الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • قضایا وآراء
  • طوفان الأقصى
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثلاثة وأربعون - ١٠ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثلاثة وأربعون - ١٠ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

مهما تهبّ رياح السود... غزّة تنشد

على مدى 75 عاماً، انشغل جانب من الحركة الإبداعيّة الفلسطينيّة والعربيّة، بمجابهة الاستعمار الصهيونيّ وتداعياته على الواقع الفلسطينيّ، وارتكز الجهد في ذلك على تجلية آثار الإستعمار في الفلسطينيّين حضاريّاً وحقوقيّاً، على صورة يمكن تقعيدها في معادلة محو فلسطين من العالم، وهي معادلة حاول مبدعون كثر حلّها على صور مختلفة، فتمخّضت الحلول عن الصورة المأساويّة للواقع الفلسطينيّ، بمعنى مبسّط؛ فإنّ العالم ناقص فلسطين، يساوي مأساة مستمرّة وحروباً مستعرة.
كانت المجالات الإبداعيّة، الكتابة والسينما والموسيقى وغيرها من الفنون، مجالاً للتأكيد على أنّ الفلسطينيّين يستحقّون حياة أفضل، وعلى مستوى الأناشيد، ظهرت هذه الخصومة الجماليّة بشكل أوضح، ربّما لأنّ الأنشودة نموذج فنّيّ سهل التداول، وسريع الوصول، أكثر من الشعر والدراسات والمسرح، وربّما السينما أيضاً. ولكي يكون التحليل ناضجاً؛ لا بدّ من اختيار نموذج محدّد أيضاً لبناء المعايير. ولأنّ غزّة هي النقطة الأسخن في الأعوام الأخيرة؛ فقد تكون أنسب النماذج. فكيف خاطبت الأناشيد غزّة وكيف خاطبت الأذن العربيّة بها وعنها؟
غزّة في أنشودة الغزّيّ
محمّد عسّاف، ابن غزّة، واحد من ألمع رموز فلسطين الفنّيّة، وفي رصيده مجموعة كبيرة نسبيّاً من الأناشيد الموجّهة إلى مدينته، اختلف الخطاب فيها - ربّما لإختلاف الظرف الّذي أطلق كلّاً منها فيه - ففي أنشودة "إرفع رأسك هذا سلاحك"، من كلمات الشاعرة الفلسطينيّة الغزّيّة "هند جودة"، تظهر مشاعر التحدّي، وليس الفخر فحسب؛ لأنّ الغزّيّ يدرك أنّه هو مَنْ يصنع هذا الواقع، فتبدو لغة الخطاب شخصيّة أكثر ممّا تبدو عليه في الأناشيد الّتي تأتي من خارج القطاع: "إرفع رأسك هذا سلاحك/ أصل الكرامة إنسان/ ابن بلاد الشمس الحرّة/ ابنك يا غزّة ما ينهان".
وفي الأنشودة أيضاً عبارات تدلّ على العزم على حمل المهمّة على الأكتاف بدون معين، وفيها وضوح في طلب الشهادة، تظهر في عبارات مثل: "خدوا دمّي وهاتوا حرّيّة".
ومع ذلك لم تُظْهِر الأنشودة ملامح المدينة، كما لم تعتنِ بالصورة الحضريّة لها، ولم تستطع تصويرها بعيداً عن الحرب، أو حتّى قريباً منها، بل في قلب الحرب؛ فهذه صورة يرى الغزّيّ نفسه عليها، وكأنّ دخان القصف، يحجب رؤية ساحل المدينة المطلّ على العالم الآخر. أمّا خالد جمعة، الشاعر الفلسطينيّ الغزّيّ أيضاً، الّذي كتب أنشودة "بحرك غزّة" لمحمّد عسّاف، ضمن ألبوم "قصص عن فلسطين"، فقد اضطلع بهذه المهمّة الصعبة، وصوّر المدينة خارج قلب الحرب، لكن دونما حذف الدخان من المشهد: "بحرك غزّة ما له حدود/ صيّاد ومركب وزنود/ مهما تهبّ رياح السود/ مركبنا لا بدّ يعود".
البحث
الأرشيف التاريخي