الردّ قادم لا محالة
السيد نصر الله للصهاينة: اضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً
في أول كلمة له بعد استشهاد القائد الجهادي الكبير السيّد فؤاد شكر (السيّد محسن)، أكد الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله أنه: «نحن ندفع ثمن إسنادنا لغزّة، وهذا ليس أول ثمن، فقد ارتقى لنا مئات الشهداء من بينهم قادة، ونحن نتقبل ثمن استشهاد السيد محسن ومن معه وندفعه لأننا دخلنا هذه المعركة من موقع الإيمان وبكل معاييرها، وجميعنا في لبنان تعاونَّا وتساعدنا وحملنا دماءنا على أكفّنا ولن نُفاجأ بأي ثمن ندفعه في هذه المعركة المفتوحة في كلّ الجبهات». بدورها وصفت وسائل إعلام صهيونية خطاب الأمين العام لحزب الله، في تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد فؤاد شكر، بأنه كان «هجومياً جداً»، وأشارت إلى أنّ أهم ما جاء في الخطاب هو «حديثه عن دخول حزب الله مرحلة جديدة من القتال»، بعد أن تجاوزت القوات الصهيونية الخطوط الحمر باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.من جهة أخرى قدّم قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، تعازيه بشهداء محور المقاومة في الاعتداءات على إيران ولبنان والعراق، وأطلق سلسلة من المواقف بشأن التطورات الأخيرة.
السيد نصر الله يعزّي باستشهاد هنية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ «العدوّ الصهيوني أعطى عنواناً لعدوانه على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت واعتدى على منطقة مدنية وقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال واستهدف قائداً كبيراً في المقاومة مدّعياً أنّه ردُّ فعل على ما حصل في مجدل شمس»، ولفت إلى أنّ «هذا ليس ردَّ فعل بل هذا ادعاءٌ وتضليل وهو جزء من الحرب ومن المعركة القائمة».وخلال كلمة له في مراسم تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد على طريق القدس السيّد فؤاد شكر (السيّد محسن) في مجمع سيّد الشهداء (ع)، توجه السيد نصر الله «بمناسبة الشهادة الكبيرة والاغتيال الخطير الذي أدى لاستشهاد القائد الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ العزيز والحبيب إسماعيل هنية ومرافقه باسم مقاومتنا وعوائل شهدائنا إلى إخواننا في حركة حماس وكتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصابر والمضحي بالتعزية والتبريك».
السيد نصر الله قال إنّ «هدف العدوّ هو اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد محسن، وقد استهدف مبنى في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت ما أدى إلى استشهاد 7 وجرح العشرات»، مضيفاً «نعزّي ونبارك لعوائل الشهداء بفقد أحبائهم ونيلهم وسام الشهادة لأن أشرف الموت القتل في سبيل الله».
حادث مجدل شمس ناتج عن صواريخ اعتراضية
ولفت السيد نصر الله إلى أنّه «في حادثة مجدل شمس، سقط صاروخ في البلدة، فأصدرنا بياناً ننفي فيه مسؤوليتنا. ونحن نملك من الشجاعة ما يكفي لتحمل المسؤولية فيما لو قصفنا مكاناً، حتّى لو كان على سبيل الخطأ، ولدينا سوابق بالأمر»، مضيفاً «أجرينا تحقيقاً داخلياً دقيقاً تأكدنا من خلاله أننا لسنا مسؤولين عمّا حصل في مجدل شمس، والكثير من التحليلات تحدثت عن الصواريخ الاعتراضية وللعدوّ سوابق بفشل صواريخه».
أشار السيد نصر الله إلى أنّه «صدرت مواقف واعية عن قيادات طائفة الموحدين الدروز في لبنان والجولان السوري المحتل وما عُبّر عنه من موقف شعبي في الجولان ساعد على دفع الاتهام الظالم عن المقاومة وأشكر القيادات الكريمة على مواقفها»، لافتاً إلى أنّ «العدو سارع إلى اتهام المقاومة بحادثة مجدل شمس هادفاً لتبرئة نفسه وبث الفتنة بين أهالي الجولان وطائفة الموحدين الدروز وبين المقاومة ومن خلفها الطائفة الشيعية لضرب أهم منجزات طوفان الأقصى وهو المساهمة بتجاوز المحنة الطائفية في المنطقة»، وأضاف «أتوجه إلى عوائل الشهداء في الجولان بالتعزية ونسأل الله أن يلهمهم الصبر».
اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر ليس أول ثمن ندفعه
قال السيد نصر الله «نحن ندفع ثمن إسنادنا لغزّة، وهذا ليس أول ثمن فقد ارتقى لنا مئات الشهداء من بينهم قادة، ونحن نتقبل ثمن استشهاد السيد محسن ومن معه وندفعه لأننا دخلنا هذه المعركة من موقع الإيمان.
