الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • شهید القدس
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وثلاثون - ٠٤ يوليو ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وخمسمائة وثمانية وثلاثون - ٠٤ يوليو ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

في ظل صعوده القوي

ما هي أسباب تحول الأصوات نحو اليمين في اوروبا؟

الوفاق/ مع الصعود القوي لليمين تشهد أوروبا اليوم تحولات سياسية واجتماعية عميقة تثير العديد من التساؤلات الهامة حول مستقبل القارة. ما هي القوى الدافعة وراء هذه التغيرات،و كيف تؤثر هذه التحولات على المشهد السياسي في مختلف الدول الأوروبية؟ ،و هل نحن أمام إعادة تشكيل جذرية للخريطة السياسية في أوروبا؟
تفوق اليمين الفرنسي
 نجح حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في تحقيق فوز ساحق في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة في فرنسا،وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي بعد التصويت أن حزب "مارين لوبان" تمكن من الحصول على حوالي 34% من الأصوات. كما حصل حزب "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري على 29% من الأصوات. أما حزب "إيمانويل ماكرون" الوسطي المسمى "أنسامبل" فحصل على 20.5% فقط من الأصوات.
تضع هذه النتائج حزب التجمع الوطني في موقع يمكنه من التفكير في تشكيل الحكومة. ومع ذلك، قالت بقية الأطياف السياسية إنها ستتعاون مع بعضها البعض لمنع اليمين المتطرف من الوصول إلى السلطة في الجولة الثانية من الانتخابات في 7 يوليو.
بعد الأداء الجيد لحزب التجمع الوطني في انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر الماضي، أعلن ماكرون في مقامرة غريبة عن نيته إجراء انتخابات مبكرة. كان أمل ماكرون أن هذا الحزب اليميني المعادي للهجرة لن ينجح في تكرار نجاحه على المستوى الوطني في فرنسا.
لن تجبر هذه النتائج إيمانويل ماكرون على التنحي عن السلطة وسيظل رئيسًا حتى عام 2027، لكن قد يكون لها عواقب وخيمة على سنواته المتبقية في السلطة. كتب جيرار أرود، السفير الفرنسي السابق لدى الولايات المتحدة، في رسالة على منصة إكس: "أزمة فرنسا قد بدأت للتو".
إن الاتجاه الذي لوحظ في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية يتماشى مع اتجاه تحول التصويت في معظم البلدان الأوروبية نحو اليمين المتطرف، وهذا في رأي العديد من المحللين يشير إلى ظهور وجه جديد للقارة الخضراء.
بالإضافة إلى فرنسا، شهدت ألمانيا، وهي إحدى القوى الكبرى الأخرى في الاتحاد الأوروبي، اتجاهًا مماثلاً، ففي الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف المرتبة الثانية بعد هزيمة الحزب الحاكم الاشتراكي الديمقراطي برئاسة المستشار "أولاف شولتز".
يُقال إن فوز "جورجيا ميلوني"، زعيمة حزب "الإخوة الإيطاليين" في انتخابات عام 2022، وكذلك صعود "خيرت فيلدرز" في هولندا العام الماضي، وزيادة احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد جعل الأحزاب الشعبوية المتطرفة في أوروبا أكثر جرأة.
يبدو تزايد الإقبال على التيارات الشعبوية المتطرفة مقارنة بما كان عليه قبل بضع سنوات أمرًا مذهلاً. على سبيل المثال، خلال العام الماضي، تضاعف الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة، في حين أن "بيون هوكه"، زعيم هذا الحزب، لديه وجهات نظر متطرفة للغاية تذكر بالنظرة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي.
عوامل التحول
لعبت أسباب وعوامل مختلفة دورًا في الإقبال على هذه الجماعات المتطرفة. وفقًا للمحللين، فإن السيطرة النسبية للأحزاب اليمينية على قنوات الاتصال المفضلة لدى الناخبين الشباب، مثل منصات وتطبيقات مشاركة الفيديو وكذلك تطبيقات المراسلة عبر الشبكات الاجتماعية، كانت عاملاً كبيرًا في نجاحها المتزايد في التواصل بشكل أكبر مع جيل الشباب. أظهرت دراسة حديثة للشباب الألماني أن 57% منهم يتابعون الأخبار والأحداث السياسية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ذلك، تمكنت الأحزاب اليمينية من توجيه شكاوى الجيل الشاب حول قضايا الصحة والإسكان والتضخم وارتفاع تكاليف المعيشة نحو المهاجرين وتصويرهم على أنهم كبش فداء للمشاكل والقضايا الرئيسية للمعيشة.
أدى هذا إلى جعل الهجرة قضية حساسة في العديد من الدول الأعضاء، خاصة بعد وصول عدد كبير من المهاجرين إلى الدول الأوروبية في عامي 2015-2016. منذ ذلك الحين، حاولت الأحزاب المعتدلة تبني روايات الجماعات اليمينية على المستويين الوطني والأوروبي. علاوة على ذلك، اعتبر العديد من مواطني الدول الأوروبية نظرية "المجتمعات متعددة الثقافات" نظرية فاشلة وتهديدًا لـ "هويتهم الوطنية".
وبالفعل تمكن قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة من كسب الدعم الشعبي بسبب تدهور جودة الحياة بعد الحرب في أوكرانيا. وساهمت زيادة تكاليف المعيشة، وزيادة الهجرة، واستياء المزارعين جميعها في تحول الأصوات نحو الجماعات الشعبوية.
نتائج استطلاع "يوروباروميتر" في ديسمبر 2023 أظهرت أن نصف المواطنين الأوروبيين يرون أن ظروف المعيشة سيئة، وأن ما يقرب من 40% تحدثوا عن صعوبة دفع فواتيرهم المالية. بالإضافة إلى ذلك، كان 75% قلقين من تدهور الأوضاع في عام 2024.
وفقًا لهذا التحليل، كان دعم الأحزاب اليمينية لعمال الاتحاد الأوروبي الذين يحتجون على "الاتفاق الأخضر الأوروبي" منذ فبراير أحد العوامل الأخرى للميل نحو هذه الأحزاب في الانتخابات الأخيرة. يهدف هذا الاتفاق إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 90% قبل عام 2040، وهذا الأمر أثار قلق المزارعين،فوضع السياسات وفقًا لهذا الاتفاق من المتوقع أن يقلل من دخل المزارعين، بالإضافة إلى أن دخل هذه الفئة في أوروبا قد انخفض بسبب التضخم المرتفع في السلع وزيادة تكاليف العمالة. لذلك، فإن أحد التداعيات المحتملة لصعود اليمين في أوروبا سيكون إبطاء تنفيذ هذا الاتفاق.
وبحسب الباحثين في العلاقات الدولية، حول تبعات وعواقب هذا التحول في الأصوات، إن هذا الحدث يمكن أن ينقل مركز الثقل من بروكسل إلى عاصمة كل دولة أوروبية، ونموذج علاقة المجر مع الاتحاد الأوروبي سيحل محل نموذج البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، وبدلاً من مغادرة هذا الاتحاد، ستبقى الدول فيه وستستعيد سلطتها وستضع تنفيذ السياسات الوطنية على جدول الأعمال بدلاً من السياسات المركزية للاتحاد الأوروبي، وفي مثل هذه الظروف، سيكون لوزير خارجية فرنسا، على سبيل المثال، سلطة أكبر من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
البحث
الأرشيف التاريخي