الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأربعون - ٠٧ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وأربعون - ٠٧ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

متخصصة في أدب الأطفال للوفاق:

المقاومة والإصرار على استرداد الحقوق ترسخت لدى أطفال غزة

الحديث عن حقوق الطفل هو ذات الحديث عن حقوق الإنسان بشكل عام، لما له من صلة وثيقة ببناء الإنسان وشخصيته. وتكمن أهميته في الكثير من الجوانب، أولها أن حقوق الطفل ليست واضحة تماما عند الكثير من الناس، ولأهمية بناء أجيال متسلّحة بالعلم والأخلاق، ولقلة الاهتمام بهذا الموضوع الذي يخصّ فلذّات الأكباد وحياتهم وعيشهم، كما تكمن أهميته أيضاً في ظل الظروف الراهنة التي همّشت الطفولة، وسلبت حقوق الطفل في كثير من البلدان، حتى سلبته أبسط حقوقه في العيش سواء قبل ولادته أو بعدها. وفي هذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حوارا مع الأستاذة المتخصصة بأدب الأطفال خديجة حيدورة فيما يلي نصه:

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

حق الأطفال في التعبير عن آرائهم
أوضحت الاستاذة خديجة حيدورة بخصوص حقوق الطفل قائلة: هي مجموعة من الحقوق الإنسانية الخاصة بالأطفال، والتي تشمل حقهم في الحياة، والتربية، والرعاية الصحية، والحماية من العنف والاستغلال، وحقهم في اللعب، وحرية التعبير، والمشاركة في الأمور التي تخصهم. أيضا تضمن هذه الحقوق للأطفال حياة كريمة وآمنة وتوفر لهم بيئة تتيح لهم النمو والتطور بشكل صحي وسليم، بعيداً عن جميع أشكال الإساءة والعنف والاستغلال.
وتُعدّ حقوق الطفل هامّة لأنّها تحمي الأطفال من الانتهاكات وتضمن لهم فرصاً متساوية في مجالات التعليم والرعاية الصحية والتغذية الجيدة، كما تتيح لهم هذه الحقوق التعبير عن آرائهم والمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم، ما يعزز شعورهم بالانتماء والقدرة على التأثير في مجتمعاتهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ضمان حقوق الطفل يسهم في تحقيق العدل والمساواة بين الأطفال من مختلف الخلفيات، ويؤدي إلى بناء جيل قادر على المساهمة بفعالية في المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل.
حق الأطفال في التعليم والحياة
وذكرت الاستاذة حيدورة بأن حق الطفل في الحياة يعني أن لكل طفل الحق في أن يعيش وأن يتمتع بحياة كريمة وآمنة منذ ولادته، ويشمل هذا الحق حماية الطفل من جميع أشكال العنف والإساءة والإهمال، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لضمان نموه وتطوره بشكل سليم. كما يتضمن اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة للحد من وفيات الأطفال وتأمين بيئة صحية
وآمنة لهم.
وحق الطفل في التعليم يعني أن لكل طفل الحق في الحصول على تعليم مجاني وإلزامي في المراحل الأساسية، وتوفير فرص متساوية للوصول إلى التعليم الجيد. يشمل هذا الحق ضمان بيئة تعليمية آمنة وداعمة، وتقديم الموارد اللازمة لتحقيق التعلم الفعّال، بما في ذلك الكتب المدرسية والمعلمين المؤهلين والبنية التحتية المناسبة. فضلاً عن أنّه يهدف إلى تمكين الأطفال من تطوير مهاراتهم ومعارفهم، والمساهمة في تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمشاركة بفاعليّة في المجتمع.
إهتم الإسلام بتربية وتنشئة الأطفال
