العميد الركن في وزارة الدفاع اليمنية «عبدالسلام سفيان» للوفاق:
نحن أمام تحوّل جيواستراتيجي بالمنطقة.. وسعداء بخوض حرب مباشرة مع الصهاينة
ارتفعت سخونة المشهد بشكل غير مسبوق في المنطقة، وبلغت الأمور درجة عالية من التصعيد العسكري، بعد أن دكّت مسيّرات القوات المسلّحة اليمنية العمق الصهيوني، وذلك عقب إعلان صنعاء إستهداف مدينة يافا (تل أبيب بحسب المسمى الصهيوني) وإصابة أهداف هامة في عقر دار العدو، كما أعلنت منذ بضعة أيام أي في 21 يوليو/ تموز أنها نفذت عملية عسكرية «نوعية» في منطقة حيوية في أم الرشراش (إيلات)، وتوعدت العدو الصهيوني بـ»رد عظيم»، مؤكدة في الوقت نفسه أنها أصابت سفينة أميركية في البحر الأحمر.لم تكتف القوات المسلّحة اليمنية بردود محدودة فحسب على العدوان الصهيوني الأخير على مواقع مدنية في مدينة الحديدة اليمنية، إنما أشارت إلى استخدام صواريخ باليستية في عملية استهداف السفينة الأميركية، معتبرة أن الردّ على العدوان الصهيوني على اليمن قادم لا محالة وسيكون عظيماً، مؤكدةً أن العمليات العسكرية لن تتوقّف إلا بتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. التهديد والوعيد اليمني بمزيد من التصعيد «الذي حقّق أهدافه حتى اليوم» له وقع مختلف بعد استهداف تل أبيب بمسيرة يافا، فمن المتوقع أن تزداد وتيرة التصعيد أكثر فأكثر، فالوضع الذي يمرّ به الكيان وراعيه الأمريكي لا يُحسدان عليه، والتصعيد الذي يأتي على خلفية تفاقم الجرائم الصهيونية بحق أهالي قطاع غزة يضع الصهيوني على حافة الهاوية، كما سيفتح الباب لاحتمالات يصعب السيطرة عليها أو التكهّن بها، لاسيما أن المنطقة باتت أشبه بـ»برميل من البارود» بات إنفجاره قاب قوسين أو أدنى. وبينما نشهد المزيد من العربدة الصهيونية في ضرب شعوب المنطقة وتدمير كل من يواجه نهج الإحتلال الصيهوني ورعاته الإجراميين بحقّ الشعب الفلسطيني المنكوب، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع العميد الركن بوزارة الدفاع اليمنية والخبير العسكري الاستراتيجي المتخصص بإدارة الأزمات «عبدالسلام سفيان»، تحدّث خلالها عن أبعاد الدور اليمني في مواجهة الكيان الصهيوني لوقف جرائمه المستمرة والمستشرية على قطاع غزة، وأهمية الردّ اليمني في ترسيخ معادلة جديدة بوجه الإحتلال ورعاته.
الوفاق/ خاص
محمد أبو الجدايل
تدشين للمرحلة الخامسة
عن أهمية الضربة اليمنية على مدينة يافا في فلسطين المحتلة، يقول العميد الركن للوفاق: لا شك أن عملية القوات المسلحة الأخيرة بواسطة الطائرة المسيّرة «يافا» والتي استهدفت عمق الكيان الصهيوني متجاوزة كل منظومات الدفاع الجوي الأكثر تطوراً في العالم والوصول إلى أكثر المناطق حيوية له أهمية خاصة، إذ أن يافا تعتبر قلب الكيان وعاصمته السياسية والإقتصادية التي يطلق عليها كيان العدو تل أبيب المحصّنة من البر والبحر والجو، ما يجعل كل مدن الكيان مكشوفة. ولقد أعلن السيد القائد عبدالملك الحوثي أنها تدشين للمرحلة الخامسة من التصعيد بعملية نوعية قلبت كثير من معايير الحرب الدائرة ومعادلاتها، وبالتالي نحن أمام مشهد مختلف وتحول جيواستراتيجي.
وعن صدى الضربة اليمنية على كيان الإحتلال، أضاف عبدالسلام سفيان: لأول مرّة يشعر الكيان بأنه فاقد القدرة على حماية نفسه، وأن حلفائه الداعمين له أعجز منه على تحقيق ذلك، «إذاً معادلات الحرب تتغير».
