الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • ملحق خاص
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وواحد وأربعون - ٠٨ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وواحد وأربعون - ٠٨ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

الأديبة والمؤلفة الفرنسية «كلر جوبرت» للوفاق:

الأدب منصة مناسبة لتعليم ونقل المفاهيم الدينية للأطفال

مثلما الإنسان يحتاج إلى الغذاء لكي يحافظ على استمرار حياته ويحافظ على تطوره الذهني والجسدي،كذلك العقل الذي كرّم به الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات. فالعقل يحتاج الى عناية ويحتاج إلى تغذية وإلى مراعاة واهتمام، لذلك فإن القراءة تعتبر جزءاً أساسياً لغذاء العقل، وهي التي تؤدي إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناول يده. يصادف اليوم الإثنين 8 يوليو/تموز، يوم أدب الأطفال الذين هم أكبادنا وصانعي مجتمعاتنا في المستقبل، فبهذه المناسبة نتطرق الى نبذة قصيرة حول أهمية القصص للأطفال، وبعد ذلك نقدّم لكم الحوار الذي أجريناه مع كاتبة قصص الأطفال الفرنسية التي اعتنقت الإسلام وجاءت إلى إيران وقامت بتأليف الكتب للأطفال بلغة سهلة وممتعة، وهي ”کلر جوبرت” التي نشأت وترعرعت في عائلةٍ مسيحيةٍ، إعتنقت الإسلام في التاسعة عشر من عمرها ثم تزوجت من طالبٍ جامعي إيراني في فرنسا، هاجرت معه إلی ايران وتعيش حالياً فيها. تؤلف قصصاً للأطفال باللغة الفارسية وترسم الرسومات بنفسها. حائزة على شهادة بكالوريوس بعلم التربية وماجستير بأدب الأطفال، تمتلك مهارة عالية في وصف حقائق الحياة ولديها قدرة على التعبير عن الأحداث الحلوة والمرة فيها بأسلوبٍ بسيط يناسب الأطفال، تُنشر قصصها في إيران ولبنان وفرنسا، وبالإضافة إلى الكتابة والرسم، تقوم أيضاً بأعمال الترجمة، وهي إمرأة محجبة وموفقة، تقوم بأعمالها كإمرأة مسلمة وتقدّم للأطفال المفاهيم الدينية والحجاب بأسلوب شيّق وجميل في مؤلفاتها.