كما وضحت حيدورة بان الإسلام اهتم اهتماماً كبيراً بالطفل ووضع له العديد من الأسس والمبادئ التي تضمن رعايته وتربيته تربية سليمة، كما أن الاسلام ينظر إلى الطفل على أنه أمانة من الله، ويجب على الوالدين والمجتمع توفير الرعاية والحماية له. ويشمل ذلك الرعاية الصحية والنفسية، والتعليم، والحماية من الأذى، والتربية الأخلاقية. وقد حثّ البشريّة  على العناية بالطفل منذ ولادته، بما في ذلك الرضاعة الطبيعية والتغذية الجيدة، والاهتمام بصحته النفسية والجسدية، وشدد على أهمية التعليم والتعلم، واعتبره حقاً واجباً للطفل، وأمر بحماية الأطفال من جميع أشكال العنف والإيذاء، وأكد على أهمية التربية الأخلاقية وتنشئتهم على القيم الإسلامية. إن التربية الإسلامية للطفل تعني تنشئته وفقاً للقيم والمبادئ الإسلامية التي تضمن له نمواً شاملاً ومتكاملاً من الناحية الروحية والأخلاقية والجسدية والعقلية.
أطفال غزة غير أطفال العالم
وعن الحديث حول أطفال غزة قالت حيدورة: إن أطفال غزة يعيشون ظروفاً استثنائية تختلف عن سائر أطفال العالم، وذلك بسبب ظلم الاحتلال الصهيوني الغاشم والحصار المطبق غذائيّاً وصحّيّاً... إنهم  يتعرضون لخطر الإصابات والموت وفقدان أفراد العائلة نتيجة هذا العدوان إضافة إلى الخذلان العالمي، ما يرفع من معدلات الفقر والبطالة وسوء التغذية. لذا نرى أن نظام التعليم والصحة في غزة يعاني تحديات كبيرة بسبب تدمير البنية التحتية بآلة الحرب «الصهيونية»، ونقص الموارد، فيفقد الأطفال فرص التعليم والرعاية الصحية المناسبة، فضلا عن المعاناة النفسيّة الهائلة بسبب التعرض المستمر للعنف والانتهاكات، ما يزيد من معدلات القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. لكنّ هذه الصدمة أثرت وتؤثّر في بناء جيل مقاوم يتحدّى الاحتلال وآلته المتطوّرة، فهو قد نشأ على كرهه لهذا العدو الظالم، وقد ترسّخت لديه فكرة المقاومة والإصرار على استرداد الحقوق. ونحمد الله تعالى على نعمة التوفيق فهناك سلسلة أعمال تم إنجازها؛ من بينها قصة حامل الرسالة الورقية والرقمية التّي صدرت عن دار الولاء  وقد عرضت -وما زالت- على قناة طه للأطفال، وهي من إنتاج دار ألوان للطباعة والنشر، وقصة الملثّم من وحي البطولات من إصدار دار شأن في الأردن الشقيق.
التعامل مع أطفالنا خلال الأحداث الحاصلة في فلسطين
كما أوضحت حيدورة أنه يجب علينا خلال الأحداث الدائرة في فلسطين، أن نتعامل مع أطفالنا بحساسية وتفهم عميق للظروف الصعبة التي يمرون بها. أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نؤكد لهم أننا معهم وندعمهم، ونبني معهم جسور الثقة والأمان، علينا التحلّي بالصدق في التحدث معهم حول الأحداث، ونوضح لهم بلطف وبما يناسب أعمارهم ما يحدث ولماذا؟ ثانياً، يجب أن نوفر بيئة داعمة وملائمة لهم، تشمل التفاعل الإيجابي مع مشاعرهم، وتقديم الدعم العاطفي والنفسي لهم إزاء ما يطّلعون عليه من مجازر ومن الجيّد إقامة الأنشطة التي تخفف من التوتر وتشجع على التعبير الإبداعي
كالرسم والكتابة.
دور الأسرة في إنشاء جيل جديد متطلع إلى مستقبل باهر
تقول حيدورة بان للأسرة دور محوريّ في حماية الأبناء وإنشاء جيل متطلع إلى مستقبل باهر من خلال توفير بيئة آمنة ومستقرة، وتعليمه القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية والاجتماعية. كما تقدم له الدعم النفسي والعاطفي، وتؤسس للانموذج القدوة الذي يحتذي به الأطفال، كما تشجع على تنمية المهارات واكتشاف المواهب. وتساعد الأسرة أيضاً في وضع أهداف مستقبلية للأطفال وتوجيههم نحو تحقيقها، فيستعدّون لحياة ناجحة ومستقبل مشرق، ومن هذه الأسرة تنتج أسر أصغر حجما تقوم ببناء مجمتع
متكامل وفعّال.
غرس تحقيق الأهداف في نفوس الأبناء منذ مرحلة الطفولة
وذكرت الاستاذة حيدورة بأن الآباء يؤدون دوراً أساساً في تحفيز أطفالهم على تحديد الأهداف منذ الصغر؛ فهم  يمثلون القدوة التي سيحتذي بها أطفالهم، فضلا عن توجيهاتهم الدائمة،  كما أنّهم يشجعونهم على  الاستكشاف والتجربة في مختلف المجالات، والأهم تقديم الدعم المستمر والإيجابية في التعاطي لتعزيز الثقة بالنفس.

 

البحث
الأرشيف التاريخي