد هنية قد ناقشا عِدّةَ مرّات، في مكتب قائد الثورة الإسلاميّة، النهوضَ ببرامج المقاومة الفلسطينية ودَعْمَها، وتبادلا وجهات النظر حول ذلك. يُوضّح الدكتور إسماعيل هنية، شهيد المقاومة الفلسطينية الباسلة، خلالَ لقاءاته مع قائد الثورة الإسلامية، إنجازات المقاومة الإسلامية الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني، والتي تمّت الإشارةُ إلى بعضِها في هذا الفيلم الوثائقي؛ على سبيل المثال، يُشيرُ الشهيد هنية في أحد لقاءاته مع قائد الثورة الإسلامية إلى جُملة من إنجازات المقاومة الفلسطينية: «تحريرُ قطاعِ غزّة» و«الانتصارُ في الانتخاباتِ البرلمانيةِ الفلسطينية» و«الانتصارُ في معركةِ الفرقان». يُؤكّدُ الشهيد هنية أنّ هذه الانتصاراتِ ليست لفلسطينَ فحسب، بل لجميعِ المسلمين ومُحبّي المقاومةِ في أيّ نقطةٍ من هذا العالم.
ومن اللافتِ في هذا الوثائقي اصطحابُ الشهيد هنية، خلالَ إحدى زياراتِهِ إلى طهران، مجموعةً من الأسرى الفلسطينيين المُحررين، الذين أُطلقَ سراحُهم في عملية تبادل جلعاد شاليط، الجنديّ الصهيونيّ الأسيرِ لدى المقاومة، الذي خرجَ مُقابلَهُ أكثرُ من 1000 أسيرٍ فلسطيني. وكان من بين هؤلاء الأسرى المحررين، يحيى السنوار، رئيسُ حركةِ حماس في غزة، حينها، قالَ الشهيدُ إسماعيل هنية لقائد الثورة الإسلامية: "ومِنْ بينِ هؤلاءِ الإخوةِ المحررين، الأخ يحيى السنوار الذي أمضى خمسةً وعشرين عاماً في سجونِ الكيان الصهيوني، وقد حُكمَ عليه بالسجنِ لمدة أربعمئة وثلاثيvن عاماً".
يُظهرُ الفيلمُ الوثائقي «ضيفُ شارعِ فلسطين»، أجواءَ المحبّةِ والصدقِ التي تَحكمُ لقاءات الشهيد هنية مع قائد الثورة الإسلامية؛ وخاصةً اللقاءَ الأخير، حيثُ كانَ إلى جانبِهِ الأمينُ العامُّ لحركة الجهاد الإسلامي، الأستاذ زياد النخالة، وقد تحدّثَ الشهيدُ المقاومُ خلالَ هذا اللقاء عن المكانة المهمّة التي تحتلُّها قضيةُ فلسطين في عقل قائد الثورة، وفي عقل الشعب الإيراني.
وأشارَ الشهيد هنية في حديثه مع KHAMENEI.IR إلى لقاءاته المتكررة مع قائد الثورة الإسلامية، مؤكّدًا أنّ الحديثَ في هذه اللقاءات يتمحورُ حولَ طبيعة المعركة مع العدوِّ الصهيوني وأبعادِها، سواءٌ في فلسطينَ أو في المنطقة. يتناولُ هذا الوثائقيُّ أيضًا جرائمَ الكيانِ الصهيوني في غزّة، ومظلوميةَ الأهالي فيها، ففي إشارةٍ إلى جرائمِ الكيانِ الصهيوني في غزة؛ يقولُ قائدُ الثورة الإسلامية بنبرة تخنقُها الغصّة: "عندما يعرضُ التلفازُ بعضَ هذه المشاهد، عادةً لا أطيقُ الاستمرارَ في مشاهدتِها، لقد حوّلَ صبرُ أهالي غزّة قضيّةَ فلسطين إلى القضيّةِ الأولى في العالم، رغمَ أنفِ العدو، وقد أذهلتْ مقاومتُه الاستثنائيّةُ العالمَ". وهذه هي القضيةُ نفسها التي أشارَ إليها الشهيد إسماعيل هنية في مقابلته مع موقع KHAMENEI.IR الإعلامي، حين قال: "يواجه أهالي غزةَ اليومَ الإبادةَ الجماعيةَ والنزوحَ والتهجير؛ ومع ذلك، هناكَ فرصةٌ كبيرةٌ لتحقيقِ النصر".
وأشارَ أيضًا إلى المبادئ الثلاثة: «الإيمانُ والعقيدة» و«الجهوزيةُ العسكرية» و«التحالفاتُ الاستراتيجية» بوصفها العواملَ الرئيسيةَ الثلاثةَ لقوةِ المقاومة، ولَفَتَ إلى أنّ حضورَ الوفد الفلسطيني المُشترَك في لقاء قائد الثورة الإسلامية يعكسُ «العلاقةَ الأخويةَ والتحالفَ الإيمانيَّ والجهاديَّ بينَ الفصائلِ الفلسطينية».
في الختام، يُشيرُ السيد إسماعيل هنية إلى وحدة فصائل المقاومة على الساحة السياسية والعسكرية، ويدعو الأمّةَ الإسلاميةَ إلى تعزيزِ الوحدة بين مكوّناتِها.