الوفاق/ خاص

موناسادات خواسته

القصّة المناسبة للطفل
كان يا ما كان في قديم الزمان في سالف العصر والأوان، حتى كان…كان في… هكذا كانت تبدأ الحكايات التي تحكيها الجدّات للأطفال حين يجتمعون حولها في المساء لتبدأ بسرد القصص والأحداث، تجمع بعضها من ذاكرتها وتؤلف الآخر من خيالها وخبرتها في الحياة عن الأبطال والعوالم الخيالية وربما السحرة أو الحيوانات والتي تحمل أساساَ بسيطاً من التاريخ والبقية من خيال وأفكار مؤلف الحكايا التي تنتقل بهذه الطريقة من جيل إلى جيل.. مغلفةً نهايتها بعبرة مفيدة.
فالحكاية والروايات، من أقدم الفنون الأدبية التي وُجدت في المجتمعات البشرية على اختلاف تكوينها وتطورها، وتطوّر هذا الفَنّ الأدبي حتى بات من أعظم الفنون الأدبية التي تُسجِّل التاريخ وتُسهم في تكوين النفس البشرية والطباع الإنسانية.
وقد أثبتت الدراسات العلمية والنفسية أن القصة من أهم العوامل التي تساهم في بناء شخصية الطفل وتشكل ميوله ومعتقداته وأفكاره، فهي تُنمّي الخيال وتساعد بشكل كبير في حلّ المشاكل النفسية والسلوكية التي قد يعاني منها الطفل إن أحسن الأهل اختيار القصص المناسبة لهم، إضافة إلى أنها تطوّر عنده المحاكمة العقلية للأمور، وتساعد القصة في زرع القيم في وعي الطفل ومساعدته لإكتشاف نفسه وبناء أحلامه وطموحاته.
الحضور في إيران
في البداية، تتحدث السيدة "كلر جوبرت" عن حياتها وحضورها في إيران، وتقول: ولدت في باريس عام 1961 وترعرعت في عائلة كاثوليكية مثقّفة. عندما كنت مراهقة، ابتعدت عن المسيحية بسبب قضية التثليث وتناقضاتها، وأمضيت عدة سنوات أتجول بحثاً عن الحقيقة.
بفضل الثورة الإسلامية في إيران تعرّفت على الإسلام وبعد بضعة أشهر من الدراسة والبحث أصبحت مسلمة بفضل الله في سن التاسعة عشر. وبعد فترة تزوجت برجل إيراني وهاجرت معه إلى إيران.
وحول دافعها لتأليف كتب الأطفال تقول: كنت مولعة بالقراءة والرسم منذ الطفولة، وأحب القصص القصيرة والروايات، وأحببت الكتابة منذ أن كنت طفلة؛ عندما أصبحت أمّاً، تعرّفت على أدب الأطفال الحديث بسبب أطفالي، وقررت أن أتعلم كيفية كتابة القصص حتى أكتب للأطفال.
وكنت مهتمة جداً بكتابة أدب الأطفال منذ أن أصبحت أمّاً وأردت أن أجعل أطفالي مهتمين بالكتب، ومنذ ذلك الوقت بدأت في الكتابة والرسم للأطفال، فبدأت الكتابة للأطفال عندما كان أولادي صغاراً؛ وكنت أريد أن ينشأ أطفالي على حب الكتاب. من جهة أخرى كان أطفالي يلحّون عليّ في أن أحكي لهم قصة، فكنت انسج لهم القصص من خيالي.. وهكذا بدأت اكتب للأطفال شيئاً فشيئاً.
القراءة وقوة الفكر
وعندما سألناها عن رأيها حول مدى تأثير كتابة القصص للأطفال في مستقبلهم وبناء شخصيتهم قالت جوبرت: عندما كنت طفلة كنت أقرأ الكتب كثيراً وجرّبت مدى فعالية وتأثير القراءة في تنمية شخصية الطفل، خاصة في تنمية حس التعاطف والقدرة على فهم الآخرين وتقوية التفكير.
ميزات كتابة القصص للأطفال
أما حول الميزات التي يجب مراعاتها في كتابة القصص للأطفال، تقول جوبرت:على عكس ما يظنه البعض، ليست الكتابة للأطفال بلغة سهلة فحسب، بل هي أيضاً أكثر تعقيداً من ذلك بكثير. يجب أن يكون مؤلف قصة الأطفال على دراية كافية بأصول كتابة القصة، وأن يعرف جمهوره جيداً؛ أي معرفة اهتماماته واحتياجاته ومشاكله والنظر في حدوده الإدراكية والفكرية والعاطفية والتجريبية؛ ويجب أن يكون قادراً على رؤية العالم من خلال عيون طفل اليوم.
جمال "الدين" في قصص الأطفال
وفيما يتعلق باختيار كتابة القصص للأطفال في سياقات دينية والتعبير عن المناسبات الدينية بتعبيرها البليغ والجميل، قالت مؤلفة القصص للأطفال: لقد تعرفت على الإسلام الحقيقي عندما كبرت، وبــإسلامي، أصبحت حياتي أكثر ثراءً وجمالاً، ولهذا أشعر أن لدي كلمات كثيرة أقولها للأطفال حتى يكتشفوا جمال الدين ويفهموا نعمته. آمل أن أتمكن من اتخاذ خطوات قصيرة في هذا الطريق الصعب بعون الله.
رسم رسومات الكتب
وأخيراً سألناها عن إخراج ورسم الرسومات لكتبها، فهل هي تقوم برسم الرسومات؟ ولديها أسلوب خاص في هذا المجال؟ فقالت "جوبرت":  لقد كنت مهتمة جداً بالرسم مذ كنت طفلة، وخلال سنوات المراهقة والبلوغ، قمت بدراسة هذا الفن. ولهذا السبب عندما بدأت بكتابة قصص للأطفال، قررت أن أرسم رسومات قصصي بنفسي. ولكن في ذلك الوقت، لم أجد ورش عمل تتطرق إلى هذا الموضوع، وتعلمت الرسم من خلال التجربة والخطأ ووجدت أسلوبي الخاص تدريجياً.
