«الوفاق» تحاور ناشطين حول رسالة سماحته للطلّاب الجامعيين في أمريكا
رسالة الإمام الخامنئي تعزز قدرة جبهة المقاومة.. وتدعو لدعم المظلومين
اعتبر قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله)، في رسالة موجهة إلى الطلاب الشرفاء في الجامعات الأمريكية والمدافعين عن الشعب الفلسطيني المظلوم، أن هؤلاء الطلاب جزء من جبهة المقاومة وأنهم يؤكدون على تغيير مصير منطقة غرب آسيا المهمة والحساسة، وعبّر عن دعمه وتقديره لهذه الاحتجاجات الطلابية المناهضة للصهيونية. وأشار سماحة قائد الثورة الاسلامية، في هذه الرسالة، إلى عدة أمور مهمة بما فيها حقوق الفلسطينيين بجميع طوائفهم في هذه الأرض، الاحتلال، الإرهاب الصهيوني، جبهة المقاومة، ودعم البلدان الغربية لاسيما بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها للكيان الصهيوني. ولبحث وتحليل هذه الرسالة وتأثيراتها على الشباب الأوروبي، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المتحدث الإعلامي لتحالف الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان عارف مثنى العامري، والناشط الإعلامي علي المدهوش، فيما يلي نصّه:
الوفاق/ خاص
حميد مهدوي راد
المتحدث الإعلامي لتحالف الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان قال: لقد جاءت رسالة سماحة الإمام آية الله الخامنئي(دام ظله الشريف)، التي وجهها إلى طلاب وطالبات الجامعات الأمريكية والأوروبية، لتضع حداً للتهديدات الغربية بطرد الطلاب والطالبات الداعمين للقضية الفلسطينية والذين خرجوا في مواجهة قوى الاستكبار العالمي بتنفيذ وقفات احتجاجية ومسيرات داخل الجامعات، وكان موقفهم الإنساني رافضاً للصلف الأمريكي والبريطاني والأوروبي، مطالبين بضرورة وقف إرتكاب جرائم الكيان الصهيوني اللقيط، التي ينفذها بحق الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة.
وفيما يتعلق بخطاب قائد الثورة لطلاب الجامعات الأمريكية، أضاف عارف مثنى العامري: وليس بغريب على الإمام الخامنئي (دام ظله) أن يوجه رسالة إلى الطلاب في الجامعات الأمريكية خاصة أولئك الذين يحملون ضميراً مستيقظاً للدفاع عن أطفال ونساء غزة المضطهدين، يحثهم فيها على الثبات والصمود في مواجهة كافة التحديات التي تحاول الأنظمة الغربية فرضها عليهم وخاصة الإدارة الأمريكية.
وأكمل العامري: كما أن سماحته منح الشباب المحتجين في الجامعات الأمريكية شرف انتمائهم إلى محور المقاومة باعتبار أن ما يقومون به هو نضال مشترك يطالب بوقف الظلم الفاضح الذي تمارسه الشبكة الصهيونية الإرهابية والوحشية على الشعب الفلسطيني، وهي نقطة مشتركة بين الطلاب المحتجين وجبهة المقاومة.
وأردف موضحاً: تأتي رسالة سماحة قائد الثورة الإسلامية لتوسيع وزيادة قدرة جبهة المقاومة مع تشكيل حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث ورد في رسالة سماحته، كثيراً من التعريفات الشاملة لما يحدث في فلسطين وما يرتكب اليوم من جرائم إبادة وتهجير لسكانها، التي تم فيها تجاهل كافة القيم الضميرية والإنسانية والدينية، ودعم أمريكا للمحتلين سياسياً واقتصادياً ولوجستياً، وكذا باستخدام حق الفيتو في إلغاء أي قرار يدين جرائم الحرب الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، واستخدام القسوة المفرطة والإرهاب المنظم والقمع، وأنه لابد من الدفاع عن النفس وهو ليس إرهاباً، بل حق مكفول للجميع وارد في كافة الكتب السماوية والقوانين الدولية.
واختتم العامري حديثه بالقول: نعتبر هذه رسالة خاصة وصريحة إلى كل حكام الأنظمة العربية الرسمية بأن يستغلوا مثل هذه المواقف وأن يقفوا إلى جانب الحق ونصرة المظلوم التي أمر الله بها عباده، وإن شعوبهم قد يأتي اليوم الذي يخرجون فيه من غيهم الذي تحاول تلك الأنظمة الرجعية تغليفهم به.
رسالة حملت أبعاداً متعددة
من جانبه، اعتبر الناشط الإعلامي، علي المدهوش، أن رسالة الإمام الخامنئي (دام ظله) للطلاب، حملت أبعاداً متعددة وعكست موقفاً شاملاً تجاه القضية الفلسطينية والطلاب الذين يدعمونها، ومن أبرزها:
- التعاطف والتشجيع: الإمام الخامنئي يبدأ الرسالة بتوجيه التحية لهؤلاء الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة وأوروبا الذين دفعهم ضميرهم لدعم المظلومين في غزة، ويشيد بشجاعتهم في مواجهة الضغوط الحكومية والدفاع عن القضية الفلسطينية، معتبراً أن مواقفهم تسجل لهم في التاريخ بشكل مشرف.
