الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وأربعون - ١٤ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وستة وأربعون - ١٤ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

باحث إسلامي واجتماعي عراقي للوفاق:

عاشوراء مصدر إلهام للجهاد والكفاح ضدّ الأعداء

علي المدهوش: استمر الإمام الخامنئي في دعم حركات المقاومة الإسلامية في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وغيرها من البلدان، مستخدماً خطاب عاشوراء لتعزيز الروح الجهادية والمقاومة ضد الاحتلال والظلم

عام بعد عام تتجدد ذكرى عاشوراء، ذكرى انتصار الدم على السيف، ذكرى انتصار العزة والكرامة على الظلم والغطرسة، الذكرى التي اتخذت من الشهادة والدم رمزاً للحرية والإباء. واليوم نرى كيف أن التاريخ يعيد نفسه، وكيف أن عاشوراء تتجدد عاماً بعد عام، لكن مع اختلاف الزمان والمكان والشخصيات! اليوم نرى كيف أن قوى الاستكبار في العالم باتت تمتلك بيدها القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية، وأنها باتت تسيطر بشكل مباشر على مقدرات الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها. اليوم نشاهد كيف تسعى هذه القوى بغطرستها واستكبارها وبأسلوب الترهيب والإكراه والاستبداد والاستعباد إلى تركيع وإخضاع وإذلال كل من يقف أمام جبروتها المتنامي، إلا أن مدرسة عاشوراء كانت ومازالت السد المنيع أمام تنامي قوة هذا الجبروت! ويرى الإمام الخميني(قدس) في حادثة عاشوراء حدثاً يتخطّى حدود الزمان والمكان، فالنهضة الحسينيّة في عاشوراء إلهيّة بكلّ تفاصيلها، وإنسانيّة بمحض شمول مفاعيلها وتأثيراتها لكلّ حرّ. وهي أيضاً حركة سياسيّة كبرى بكلّ تفاصيلها من أوّل خطوة فيها حتّى الشهادة وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الباحث الإسلامي والاجتماعي العراقي علي المدهوش وفيما يلي نصه:

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

دروس عاشوراء من وجهة نظر الإمام الخميني (قدس)
عن عاشوراء الامام الحسين(ع) في فكر الإمام الخميني (قدس) قال الباحث الاسلامي علي المدهوش بأن الإمام الخميني(قدس) قرأ ثورة عاشوراء من منظور حسيني خاص، ما أدى إلى نتائج ومعطيات مختلفة عن بعض القراءات الثورية الأخرى. استخدم الإمام هذه القراءة لتوجيه حركته الثورية بما يتناسب مع متطلبات الأمة في مواجهة المستجدات. فأدرك أن انطلاقته الحقيقية لا يمكن أن تتم إلا في إطار حسيني، حيث تبلورت من خلالها رؤاه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كان يقرأها كمنهج تطبيقي للنهضة في سبيل الإسلام وفضح الفساد السياسي والديني الذي كان يهدد الدين.
فهم الإمام الخميني(قدس) أن عاشوراء ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مصدر لإلهام الجهاد والكفاح ضد الأعداء، وكان يؤمن بأن تضحيات الامام الحسين(ع) وأصحابه، تدفع الأمور إلى ذروتها وتبرز أهداف النهضة. كان يؤكد دائماً أن عاشوراء هي سر بقاء الإسلام، وأنه بفضلها تمكنوا من تحقيق النصر في ثورتهم ضد الشاه المقبور. لذا، كان يحث العلماء والمبلغين على إحياء محرم وصفر بذكر مصائب أهل البيت(ع)، مشدداً على أهمية المجالس الحسينية في تثبيت الشباب الإيراني أثناء الحرب ودفعهم للتضحية والدفاع عن الإسلام. وقد استلهم الإمام الخميني(قدس) العديد من الدروس والمبادئ من عاشوراء في حياته وعمله السياسي والديني، وقد تجلى ذلك في مصاديق عملية واضحة:
1- الثورة الإسلامية في إيران (1979): قاد الإمام الخميني(قدس) الثورة الإسلامية ضد نظام الشاه الملعون، مستلهماً من تضحية الإمام الحسين(ع) وشجاعته في مواجهة الظلم. الثورة الإسلامية كانت ثورة شعبية ضد الاستبداد والطغيان، وتجلت فيها مبادئ عاشوراء في الإصرار على العدالة والحرية.
2- إقامة نظام الجمهورية الإسلامية: بعد انتصار الثورة، أسس الإمام الخميني(قدس) نظام الجمهورية الإسلامية الذي أستند على منهج الإصلاح الذي خرج من أجله الإمام الحسين(ع).
3- تحفيز المقاومة والمستضعفين: كان الإمام الخميني(قدس) دائماً يشجع الشعوب المستضعفة والمقهورة على الوقوف ضد الظلم والفساد، مستخدماً الخطاب الحسيني كمنارة للتوجيه والتحفيز، والاخذ بيد المستضعفين في كل أنحاء المعمورة والوقوف ضد الإستكبار العالمي ودعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعالم الإسلامي.
4- خطاباته الثورية: كان الإمام الخميني(قدس) يستخدم خطاباته لتعزيز الروح الثورية بين الشعب الإيراني، مقتبساً من روح عاشوراء كلمات وأفكار تحفز الناس على المقاومة والصمود ضد الظلم. هذا ساهم بشكل كبير في تعبئة الشعب الإيراني والشعوب المقهورة للثورة.
5- النظام القضائي: إتجه الى إصلاح النظام القضائي في إيران بعد الثورة ليكون أكثر عدالة واستقامة، مستلهماً من قيم العدالة التي نادى بها الإمام الحسين(ع) في كربلاء.
6- إلغاء الامتيازات الخاصة: بعد الثورة، ألغى الإمام الخميني(قدس) العديد من الامتيازات الخاصة التي كانت تمنح للنخبة الحاكمة والبرجوازية، بهدف تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، مستلهماً من رسالة الإمام الحسين(ع) في مواجهة الظلم.
عاشوراء من وجهة نظر الإمام الخامنئي
واما عن عاشوراء من وجهة نظر آيةالله الإمام السيد الخامنئي(حفظه الله) قال المدهوش: تحدث الإمام حفظه الله في مناسبات مختلفة، حول نهضة الإمام الحسين(ع) وأهدافها ونتائجها وكان يركز في خطاباته على عدة أمور أساسية منها:
1- محبة أهل البيت(ع): تعميق الرابطة العاطفية بين الناس وهذه العترة الطاهرة، لما لها من أهمية كبيرة في بناء الشخصية المسلمة الملتزمة.
2- تبيين أسس وجذور الثورة الحسينية: شرح الظروف والأسباب التي أدت إلى الثورة وأهدافها الأصلية، والدعوة إلى التأمل في العبر المستوحاة منها.
3- زيادة المعرفة الدينية والإيمانية: التأكيد على المواعظ والإرشادات المستوحاة من القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة أهل البيت(ع)، والتركيز على الأحاديث الصحيحة.
وقد أكّد الإمام الخامنئي(حفظه الله) على أهمية إقامة مجالس العزاء بأساليب تقليدية تقرب الناس إلى الله وتبعدهم عن الشبهات، مشيراً إلى ضرورة رواية الأحاديث وقراءة الرثاء والمديح ولطم الصدور. كما شدد على أهمية التبليغ في هذه المجالس، داعياً المبلغين إلى استخدام واقعة عاشوراء كوسيلة لمواجهة الظلمات المهيمنة على حياة البشرية وكشف شمس الحقيقة المتمثلة في حكومة الإسلام.