جمهور قصصها والكتب المترجمة إلى العربية
تكتب السيدة جوبرت قصصها للأطفال والناشئين، ومن خصائص أعمالها أنه عندما يشتري الجمهور كتبها، يعلمون أن مؤلفة الكتاب أخذت بعين الإعتبار عمر القارئ، وفي نفس الوقت يمكن أن تكون هذه الكتب ممتعة للأطفال من الفئات العمرية الأخرى، فتقول السيدة جوبرت في هذا المجال: "على أية حال، هناك طفل صغير مخفي داخل كل قارئ إما صغيراً أو كبيراً. وأنا شخصياً أستمتع بقراءة بعض القصص التي يكون جمهورها الرئيسي من الأطفال".
أسلوب الكتابة
تعتقد الأستاذة "كلر جوبرت" إن أية فكرة تبدو صغيرة يمكن أن تصبح قصة كبيرة، وعندما نكتب، فإننا نوفر فرصة للتفكير والتعلم ومراجعة أفكارنا. وترى أن الأدب منصة مناسبة لتعليم ونقل المفاهيم الدينية والإسلامية للأطفال، وتحاول في قصصها الإجابة على أسئلة الأطفال حول مفاهيم مثل الله والدين والصوم وغيرها بلغة بسيطة.
وفي نظرة على أعمالها نرى أن "جوبرت" تتمتع بقدرة خاصة على وصف وتعليم حقائق الحياة بلغة الأطفال، وترسم أحداث العالم الذي نعيش فيه المرة والحلوة في عالم القصص. وبصرف النظر عن الكتابة، تقوم جوبرت بالتنزه وقضاء الوقت مع الأطفال في جدول اعمالها اليومية. وقد ساعدت هذه الأمور على زيادة خبرتها في الكتابة.
وتصدر دار الحضارة الإسلامية مجموعة من قصصها التي تخاطب الأطفال بأسلوب مسلي وشيّق، حيث تهدف إلى تنمية خيالهم وإكسابهم مفاهيم إسلامية، أخلاقية، ثقافية وإجتماعية. وفيما يلي نذكر بعض الكتب التي قامت "جوبرت" بكتابتها، وتم ترجمتها إلى اللغة العربية كأنموذج:
بحثاً عن الله
كتاب "بحثاً عن الله" لكلر جوبرت من إصدار دار المعارف الحكمية، وهو حول سنجاب صغير اسمه "موشكا"، جاء في الكتاب: موشكا هو سنجاب صغير، في كل يوم ومن فوق الشجرة كان يرى الجدة سكينة تناجي الله، لكن لم يجيبها أحد، ذات يوم قرر موشكا أن يبحث عن الله ويطلب منه أن يجيب للجدة، فهل سيجد الله؟ إذا أردتم أن تعرفوا الجواب اقرأوا هذه القصة الجميلة".
فطائر الله
كتاب "فطائر الله" من تأليف "جوبرت" وترجمة "سميرة صقر" وجاء في قسم منه: أراد الدّب الصغير ان يقدم الشكر لله على نعمة وجمال خلقه ولكن لم يكن يعلم كيف يشكر الله، اقترح عليه الغراب أن يصنع فطائر ويقدمها لله، أما القنفذ فقد كان له رأي آخر.
دعاء الفأر الصغير
كتاب "دعاء الفأر الصغير"  أيضاً للكاتبة "كلر جوبرت" ومن إصدار دار المعارف الحكمية، وحول موضوع فأر صغير يدعو الله، وجاء في قسم من الكتاب: "في أحد الأيام شعر الفأر الصغير بضيق يعتصر قلبه، فصعد إلى أعلى التلة، وهناك دعا ربه قائلاً: "يا الله يا راحمي، أترى كم أنا وحيد، هلا ترسل لي جدة محبة؟" بعد ذلك جلس منتظراً قرب شجيرة صغيرة".
وداعاً راكون العجوز
كتاب "وداعاً راكون العجوز" من إصدار دار الحضارة الإسلامية، وجاء فيه: "في يومٍ مشرقٍ وربيعيّ، أنجبت الأرنب الأم ستة أرانب، قامت بلحس صغارها وقبلتهم ثم قالت للأب: ""شيء ما يتحرك في بطني، ربما هناك أرنب سابع، ومع كل الانتظار لقدومه إلا أن الأرنب السابع لم يأتِ على الدنيا حتى...".
لينالونا
كتاب "لينالونا" للكاتبة "كلر جوبرت" ومن إصدار دار الحضارة الإسلامية، جاء في قسم منه:  "كنت أكتب في دفتر مذكراتي وفجأة جلس بجانبي طائرٌ كبير، كان بحجم البجعة وربما أكبر، وصبي صغير يركب على ظهره، لقد كان غريبا، أليس كذلك؟ في القصة ستتفاجأ "صبا" أن هذا الصبي هو فتاة! ترى ما هي حكايتنا وماذا دار من حوار بينهما؟"
السحلیة الخضراء الصغیرة
كتاب "السحلية الخضراء الصغيرة"، من إصدار دار الحضارة الإسلامية، وجاء في  قسم منه:
"قالت السحلية الخضراء الصغيرة للعصفور: "الطيران شيء ممتع أليس كذلك؟ لما لم يعطني الله ريش وجناحان كي أستطيع الطيران؟"، أجابها العصفور: "لا أعلم، ولكن إن أردت ذلك تمسكي بي وجربي الطيران معي." لكن مشكلة السحلية الخضراء في قصتنا شيء آخر".
النحلة
كتاب "النحلة" من إصدارات دار الحضارة الإسلامية، جاء في قسم منه: كانت النحلة تحب كثيرا أن تقوم بعمل عظيم، لتفتخر به وتقول: ""أنا فعلت هذا"" وفي تلك الليلة، جاءها ملاك وقال: ""لقد جئت إلى هنا من أجل أمنيتك، لدي عمل رائع وجميل لك."" ترى ماذا طلب الملاك من النحلة؟ وهل تحققت أمنيتها؟"

البحث
الأرشيف التاريخي