وتابع السيد نصر الله: «آلمنا استشهاد السيد فؤاد، ولكن ذلك لن يمس بعزيمتنا بل سيزيد من إصرارنا وثباتنا ويجعلنا نتمسك أكثر بصوابية الخيار الذي اتّخذناه»، قائلاً: «السيد محسن كان يأتي إلى مجمع سيد الشهداء ويشارككم ويقف معكم ويرفع يده معكم بتلبية الإمام الحسين «ما تركتك يا حسين»، وتوجه السيد نصر الله إلى السيد محسن بالقول: «أنت أديت الأمانة ووصلت إلى الحسين (ع)، ونحن معك على العهد».وطمأن السيد نصر الله بيئة المقاومة وجمهورها بالقول: «حين يستشهد أحد قادتنا نحن نسارع لملء المكان بتلامذة هذا القائد المستعدين لإكمال دربه»، لافتاً إلى أنّ «السيد محسن في إحدى الجلسات رغم صلابته المعروف بها حين يتحدث عن الشهداء يبكي، كان يتمنى الشهادة وهي أمنية قادتنا، وآن الأوان لأن يلتحق برفاقه الأوائل. وأغلب الاستشهاديين رباهم السيد محسن وكان صديقهم وهو ضمن النواة الأساسية لحزب الله»، وكشف السيد نصر الله أنَّ «قائد فريق حزب الله الذي ذهب إلى البوسنة هو السيد محسن عندما ذهب لنصرة المظلومين المستضعفين إلى جانب إخوانه الشهيد أبي طالب والشهيد علاء البوسنة ثمّ عاد بعدها إلى لبنان».
ايران لن تسكت إزاء اغتيال الشهيد هنية على أراضيها
وقال السيد نصر الله: «العدوّ يتصور أن يقتل الشهيد هنية على أرض إيران وأن تسكت؟ وأضاف: خطاب الإمام الخامنئي في شهادة القائد هنية كان أشد من خطابه حين اعتُدي على القنصلية في دمشق لأنه لم يُعتدَ على سيادتهم فحسب بل مُسَّ بأمنهم القومي وهيبتهم وبشرفهم أيضاً».
وتوجه السيد نصر الله لمجتمع الكيان بالقول: اضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً لأنكم لم تعلموا أي خطوطٍ حمرٍ تجاوزتم وإلى أين مضيتم وذهبتم، مؤكداً أنّنا «نحن في كلّ جبهات الإسناد دخلنا في مرحلة جديدة، وعلى العدوّ أن ينتظر ثأر الشرفاء في المنطقة».
ولمن يراهن على ضعف المقاومة قال السيد نصر الله: «حماس استُشهد مؤسسها وارتقى العديد من قادتها ويراهن العدوّ اليوم على شهادة القائد الضيف، ولكن خطها البياني تصاعدي وكذلك الجهاد الإسلامي وحزب الله لأننا جماعات مؤمنة بالله وننتمي لعقيدة تزودنا بعزيمة وقدرة هائلة على تحمل الصعاب».
المقاومة في فلسطين لن تستسلم
وعن الموقف السياسي تحدّث السيد نصر الله قائلاً: «المقاومة في فلسطين لن تستسلم، وهذا موقف حماس بعد شهادة القائد هنية، ولا استسلام في كلّ جبهات المقاومة. ومن يريد تجنيب المنطقة ما هو أسوأ وأكبر عليه إلزام «إسرائيل» بوقف العدوان على غزّة. ولو قتلتم ودمرتم وذهبتم لأبعد الحدود بمعزلٍ عن ردّنا لن يكون هناك حل سوى بوقف العدوان على غزّة»، وأضاف: «ستعود جبهة الإسناد اللبنانية إلى ما كانت عليه من صباح الغد، وهذا لا علاقة له بالرد على استشهاد السيد فؤاد، أمّا ردّنا فمحسوم على الاعتداء على الضاحية واستشهاد السيد محسن والمدنيين، وعلى العدوّ ومن خلفه أن ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله لا نقاش في هذا ولا جدل. وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان».
ولجمهور المقاومة، قال السيد نصر الله إنّ «جبهة المقاومة تقاتل بغضب وعقل وبشجاعة وحكمة، وتملك القدرة، ونحن الذين نمشي ونختار، وقد اخترنا الرد، وعلى العدوّ أن ينتظر، والقرار في يد الميدان ونبحث عن ردٍ حقيقي ومدروسٍ جداً وليس عن ردٍ شكلي».