أهمية الضربات اليمنية
كما عرّج العميد الركن على أهمية هذه العملية النوعية التي وجّهتها القوات المسلّحة اليمنية لمدينة يافا، قائلاً: جاءت رداً على قرار الكنيست برفض قيام دولة فلسطين نظراً لما تمثّله من تهديد وجودي للكيان، كما أنها ردّ على المجازر التي يرتكبها الجيش الصهيوني، واستكمالاً لما بدأناه مع بقية جبهات الإسناد منعاً لسقوط غزة وإجباراً للعدو على وقف العدوان والقبول بشروط المقاومة.
وأضاف: نعم، يافا تمثل تحولاً غير مسبوق في الصراع، فقد كسرت التوازن وأدخلت كل الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى دائرة المواجهة، وخلقت شعوراً لديهم بعدم الاستقرار والأمن من حيث أنها تكاملت بالنتيجة مع أداء المقاومة الفلسطينية وجبهات محور المقاومة في إسناد غزة ومقاومتها، فلم يعد هناك مكان آمن يفرغ الشمال إليه.
السكوت العربي إزاء المجازر
وحول السكوت العربي إزاء المجازر وحرب الإبادة التي يرتكبها الكيان تجاه أهلنا في فلسطين المحتلة، وتحديداً غزة والضفة، قال العميد سفيان: كان ذلك محزناً ويبعث على الأسى، وأمام ذلك فإن اليمن بموقفه في إسناد غزة ومقاومتها قد أقام الحجة على سائر شعوب الأمة، مؤكداً أن لا مكان للحياد فإما أن تكون مع فلسطين أو مع الاحتلال، وهذا يفسر سر ذلك الحضور الشعبي الذي يتنامى ويتعاظم كل أسبوع استجابة لله والرسول وللسيد القائد ولإغاثة أهلنا في فلسطين. وأضاف: كنّا نعلم أننا بموقفنا هذا سنكون في مواجهة مع قوى الاستكبار وفي مقدمتها الأمريكي، وكانت معركة البحر الأحمر بأبعادها ودلالاتها التي تمكّنا فيها من ضرب هيبة أمريكا وأسقطنا قدرتها الردعية وأوصلناها الى حالة غير مسبوقة من العجز في تحقيق أيّاً من أهدافها التي جاءت ومن ورائها ما يسمى تحالف الإزدهار. وتابع: شكّلنا تهديداً على وجود أمريكا في البحر الأحمر وضربنا بوارجها وسفنها التجارية حتى توّجنا عملياتنا باستهداف حاملة الطائرات «آيزن هاور»، وفرضنا عليها حالة من الإذلال بخروجها المذل إلى مناطق قيل عنها آمنة، ولقد كان ذلك مفاجئاً لكيان العدو وللأميركي ولكل العالم، واليوم أصبح البحر الأحمر في قبضة اليمن وتل أبيب تحت مرمى النيران. وأضاف: إننا ومعنا كل جبهات الإسناد ودول محور المقاومة بهذا الموقف قد أكدنا على حقيقة موضوعية أن المواجهة مستمرة اتساقاً مع حقائق التاريخ والجغرافيا.
«إسرائيل» وهمٌ غير قابل للبقاء
واستطرد العميد الركن في وزارة الدفاع اليمنية كلامه قائلاً: أكد السيد القائد -السيد عبدالملك الحوثي- في خطابه التاريخي بعد العدوان على الحديدة أنه ينمّ عن حالة من الغباء لقادة الكيان، فهو يؤكد حالة العجز التي يعيشها، وعن عجز الأمريكي عن حمايته، وهو بعدوانه لم يحقق إنجازاً عسكرياً على الإطلاق، بل إنه أعجز من أن يستعيد ردعه المفقود، فإستهدافه لمنشآت مدنية لا تؤثر على شعبنا، بل تزيده إصراراً وثباتاً وحماساً على موقفه، وحال العدوان على الحديدة حال عشرات آلاف الغارات من عملاء أمريكا على مدى 8 سنوات، مؤكداً إننا سعداء جداً بأن نخوض حرباً مباشرة مع العدو الصهيوني، وعملياتنا في المرحلة الخامسة ستتصاعد، وما «يافا» إلا حلقة في مسلسل عمليات أكثر نوعية، وأكثر فتكاً، وسنجعل العدو يعيش حالة من الهلع والهستيريا غير مسبوقة في تاريخيه، وسنُفقده الأمن وسنُثبت مع أشقائنا في جبهة الإسناد إن «إسرائيل» وهمٌ غير قابل للبقاء.