الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • قضایا وآراء
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وأربعون - ٢٢ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وتسعة وأربعون - ٢٢ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

العدوان الصهيوني على الحديدة.. لا ترميم للردع

علي الدرواني

كاتب ومحلل سياسي

بعد عدة أشهر من العمليات اليمنية على عدة مواقع مستهدفة في كيان العدوّ الصهيوني وحظر مرور سفن الكيان التجارية عبر البحر الأحمر، ومنع أي سفن متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، قرر العدوّ الصهيوني أن يشن عدوانه ردًّا على ما قال إنها أكثر من 200 عملية يمنية طوال الفترة الماضية، آخرها عملية المسيّرة "يافا".
بعد اجتماع سري لمجلس الوزراء السياسي الأمني الصهيوني استمر أربع ساعات بطريقة غير عادية، وافق على خطة العدوان، لتنطلق 20 طائرة مع طائرات التزود بالوقود، وتقصف هدفًا مدنيًّا في الحديدة قابًال للاشتعال بصورة واضحة.
ليس المهم هنا حجم الحريق، بقدر أهمية لماذا اختار قادة الكيان المجرم هذا الهدف؟ التعليق الرسمي الصهيوني على العدوان، يؤكد أنه كان يبحث عن الصورة، وليس عن إنجاز عسكري له معنى، لأن الهدف بطبيعة الحال في ميناء الحديدة ينطوي على صفة مدنية خالصة، ولهذا قال وزير الدفاع الصهيوني غالانت في أول تعليق له إن الحريق الذي اندلع في الميناء يمكن رؤيته من الشرق الأوسط، وهو بهذا يحدد مدى قدرة جيش العدوّ على انتقاء الأهداف. من الواضح أن العدوّ الصهيوني حرص على إظهار القوّة، وحجم الفعل، باختيار هذا الهدف السهل، في أطراف البلاد الساحلية، حرصًا على تحقيق هدفين، الأول صناعة الصورة، والثاني عدم التورط في التوغل في الأراضي اليمنية وأجوائها.
عدم اختيار أهداف عسكرية ذات قيمة، له سببان أيضًا، الأول هو أن أي هدف عسكري كموقع أو منشأة عسكرية، لن تحصد الصورة التي رأيناها في الحديدة، وبالتالي ستفقد الكيان الهدف الأول لعملية العدوان.
الثاني هو أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم توفرا جهدًا في استهداف الأهداف العسكرية والمواقع والمنشآت، وكلّ  ما يتوهمون أنه يمكن أن يؤثر على عمليات إسناد غزّة، على مدى أكثر من ثمانية أشهر، بأكثر من 570 غارة جوية وبحرية، فشلت فشلًا ذريعًا في منع عمليات اليمن، ولهذا فقد جرت مواجهة بايدن في الكونجرس الأميركي نتيجة الفشل في وقف عمليات اليمن، بأنه يقصف أهدافًا فارغة.
التقديرات في الكيان وحالة الاستنفار التي دخل فيها تحسبًا لرد القوات المسلحة اليمنية، والاستعداد من قبل القوات البحرية والجوية للعدو ورفع حالة التأهب في قطاعات استراتيجية، وتوجيه عدة مؤسسات، من بينها تلك المسؤولة عن القطارات والموانئ والمطارات، للاستعداد لكل السيناريوهات، كلها تؤكد على حالة القلق والرعب التي خيمت على الكيان بانتظار الرد اليمني.
بالمحصلة، مهما كانت الحرائق في الحديدة، فإن العملية العدوانية الصهيونية، لم ولن تستعيد الأمن، كما أنها لم تحقق هدف ترميم الردع، مرة أخرى، الدليل هو الصواريخ التي وصلت إلى أم الرشراش، وحالة الخوف والترقب، فأين الردع إذًا، والشرق الأوسط يدرك جيّدًا أن العدوّ دخل مرحلة أخرى، قد تستمر طويلًا، كما يقول جنرالات الكيان المؤقت.
ختاماً، إذا كان العدوّ قد حقق نجاحًا شكليّاً في إظهار صورة الحرائق، فإن من المهم النظر والتدقيق في صورة نتنياهو في كواليس العملية العدوانية، والتي ظهرت بأسوأ حال، لا يمكن أن يكون حال المنتصر، فضلًا عن حال من يعتقد أنه ينفذ عملية لها مغزى، فبدا مقطب الوجه، متدلي الحاجبين، غائر العينين، فمن يتأمل تلك الصورة يجدها بالضبط حالة المنكسر المهزوم.

البحث
الأرشيف التاريخي