ولدى حديثه عن الشهيد الكبير، القائد فؤاد شكر، أشار السيد نصر الله إلى أنّ السيد محسن «أشرف على بناء قدرات تُعَدّ من الأهم ضمن قدرات المقاومة».وكشف أنّ الشهيد الكبير كان قائد المجموعة التي ذهبت إلى البوسنة من أجل نصرة المسلمين، في مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وكانت الضاحية الجنوبية لبيروت شيّعت الشهيد الكبير، القائد فؤاد شكر، بمشاركة شعبية واسعة، وبحضور تجمعات حزبية.وارتقى السيد محسن شهيداً «على طريق القدس»، مساء الـ30 من تموز/يوليو الحالي، بعد أن اغتاله الاحتلال الصهيوني عبر قصف استهدف مبنىً سكنياً في حارة حريك، في الضاحية الجنوبية.
وسائل إعلام صهيونية تعلق على خطاب الأمين العام لحزب الله
في السياق وصفت وسائل إعلام صهيونية خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد فؤاد شكر (الحاج محسن)، بأنه كان «هجومياً جداً».وأشار إعلام العدو إلى أنّ أهم ما جاء في الخطاب هو «حديثه عن دخول حزب الله مرحلة جديدة من القتال»، بعد أن تجاوزت القوات الصهيونية الخطوط الحمر باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.وأكّد أنّ السيد نصر الله «يُبقي الكيان الصهيوني في حالة توتر، من خلال تهديده الدراماتيكي بأنّ عليها أن تنتظر الرد الآتي بالتأكيد».ولفت الإعلام الصهيوني إلى أنّ السيد نصر الله، ومن خلال كلامه عن الهجوم على الضاحية وتأكيده على أنّه عدوان وليس رد على مجدل شمس، وإشارته إلى اعدام مدنيين بينهم أطفال، «يمنح شرعية للرد الذي قد يحصل»، فيما «يمكن الاستخلاص من كلامه هذا عن شكله»، والحديث هنا عن معادلة السيد نصر الله التي تثبت أنّ «المدنيين مقابل المدنيين».
حزب الله يستهدف «متسوفا» بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»
ميدانياً، استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان، مستوطنة «متسوفا» الصهيونية بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، رداً على اعتداء الاحتلال الذي استهدف بلدة شمع في الجنوب، بحيث استشهد عدد من المدنيين.
وأكدت المقاومة، في بيان، أنّ هذه العملية تأتي دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته.
وكانت وسائل إعلام صهيونية تحدّثت عن دويّ صفّارات الإنذار في رأس الناقورة و»شلومي» و»حانيتا» و»ليمان» و»متسوفا» في الشمال، مشيرةً إلى إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان في اتجاه الجليل الغربي.
كما أعلنت المقاومة إطلاق صواريخ مضادة للطائرات على طائرات الاحتلال الحربية داخل الأجواء اللبنانية في الجنوب مما أجبرها على التراجع والانسحاب إلى خلف الحدود اللبنانية مع فلسطين.
إصابات في الضفة المحتلة خلال اقتحام قوات العدو
من جانب آخر أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية، فجر الجمعة، عن إصابة ثلاثة فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية.
وأشارت الوكالة بحسب مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة البيرة بعدة آليات، وتمركزت في حيي سطح مرحبا وأم الشرايط، ونشرت فرق راجلة وتجولت في عدة مناطق في الحيين.وأكدت إصابة 3 مواطنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال حي أم الشرايط في البيرة.وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، مدينة نابلس، وبلدة عقربا جنوباً، وحي المراح في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.واقتحمت قوات الاحتلال أيضاً مدينة بيت لحم وأطلقت قنابل الغاز باتجاه المنازل، كما اعتقلت شاباً من بلدة حزما شمال القدس المحتلة.
ويتصاعد الغضب في الضفة الغربية عقب عملية الاغتيال الصهيونية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال تواجده في طهران.ونفّذت فصائل المقاومة الفلسطينية، الأربعاء، عدّة عملياتٍ استهدفت من خلالها قوات «جيش» الاحتلال ومستوطنيه في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وتبنّت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيانٍ مقتضب، تنفيذ عمليتَي إطلاق نار في الخليل، أصابت الأولى مستوطناً من مسافة الصفر، وذلك قرب مستوطنة «كريات أربع»، فيما استهدفت الثانية قوةً من «جيش» الاحتلال قرب المسجد الإبراهيمي الشريف في المدينة الواقعة جنوبي الضفة الغربية.وقالت سرايا القدس - كتيبة جنين، عقب الإعلان عن اغتيال الشهيد القائد هنية، إنها تمكنت من استهداف مستوطنة «شاكيد» بصليات كثيفة من الرصاص.