في اجتماع رؤساء البرلمانات بدول مجموعة «بريكس»
قاليباف وبوتين يؤكدان على مواجهة الأحادية القطبية
الوفاق- أجرى رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قاليباف"، خلال اليومين الأخيرين، زيارة الى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية؛ رافقه فيها وفد برلماني، للمشاركة في اجتماع رؤساء البرلمانات بدول مجموعة الـ "بريكس"، وجاءت الزيارة تلبية لدعوة رئيس مجلس الدوما "فياشيسلاف فالودين"، وأيضاً دعوة رئيسة مجلس الاتحاد (الشيوخ) في البرلمان الروسي السيدة "فالنتينا ماتفيينكو"، وتعتبر زيارة قاليباف الى روسيا بمثابة اول حضور رسمي للجمهورية الاسلامية في اجتماعات مجموعة بريكس.
حذف الدولار وإعتماد العملات البديلة
وفي كلمة ألقاها أمام مؤتمر الجمعية العامة البرلمانية لمجموعة بريكس الذي إنعقد في سانت بطرسبورغ الروسية، أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف ان حذف الدولار والافادة من العملات البديلة سيؤدي الى قطع الضغط الامريكي عن الاقتصادات الناشئة، مشيرا إلى ان الاتفاق المالي الاخير بين ايران وروسيا يمثل نموذجا ناجحا للتعاون لحذف الدولار من العلاقات الثنائية. واضاف قاليباف: إن النظام العالمي الحالي لم يتمكن من تحقيق نتائج مثمرة في مجال تسوية الخلافات الاقليمية والدولية، ووضع نهاية للحروب والصراعات وعدم المساواة، لذلك فان طاقات اقتصادية وسياسية جماعية جديدة تتشكل في اطار المنظمات متعددة الاطراف لكي تسود الحوكمة العالمية على اساس مبدء التعددية القطبية.
نظام متعدد الاقطاب
واكد ان الموقف الدائم للجمهورية الاسلامية الايرانية يقوم على ضرورة الاهتمام بنظام متعدد الاقطاب، موضحا: ان هكذا رؤية تجعل الحكومة ومجلس الشورى الاسلامي في ايران يدعوان للمشاركة بعزيمة وإرادة قوية والتعاون المفيد بين الاعضاء والتحقق العملي لاهداف بريكس السامية. ومضى قاليباف يقول: ان اقتصادات الدول الاعضاء في بريكس وفي ضوء طاقاتها العديدة في القطاعات المختلفة والاستراتيجية، تكمل وتعزز احدها الأخرى وهذا يشكل طاقة قيمة للتنمية المتبادلة للتعاون الثنائي ومتعدد الاطراف. واضاف رئيس مجلس الشورى الاسلامي: ان من الاجراءات المهمة التي يتم متابعتها في بريكس هو حذف الدولار والافادة من العملات البديلة للتجارة بين الاعضاء. موضحا ان ذلك سيسهم في قطع احد ادوات الضغط الرئيسية لامريكا على الاقتصادات الناشئة. واعتبر الترانزيت والطاقة والتجارة والبنوك بانها تشكل اهم محاور التعاون بين اعضاء بريكس، وقال: ان مجلس الشورى الاسلامي والحكومة الجديدة في ايران جاهزان بشكل شامل للتعاون مع شركائهم في جميع هذه المجالات .
مواجهة الإجراءات القسرية الاحادية
وقال قاليباف: ان ايران اقترحت في الاجتماع السابق لبريكس الذي عقد في جنوب افريقيا، ايجاد مجموعة الصداقة البرلمانية لبريكس في برلمانات الدول الاعضاء لتسهيل وتعزيز العلاقات البرلمانية الثنائية، وجدد هذا الاقتراح في هذا الاجتماع واتخاذ الاجراءات اللازمة لوضع الاقتراح موضع التطبيق. واقترح ايضا مواجهة العقوبات الاقتصادية والإجراءات القسرية الاحادية بوصفها تشكل تهديدا كبيرا ضد الامن ورفاهية الشعوب والمواطنين العاديين لاعضاء بريكس على جدول اعمال الجمعية البرلمانية لبريكس معربا عن اعتقاده بان الافادة من الحلول القانونية والآليات الجماعية يمكن ان تعطي نتائج مؤثرة في هذا المجال.
مواجهة الأحادية القطبية
كما التقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي، أمس الأول، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش اجتماع الجمعية البرلمانية العامة لمجموعة بريكس، ومثلت مواجهة الاحادية القطبية وكذلك تعزيز العلاقات بين البلدين أهم الموضوعات التي تطرّق إليها الطرفان في اللقاء. وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف في حسابه الشخصي على منصة "اكس": ناقشت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متابعة الاتفاق المالي بين البلدين، وكذلك مشروع الممر وشددت على ضرورة توسيع العلاقات الاقتصادية. واضاف: "ان الرئيس الروسي طمأن بشأن استمرار توسيع العلاقات بين ايران وروسيا على غرار عهد آية الله رئيسي، وطلب مني ابلاغ تحياته الحارة وافضل تمنياته لقائد الثورة الاسلامية المعظم والشعب الايراني." وكان رئيس مجلس الشورى قد التقى في وقت سابق من يوم الخميس المنصرم رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشسلاف فالدوين.
15 وثيقة تعاون في مرحلة التنسيق
كما اعلن كل من قاليباف ونظيره الروسي (فالنتينا ماتفينكو) عن اعداد 15 وثيقة تعاون بين البلدين. وقال قاليباف خلال لقائه نظيره الروسي: "تتمتع إيران وروسيا بقدرات كبيرة في مجال التنمية الاقتصادية والاستثمار والتبادلات التجارية". وأضاف: "لا شك أن البريكس لها تأثيرات إقليمية ودولية لكلا البلدين، إلى جانب العلاقات الثنائية بين إيران وروسيا". واوضح قاليباف: "تعد رئاسة روسيا لمجموعة البريكس فرصة جيدة لتطوير العلاقات، خاصة في المجالات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية والنقل والطاقة والتجارة". من جهته دعا رئيس مجلس الاتحاد الروسي في الختام قاليباف الى دعم التعاون بين محافظات إيران وروسيا.
خط ايران الأحمر هو تغيير الحدود
وشدد رئيس مجلس الشورى الاسلامي خلال لقائه مع نائب رئيس برلمان ارمينيا، ان تغيير الحدود في دول جوارنا هو من خطوط الجمهورية الاسلامية الايرانية الحمراء. وتابع: "علاقاتنا الاقتصادية مع أرمينيا مناسبة وعلينا أن نتحرك نحو تطويرها".
كما أجرى قاليباف لقاءات منفصلة مع نظرائه من رؤساء برلمانات الدول المشاركة في مجموعة بريكس، من بينهم رؤساء برلمانات "طاجيكستان وكازاخستان وبيلاروسيا، بالإضافة الى رؤساء برلماني روسيا وأرمينيا" وبحث معهم سبل تعزيز التعاون الثنائي، لا سيما في الجوانب الاقتصادية.
وعقب مباحثات مكثفة وتفاعلات واسعة جرت على صعيد السياسة الخارجية لحكومة الرئيس الشهيد رئيسي خلال العام الماضي، إنضمت ايران مع 3 دول اخرى الى مجموعة الـ "بريكس"، ليبلغ مجموع اعضاء هذا التكتل في الوقت الحالي، 9 دول من القوى الناشئة في العالم.