واستلهم الإمام الخامنئي(حفظه الله) العديد من الدروس والمبادئ من عاشوراء في حياته وعمله السياسي والديني، وقد تجلى ذلك في مصاديق عملية واضحة:
1- مواجهة التحديات الدولية: في فترات حكمه، استمر الإمام الخامنئي(دام ظله) في التصدي للضغوط الدولية والتهديدات الخارجية، متمسكاً بمبادئ الاستقلال وعدم الخضوع لأية قوة ظالمة، مستلهماً من ثبات الإمام الحسين(ع) في كربلاء.
2- دعم المقاومة الإسلامية: استمر الإمام الخامنئي(حفظه الله) في دعم حركات المقاومة الإسلامية في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وغيرها من البلدان، مستخدماً خطاب عاشوراء لتعزيز الروح الجهادية والمقاومة ضد الاحتلال والظلم.
3- العدالة الاجتماعية والتنمية: تحت قيادته، اهتمت الجمهورية الإسلامية بالتنمية والعدالة الاجتماعية، مركزة على مساعدة الفقراء والمستضعفين في المجتمع، مستلهمة من قيم عاشوراء في نصرة المظلومين وإحقاق العدالة.
4- تعزيز الهوية الإسلامية والثقافية: عمل الإمام الخامنئي(حفظه الله) على تعزيز الهوية الإسلامية والثقافة الحسينية بين الشباب والأجيال الصاعدة، من خلال البرامج التعليمية والتوعوية التي تركز على قيم عاشوراء.
5- الخطاب الثوري والمواقف الحازمة: في خطاباته، يستخدم الإمام الخامنئي بشكل متكرر مواقف وكلمات مستوحاة من ثورة الإمام الحسين(ع)، للتأكيد على ضرورة الثبات على الحق وعدم المساومة على المبادئ
الإسلامية.
6- التعليم والتربية: دعم البرامج التعليمية التي تركز على القيم الإسلامية الحسينية، وتنظيم دورات تعليمية حول ثورة الإمام الحسين(ع) وأهميتها التاريخية والدينية.
7- إصلاح الاقتصاد: تطبيق سياسات اقتصادية تهدف إلى تقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق العدالة الاقتصادية، مستلهماً من مبادئ عاشوراء في نصرة الفقراء والمستضعفين.
8- الإعلام والثقافة: دعم وسائل الإعلام والمراكز الثقافية التي تنشر قيم عاشوراء وتروي قصص كربلاء، بهدف تعزيز الوعي الديني والثقافي في المجتمع.
9- التصدي للفساد: إطلاق حملات لمكافحة الفساد الإداري والمالي في المؤسسات الحكومية، مستلهماً من موقف الإمام الحسين(ع) ضد الفساد والظلم.
10- الاحتفال باليوم العالمي للقدس: إحياء يوم القدس العالمي، وهو تقليد سنوي أطلقه الإمام الخميني(قدس)، حيث يعبر فيه المسلمون في جميع أنحاء العالم عن دعمهم للقضية الفلسطينية. هذا التقليد يعكس روح التضامن والمقاومة ضد الظلم، مستلهماً من مبادئ عاشوراء.
دروس عاشوراء
وعن دروس عاشوراء من حياة الإمام الخميني(قدس) والإمام الخامنئي(حفظه الله) قال علي المدهوش هناك المزيد من المصاديق العملية التي تعكس استلهامهما من دروس عاشوراء منها:
- مسيرات الأربعين: تشجيع المشاركة في مسيرات الأربعين للإمام الحسين(ع)، والتي أصبحت رمزاً للوحدة الإسلامية والتضامن مع قيم عاشوراء.
-  إقامة الدورس والمؤتمرات: إقامة مناسبات دورية مستمرة لإحياء ذكرى عاشوراء وتعليم الأجيال الجديدة عن دروسها وقيمها، ما يعزز الوعي الديني والثقافي والعقائدي لهذه
الأجيال.
- الاهتمام بالمرأة: تشجيع مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، مستلهماً من دور النساء في واقعة كربلاء، مثل السيدة زينب(ع) التي كانت رمزاً للصمود والشجاعة.
- الدعم الاجتماعي: إنشاء مؤسسات خيرية ومنظمات غير حكومية تهدف إلى دعم الفقراء والمحتاجين، بما يعكس روح الإيثار والتضحية التي تجسدها عاشوراء.
- التطوير العسكري: تعزيز القدرات الدفاعية والعسكرية للجمهورية الإسلامية، مستلهماً من شجاعة وبطولة أصحاب الإمام الحسين(ع) في كربلاء، لضمان قدرة البلاد على الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان.
- الدبلوماسية الثورية: استخدام مبادئ عاشوراء في الدبلوماسية والسياسة الخارجية، من خلال تبني مواقف حازمة ضد الاستكبار العالمي والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة.
هذه الأمثلة تظهر كيف استلهم الإمام الخميني(قدس) والإمام الخامنئي(حفظه الله) من عاشوراء ليس فقط في الجانب الروحي والديني، بل أيضاً في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ما جعل من عاشوراء مصدر إلهام شامل يؤثر على كل
جوانب الحياة.

البحث
الأرشيف التاريخي