- وصف المعاناة الفلسطينية: الإمام الخامنئي يستعرض تاريخ الصراع الفلسطيني-الصهيوني، ويشير إلى أن الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني ليس وليد اللحظة، بل هو استمرار لسياسات الاحتلال منذ سنوات طويلة، ويصف الانتهاكات الصهيونية بأنها إبادة جماعية ونظام فصل عنصري، مستعرضاً المآسي التي تعرض لها الفلسطينيون منذ احتلال أرضهم وحتى اليوم.
- نقد السياسات الغربية: ينتقد الإمام الخامنئي بشدة الدعم الغربي للصهاينة، وبالأخص الدعم الأمريكي، ويعتبر أن الولايات المتحدة لم تكتف بدعم الصهاينة سياسياً واقتصادياً، بل ساعدتهم أيضاً في تطوير أسلحة نووية، ويشير إلى النفاق في تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين تجاه الجرائم في غزة، معتبراً أن هذا الدعم يساهم في استمرار الظلم.
- دعم المقاومة الفلسطينية: الإمام الخامنئي يبرز أن المقاومة الفلسطينية ليست إرهاباً، بل هي دفاع مشروع عن النفس ويستنكر تقديم الإعلام الغربي للمقاومة على أنها عمل إرهابي، في حين أن الدفاع عن الأرض والكرامة أمام الاحتلال هو حق مشروع.
- الأمل في التغيير: ينقل الإمام الخامنئي شعور الأمل بأن التغيير قادم، وأن الضمائر حول العالم بدأت تصحو على حقيقة الظلم الواقع على الفلسطينيين ويبرز أن جبهة المقاومة أصبحت أقوى وستزداد قوة، ما يبشر بتغيرات إيجابية في المستقبل.
- الدعوة للثبات والتمسك بالقيم: يختتم الإمام رسالته بدعوة الطلاب إلى الثبات على مواقفهم والتمسك بالقيم القرآنية، ويقتبس آيات من القرآن الكريم ليؤكد على ضرورة الثبات على الحق وعدم الظلم، مشدداً على أن المقاومة المستمدة من هذه التعاليم ستؤدي في النهاية إلى النصر.
- التأثير والتواصل مع الجامعات: يشير الإمام الخامنئي إلى أهمية دعم أساتذة الجامعات للطلاب، معتبراً أن هذا الدعم سوف يخفف من الضغوط التي تمارسها الحكومات عليهم كما يعبر عن تعاطفه الشخصي وتقديره لصمودهم.
وتابع المدهوش: في النهاية، فإن الرسالة بمثابة دعوة مستمرة للوقوف مع المظلومين والدفاع عن الحق، وتقديم الدعم المعنوي والمادي للقضية الفلسطينية، وتشجيع الجهود الأكاديمية والإعلامية التي تسعى لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة. فضلاً عن ذلك فإن رسالة الإمام الخامنئي تعبر عن موقف متكامل يجمع بين التشجيع للطلاب، والنقد للسياسات الظالمة، والدعم للمقاومة، والدعوة للتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية في مواجهة الظلم.
وأردف: قد أخذت الرسالة صدى واسعا على الصعيد الإعلامي وحظيت بإشادة واسعة من أكاديميين وصحافيين وناشطين وطلاب أمريكيين وغربيين. يقول الأكاديمي البريطاني ديفيد ميلر: "رسالة آية الله السيد الخامنئي إلى الحركة الطلابية تستحق القراءة". أما الناشط الأمريكي كريستوفر توبياس فقد كتب: "آية الله السيد الخامنئي واثق مما يقول وأنا أتفق معه في كل ما قال". وتقول الأكاديمية شارمين نرواني: "قائد دولة أجنبية يدافع عن شباب أمريكا والمسؤولون الامريكيون يقومون بضربهم".
وعند سؤاله عن رأيه حول رسالة الإمام الخامنئي إلى طلاب الجامعات الأمريكية، قال المدهوش: هناك الكثير من الغايات والرسائل المهمة المستلهمة من هذه الرسالة التاريخية، منها:
- تصحيح المفاهيم الخاطئة: يهدف الإمام الخامنئي إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والمسلمين التي تنتشر في الغرب، خاصة بين الطلبة الجامعيين والشباب الذين يمكن أن يتأثروا بسهولة بالدعاية السلبية.
- تعزيز الحوار: تشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة بهدف تحقيق فهم أعمق ومتبادل بين الشعوب.
- التوعية السياسية: تزويد الشباب والطلبة بفهم مختلف للقضايا السياسية العالمية، خاصة تلك التي تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة والصراعات في الشرق الأوسط.
-مكافحة التأثير الغربي: تحفيز الشباب والطلاب على التفكير النقدي حول التأثير الثقافي والسياسي الغربي على مجتمعاتهم ومحاولة مقاومته.
- التواصل المباشر: توفير وسيلة للتواصل المباشر مع الشباب الأمريكي والطلبة دون وسطاء، ما يعزز من مصداقية الرسالة ويزيد من تأثيرها.
واختتم المدهوش حديثه بالقول: من خلال هذه الرسائل، قام الإمام الخامنئي(حفظه الله ورعاه) ببناء جسور تواصل وفهم متبادل، وترسيخ رؤية إيجابية للإسلام، وتعزيز وعي الطلاب في الجامعات الأمريكية والشباب بالقضايا العالمية، والقضايا المصيرية، وما يجري الآن من تحديات كبيرة على المستوى الفطري والإنساني، والقضية الفلسطينية وغزة أنموذجاً.