الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • ملحق خاص
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وخمسون - ٠١ أغسطس ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وسبعة وخمسون - ٠١ أغسطس ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

حملَ المسؤولية حتى الشهادة في سبيل فلسطين

الشهيد هنية.. من الأسر إلى النفي والجرح فالشهادة

في مسيرة طويلة من المقاومة على مختلف الصعد، من العمل الطلابي إلى قيادة المجلس السياسي لحركة حماس، قدّم الشهيد القائد إسماعيل هنية نموذجاً فلسطينياً مقاوماً، وقدّم لفلسطين قائداً سيضاف اسمه إلى قائمة قادتها العظماء.

ابن غزة
تنحدر أسرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد القائد إسماعيل هنية، من قرية الجورة، قضاء مدينة عسقلان في فلسطين المحتلة، ولجأت إلى غزة عام 1948 وأقامت في مخيم الشاطئ للاجئين حيث ولد هنية في 23 كانون الثاني/ يناير 1962.
درس في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وفي العام 1987 تخرّج من الجامعة الإسلامية في غزة حاصلاً على الإجازة في الأدب العربي. وقد عمل في الجامعة نفسها في وظائف مختلفة ثم أصبح عميداً لها في العام 1992، ثم حصل منها على شهادة الدكتوراه عام 2009.
نشاطه السياسي
بدأ الشهيد إسماعيل هنية نشاطه داخل "الكتلة الإسلامية" التي كانت تمثل الذراع الطلابي للإخوان المسلمين، في قطاع غزة، ومنها انبثقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وعمل عضواً في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي 1983 و1984، ثم تولى في السنة التالية منصب رئيس مجلس الطلبة.
اعتُقل الشهيد هنية من قِبَل سلطات الاحتلال الصهيوني مرات عدة، أولها عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولمدة 18 يوماً، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1988 لستة أشهر. وفي عام 1989، أُعيد اعتقاله لمدة 3 سنوات بتهمة الانتماء إلى حركة حماس.
في 17 كانون الأول/ ديسمبر 1992 اُبعد الشهيد هنية مع ما يزيد عن 400 فلسطيني من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، ثم عاد بعد عام إلى غزة، بعد توقيع "اتفاق أوسلو" بين العدو والسلطة الفلسطينية، وتم تعيينه عميداً في الجامعة الإسلامية فيها. وفي عام 1997، عُيِّن رئيساً لمكتب مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين. ثم انتُخب رئيساً لحركة حماس في قطاع غزة، عقب استشهاد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي
عام 2004.
ترأس، في كانون الأول/ ديسمبر 2005، قائمة "التغيير والإصلاح"، التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية عام 2006.
رشحته حركة حماس في 16 شباط/ فبراير 2006 لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين، وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر.
في عام 2017، أصبح الشهيد إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاً
لخالد مشعل.
وفي عام 2018، صنفت الولايات المتحدة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على أنه "إرهابي"، وفرضت عليه عقوبات.
محاولات اغتياله
تعرّض الشهيد إسماعيل هنية لعدة محاولات اغتيال كان آخرها في أيلول/ سبتمبر 2003، إذ أُصيب هو والشيخ أحمد ياسين بجروح طفيفة في غارة جوية للاحتلال على مبنى سكني في مدينة غزة، حيث غادرا المبنى قبل ثوان من سقوط القنبلة، وبعد سماع صوت طائرة الاحتلال الصهيوني تقترب.
"طوفان الأقصى"
فور إطلاق حماس لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ظهر الشهيد هنية في فيديو بثّته وسائل إعلام مبتهجاً برفقة قادة الحركة في مكتبه بالدوحة، فيما كان يتابع تقريراً عبر إحدى القنوات العربية لمقاتلين من كتائب عزالدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، يستولون على آليات الاحتلال العسكرية، قبل أن يؤم صلاة "لشكر الله على هذا النصر".
إستشهاد أفراد عائلته
تزوّج الشهيد إسماعيل هنية من ابنة عمّه "آمال هنية" عندما كانت تبلغ من العمر ما يقارب 16 عاماً، وأنجب منها 13 من الأبناء، ثمانية ذكور وخمس إناث.
البنات هنّ: سناء ولدت عام 1986، وبثينة ولدت عام 1987، وخولة ولدت عام 1992، ولطيفة ولدت عام 1998، وسارة ولدت عام 2004.
أما أولاده الذكور، فهم: عبدالسلام ولد عام 1981، وهمام ولد عام 1983، ووسام ولد عام 1984، ومعاذ ولد عام 1985، وعائد ولد عام 1994، وحازم ولد عام 1994، واستشهد في غارة صهيونية، وأمير ولد عام 1995، واستشهد في غارة صهيونية، ومحمد ولد عام 1996، واستشهد في غارة صهيونية.
في 10 نيسان/ أبريل، استشهد 7 من أفراد عائلة رئيس المكتب السياسي لحماس، بينهم 3 من أبنائه وعدد من أحفاده في قصف صهيوني استهدف سيارة كانت تقلهم في مخيم الشاطئ بينما كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم بحلول عيد الفطر آنذاك.
واعتقلت شرطة الاحتلال يوم 1 نيسان/ أبريل 2024 إحدى شقيقات هنية قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في الحركة.
كما اغتال الاحتلال الصهيوني 3 من أبناء الشهيد إسماعيل هنية يوم 10 نيسان/ أبريل 2024 كانوا على متن سيارة مع 5 من أبنائهم لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر المبارك، كما استشهدت شقيقته أم ناهض، فعلّق على الحادثة قائلاً: إن "دماء شقيقته أم ناهض وأبنائها وأحفادها تختلط بدماء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وكل أماكن وجود الشعب الفلسطيني"، ولن تزيده "إلا ثباتاً على الموقف ورسوخاً في المسار ويقيناً بالانتصار"، مؤكداً أنهم "فازوا بالشهادة في منزلة مباركة ومعركة خالدة منتصرة".
أهمّ مواقفه
صرّح الشهيد إسماعيل هنية عقب إبلاغه نبأ استشهاد أبنائه وأحفاده قائلاً: إن "دماء أبنائي وأحفادي الشهداء ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني، أنا أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمني به باستشهاد أبنائي وبعض أحفادي".
وفي خطاب ألقاه عام 2014 رداً على الحصار المستمر على قطاع غزة، قال: "نحن قوم إذا كان قراركم الحصار فإن قرارنا هو الانتصار، وإذا كان القرار تركيع غزة والشعب، فقرارنا هو أننا لا نركع إلا لله. وعلى كل صانعي القرار داخل وخارج فلسطين أن يلتقطوا رسالة هذا الشعب، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة كما يعشق الآخرون الكراسي، خذوا كل الكراسي وأبقوا لنا الوطن".
وقصفت طائرات الاحتلال يوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حفيدة الشهيد هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعد نحو 10 أيام استشهد الحفيد الأكبر لهنية بعد تنفيذ ضربة جوية صهيونية على منزله.
والتحق الشهيد هنية بركب الشهداء من أهله ورفاقه الأربعاء 31 تموز/ يوليو 2024، إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
البحث
الأرشيف التاريخي